يتم التحميل...

ما قدمته المرأة المعاصرة

المرأة في فكر الإمام الخميني

لقد استطاعت المرأة المسلمة الملتزمة أن تؤدي تدورها الرسالي: الاجتماعي والثقافي والسياسي... وأثبتت أنها أهل لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها، في جميع الميادين.

عدد الزوار: 206

لقد استطاعت المرأة المسلمة الملتزمة أن تؤدي تدورها الرسالي: الاجتماعي والثقافي والسياسي... وأثبتت أنها أهل لتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها، في جميع الميادين.

وقد توجه الإمام الخميني قدس سره لهن بالشكر والثناء في أكثر من مناسبة، وأشار إلى الأدوار المتعددة والمتميزة التي تصدت لها المرأة وأدتها، فمن ذلك:

دورها في انتصار الثورة:

كان للمرأة المسلمة دوراً أساسياً في النهضة الإسلامية المباركة، من بداياتها، وواكبت هذه النهضة ودعمتها بكل ما تملك حتى وصلت للنصر، فكان النصر نتيجة بطولات وتضحيات المرأة المسلمة. يقول الإمام الخميني مؤكداً ذلك: "أنتن أيتها النساء الأبطال، كنتن وما زلتن في طليعة هذا النصر"1.

ولم تكن المرأة في المواقع الخلفية للمواجهة بل كانت دائماً سباقة وفي الطليعة: "لقد أثبتن أيتها النساء أنكن دائماً في الصفوف الأمامية، وأنكن سباقات على الرجال، وأن الرجال يستلهمون عزيمتهم منكن... إن رجال إيران استلهموا بطولاتهم من النساء وتعلموا منهن، كما استلهم رجال قم أيضاً عزيمتهم منكن أيتها السناء العزيزات واقتدوا بشجاعتكن"2.

"إن هذا الانتصار الذي تحقق لنا مدين لجهود النساء قبل الرجال إذ كانت نساؤنا في الصفوف الأمامية"3.

ولم تكتف المرأة بدورها المباشر بل كان لها دور المحفز للرجل ليؤدي دوره في هذه النهضة: "نحن نعتبر نهضتنا مدينة للنساء. كان الرجال ينزلون إلى الشارع إقتداءً بالنساء وهن حفزن الرجال، وكان في طليعة النهضة. إن مثل هذه المرأة بإمكانها أن تنتصر على قوة شيطانية عتيدة"4.

كل ذلك لم يتعارض مع احتشام المرأة المسلمة، بل كان الإسلام حاضراً بتفاصيله في حركة المرأة ونهضتها، لذلك استطاعت المرأة أن تشكل نموذجاً للمرأة العاملة بالموازين الإسلامية الصحيحة: "الشعب الذي تعلن حتى نساؤه المحترمات من خلال التظاهرات المحتشمة عن مقتهن ورفضهن للنظام الشاه، شعب منتصر"5.

دورها في الحرب ودعم الجبهات

"عندما أشاهد في التلفزيون هذه النساء المحترمات اللاتي يعملن في مناصرة الجيش ودعم القوات المسلحة، اشعر بمكانة لهن في نفسي لا أشعر بها تجاه أي شخص آخر. إن هذه النسوة يؤدين عملاً لا ينتظرن من ورائه شيئاً أو مكافأة من أحد. إنهن جنديات مجهولات يتواجدن في جبهات الجهاد، بل منهمكات فيه"6.

"إنكم ترون الآن مختلف أنحاء البلاد في حالة حرب... الفتيات داخل بيوتهن في حالة حرب أيضاً، إذ أنهن يعملن من أجل الجبهات"7.

قيمة فتاة تزوجت جريحاً!

"إن مقاومة هذه النسوة وتضحياتهن في الحرب المفروضة، تبعث على الإعجاب والتقدير، بنحو يقف القلم عاجزاً بل خجلاً أمامها. لقد رأيت طوال هذه الحرب، مواقف من الأمهات والأخوات والزوجات والأرامل، لا أتصور وجود نظير لها في غير هذه الثورة... ومن الذكريات التي لا تنسى ـ رغم أن كل المواقف هي هكذا ـ زواج فتاة شابة من أحد حراس الثورة الأعزاء، الذي فقد في الحرب كلتا يديه وأطفئت عيناه... كانت هذه الفتاة الشجاعة تقول بروحية عالية مفعمة بالصدق والإخلاص: بما أني لم استطع الذهاب إلى الجبهة، لعلي بهذا الزواج أكون قد أديت دَيني تجاه الثورة وتجاه إسلامي، إن العظمة المعنية لهذا المشهد وقيمته الإنسانية ونغماته الإلهية يعجز عن بيانها أو تصويرها الكتّاب والشعراء والخطباء والرسامون والفنانون والعرفاء والفلاسفة والفقهاء وكل من يخطر ببالكم، إن التضحية وطلب رضا الله والمعنوية التي جسدتها في هذه الفتاة العظيمة يعجز أي شخص عن تقويمها بالمعايير السائدة"8.
 

دورها في الصناعة والزراعة...

للمرأة المسلمة أدوار أخرى أدتها في بناء المجتمع. والمؤسسات الاقتصادية والمدنية، ويشير الإمام الخميني قدس سره إلى هذه الأدوار التي أدتها: "إن نساء إيران يمارسن اليوم نشاطاتهن في كل المجالات، سواء الثقافية أو الاقتصادية حيث تعمل شريحة كبيرة منهن في الزراعة وأخرى في الصناعة، وثالثة تمارس نشاطها في حقل الثقافة والأدب والفن، إن جميع هذه الجهود مشكورة عند الله تبارك وتعالى وهي في عنايته ورعايته إن شاء الله"9.

المساعدات المالية للمستضعفين

كان للمرأة المسلمة دورها في رفع الحرمان ودعم المستضعفين من الشعب: "إن هذه النساء المحجبات اللاتي يمثلن مظهر العفاف والحشمة، كن سباقات في النهضة، وفي الإيثار بأموالهن أيضاً... الإيثار بمجوهراتهن وحليهم وإهدائها للمستضعفين"10.

بل نجد المرأة المسلمة حملت هم المستضعفين حتى وصلت إلى حد المبادرة بالتبرع بما ادخرته طوال حياتهم لمستقبلها! قدمت ذلك لتبني بيتاً لمستضعف هنا أو هناك: "فئات كثيرة ومختلفة من النساء جاءت لتقدم ما ادّخرته في حياتها إلى المستضعفين ليبنوا لهم بيوتا"11.
 

دورها في التعليم

إن التعليم هو من الساحات التي ملأتها المرأة وأدت دورها الرسالي فيها على أكمل الوجوه، كما يلاحظ الإمام بل ويفتخر بدورهن هذا: "النساء اللاتي كن في السابق محرومات من كل شيء في المجتمع، نزلن بحمد الله في هذه السنوات الأخيرة إلى الميدان بصورة تبعث على الفخر مع الحفاظ على الموازين الشرعية وهنّ الآن يواصلن نشاطهن في الدرس والتدريس والتبليغ"12.

دورها في التخطيط

لم يقتصر دور المرأة على الأمور التنفيذية بل كان لها باعها الواسع في التخطيط وإبداء الرأي والنقد البناء: "إن أخواتنا اللاتي كن منشغلات بمسائل أخرى، لا همّ لهن اليوم غير التفكير بمصير شعبهن وبلادهن، جنباً إلى جنب الأخوة، وفي طليعتهم، حيث يساهمن في البرمجة والتخطيط وتقديم المشاريع ويناقشن وينتقدن. إن هذا التحول أوجده الله تبارك وتعالى مقلب القلوب"13.

ثبات المرأة الملتزمة المعاصرة

"لقد برهنت النساء المسلمات الغيورات على عدم انحرافهن نحو التيه والضياع، وعدم تأثرهن بمؤامرات الغرب والمتغربين المشؤومة... لم يتمكن المبهورون بالغرب من خداع الطبقات المليونية من النساء الملتزمات اللاتي يمثلن قاعدة الشعب المسلم"14.

رغم الفساد الشائع بين المجتمعات بتشجيع من الطامعين بثروات العالم، ورغم كل وسائل الدعاية والإعلام التي جمعت طاقاتها لتؤلف جيوشاً تدعو المجتمع عموماً والنساء خصوصاً نحو والانحراف. والتيه والضياع، استطاعت المرأة أن تكسر كل ذلك لتقدم للمجتمع، بل للعالم كله نموذج المرأة السليمة والمستقيمة، والتي تؤدي دوراً إيجابياً فاعلاً في المجتمع.

فهنيئاً لزينبيات هذا الزمن على ما قدمنه حتى استطعن أن يصلن إلى رضا الله سبحانه وتعالى. فأفرحن قلب روح الله الخميني قدس سره على هذه المنجزات حتى قال: "لو لم يكن لهذه النهضة والثورة الإسلامية غير هذا التحول الذي حصل لنسائنا وشبابنا لكان ذلك كافياً لبلادنا"
15.

الخاتمة

"ينبغي لكن أيتها النساء، وكذلك أنتم أيها الأخوة، أن تكونوا يقظين واعين... لا تسمحوا بأن تذهب دماء شهدائنا هدراً... تخلصوا من الأهواء الشخصية وأبعدوا عن نفوسكم الاهتمامات الذاتية"16.


1- من حديث في جمع من أعضاء مجلس الشورى بتاريخ 19/3/1981.
2- من حديث في جمع من نساء قم بتاريخ 6/3/1979.
3- منن حديث في جمع من نساء قم بتاريخ 6/3/1979.
4- من حديث في جمع من الطالبات الجامعيات بتاريخ 12/4/1979.
5- من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 16/4/1979.
6- من نداء إلى الشعب الإيراني بتاريخ 22/1/1978.
7- من حديث في جمع من أعضاء مجلس الشورى بتاريخ 19/3/1981.
8- من حديث في جمع من الطلبة بتاريخ 3/11/1980.
9- من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 14/4/1982.
10- من حديث في جمع من النساء بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 12/3/1985.
11- من حديث في جمع من النساء بتاريخ 17/5/1979.
12- من حديث في جمع من طلبة كلية الحقوق بتاريخ 21/5/1979.
13- من حديث مع أئمة الجمعة لمحافظة كيلان بتاريخ 13/1/1982.
14- من حديث في جمع من طلبة كلية العلوم بأصفهان بتاريخ 21/7/1979.
15- من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 24/4/1981.
16- من حديث في جمع من النساء بتاريخ 16/3/1981.

2013-02-13