مدة عمر النبي نوح (ع) ووفاته وعلل تسميته ونقش خاتمه ومكارم أخلاقه
النبي نوح عليه السلام
عيون أخبار الرضا قال: إن نوحا عليه السلام لما ركب السفينة أوحى الله عز وجل إليه يا نوح إن خفت الغرق فهللني ألفا ثم سلني النجاة أنجيك من الغرق ومن آمن معك فلما استوى نوح ومن معه في السفينة ورفع القلص عصفت الريح عليهم...
عدد الزوار: 739
عيون أخبار الرضا قال: إن نوحا عليه السلام لما ركب السفينة أوحى الله عز وجل إليه يا نوح إن خفت الغرق فهللني ألفا ثم سلني النجاة أنجيك من الغرق ومن آمن معك فلما استوى نوح ومن معه في السفينة ورفع القلص عصفت الريح عليهم فلم يأمن نوح الغرق فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألف مرة فقال بالسريانية هلوليا ألفا ألفا يا ماريا أتقن فاستوى القلص وجرت السفينة فقال نوح إن كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني فنقش خاتمه لا إله إلا الله ألف مرة يا رب أصلحني.
الأمالي بإسناده إلى الصادق عليه السلام قال: عاش نوح عليه السلام ألفي وخمسمائة سنة منها ثمانمائة وخمسون سنة قبل أن يبعث وألف سنة إلا خمسين عام وهو في قومه يدعوهم ومائتا سنة في عمل السفينة وخمسمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء فمصر الأمصار وأسكن ولده البلدان ثم إن ملك الموت جاءه وهو في الشمس قال السلام عليك فرد عليه نوح السلام فقال ما حاجتك يا ملك الموت قال جئت لأقبض روحك قال له تدعني أدخل من الشمس إلى الظل فقال له نعم فتحول نوح ثم قال عليه السلام يا ملك الموت فكأن ما مر بي من الدنيا مثل تحولي من الشمس إلى الظل فامض لما أمرت به قال فقبض روحه صلى الله عليه وآله وسلم.
علل الشرائع سأل الشامي أمير المؤمنين عليه السلام عن اسم نوح ما كان فقال: اسمه السكن وإنما سمي نوحا لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما.
وفيه عن الصادق عليه السلام: كان اسم نوح عبد الغفار وإنما سمي نوحا لأنه كان ينوح على نفسه.
وفيه عنه عليه السلام: كان اسم نوح عليه السلام عبد الملك وإنما سمي نوحا لأنه بكى خمسمائة سنة.
وعنه عليه السلام: اسم نوح عبد الأعلى.
قال الصدوق رحمه الله تعالى:: الأخبار في اسم نوح عليه السلام كلها متفقة غير مختلفة تثبت له التسمية بالعبودية وهو عبد الغفار والملك والأعلى.
قصص الأنبياء عن الصدوق بإسناده إلى وهب قال: إن نوحا لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله تعالى فلا يزدادون إلا طغيان ومضى ثلاثة قرون من قومه وكان الرجل منهم يأتي بابنه وهو صغير فيوقفه على رأس نوح عليه السلام فيقول يا بني إن بقيت بعدي فلا تطيعن هذا المجنون.
وفيه عن علي بن محمد العسكري عليه السلام أنه: جاء إبليس إلى نوح فقال إن لك عندي يدا عظيمة فانتصحني فإني لا أخونك فتألم نوح بكلامه ومسألته فأوحى الله إليه أن كلمه وسلمه فإني سأنطقه بحجة عليك فقال نوح صلى الله عليه وآله وسلم تكلم فقال إبليس إذا وجدنا ابن آدم شحيح وحريص وحسود وجبار وعجولا تلقفناه تلقف الكرة فإن اجتمعت لنا هذه الأخلاق سميناه شيطانا فقال نوح ما اليد العظيمة التي صفت قال إنك دعوت الله على أهل الأرض فألحقتهم في ساعة بالنار فصرت فارغ ولو لا دعوتك لشغلت بهم دهرا طويلا.
إكمال الدين بإسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: عاش نوح عليه السلام بعد النزول من السفينة خمسين سنة ثم أتاه جبرئيل عليه السلام فقال يا نوح إنه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فانظر الاسم الأكبر وميراث العلم فادفعها إلى ابنك سام فإني لا أترك الأرض إل وفيها عالم يعرف به طاعتي ويكون نجاة فيما بين قبض النبي وبعث النبي الآخر فدفع عليه السلام آثار علم النبوة إلى ابنه سام فأما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به وبشرهم نوح بهود وظهرت الجبرية في ولد حام ويافث واستخفى ولد سام بما عندهم من العلم وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم كانت أعمار قوم نوح ثلاثمائة سنة وعاش نوح ألفي سنة وأربعمائة وخمسين سنة.
أقول: اختلفوا في مدة عمره عليه السلام فقيل كان ألف وأربعمائة وخمسين سنة وقيل كان ألف وأربعمائة سنة وسبعين سنة وقيل ألف وثلاثمائة سنة وأكثر أخبارنا المعتبرة تدل على أنه عاش ألفين وخمسمائة سنة وبعضها قابل للتأويل بإسقاط زمن البعثة وزمان عمل السفينة وبعدها الطوفان وزيادته ونحو ذلك وقال شيخنا الطبرسي طاب ثراه في قوله تعالى ﴿إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً﴾ معناه أن نوحا كان عبد الله كثير الشكر وكان إذا لبس ثوب وأكل طعام وشرب ماء شكر الله تعالى وقال الحمد لله وقيل إنه كان يقول في ابتداء الأكل والشرب بسم الله وفي انتهائه الحمد لله.
وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام: أن نوحا كان إذا أصبح وأمسى قال اللهم إني أشهدك أن ما أصبح وأمسى بي من نعمة في دين ودنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضى وبعد الرضا فهذا كان شكره.
أقول: ظاهره أنه كان يقولها مرة واحدة وفي كثير من الأخبار مثله ورواه في الفقيه وأنه كان يقولها عشرا. r>
علل الشرائع وعن الدقاق عن الأسدي عن سهل عن عبد العظيم الحسني قال: سمعت علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول عاش نوح ألفين وخمسمائة سنة وكان يوما في السفينة نائما فهبت ريح فكشفت عورته فضحك حام ويافث فزجرهما سام ونهاهم عن الضحك وكان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث فانتبه نوح عليه السلام فرآهم وهم يضحكون فقال ما هذا فأخبره سام بما كان فرفع نوح يده إلى السماء يدعو ويقول اللهم غير ماء صلب حام حتى لا يولد له إلا السودان اللهم غير ماء صلب يافث فغير الله ماء صلبهما فجميع السودان حيث كانوا من حام وجميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانو وجميع البيض سواهم من سام وقال نوح عليه السلام لحام ويافث جعل ذريتكما خولا أي خدما لذرية سام إلى يوم القيامة لأنه بر بي وعققتماني فلا زالت سمة عقوقكما لي في ذريتكما ظاهرة وسمة البر في ذرية سام ظاهرة ما بقيت الدنيا.
أقول: روى الشيخ الطبرسي هذا الخبر من كتاب النبوة بهذا الإسناد ثم قال
قال الشيخ أبو جعفر بن بابويه رحمه الله ذكر يافث في هذا الخبر غريب لم أروه إلا من هذا الطريق وجميع الأخبار التي رويتها في هذا المعنى فيها ذكر حام وأنه ضحك لما انكشفت عورة أبيه وأن سام ويافثا كانا في ناحية فبلغهما ما صنع فأقبل ومعهما ثوب وهما معرضان وألقيا عليه الثوب وهو نائم فلما استيقظ أوحى الله عز وجل إليه ما صنع حام فلعن حام ودعا عليه.
قصص الأنبياء للراوندي طاب ثراه بإسناده إلى ابن عباس قال: قال إبليس لعنه الله يا نوح لك عندي يد سأعلمك خصالا قال نوح وما يدي عندك قال دعوتك على قومك حتى أهلكهم الله جميعا فإياك والكبر وإياك والحرص وإياك والحسد فإن الكبر هو الذي حملني على أن تركت السجود لآدم فأكفرني وجعلني شيطانا رجيم وإياك والحرص فإن آدم أبيح له الجنة ونهي عن شجرة واحدة فحمله الحرص على أن أكل منه وإياك والحسد فإن ابن آدم حسد أخاه فقتله فقال نوح صلى الله عليه وآله وسلم متى تكون أقدر على ابن آدم قال عند الغضب.
الكافي في الصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما هبط نوح عليه السلام من السفينة غرس غرسا فكان فيما غرس النخلة ثم رجع إلى أهله فجاء إبليس لعنه الله فقلعها ثم إن نوحا عليه السلام عاد إلى غرسه فوجده على حاله ووجد النخلة قد قلعت ووجد إبليس عندها فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره أن إبليس لعنه الله قلعها فقال نوح لإبليس ما دعاك إلى قلعها فو الله ما غرست غرسا أحب إلي منه وو الله لا أدعها حتى أغرسها فقال إبليس وأن والله لا أدعها حتى أقلعها فقال اجعل لي منها نصيبا قال فجعل له منها الثلث فأبى أن يرضى فجعل له النصف فأبى أن يرضى وأبى نوح أن يزيده فقال جبرئيل لنوح عليه السلام يا رسول الله أحسن فإن منك الإحسان فعلم نوح أنه قد جعل الله له عليها سلطانا فجعل نوح له الثلثين قال أبو عبد الله عليه السلام فإذا أخذت عصيرا فاطبخه حتى يذهب الثلثان من نصيب الشيطان فإذا ذهب فكل واشرب حينئذ.
وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن إبليس نازع نوحا عليه السلام في الكرم فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال إن له حقا فأعطه فأعطاه الثلث فلم يرض إبليس ثم أعطاه النصف فلم يرض فطرح جبرئيل نارا فأحرقت الثلثين وبقي الثلث فقال ما أحرقت النار فهو نصيبه وما بقي فهو لك يا نوح حلال1.
1 _النور المبين / المحدّث العلامة الجليل نعمة الله الجزائري.
2012-11-28