أهمية النجاح في تشكيل الأسرة
العلاقات الزوجية
كما أنّ جسم الإنسان يتألّف من خلايا، وكما أنّ فساد وتلف أو مرض الخلايا بصورة قهريّة أو طبيعيّة يعني مرض الجسم، وإذا انتشر يصل إلى مواضع خطرة...
عدد الزوار: 149
37-
سلامة المجتمع من
سلامة الأُسرة:
يقول سماحة الإمام
الخامنئي دام ظله:
"كما أنّ جسم الإنسان
يتألّف من خلايا، وكما
أنّ فساد وتلف أو مرض
الخلايا بصورة قهريّة أو
طبيعيّة يعني مرض الجسم،
وإذا انتشر يصل إلى مواضع
خطرة في الجسم الإنسانيّ،
كذلك المجتمع مؤلّف من
خلايا وهي الأُسرة،
فعندما تكون هذه الأُسر
سالمة وعندما يكون سلوكها
صحيحاً فسيكون المجتمع
سالماً1.
إذا كان كيان الأُسرة
متيناً في المجتمع، وراعى
كلٌّ من الزوج والزوجة
حقوق بعضهما بعضاً، وكان
لهما أخلاق حسنة وانسجام
أحدهما مع الآخر، وواجهوا
المشاكل معاً، واهتمّوا
بتربية أطفالهما، فإنّ
المجتمع الذي تكون فيه
هكذا أُسَر سيصلح وسيصل
إلى ساحل النجاة، وإذا
وجد مصلح في هكذا مجتمع
فإنّه سيتمكّن من إصلاحه،
وإذا لم توجد الأُسرة
فإنّ أكبر المصلحين لا
يُمكنه إصلاح المجتمع"2.
"إذا كان كيان الأُسرة
متماسكاً في بلدٍ ما فإنّ
الكثير من المشاكل – ولا
سيّما المشاكل الأخلاقيّة
والمعنويّة – يُمكن أن
يُحلّ ببركة الأسرة
السليمة والمتماسكة، أو
قد لا توجد مشاكل أصلاً"3.
"الزواج هو إحدى النعم
الإلهيّة الكبرى، وأحد
أسرار الخلقة، ومن موجبات
استمرار وبقاء المجتمعات
وصلاحها"4.
38-
مجتمع بلا أُسرة
منشأ المشكلات النفسيّة:
"مجتمعٌ بلا أُسرة،
مجتمعٌ قلق لا تنتقل فيه
المواريث الثقافيّة
والفكريّة والعقائد من
جيل لآخر بسهولة، كما لا
تتمّ فيه عمليّة التربيّة
بسهولة أيضاً. فإذا لم
تكن هناك أُسرة في
المجتمع أو كانت متزلزلة،
فسوف لن يتربّى الإنسان
في أفضل دور تربيته"5.
"إذا لم توجد الأُسرة لا
توجد المرأة الصالحة ولا
الرجل الصالح ولا
الأخلاق، ولا تنتقل
التجارب الحسنة والقيّمة
إلى الجيل القادم"6.
"إذا لم توجد الأُسرة لا
يبقى مركز يغرس الإيمان
والاعتقاد الدينيّ "7.
"فالمجتمعات التي ضعُف
فيها كيان الأُسرة أو
انعدم وجودها أصلاً أو
قلَّ تشكيلها، أو شُكِّلت
لكّنها كانت مُتزلزلة وفي
معرض الزوال، في هكذا
مجتمعات تكون المشاكل
النفسيّة والعصبيّة أكثر
بكثير من المجتمعات التي
تكون فيها الأُسرة
مُستقرّة يرتبط المرأة
والرجل فيها بنقطة ومركز
واحد"8.
39-
الأسرة أساس
التربية:
"الأُسرة مؤسّسة مهمّة
جدّاً. وتكمن فائدة
الأُسرة في تربية الجيل
البشريّ، والّتي هي صنع
الإنسان السليم من
الناحية المعنويّة
والفكريّة والنفسيّة، وهي
فائدة لا يُشاركها فيها
شيء، ولا يوجد ما يحلُّ
محلّها. فعندما يوجد نظام
الأُسرة فإنّ كلَّ واحد
من هذه المليارات من
البشر سيكون عنده
موكَّلان ومربِّيان
خاصّان به، ولا شيء آخر
يُمكنه أنّ يشغل محلّ
هذين المربّيين"9.
"الأُسرة هي المحيط الآمن
الذي يستطيع فيه الأب
والأمّ والأبناء أن
يُحافظوا على سلامة ونمو
أرواحهم وفكرهم وأذهانهم،
وعندما تضعُف الأُسرة
فإنّ الأجيال المتعاقبة
تكون بلا وقاء"10.
"الإنسان وجد للتربية
وللهداية والتعالي
والكمال، وهذا لا يحصل
إلّا في محيط آمن، وهو
المحيط الذي لا تتولّد
فيه العقد، وتُلبّى فيه
احتياجات الإنسان، وفيه
تنتقل الإرشادات من جيل
إلى جيل، ويوضع الإنسان
فيه منذ طفولته تحت
التعليم الصحيح السهل
المنسجم مع طبيعته
وفطرته، ومن قِبَل
مُعلِّمين هما الأبُ
والأمّ، هما أرحم الناس
به من أيّ إنسان في هذا
العالم"11.
"إذا لم توجد الأسرة في
المجتمع سوف تفشل كلُّ
التربية البشرية، وكلُّ
الحاجات الروحيّة
للإنسان؛ لأنّ الطبيعة
البشريّة هي هكذا، فبدون
الأُسرة ومحيطها، وبدون
أحضان الوالدين، لا تحصل
تلك التربية الصحيحة
والكاملة الخالية من
العيوب والعقد، ولا ذلك
التعالي الروحي المطلوب،
فالإنسان إنّما يكون
سالماً من الناحية
الروحيّة والعاطفيّة إذا
تربّى في أسرة. وإذا كانت
بيئة العيش هادئة ومناسبة
في العائلة أمكن
الإطمئنان بأنّ الأطفال
سيكونون سالمين من
الناحية العاطفيّة
والنفسيّة"12.
"في الأُسرة تَصلُح ثلاث
طوائف من الناس:
الأُولى: الرجال الذين هم
الآباء في الأُسرة.
وثانياً: النساء اللّاتي
هُنَّ الأُمَّهات في تلك
الأُسرة.
وثالثاً: الأطفال الذين
هم الجيل الآتي في
المجتمع"13.
40-
الأُسرة منبع الثقافة:
"إنّما يتمُّ انتقال الثقافات
والحضارات وحفظ الأصول والعناصر
الأساسيّة لحضارة وثقافة المجتمع
إلى الأجيال المتتالية ببركة
الأُسرة"14
.
"فأساس الزواج وأهمُّ منافعه
عبارة عن تكوين الأُسرة، والسبب
هو أنّه إذا وجُدت الأُسرة
السليمة في المجتمع، فإنّ ذلك
المجتمع سيكون سالماً، وينتقل
الإرث الثقافيّ بصورة صحيحة،
ويتربّى الأطفال بأفضل صورة، لذا
فإنّ المجتمعات التي اختلّ فيها
نظام الأُسرة تبعه اختلالات
ثقافيّة وأخلاقيّة"15.
"إذا أرادت الأجيال أنْ تنقل
معطياتها الذهنيّة والفكريّة إلى
الأجيال التالية، وينتفع المجتمع
من ماضيه، فهذا إنّما يتمُّ
بواسطة الأُسرة والمحيط الأُسريّ،
حيث تتكوّن هويّة وشخصيّة الإنسان
لأوّل مرّة على أساس ثقافة ذلك
المجتمع، ويقوم الوالدان وبصورة
غير مباشرة، وبلا إكراه أو تصنّع
بنقل معلوماتهم واعتقاداتهم
ومقدَّساتهم إلى الجيل التالي
بصورة طبيعيّة"16
.
41-
الأُسرة سكن الفرد:
"نظر الإسلام إلى العائلة نظرة
صحيحة وأصيلة، فقد نظر إليها
باهتمام بالغ، حيث جُعلت الأُسرة
في المنظور الإسلاميّ هي الأصل،
وتَزَلْزُل بناء الأُسرة وارتباكه
من أقبح الأعمال"17
.
"الأُسرة في الإسلام تعني محلّ
سكن إنسانَين، ومحلّ استقرارهما
الروحيّ، ومحلّ أُنس أحدهما
بالآخر، ومحلّ تكامل فرد بمساعدة
فرد آخر. والأُسرة ذلك المكان
الذي يجد فيه الإنسان استقراره
النفسيّ. فكيان الأُسرة مهمٌّ إلى
هذه الدرجة في الإسلام"18.
اعتبر الإسلام – وكما
بَيَّن القرآن في عدّة
مواضع – أنّ الهدف من
خلقة المرأة والرجل
وتعايشهما وفي النهاية
تزاوجهما، هو استقرار
وسكينة المرأة والرجل"19
.
"وقد ورد هذا المعنى في القرآن
الكريم في الآية الشريفة:
﴿وَجَعَلَ
مِنْهَا زَوْجَهَا
لِيَسْكُنَ﴾20
ويوجد تعبير (سكن) في موضعين من
القرآن الكريم، على ما أذكر .
الله تبارك وتعالى جعل زوج
الإنسان من نوعه، زوج المرأة وزوج
الرجل من نوعه (ليسكن إليها) لكي
يشعر الإنسان – رجلاً كان أو
امرأة – بالسكينة في جنب زوجه"
21.
هذا الاستقرار والسكينة والنجاة
من الاضطرابات الروحيّة أمرٌ
مهمٌّ جدّاً؛ لأنَّ ميدان الحياة
ميدان صراع، والإنسان فيه دائماً
مُعرَّض لنوع من الاضطراب. وإذا
تحقّقت تلك السكينة والاستقرار
بنحو صحيح فإنّ الحياة ستكون
سعيدة، المرأة تسعد والرجل يسعد،
الأولاد الذين يُنجَبون في ذلك
المنزل ينمون بدون عُقَد ويكونون
سعداء، أيّ تتمهّد الأرضيّة
لسعادتهم من هذه الناحية"22
.
42-
الأُسرة الأكثر استقراراً
أكثر انتفاعاً:
"كلُّ إنسان، رجلاً كان أو امرأة،
يتعرّض للمشاكل في حياته اليوميّة
ويواجه أحداثاً تُدمِّر روحه
وتؤدّي إلى اضطراب الفرد وعدم
استقراره، وعندما يدخل بيته فإنّ
هذا المحيط الآمن يبعث فيه النشاط
ويعدّه لنهار قادم ويوم جديد.
الأُسرة مهمّة جدّاً في تنظيم
حياة الفرد، ولا بُدَّ من إدارة
الأُسرة بنحو أحسن وبشكل سليم"23
.
"الفائدة
التي يحصل عليها الرجل والمرأة من
الأُسرة المُستقِرّة ترفع نتاجهما
خارج المنزل وتُكسبه أهميّة وقيمة
نوعيّة"24
.
"فرصة الزواج والاستقرار في ظلّ الأُسرة، إحدى الفرص المُهمّة في الحياة
للرجل والمرأة، وهي وسيلة
للمواساة والحصول على مشاركة شخص
مقرّب في الهموم، وهو مما يُعدُّ
من الأمور اللّازمة في الحياة "25
.
43-
دور المرأة والرجل في الأُسرة:
"لا بُدَّ أنْ يسعى الفتى والفتاة
إلى حفظ هذا الارتباط. وهذه ليست
مهمّة أحدهما حتّى نقول: إنّ على
الثاني أنْ يتحمّل كلّ ما يفعله
الأوّل، كلّا! يجب أنْ يُساعد كلٌّ
منهما الآخر لكي يتمَّ
ذلك"26
.
"لا يصحّ أنْ نقول: إنَّ للزوج
دوراً أكبر أو للزوجة، لكلٍّ
منهما دورٌ في حفظ هذا البنيان،
وفي حفظ هذا التجمُّع الثُنائيّ،
والذي يزداد تدريجيّاً بعد ذلك"27
.
"اجتنبوا كلَّ ما يُعكِّر صفو
الأُسرة ويؤدّي إلى الكآبة
والانفعال السلبيّ. لا بُدَّ أنْ
يعزم الرجل والمرأة على التفاهم
والتعايش معاً. ما يوجد في
الأُسرة من خيرات هو للزوج
والزوجة في النهاية،
وللأبناء، وليس لأحدهما دون الآخر،
أما إذا حدثت – لا سمح الله –
كدورة وعدم اطمئنان وتباعد فإنّ
ألمَها سيكون على كليهما"28
.
"إنّ للزوج والزوجة الدور الأكبر
في تقوية كيان الأُسرة، بتسامحهما
وتعاونهما، وبرأفتهما وأخلاقهما
الحسنة، وأهمّ من كلّ ذلك محبتهما،
فباستطاعتهما أن يجعلا هذا البناء
وهذا الانسجام يدوم"29
.
44-
المحبّة في الأسرة
الإسلاميّة:
"الزوج والزوجة في
المجتمع الإسلاميّ مرتبط
أحدهما بالآخر، وكلٌّ
منهما مسؤولٌ عن الآخر
وعن الأبناء وعن الأُسرة.
لاحظوا! الأُسرة مهمّة
إلى هذا الحدّ من وجهة
نظر الإسلام"30.
"في المحيط الإسلاميّ
تكون الأُسرة متماسكة،
بحيث يتولّد جيلان
وتشاهدون الجدّ وأحفاده
يعيشون معاً في بيت واحد،
كم هذا قيّم؟ لا هؤلاء
يملُّون من أولئك، ولا
أولئك يُسيئون إلى هؤلاء،
الكلُّ متعاونون"31.
"في المجتمعات
الإسلاميّة، أي:
المجتمعات المتديّنة،
نُلاحظ أنَّ شخصين يعيشان
مدّة طويلة لا يملُّ
أحدهما من الآخر أبداً،
بل إنّ محبّتهما تزداد،
الأنس والمحبّة والوفاء
من أحدهما للآخر يزداد.
هذه هي ميّزة التديُّن
ومراعاة الأحكام الشرعيّة
"32.
"فالأُسرة تدوم في ظلِّ
الإسلام والثقافة
الإسلاميّة، وتجدون فيها
الأجداد والجدّات والأب
والأمّ والأحفاد وأبناء
الأحفاد ينقلون التقاليد
إلى الأجيال، الجيل
السابق يُقدِّم إرثه إلى
الجيل اللاّحق،
فلا يكونون مُنقطعين أو
مُنعزلين ومُجرّدين من
العواطف "33.
كثيراً
ما يتردّد سؤال في ذهن
الفتاة الّتي بلغت مبلغ
النساء، أو الشابّ الّذي
بلغ مبلغ الرجال. ما هي
المواصفات الّتي ينبغي
أنْ يتحلّى بها شريك
العمر أو شريكته؟
من
هو الشخص الذي ارتبط
ويبقى معي طول العمر؟
ما
هي الأمور التي يجب أن
أراعيها واهتمّ بها في
اختيار الزوج؟ وقبل
الإقدام على هذه الخطوة
المصيريّة؟
كيف أقدم على الزواج ولا
أندم في المستقبل؟
كلها أسئلة تختلج في نفوس
الشباب المقبل على حياة
جديدة.
1- خطبة العقد المؤرخة 8/3/1381 هـ.ش
2- خطبة العقد المؤرخة 14/6/1372 هـ.ش.
3- خطبة العقد المؤرخة 2/9/1376 هـ.ش.
4- خطبة العقد المؤرخة 23/12/1379 هـ.ش.
5- خطبة العقد المؤرخة 29/10/1377 هـ.ش.
6- خطبة العقد المؤرخة 30/3/1379 هـ.ش.
7- خطبة العقد المؤرخة 12/11/1372 هـ.ش.
8- خطبة العقد المؤرخة 21/12/1379 هـ.ش.
9- خطبة العقد المؤرخة 4/10/1381 هـ.ش
10- خطبة العقد المؤرخة 18/12/1376 هـ.ش.
11- خطبة العقد المؤرخة 20/5/1376 هـ.ش.
12- خطبة العقد المؤرخة 11/5/1374 هـ.ش.
13- خطبة العقد المؤرخة 19/2/1374 هـ.ش.
14- خطبة العقد المؤرخة 26/1/1377 هـ.ش.
15- خطبة العقد المؤرخة 16/1/1378 هـ.ش.
16- خطبة العقد المؤرخة 15/10/1379 هـ.ش.
17- خطبة العقد المؤرخة 15/10/1379 هـ.ش.
18- خطبة العقد المؤرخة 4/10/1374 هـ.ش.
19- خطبة العقد المؤرخة 6/9/1376 هـ.ش.
20- سورة الأعراف، الآية 189.
21 ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ سورة الروم، الآية 21
22- خطبة العقد المؤرخة 31/4/1376 هـ.ش.
23- خطبة العقد المؤرخة 29/10/1377 هـ.ش.
24- خطبة العقد المؤرخة 15/12/1379 هـ.ش.
25- خطبة العقد المؤرخة 9/12/1380 هـ.ش.
26- خطبة العقد المؤرخة 30/7/1376 هـ.ش.
27- خطبة العقد المؤرخة 16/5/1379 هـ.ش.
28- خطبة العقد المؤرخة 6/9/1376 هـ.ش.
29- خطبة العقد المؤرخة 17/11/1379 هـ.ش.
30- خطبة العقد المؤرخة 18/6/1376 هـ.ش.
31- خطبة العقد المؤرخة 20/10/1372 هـ.ش.
32- خطبة العقد المؤرخة 2/1/1380 هـ.ش.
33- خطبة العقد المؤرخة 24/5/1374 هـ.ش.