صدى الولاية-العدد122- جمادى الآخرة1434 هـ

تكمن سعادة المسلمين اليوم في اتحادهم جميعاً حول محور الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ الأفكار والخطابات والتیارات الفكریة في أي مجتمع تحصل علی أیدي الخواص فيه وعبر مفكریه الذين باستطاعتهم توجیه أفكار الشعوب نحو الوجهة الصحيحة وإنقاذها أو -لا سمح الله- تضليلها وإيقاعها في الأسر. یواجه العالم الیوم حقيقةً عظیمةً تتمثل بالصحوة الإسلامية، حيث لم یعد التسلُّط علی الشعوب المسلمة بالأمر السهل وقد صار الأعداء يخافون من مجرد ذكر هذه الكلمة ویحاولون أن لا تستخدم عبارة "الصحوة الإسلامية" لهذه الحركة العظیمة، لأنّ الإسلام، في هيئته الحقیقیة وأبعاده الواقعیة، يسبّب لهم الخوف والرعب.

إنّهم يخافون إسلامكم

المستكبرون وأعداء الإسلام لا یخافون الإسلام المستعبد للدولار، ولا یخافون الإسلام الغارق في المفاسد والارستقراطیة، ولا یخافون الإسلام الذي لیس له امتدادات في ممارسات الجماهير وأعمالهم، لكنهم یخافون إسلام العمل والفعل، إسلام المبادرة، وإسلام تكتُّل الجماهير، يخافون من إسلام التوكل علی الله، ومن إسلام حسن الظن بالوعود الإلهية، حیث قال تعالی: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ﴾_{(الحج:40)}.

حینما یذكر اسم هذا الإسلام، وتظهر له علامات ومؤشرات بين الناس فإن مستكبري العالم یرتعدون ﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ﴾_{(المدثر:50-51)}. لذلك لا یریدون أن يكون عنوان "الصحوة الإسلامية" حاضراً على الساحة.

لا شكّ أنَّ هذه الصحوة حدثٌ إسلامي. ولولا المؤمنون بالإسلام والحشود الهائلة ذات المكانة الممتازة بین الناس والمعتقِدة بالإسلام اعتقاداً راسخاً وعميقاً لما تكوّنت هذه التجمّعات العظیمة في مصر وتونس. إنّ دور الإسلاميین في عملیات إسقاط الأنظمة هو بحد ذاته أقوی شاهد علی أن هذه الحركة حركة إسلامية.

الصحوة: آفات وأخطار

من المهمّ دراسة الأخطار التي تهدّد هذه الصحوة والمشكلات التي تواجهها. وإلی جانب ذلك لا بدّ من تبيان أهداف الصحوة الإسلامية وشرحها للناس. وإلاّ فإنَّ الحیرة والاضطراب قد تقعان في صفوف الجماهير.

من أهمّ أهداف هذه الصحوة: التحرّر من شرور هيمنة الاستكبار العالمي. فالتصوّر أن الاستكبار العالمي، بزعامة أمریكا، یمكن أن یتصالح مع الحركات الإسلامية هو أمر خاطئ. وإذا كان ثمة إسلام وإسلاميون فإنّ أمریكا ستحاول بكل ما أوتیت من قوّة أن تقضي علیهم. بالطبع ستخدعهم بابتساماتها في ظاهر الأمر. لذلك لیس أمام الحركات الإسلامية من طریق سوی رسم حدود فاصلة. لا نقول یجب محاربة أمریكا، بل نقول ینبغي لهم معرفة مواقف أمریكا والاستكبار الغربي منهم. ویجب تشخيص ذلك بدقّة. وإلا فإنهم سيقعون في شرك خداعهم وحيلهم بالتأكید.

الاستكبار العالمي: فراغ الرؤية

الاستكبار العالمي یحكم العالم الیوم بأدوات المال والسلاح والعلم، لكنه یعاني من فراغ فكري وتوجیهي، ولیس لدیه أفكار يمكن عرضها علی عموم الشعوب وإرشادهم إلیها، كما لیس لدیه أفكار للخواص والمثقفین منهم. أما أنتم فتملكون الكثير لأن لدیكم الإسلام. حینما یكون لنا فكرنا وخارطة طریقنا، نستطیع أن نرسم أهدافنا ونصمد، وفي هذه الحالة فلن يكون لأسلحتهم ولا لعلومهم وأموالهم تأثیر كبير علينا. لذا، من المهم أن تكون لنا أفكارنا وإیدیولوجیاتنا وخارطة طريق حتى نعلم ما علينا القيام به.

محورية الإسلام

ومن الأهداف المهمة التی یتوجّب الاهتمام بها في هذه الثورات، بقاؤها ضمن محور الإسلام والشریعة الإسلامية. لقد حاول الأعداء أن یوحوا بأن الشّریعة الإسلامية لا تتناغم مع التقدّم والتطوّر والتحضر وما إلی ذلك. كلا، إن الإسلام منسجم تماماً مع التقدم. وقد جاء الإسلام ليلبّي احتياجات البشر على مرّ الأزمنة ومواكباً للتقدُّم البشريّ على الدوام.

بناء النظام وفق رؤية

ومن الأهداف أيضاً، بناء النظام. فإذا لم يتم بناء نظام في البلدان التي ثارت، فإن الأخطار ستحدق بها. قبل ستین أو سبعین عاماً، حصلت ثورة ونهضة في تونس، وتولّی الأمور بعض الأشخاص. وكذلك حصل في مصر ثورة وانقلاب ونهضة وتولی الأمور فيها أشخاص، لكنهم لم یستطیعوا بناء أنظمة. هذا الأمر أدّى حينها لا إلی زوال تلك الثورات وحسب، بل وحتى الذین ترأسوا هذه الثورات تبدّلوا وتغیّروا رأساً علی عقب.

الحفاظ على الجماهير

ومن القضایا الهامّة أيضاً، مسألة الحفاظ علی دعم الجماهير ومساندتهم، بل والتواصل معهم، فإنّ لدى الناس توقعاتهم ومطالبهم واحتیاجاتهم. فالقوة الحقیقیة هي بید الجماهير والشعوب. وحين تجتمع الناس وتتآلف، وحين تقف صفّاً واحداً خلف المسؤولین وقادة البلد، حينها لن تستطیع أمریكا ولا غيرها ارتكاب أیة حماقة.

التربية العلمية للشباب

والقضیة المهمّة الأخرى هي التربیة العلمية للشباب، إذ یجب علی البلدان الإسلامية أن تتقدّم في النواحي العلمية والتقنیة. وفي الروایة المنسوبة لأمير المؤمنين عليه السلام: "العلم سلطان من وجده صال ومن لم یجده صِیلَ علیه". حین تكسبون العلم ستتمتعون بقبضات قویة، ولن يقدر أحد عليكم. شجّعوا شبابكم علی العلم.

لقد كنّا قبل الثورة في المراتب العلمية الأخیرة في العالم. ولكن في الوقت الحاضر وببركة الثورة والإسلام والشریعة الإسلامية یقول المختصون بالتقییمات العلمية في العالم إن إیران حالیاً تحتل المرتبة العلمية السادسة عشرة، وإنّها بعد عشرة أعوام أو اثني عشر عاماً ستتبوأ المرتبة الرابعة في العالم. سرعتنا أكثر من متوسط السرعة العالمية بأضعاف، لكننا لا نزال متأخّرین. ولو واصلنا هذه السرعة فسوف نصل إلی المراتب المتقدّمة. یجب أن تتواصل هذه الحركة في العالم الإسلامي الزاخر بالمواهب والقدرات، والمليء بالشباب الصالحين والطموحين. ذات یوم من أیام التاریخ كان العلم في العالم بأیدي المسلمين، فلماذا لا یكون الأمر كذلك الیوم أیضاً؟ لماذا لا نتوقع ونرجو أن یكون العالم الإسلامي بعد ثلاثین عاماً مرجعاً علمياً في العالم، یرجع الجميع إليه لاكتساب العلوم؟ تحقيق هذا الأمر، في المستقبل، یتطلّب منّا الهمم والجهود. وهذا سیحصل، إن شاء الله، ببركة الإسلام والثورة.

وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا

يجب أن لا تكون هناك فوارق بين الشعوب. يجب أن يكون الشعور بالتعاطف والتضامن بين الشعوب الأثر الأول للوحدة الإسلامية. حينما يفرح شعب تفرح له باقي الشعوب، وحينما يكون حزيناً تحزن له باقي الشعوب. وحينما يكون في مأزق يرى الآخرون أنفسهم أنّ لهم نصيباً في ذلك المأزق، وحينما يستنصرهم شعب يهبّ الآخرون لنُصرته ويأتون إليه، هذا هو واجبنا. وهو ما سوف يحصل ويتقدّم. إنّنا مؤمنون بهذا الوعد الإلهيّ، وعلى يقين منه، ونعتقد أنّ ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾_{(العنكبوت:69)}، وأنّ الله تعالى سيُعين المؤمنين بلا شكّ.

توجيه المحتضر إلى القبلة

س: هل يجب توجيه المسلم إلى القبلة حال الاحتضار؟
ج: الأولى أن يُوضع المسلم حال الاحتضار والنزع على ظهره وتوجيهه إلى القبلة بأنْ يُجعل باطن قدميه إلى القبلة، وقد ذهب جمع من الفقهاء إلى وجوب ذلك على الشخص المحتضر مع قدرته على ذلك وعلى الآخرين أيضاً، فالأحوط (وجوباً) عدم تركه.