يتم التحميل...

خاتمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

القواعد الفقهية

قال الله عزوجل: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾َ..

عدد الزوار: 183

قال الله عزوجل: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وقال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ. وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ. وقال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ. وقال تعالى:﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ. وقال تعالى: ﴿يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ. وقال تعالى: ﴿الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ. وقال تعالى: ﴿وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ.

وقال تعالى:  ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ.  وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كيف بكم إذا فسدت نساوكم. وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهو عن المنكر، فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله فقال: نعم، وشر من ذلك، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف، فقيل له يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال نعم، وشر من ذلك، كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروف". وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عزوجل ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له، فقيل: وما المؤمن الضعيف الذي لا دين له، قال: "الذي لا ينهى عن المنكر". وقال الصادق عليه السلام: "إن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني ما أفضل الأسلام؟ قال: الأيمان بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال: فقال: الرجل: فأخبرني أي الأعمال أبغض الى الله، قال: الشرك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم قطيعة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف".

قال الباقر عليه السلام يكون في آخر الزمان قوم ينبع "يتبع" فيهم قوم مراؤون إلى أن قال: ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله عزوجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الأشرار والصغار في دار الكبار، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء ويستقيم الأمر. وقال الباقر عليه السلام: "بئس القوم قوم يعصون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وقال الصادق عليه السلام: "ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال امتي بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وتعاونوا على البر، فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء". إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الواجبات وأجلها وهما القانون الذي هو الحجر الأساس لبقاء الأسلام، والعامل الرئيسي لتحقيق السلم والصلاح من جانب، والسبب الأصيل لازالة الظلم والفساد، من جانب آخر.

وهو أسمى القوانين في المجتمع الأنساني وللفقهاء في هذا الباب بحوث رائعة وهائلة ولا يسعنا المجال لذكر جميعها ونكتفي بذكر جملة منها حول التعريف والشرائط على ما يلي:
1 - قال المحقق الحلي: المعروف هو كل فعل حسن اختص بوصف زائد على حسنه، إذا عرف فاعله ذلك، أو دل عليه. والمنكر: هو كل فعل قبيح عرف فاعله قبحه أو دل عليه. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان إجماعا ووجوبهما على الكفاية. والمعروف ينقسم إلى الواجب والندب فالأمر بالواجب واجب وبالندب ندب. والمنكر لا ينقسم فالنهي عنه كله واجب وقال المحقق صاحب الجواهر: و كيف كان ف‍ الأمر بالمعروف الواجب والنهي عن المنكر واجبان إجماعا من المسلمين بقسميه عليه مضافا إلى ما تقدم من الكتاب والسنة وغيره، بل عن الشيخ والفاضل والشهيدين والمقداد أن العقل مما يستقل بذلك من غير حاجة إلى ورود الشرع.

وقال الأمام الخميني رحمه الله: "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" من أسمى الفرائض وأشرفها، وبهما تقام الفرائض، ووجوبهما من ضروريات الدين، ومنكره مع الالتفات بلازمه والالتزام به من الكافرين.

الشرائط:

يشترط في الوجوب هنا أربعة امور وهي بما يلي
الأول: قال الأمام الخميني رحمه الله: أن يعرف الامر أو الناهي أن ما تركه المكلف أو ارتكبه معروف أو منكر.

الثاني: أن يجوز ويحتمل تأثير الأمر أو النهي فلو علم أو أطمأن بعدمه فلا يجب. الثالث: أن يكون العاصي مصرا على الاستمرار فلو علم منه الترك سقط الوجوب. الوجوب.

الرابع: أن لا يكون في إنكاره مفسدة. المراتب: قال سيدنا الاستاذ: للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب:

 الاولى: الأنكار بالقلب بمعنى إظهار كراهة المنكر، أو ترك المعروف...

 الثانية: الأنكار باللسان والقول بأن يعظه، وينصحه، ويذكر له ما أعد الله سبحانه من العقاب. الثالثة: الأنكار باليد بالضرب المؤلم الرادع عن المعصية ولكل واحدة من هذه المراتب مراتب أخف وأشد.
الانكار باللسان والقول بأن يعظه، وينصحه، ويذكر له ما أعد الله سبحانه من العقاب.

الثالثة: الأنكار باليد بالضرب المؤلم الرادع عن المعصية ولكل واحدة من هذه المراتب مراتب أخف وأشد.

ولا يختص الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصنف من الناس دون صنف، بل يجب عند اجتماع الشرائط المذكورة على العلماء وغيرهم. ويجب على الامر أن يكون عاملا بالمعروف وتاركا للمنكر على أساس قوله تعالى: كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون. أضف إلى ذلك ما يقال: إن العمل الصالح لا يتولد من العامل الفاسد. اللهم وفقنا لما تحب وترضى آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين 1.


1-القواعد الفقهية / العلامة مصطفوي..

2012-10-08