قيام هذه الدويلات
الوحدة الإسلامية
من يقرأ تاريخ تلك الفترة الماضية، وقيام هذه الإمارات شبه المستقلة، يلحظ أن مستوىً من الوحدة السياسية، كان يسود حياة الأمة، رغم هذه الصراعات السياسية...
عدد الزوار: 95
من يقرأ تاريخ تلك الفترة الماضية، وقيام هذه الإمارات شبه المستقلة، يلحظ أن مستوىً من الوحدة السياسية، كان يسود حياة الأمة، رغم هذه الصراعات السياسية، والتي لم تصبح تجزئة عملية قائمة على الأرض، ترتسم على أساسها حدود فاصلة بين الشعوب الإسلامية. لأن جماهير الأمة ما كانت لتقبل ذلك، وهي تنتهل من معين مفاهيم الإسلام الوحدوية.
يقول أحد المفكرين
إن قيام هذه الدويلات، لم يكن مظهراً من مظاهر انتقال الوضع العربي الإسلامي، إلى حالة التفتت الإقطاعي، وتجزئة العصور الوسطى الشبيهة بتجزئة العصور الوسطى في أوربا. وإنما كان ذا طابع خاص، فهذه التجزئة لم تستقر، والصراعات الدامية فيما بينها لم تهدأ، وكانت عملية إعادة التركيب إجراءً مستمراً. وأخيراً كانت الريح الأساسية هي الانجذاب نحو المركز... ومن هنا كان انفصال هذا الجزء أو ذاك، يعني حالة مؤقتة عابرة ضمن حالة ما من حالات ميزان القوى، وذلك بانتظار من يأتي ليعيده إلى طاعة المركز، سواء المركز القديم، أو مشروع مركز جديد. هذا إذا لم تكن في ذلك الجزء إمكانات الانطـلاق، لضم الأجزاء الأخرى له، والتحول ليصبح الدولة المركزية....
وهكذا نلاحظ:
أ- أن كل طرف قاتل قتالاً ضارياً، حتى يصبح الدولة المركزية، لا أن يقبع في حدود جزء معين.
ب- لم يأخذ الانقسام شكل إقطاعات، وإنما أخذ شكل وحدات كبيرة، وقد سعت أكثريتها لأخذ الشرعية من مركز الخلافة إما في بغداد، وإما في القاهرة 1.
1- الشيخ حسن الصفار.
2013-01-24