يتم التحميل...

من كلام الإمام علي عليه السلام في مدح أصحابه

رجب

في كلام لأمير المؤمنين عليه السلام ورد في نهج البلاغة وهو الماءة والسابع عشر من المختار في باب الخطب. ذكر ابن أبي الحديد أنه عليه السلام قال للأنصار بعد فراغه من إحدى حروبه والغرض بذلك مدح أصحابه لما قاموا به من جهادٍ في سبيل الله.

عدد الزوار: 80

الموضوع: من كلام الإمام علي عليه السلام في مدح أصحابه


المجاهدون بطانة عليّ عليه السلام:

في كلام لأمير المؤمنين عليه السلام ورد في نهج البلاغة وهو الماءة والسابع عشر من المختار في باب الخطب. ذكر ابن أبي الحديد أنه عليه السلام قال للأنصار بعد فراغه من إحدى حروبه والغرض بذلك مدح أصحابه لما قاموا به من جهادٍ في سبيل الله. وهو قوله عليه السلام: "أَنْتُمُ الأَنْصَارُ عَلَى الْحَقِّ، وَالْإِخْوَانُ فِي الدِّينِ، وَالْجُنَنُ (أي الوقاية) يَوْمَ الْبَأْسِ، وَالْبِطَانَةُ (أي الخاصة ومحل الثقة) دُونَ النَّاسِ، بِكُمْ أَضْرِبُ الَمُدْبِرَ، وَأَرْجُو طَاعَةَ الْمُقْبِلِ، فَأَعِينُونِي بِمُنَاصَحَةٍ خَلِيَّةٍ مِنَ الْغِشِّ، سَلِيمَةٍ مِنَ الرَّيَبِ، فَوَاللهِ إنَّي لأَوْلَى النَّاسِ بالنَّاسِ".

ومما يستفاد من هذا الكلام ما يلي:

1- إن هذا الكلام يجري مجرى الثناء على حُسنِ بلاء الأنصار في المعركة, وهذا يلفت إلى ضرورة الثناء على كل مجدٍّ في مجال عمله, لما في ذلك من تثبيته وشحذ همته لما هو آتٍ من التحديات, هذا من جهة, ومن جهة أخرى لعدم تزهيده بجهاده وعمله، ومن جهة ثالثة ترغيبٌ في العمل الحسن والثبات وحُسن الأداء خصوصاً في الأعمال الجهادية.

2- تذكير المجاهدين بالمبادئ التي كان لأجلها القتال وهو نصرة الحق, وفيه ثناء عليهم بأنهم حقاً أنصار لأجل الحق. وإخوان في الدين لولي الأمر قبل غيره من أفراد الأمّة وهذا وسام رفيع من أرفع الأوسمة.

ومن هنا كان الإمام عليه السلام يحثّ أصحابه على الجهاد ويبعث فيهم روح التضحية ويعطي توجيهاته الرائعة في أساليب القتال وصولاً إلى تحقيق الأهداف السامية التي قد يُشكّك البعض فيها, وتناله وساوس الشيطان ومنعاً للإلتباس في وجوب القتال يقول عليه السلام: "فَأَقِيمُوا عَلَى شَأْنِكُمْ وَالْزَمُوا طَرِيقَتَكُمْ وَعَضُّوا عَلَى الْجِهَادِ بَنَوَاجِذِكُمْ وَلَا تَلْتَفِتُوا إِلَى نَاعِقٍ نَعَقَ, إِنْ أُجِيبَ أَضَلَّ, وَإِنْ تُرِكَ ذَلَّ, وَوَاللَّهِ إِنْ جِئْتُهَا إِنِّي لَلْمُحِقُّ الَّذِي يُتَّبَعُ, وَإِنَّ الْكِتَابَ لَمَعِي مَا فَارَقْتُهُ مُذْ صَحِبْتُهُ, فَلَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله, وَإِنَّ الْقَتْلَ لَيَدُورُ عَلَى الْآباءِ وَالْأَبْنَاءِ وَالْإِخْوَانِ وَالْقَرَابَاتِ فَمَا نَزْدَادُ عَلَى كُلِّ مُصِيبَةٍ وَشِدَّةٍ إِلَّا إِيمَاناً وَمُضِيّاً عَلَى الْحَقِّ وَتَسْلِيماً لِلْأَمْرِ وَصَبْراً عَلَى مَضَضِ الْجِرَاحِ, وَلَكِنَّا إِنَّمَا أَصْبَحْنَا نُقَاتِلُ إِخْوَانَنَا فِي الْإِسْلَامِ عَلَى مَا دَخَلَ فِيهِ مِنَ الزَّيْغِ وَالِاعْوِجَاجِ وَالشُّبْهَةِ وَالتَّأْوِيلِ فَإِذَا طَمِعْنَا فِي خَصْلَةٍ يَلُمُّ اللَّهُ بِهَا شَعَثَنَا وَنَتَدَانَى بِهَا إِلَى الْبَقِيَّةِ فِيمَا بَيْنَنَا رَغِبْنَا فِيهَا وَأَمْسَكْنَا عَمَّا سِوَاهَا".

3- المجاهدون بعملهم الجهادي وحسن بلائهم فيه يؤدون جملة من الوظائف ويحققون مجموعة من الأهداف.
‌أ- هم حماة الحق وأهله من بأس الأعداء.
‌ب- هم أهل لأن يكونوا حتى خاصة ولي الأمر الذين لا يطوي دونهم سراً ولهم هذه الميزة دون الناس.
‌ج- هم قوة دفع طاردة لأهل الإنحراف والميل عن الحق.
‌د- هم قوة جذب لمن لديهم قابلية الإنجذاب إلى الولي والحق فهم دعاة إلى ولاية الولي الحق بما فعلوه في مواطن الجهاد.

ونتيجة لذلك فهم أهل لأن يكونوا ممن تطلب معونتهم بالنصيحة شرط الإخلاص وعدم شوبها بالغش أو الريب.

وفي الخلاصة إنّ من كان لهم هذه المواصفات، وهذا البلاء الحسن في مواطن الشدة، من الثبات والتضحية هم أهل أن يكونوا من خواص الامام وأهل بطانته والذين يطلب مشورتهم ويقف على آرائهم التي أكدتها مواقفهم في الحرب والجهاد؛ وبالتالي فهم أهل لأن يكون الامام عليّ عليه السلام قائدهم ووليهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

2013-05-23