يتم التحميل...

لا تتشبّهوا باليهود والنصارى‏

العلاقة مع المجتمع

في الحديث: ليس منّا من تشبّه بغيرنا، لا تتشبّهوا باليهود والنصارى... أ- في ظلال الحديث: ينهانا رسول الإسلام صلى الله عليه وآله عن التشبّه وأخذ العادات والمظاهر من اليهود والنصارى، من دون تفريق بين كون تلك العادات والأنماط جوهرية أو شكلية

عدد الزوار: 86

في الحديث: "ليس منّا من تشبّه بغيرنا، لا تتشبّهوا باليهود والنصارى..."1.

أ- في ظلال الحديث
ينهانا رسول الإسلام صلى الله عليه وآله عن التشبّه وأخذ العادات والمظاهر من اليهود والنصارى، من دون تفريق بين كون تلك العادات والأنماط جوهرية أو شكلية، فإن اتباعهم وتقليدهم فيما درجوا عليه ليس من الإسلام في شي‏ء، سواء كان في اللباس أو إحياء المناسبات أو تربية الأبناء، أو المعاملة مع الآخرين كما يتعاملون هم فيما بينهم بحيث لا يراعى الموقف الشرعي من الاختلاط بين الذكور والإناث، وإن في التشبّه بهم ترويجاً عملياً، وإن لم يكن قولياً لما يحبّونه ويرفضه الإسلام.

وليس معنى ترك التشبّه هو اجتناب الأساليب المتطورة كتنظيم الجامعات والمدارس أو إدارة المؤسسات أو المحافظة على الترتيب بشكل فني متقدم، فإن الإسلام لا يرفض ذلك.

بل معنى التشبّه هو اتباع والتزام ما هو من مختصاتهم ومعالمهم وليس من معالم الإسلام ولنأخذ مثالاً يرتبط باللباس حيث تلبس النساء البنطلون وهو لباس رجالي لا يجوز للمرأة أن تخرج به وأساسه تشبّه النساء بالرجال.

وهكذا إذا نظرنا إلى الشباب فإنا نرى البعض منهم يحلو له أن يطيل شعره إلى حد التشبّه بالمرأة، مع أن النبي صلى الله عليه وآله يقول: "لعن اللَّه المتشبّهين من الرجال بالنساء، والمتشبّهات من النساء بالرجال"2.

ويقول مولانا الصادق عليه السلام: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله يزجر الرجل أن يتشبّه بالنساء، وينهى المرأة أن تتشبّه بالرجال في لباسها"3.

وقد حذَّر أهل البيت عليهم السلام من التشبه بأعداء اللّه تعالى والاّ يعدّون منهم.

فعن مولى المتقين علي عليه السلام: "قل من تشبّه بقوم إلا أوشك أن يكون منهم"4.

ومما قاله مولانا الصادق عليه السلام: "أوحى اللَّه إلى نبي من الأنبياء أن قل لقومك، لا تلبسوا لباس أعدائي، ولا تشاكلوا بما شاكل أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي"5.

ب- مظاهر التشبّه بغير المسلمين
يمكننا من خلال ما تقدم معرفة بعض المظاهر الموجودة في بلداننا الإسلامية والتي تعتبر مظاهر غير إسلامية يتشبّه بعض المسلمين من خلالها بغيرهم، وقد وصلت إلى درجة عدم الاستهجان والاستغراب منها، بل على العكس إن البعض يستهجنون من كونها مرفوضة، وما ذلك إلا للغزو الثقافي المغرض الذي أوصل مجموعة من الناس إلى هذه المشكلة.

ومن تلك المظاهر
أولاً:
استقبال النساء للرجال في مراسم الاحتفالات، والمصافحة بالأيدي.

يقول سماحة السيد القائد دام ظله اتجاه هذا المظهر السيى‏ء "لا وجه لدعوة النساء للمشاركة في مراسم الاستقبال والترحيب بالوفود الأجنبية ولا يجوز ذلك إذا كان موجباً للمفاسد ونشر الثقافة غير الإسلامية المعادية للمسلمين"6.

ثانياً: لبس ربطة العنق وهو حرام كما جاء في أجوبة سماحة السيد القائد حيث يقول: "لبس ربطة العنق وشبهها مما يكون من لباس وزي غير المسلمين بحيث يؤدي إلى نشر الثقافة الغربية المعادية ولا يختص الحكم بمواطني الدولة الإسلامية"7.

ثالثاً: تقليد أعداء الإسلام والتشبّه بهم في قصّ الشعر.

سُئل سماحة السيد القائد دام ظله: ما هو حكم تقليد الغرب في قصّ الشعر؟

فأجاب: "المناط في حرمة ما كان من هذا القبيل كونه تشبهاً بأعداء الإسلام وترويجاً لثقافتهم، وهذا يختلف باختلاف البلاد والأزمنة والأشخاص وليس للغرب خصوصية في ذلك"8.

وهناك مظاهر عديدة غير ما ذكرناه نسأل اللَّه تعالى أن يريح المسلمين منها.

* صفات الموالين, إعداد ونشر جمعية المعارف الثقافيه, ط1, محرم 1424هـ, ص 75-81.


1- مستدرك سفينة البحار، ج‏5، ص‏346.
2- البحار، ج‏79، ص‏64.
3- مكارم الأخلاق، ص‏256.
4- نهج البلاغة، الحكمة 207.
5- وسائل الشيعة، ج‏11، ص‏111، حديث 1.
7- نفس المصدر. ص‏104.
8- نفس المصدر. ص‏102.
2009-08-20