يتم التحميل...

دوحة 135-السنة الثانية عشر- شهر محرّم 1431هـ

العدد135

تحميل pdf

عدد الزوار: 50

 نداء روح الله

 ملحمة عاشوراء صفحة رائعة بشكل يفوق التصور، والإمام السجاد عليه السلام ابن واقعتها وحامل رسالتها والمجاهد في قصر الجور، وفيها واجهت السيدة زينب عليها السلام وهي مسبيّة أقوى سلاطين عصرها.
 

الإمام الخميني قدس سره

 المقاومة الإسلامية نتاج كربلاء

 أيها الناس الذين تدرسون المقاومة الإسلامية في لبنان أنتم الذين تبحثون من خلال دراساتكم عن هذه المقاومة عن عناصر القوة وعناصر الضعف فيها، أنا أقول لكم على مرأى ومسمع الناس: قوة هذه المقاومة، جوهرها، هويتها، ماهيتها، روحها، أنفاس مجاهديها، عشق استشهادييها، غاية آمال شهدائها، يكمن في سر وهوية وروح وعقل وقلب ودماء وآهات أبي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام، ابن الزهراء عليها السلام فإذا كنتم قادرين على اكتشاف هذا السر وهذه الهوية فستفهمون المقاومة الإسلامية في لبنان.

إذن المسألة الرئيسية في كربلاء بقيت عاشوراء خالدة على مر الأزمنة والعصور لأنها صنعت من دماء الحسين عليه السلام الإمام الشاهد والشهيد..

وستبقى عاشوراء خالدة ما بقي أبناء الحسين عليه السلام يحملون البيارق الحسينية على البنادق والموقف الحسيني على الأفئدة والنفوس ويبذلون الأرواح رخيصة في سبيل استعادة قبلة المسلمين الأولى والرمز الخالد أبداً مهما حاولت قوى الظلم والقهر والاستبداد محوه أو إخفاءه بظلامها وظلمها، فالله تعالى وعد وعده الحق بأن يورث الأرض عباده الصالحين.

 

سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله (حفظه الله)

 من آداب عاشوراء

يطل هلال المحرم ويحمل في ضوئه القاني هدي الرسالة وتقوى الولاية ونهج الجهاد والشهادة، فعاشوراء موسم عبادي جهادي ينبغي للمؤمن الموالي فيه أن يتأسـَّى بالمعصومين الأطهارR، وينهل من معينهم بآداب وشعائر يحبها الله تعالى، نذكر منها:
حضور المجالس الحسينية: فعن الإمام الصادق عليه السلام " يا فضيل تجلسون وتتحدثون؟ قال نعم جعلت فداك، قال: إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا، يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا..".

البكاء على الإمام الحسين عليه السلام: فعن الإمام الرضا عليه السلام: " فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام ".

زيارة الإمام الحسين عليه السلام: فعن الإمام الباقر عليه السلام: "من زار الحسين بن علي L في يوم العاشر من المحرَّم يظلُّ عنده باكياً لقي الله عز وجل يوم يلقاه بثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة كثواب من حجَّ واعتمر وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع الأئمة الراشدين" تعزية المؤمنين: فعن الإمام الباقر عليه السلام: "... وليعزِّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين عليه السلام. قلتُ: وكيف يعزي بعضنا بعضاً؟ قال: تقول: عظَّم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام، وجعلنا من الطالبين بثأره مع وليـِّه. الإمام المهدي| من آل محمد".

 من شذا الولاية

محرم هو الذي انتفضت فيه العدالة لمواجهة الظلم، وقام فيه الحق لمواجهة الباطل، فأثبت أن الحق منتصر على الباطل على مرّ التاريخ.

 

الإمام الخامنئي دام ظله

البعد المعنوي في شخصية الإمام الحسين عليه السلام

يقول الإمام الخامنئي دام ظله عن البعد المعنوي في شخصية الإمام الحسين عليه السلام: إنه بعد الجهاد والشهادة والإعصار الذي أحدثه عليه السلام على مدى التاريخ، والذي سيبقى – على ما يتسم به من بركات – مدوياً على مدى الدهر، فلو نظرنا إلى واقعة عاشوراء وأحداث كربلاء، فمع أنها ساحة قتال وسيف وقتل نرى الإمام الحسين عليه السلام يتكلم ويتعامل بلسان الحب والرضا والعرفان مع الله تعالى، ففي آخر المعركة وضع خده المبارك على تراب كربلاء اللاهبة وقال عليه السلام "إلهي رضا بقضائك وتسليماً لأمرك". وكذا حين خروجه من مكة قال عليه السلام "من كان باذلاً فينا مهجته، وموطناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا"، بل إن كل قضية كربلاء نرى فيها وجه العرفان والتضرع والابتهال. لقد اقترن خروجه ذاك بالتوسل والمناجاة وأمنية لقاء الله، وبدأ بذلك الاندفاع المعنوي المشهور في دعاء عرفة إلى أن انتهى به المطاف في اللحظة الأخيرة إلى القتل والشهادة حيث قال عليه السلام "ورضاً بقضائك".

معنى هذا إن واقعة عاشوراء تعد بحد ذاتها واقعة عرفانية، ومع أنها امتزجت بالقتال والقتل والشهادة والملحمة – وملحمة عاشوراء صفحة رائعة بشكل يفوق التصور – ولكن إن نظرتم إلى عمق نسيج هذه الواقعة الملحمية لرأيتم فيها معالم العرفان، والمعنوية، والتضرع، وجوهرية دعاء عرفة.

 جهاد الإمام السجاد عليه السلام

 شارك الإمام زين العابدين عليه السلام في رحلة الجهاد إلى كربلاء حيث قاتل يوم عاشوراء وأثخن بالجراح فحُمل إلى المخيم ليحفظه الله تعالى رغم تلك الظروف القاسية حتى لا تسيخ الأرض بأهلها، ففي النص التاريخي: "وكان علي بن الحسين عليلاً وارتـَُّثَّ (أثخن بالجراح) يومئذ وقد حضر بعض القتال فدفع الله عنه.."

في الأسر: استمر الإمام السجاد عليه السلام في مسيرته الجهادية يمثل قمة البطولة والحركة والثورية حيث راح يواجه أمواج الرعب التي تنشرها تصرفات وأبواق النظام الأموي بشجاعته وإبائه الحسيني. يقول الإمام الخامنئي دام ظله عن هذه البطولة والدور: " لقد كان الإمام السجاد عليه السلام يرسم ملحمة بطولية عظيمة بأقواله وأفعاله خلال فترة الأسر..".

في المدينة: لما رأى الإمام زين العابدين عليه السلام أن الأمة قد فقدت الكثير الكثير من دينها وباتت تعيش على الملذات المادية، أراد أن يعيد تأسيس علاقة الإنسان بربه وهو ما تجلى من خلال الصحيفة السجادية، يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "إن أعظم الأدوار التي مارسها الإمام السجاد عليه السلام هي أنه دوَّن الفكر الأصيل للإسلام والتوحيد والنبوة وحقيقة المقام المعنوي للإنسان وارتباطه بالله وأهم دور للصحيفة السجادية هو في هذا المجال..".

وكذا أردا عليه السلام أن يعيد العلاقات الإنسانية إلى فطرتها الأصيلة وحاكمية الله فيها، فكانت رسالة الحقوق.
 

 للحرية طريق

في الزنزانة رقم (9) كان راني مستلقياً بهدوء استيقظ على صوت حسام فيما يده تهزه بقوة:

ـ انهض... انهض... يظهر أنه تحصل انتفاضة داخل المعتقل اسمع الأصوات.
ـ سامحك الله قطعت أجمل منام رأيته في حياتي إنه بشارة الحرية.
ـ الآن وقت مناماتك الله وحده يعلم ماذا يجري في الخارج اسمع صوت طرقات قوية على أبواب الزنزانات.
خيمت لحظات من الصمت على المكان نظر كل من راني ورفيقه إلى الآخر دون أن ينبس أحد ببنت شفة، بدا الخوف والقلق في نبرات الأسرى وهم يتساءلون عن سر الأصوات التي تعلو من الخارج طمأنهم راني فيما اقترب من باب الزنزانة قائلاً:
ـ إنه الوعد... وعد الحمزة عليه السلام... صدق الوعد الحرية آتية، لا تقلقوا إنه صوت ضجيج الناس وليس صوت الجنود استعدوا سنخرج من المعتقل.
بدا الذهول واضحاً على وجوه الجميع وكأنهم لم يصدقوا الخبر، نظر راني إلى حسام مخاطباً إياه:
ـ المنام الذي قطعته يبشر بأننا سنتحرر بإذن الله، لقد رأيت الحمزة عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد جاء لزيارة الأسرى وكانت أقفال السجن مكسورة فراح يخرج الأسرى واحداً تلو الآخر من الزنازين.

فتح راني باب الزنزانة بنفسه بعدما كسر أحدهم القفل بآلة حادة على إثر تحرك أهالي الخيام في أيام التحرير مقتحمين المعتقل بينما فرّ العملاء...
وقف راني في باحة المعتقل صارخاً بأعلى صوته: "هذا وعد الله" "صدق وعد الله".

 المنـاسبـات

1 محرم: بدء مراسم عاشوراء (بداية السنة الهجرية)
2 محرم: وصول الامام الحسين عليه السلام الى كربلاء 61 هـ
10 محرم: استشهاد الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه يوم عاشوراء 61 هـ
11 محرم: سبي العترة الطاهرة من كربلاء إلى الكوفة 61 هـ
13 محرم: دفن شهداء الطف في كربلاء: الامام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه 61 هـ
25 محرم: شهادة الامام علي بن الحسين عليه السلام 95 هـ
25 كانون الأول: ولادة النبي عيسى عليه السلام عند الطوائف الغربية

2009-12-26