يتم التحميل...

بين الحقوق والتنزيه

المرأة في فكر الإمام الخميني

أراد الإسلام للمجتمع أن ينظر للمرأة كإنسان عليه أن يسعى للوصول على أعلى مراتب الإنسانية ورفض لها أن تكون مجرد سلعة لتأجر أو ألعوبة بيد عابث. إن جسدها هذا يحمل روحاً لها كمالاتها وطموحاتها وآلامها وآمالها...

عدد الزوار: 254

هي إنسان وليس سلعة

"رفض الإسلام بشدة تحول المرأة إلى سلعة"1. "نريد للمرأة أن تكون إنساناً كبقية الآدميين وأن تكون حرة مثل سائر الأحرار"2.

أراد الإسلام للمجتمع أن ينظر للمرأة كإنسان عليه أن يسعى للوصول على أعلى مراتب الإنسانية ورفض لها أن تكون مجرد سلعة لتأجر أو ألعوبة بيد عابث. إن جسدها هذا يحمل روحاً لها كمالاتها وطموحاتها وآلامها وآمالها... إنها روح قادرة على التحقيق في فضاء الحرية حتى ترتبط بملكوت الله. هي أَمَة لله دون سواه. هذا ما أرده لها الإسلام وهذه نظرته إليها، وكل ما خالف هذه النظرة وحط من قدر المرأة كإنسان له روح وآمال وسير معني، رفضه الإسلام وحاربه. فالجسد المادي والمظهر الخارجي لا يمكن أن يختصر المرأة... وهذا ما لم يرق لكثير من تجار الجسد وجلادي الروح وأعداء الطهارة... الذين لم يروا في المرأة إلاّ نزوة لعابث أو مالاً لتأجر. فأغرقوها في وحولهم وخدعوها حتى صوروا لها الوحل ماء زلال! 
وصاحب البصيرة هو القادر على تمييز السراب عن الماء في صحراء هذه الدنيا الغرور. وعلى ضوء ذلك يمكننا أن نفهم المفردات التالية:

1ـ حرية المرأة
من الطبيعي قبل كل شيء أن نسأل: ما هي الحرية؟ فإن تحديد المفهوم بشكل واضح سيقطع الطريق على رفع الشعارات البراقة بظاهرها والفارغة أو المتناقضة في مضامينها! لتصبح كقميص عثمان يرفعه كل من له غرض سياسي أو طمع بمال أو جاه!

ما هي الحرية؟

الحرية هي فتح الخيارات أمام الإنسان وتعريفه بها وكشف حقائقها أمامه ليختار بعد ذلك ما رأى فيه مصلحة له، هذه هي الحرية الحقيقة، فتح الخيارات... فليست هي (اللا أبالية) التي أشار إليها الإمام قدس سره بقوله: "إنكم تتطلعون للحرية التي تجعل شبابنا لا أباليين... كل واحد يفعل ما يحلو له، وتقوم الدول الكبرى بنهب ثرواتنا، وهؤلاء الشباب لا هون في اللهو واللعب..."3 هذه اللا أبالية التي قد يقع فيها الكثير من الشباب ويوهمون أنفسهم أنهم بذلك أحراراً. تماماً كالنعامة التي تدفن رأسها بالتراب وهي تظن أن العدو لن يراها! هي في الحقيقة تيه وضياع وليست من الحرية في شيء!
 

وليست الحرية كذلك، الحرية التي تكبل المجتمع وتجعله مجرد مقلد وتابع للغير "لو رأيتهم النساء في تلك الأوضاع التي كانوا يريدونها لهن باسم (تحرير النساء وتحرير الرجال) لأدركتم أن كل ذلك لم يكن غير خدعة وتضليل، لم يكن الرجال أحراراً ولا النساء، ولا حتى الصحف أو الإذاعة، أو أي شيء آخر، لم تكن الحرية هدفهم مطلقاً، صحيح أن اسمها والحديث عنها والدعاية لها كان يتردد بكثرة، إلا أن الحرية التي تقود شبابنا من الفتيان والفتيات إلى التيه والضياع، أنا أسمي هذه الحرية التي كانوا يدعون إليها بالحرية المستوردة... الحرية الاستعمارية، أي الحرية التي تسود البلدان التي يريدون لها أن تكون تابعة، هذه الحريات يأتون بها هدايا"4. نعم بعض الشباب ـ من الفتية والفتيات ـ قد يتصورون أن التحرر هو ترك الذات وتقليد الغير. غافلين عن أن اتباع الغير هو الأسر والإرتهان، فيما الاعتماد على النفس والانطلاق من الذات هو التحرر! وليست الحرية ـ كذلك ـ إغلاق طاقات المرأة كلها ودفعها نحو محور واحد "نحن لا نسمح، ولا الإسلام يوافق، أن تكون المرأة سلعة ودمية بأيدينا، الإسلام يدعو للحفاظ على شخصية المرأة، ويريد أن يصنع منها إنساناً جاداً ونافعاً، ولا يسمح مطلقاً بتحول المرأة إلى أداة للشهوة بأيدي الرجال"5.
 

فالإسلام هو الذي يريد تحرير المرأة من هذه القيود التي يكبلها المجتمع بها منذ ولادتها ويدفعها باتجاه واحد على حساب كل خياراتها الإنسانية التي يمكن أن تفعّلها وتنهل منها وتفيد المجتمع من خلالها. يقول الإمام الخميني قدس سره: "فيما يخص المرأة، لم يعارض الإسلام حريتها أبداً، بل على العكس عارض الإسلام تحول المرأة إلى سلعة، وأعاد إليها عزها وشرفها ومكانتها... وهي حرة في اختيار مصيرها ونشاطها، بيد أن نظام الشاه كان يسعى دون حريتها من خلال إغراقها في أمور مخالفة للأخلاق، والإسلام يرفض ذلك بشدة. لقد صادر النظام البائد حرية المرأة مثلما صادر حرية الرجل ونفاها... ونحن نحاول تحرير المرأة من الفساد الذي أوقعوها فيه"6.

إن الفساد هو الأغلال التي تحبس المرأة، فنظرة المجتمع الفاسد إليها نظرة ضيقة من زاوية خاصة، والذي يتوقعه هذا المجتمع منها أيضاً أمور ضيقة خاصة، والذي يشجعها عليه ويدفعها إليه هو تلك الزاوية الضيقة أيضاً! فمتى ستفهم المرأة الشرقية والغربية أن هذا أسر لها بثوب الحرية؟!

منع الحجاب نموذج تحررهم!

ألا يكفيهم كشاهد ودليل على ما ذكرناه ما يحصل في بعض دول الغرب ـ بل حتى بعض دول الشرق! ـ من طرد المحجبات من المدارس والجامعات والمؤسسات لمجرد أنها امرأة متسترة ترتدي الحجاب؟ يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن هذا الاختيار لم يفرض على النساء وإنما النساء هن اللاتي اخترنه، فبأي حق تسلبين الاختيار من أيديهن؟..."7.

"إن الأفلام المغرضة المسمومة، وأحاديث الخطباء الجهلة، حولت المرأة في الخمسين عاماً السوداء من الحكم البهلوي الخبيث، إلى مجرد سلعة، وقد عملوا على جر النساء اللاتي كن على استعداد للتأثر بهذه الأجواء، إلى أماكن يعف القلم عن ذكرها، فليعد من يرغب في الإطلاع على جانب تلك الجرائم، إلى الصحف والمجلات وأشعار الأوباش والأراذل في عهد رضا خان بدءاً بفترة إجبار النساء على السفور والتخلي عن الحجاب الإسلامي فصاعداً... سود الله وجوههم وتحطمت أقلامهم التي تدعي التنوير"
8.

لماذا كان الحجاب عندهم مرفوضاً؟ لأنه يعطي نموذج المرأة الإنسانية التي تعرف أنها إنسان لها الحق بأن ينظر إليها الرجل والمجتمع كله على هذا الأساس. فهل يوجد أسر أشد وأظلم من ذلك الأسر؟! أليس غريباً أن الشخص الذي يفتح أمام المرأة كل أبواب الإنسانية وكل المجالات التي تطالها يدها يتهم بأنه يمنع تحرر المرأة؟! الإسلام لمن يدفن شيئاً في المرأة وإنما نظم لها كل شيء.

الحرية تتوقف عند حقوق الآخرين

من جهة أخرى فحرية كل إنسان تتوقف عند حقوق الآخرين، فأنا حر فيما يعنيني ولكني لست حراً في نهب أموال الناس، حر في عملي ولكن لست حراً في قتل النفس المحترمة... فكل حرية تقف حدودها عن حقوق الآخرين، وكذلك ما يسمى بحرية المرأة، يقول الإمام الخميني قدس سره: "مثلما وضع الله تبارك وتعالى قيوداً للرجال لئلا تقودهم شهواتهم إلى الفساد والإفساد، كذلك صنع مع النساء، كل ذلك من أجل إصلاحهن، فالأحكام الإسلامية كلها من أجل صلاح المجتمع"9.

فالحرية التي ينشأ عنها فساد المجمع وانحطاطه ليست حرية! وإنما هي ظلم للمجتمع وتعدي على حقوقه. وكذلك الحرية التي ينشأ عنها ظلم الشخص نفسه لا يمكن وضعها في خانة الحرية والسماح بها، فهذه المجتمعات المتحضرة لا تسمح للشخص بالانتحار، وتمنعه من ذلك. وتعتبر من يعينه على ذلك مجرم مذنب! فهل يوجد من يعترض على ذلك ويضعه في خانة منافات حرية هذا الشخص؟ وكذلك ظلم المرأة لنفسها لا يمكن وضعها في خانة الحرية. "النساء أحرار في اختيار عملهن ومصيرهن، وكذلك زيهن مع مراعاة الموازين، وقد برهنت التجربة الراهنة للنشاطات ضد النظام الشاهنشاهي أن النساء وجدن حريتهن أكثر من قبل في اللباس الذي يدعو إليه الإسلام"
10هذا هي الحرية الحقيقية التي ينادي بها الإسلام وتنادي بها الفطرة السليمة.

2ـ حقوق المرأة

"إن المرأة في النظام الإسلامي تتمتع بالحقوق ذاتها التي يتمتع بها الرجل، بما في ذلك حق التعليم والعمل والتملك والانتخاب والترشيح، وفي مختلف المجالات التي يمارس الرجل دوره فيها، للمرأة الحق في ممارسة دورها. بيد أن هناك أموراً تعد مزاولتها من قبل الرجل حراماً لأنها تقوده إلى المفاسد، وأخرى يحظر على المرأة مزاولتها لأنها توجد مفسدة، لقد أراد الإسلام للمرأة والرجل أن يحافظا على كيانهما الإنساني، فهو لا يريد للمرأة أن تصبح ألعوبة بيد الرجل، وإن ما يرددونه في الخارج من أن الإسلام يتعامل مع المرأة بخشونة وعنف لا أساس له من الصحة وهو دعاية باطلة يروج لها المغرضون، وإلا فإن الرجل والمرأة كلاهما يتمتع بصلاحيات في الإسلام. وإذا ما وجد تباين فهو لكليهما، وإن ذلك عائد إلى طبيعتهما"11.

للإنسان كل الحق في ممارسة ما يشاء ليرفع شأنه ويخدم مجتمعه، فهو فرد فعال في المجتمع له حق في أن يطرق الباب الذي يجب. ولا يتوقف هذا الأمر إلاّ عند حد الضرر بالنفس أو بالمجتمع، فلا يحق للإنسان أن يؤذي نفسه أو يؤذي مجتمعه سواء كان هذا الإنسان رجلاً أو امرأة، لذلك نجد الإسلام وضع للمرأة حدوداً ـ كما وضع  للرجل ـ تمنعها من الانحطاط ومن أضرار المجتمع، فالإسلام أحرص على المرأة من المرأة نفسها.

يقول الإمام الخميني قدس سره: "إن الإسلام يأخذ ينظر الاعتبار حقوق النساء، مثلما يهتم بحقوق الرجال، وقد اعتنى بالنساء أكثر من اعتنائه بالرجال... فلهن الحرية في ممارسة نشاطاتهن وبكامل إرادتهن، وفي انتخاب العمل. ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أن في الشرق ثمة محدوديات للرجال أيضاً، وهي لمصلحة الرجال أنفسهم، فالإسلام يحرم ممارسة الأفعال التي فيها مفسدة للرجال كالقمار وتناول الخمور والمخدرات، لأنها مقرونة بالمفاسد... محدوديات لمصلحة المجتمع نفسه"12.

المرأة والعمل

إن الإسلام لا يمنع من عمل المرأة مع الاحتشام ومراعاة الأحكام الشرعية يقول الإمام قدس سره: "فلتعمل المرأة ولكن بالحجاب. لا مانع من عملها في الدوائر الحكومية ولكن مع مراعاة الحجاب الشرعي والحفاظ على الشؤون الشرعية"13. فتركها للحجاب الشرعي والاحتشام سيحوّل وجودها في المؤسسات ومراكز العمل من دور بنّاء وفاعل في خدمة المجتمع إلى دور الانحراف وتهديم المجتمع بمعاول الفساد التي تنخر فيه بالتدريج حتى نجد أنفسنا أمام مجتمع منحل تماماً خالٍ من كل شيء لا يمت للإنسانية بصلة، وللمرأة بكرامة، كما يشير الإمام وكما أكدت التجربة الغربية أيضاً، وكما يقال: "العيان يعني عن البرهان". إذن فللمرأة الحق بأداء دورها الفعّال في المجتمع مع التزامها بالخطوط الشرعية العامة التي تمكنها من تفعيل دورها بشكله الإيجابي. ولكن إذا كان الرجل والمرأة كلاهما إنسان يجب المحافظة على حقوقه فما السبب في اختلاف بعض الأحكام الشرعية بينهما؟ وهل هذا الاختلاف يعني التمييز وعدم المساواة؟ فلنلق نظرة على موضوع المساواة فيما يلي.

المساواة

من المعروف أن التعامل مع الأمور المختلفة والموضوعات المتباينة بأسلوب واحد ليس عدلاً ولا إنصافاً ولا مساواة، بل هو ـ بلا شك ـ ظلم فإذا أردت أن أمتحن شخصين احدهما طبيب والآخر بنّاء ـ مثلاً ـ، فمن الطبيعي أن يكون سؤال للأول عن الطب وللثاني عن البناء، هذا هو العدل والإنصاف، وليس العدل أن أسأل الشخصين سؤالاً طبياً لأنني سأظلم بذلك البنّاء، وكذلك ليس من العدل أن أسألهما سؤالاً معمارياً لأنني سأظلم الطبيب، فالظلم هو أن أسألهما سؤالاً واحداً مع اختلافهما. وهذا نفسه موجود في موضوع الرجل والمرأة فصحيح أن كليهما إنسان ولكن لكل منهما مميزات وخصائص يجب الإلتفات إليها عند توزيع التكاليف والمهمات، ولا يمكن التعاطي معهما بشكل واحد.

يقول الإمام قدس سره: "نظر الإسلام إلى المرأة على قدم المساواة مع  الرجل، لا شك في وجود أحكام خاصة تتناسب وطبيعة الرجل، وأخرى خاصة بالمرأة تتناسب وخصوصياتها، إلاّ أن هذا لا يعني أن الإسلام يفاضل بين المرأة والرجل"14.

والفرق بين الرجل والمرأة واضح على المستويين المادي والمعنوي، فعلى المستوى المادي المرأة لها ظروفها الشخصية التي ستؤثر على أدائها، بل ولها تأثير على نفسيتها أيضاً، ولها ظروفها الخاصة كذلك بما اختصت به من حمل ووضع وإرضاع... وعلى المستوى المعنوي نجد المرأة أميل للعطف واللين واللطف بينما الرجل أيمل للتصلب والقسوة... وهذه الصفات الجسدية والنفسية يجب ملاحظتها عند توزيع المهام بين الرجل والمرأة ليعطي كل إنسان ما يتناسب مع صفاته الجسدية وملكاته النفسية. فالقانون الذي يصدر أحكاماً واحدة للرجل والمرأة من دون ملاحظة خصوصياتهما هو القانون الظالم، ظالم للرجل وللمرأة معاً. وملاحظة هذه الفروق وإصدار الأحكام المختلفة بناء عليها هو الإنصاف والعدل، وبالتالي فهي نظرة المساواة.

التعليم

عن علي عليه السلام: "العلم أصل كل خير والجهل أصل كل شر". إن القرآن الكريم لم يعتبر في آية من آياته أن العلم خاص بالرجال ولا طالب بحرمان المرأة من العلم ومنعها من التعلم، بل على العكس من ذلك لقد أمر بالعلم وأكد على التعلم وردده في أكثر من 770 مرة في القرآن الكريم! واعتبره حقاً. بل واجباً للمجتمع كله بكل ما فيه من شرائح وطبقات وأعمار ورجال ونساء. حيث لم يذكر في أية واحدة اختصاص العلم بالرجال دون النساء. وهذا ما تصرح به الروايات كالرواية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة".

وقد أكد الإمام الخميني قدس سره على تعليم المرأة في الكثير من كلماته، يقول قدس سره: "من الآثار العظيمة لهذه النهضة هذا الحول الذي حصل لكم جميعاً، للنساء وللإخوة والأخوات، وهذا الشعور بالمسؤولية، إذ أن لدى كل واحد منا مسؤولية في هذا البلد، ومن ذلك مسؤولية التعليم... تعليم ما هو نافع في الدين والدنيا"15.

فالإمام قدس سره لم يعتبر العلم حق للمرأة اعتبره مسؤولية. وبالتالي فهو يدخل في الواجبات لا في الحقوق فحسب، بل نجده يعتبر التعلم للرجال والنساء عبادة: "أيها الأخوة والأخوات في الإيمان، انطلقوا في تعبئة طاقاتكم لإزالة هذا النقص المؤلم، استأصلوا جذور هذه المشكلة، التعليم والتعلم عبادة دعانا إليها الله تبارك وتعالى" 16.

ولا يكفي للقيام بهذه المسؤولية ما تقوم به الدولة من خلال دورها في التعليم بل يدعو الإمام قدس سره لجعل العلم والتعلم حالة شعبية تقع على عاتق كل قادر على ممارستها وليست من مهام الدولة فقط، يقول قدس سره: "على أئمة الجمعة والجماعة في المدن والأرياف دعوة الناس
لتعليم الأخوة والأخوات القراءة والكتابة في المساجد والتكايا، وأن لا يجلسوا بانتظار مبادرات الحكومة، بإمكانهم تعليم الأخوة والأخوات الأميين في المنازل، وعلى الأميين أن يستجيبوا لذلك"17. بل نجده يحث النساء بشكل خاص على العلم ويمتدحهن على ذلك: "لا تجدون اليوم مدينة أو قرية تخلو من الجمعيات الثقافية والعلمية للنساء الملتزمات والسيدات المسلمات المحترمات"18. ولم يستثن من ذلك حتى المرأة العجوز: "بمقدور الشيخ الكبير والمرأة العجوز أن يتعلما، بإمكانهما اكتساب العلم وأن لا ييأسوا من أنفسهم"19.

"أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لَكٌنَّ أيتها السيدات والسادات والأخوات، لأن تواصلن مساعيكن في كسب العلم وفي العمل وفي تهذيب الأخلاق أيضاً، فكما أن العلم وحدة لا جدوى منه، كذلك التهذيب المجرد الأعمى لن يجدي نفعاً... العلم وتهذيب النفس معاً يحققان للإنسان المكانة الإنسانية"20.

تعليم المرأة في الحوزات العلمية

وما دامت في الحوزة ـ قلب الفكر الشيعي الصافي مؤسسات ومعاهد خاصة بتعليم النساء، فمن الطبيعي أن ينعكس هذا الجو على كل المجالات العلمية الأخرى ليفتح الباب أمام المرأة واسعاً للتعليم، وقد أعتبر الإمام الخميني قدس سره ذلك نعمة من الله سبحانه وتعالى ينبغي شكرها يقول: "فقد وجدت اليوم بحمد الله مؤسسة في طور الإعداد في مدينة قم المقدسة، مدينة العلم والجهاد ستتولى تعليم وتربية النساء المحترمات، ونأمل أن يتحقق هذا الهدف الإسلامي بجهود العلماء الأعلام ومدرسي الحوزة العلمية في قم دامت بركاتهم. وأن تكون المؤسسة خطوة مؤثرة في النمو الفكري وازدهار المعرفة الإسلامية لدى النساء"21. وعند زيارتك لمدينة قم المقدسة يمكنك أن تلاحظ العديد من المعاهد الإسلامية الخاصة بالنساء،والتي باتت تغص بها الحوزة العلمية.


1- من لقاء مع صحيفة اللوموند الفرنسية بتاريخ 6/5/1978.
2- من حديث بشأن قطع العلاقة مع الدول المؤيدة للشاه بتاريخ 11/12/1987.
3- من حديث موجه لأبناء الشعب بتاريخ 24/8/1979.
4- من حديث في جمع من عوائل الشهداء بتاريخ 17/9/1979.
5- من لقاء مع الدكتورة جيم كوكلر رفت بتاريخ 28/12/1978.
6- من لقاء مع صحيف اللوموند الفرنسية بتاريخ /6/5/1978.
7- من لقاء مع أوريانا فالاجي، بتاريخ 12/9/1979.
8- من كلمة بمناسبة يوم امرأة. بتاريخ 5/5/1980.
9- من حديث في جمع من نساء قم بتاريخ 1/2/1980.
10- من لقاء مع السيدة اليزابت تاركود بتاريخ 1/11/1978.
11- من لقاء له بتاريخ 7/12/1978.
12- من حديث في أوساط طبقات الشعب المختلفة بتاريخ 29/3/1979.
13- من حديث في جمع من علماء الدين وطلبة العلوم الدينية في قم بتاريخ 6/3/1979.
14- من كلمة إلى الشعب الإيراني بتاريخ 11/12/1987.
15- من حديث في جمع من أعضاء مجمع لنكود التعليمي بتاريخ 16/9/1979.
16- من كلمة بشأن التعبئة العاملة لمكافحة الأمية بتاريخ 28/12/1979.
17- من كلمة بشأن التعبئة العامة لمكافحة الأمية بتاريخ 28/12/1979.
18- من كلمة بمناسبة يوم المرأة بتاريخ 5/5/1980.
19- من حديث في جمع من مسؤولي حركة مكافحة الأمية بتاريخ 27/12/1980.
20- من حديث في جمع من نساء قم بتاريخ 8/4/1984.
21- من حكم أصدره بشأن الأمانة العامة لمؤسسة مكتب الأخوات في قم.

2013-02-13