يتم التحميل...

العدد 112 - السنة العاشرة - شهر صفر 1429 هـ

دوحة 112

تحميل pdf

عدد الزوار: 47

 انتصار الثورة في مرآة القران

في ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية في ايران، تبتهل الأرواح الى البارى عز وجل شاكرةً هذا الفضل العميم الذي شمل ببركته جميع أقطار المسلمين، فإنتصار الثورة ما كان بالحدث العابر أو العادي بل شكَّل منعطفاً تاريخياً، ليس على المستوى السياسي فحسب بل الروحي والعقائدي والفكري، لمسيرة الحركة الإسلامية التي تمثِّل الإمتداد الطبيعي لحركة الأنبياء الإلهيين عليهم السلام. فالإسلام كدين أثبت بأنَّه يستجيب لكافة الإحتياجات الإنسانية كما في عصور الأنبياء كذلك في العالم المعاصر المليء بالتحديات.

هذا الإنتصار جدير بأن نقف عنده مطولاً ومراراً، لندرس أسباب تحققه وكيفية الحفاظ عليه، فالقرآن الكريم هو أوَّل من أكَّد على أن السبب الحقيقي للإنتصار هو الله تعالى فقال: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(آل عمران:126) ،كما أكَّد على حتميته حين يأخذ المؤمنون بأسبابه ويحققون شروطه ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ(الروم:47).

فما هي أهم تلك الشروط؟

ومن أهم تلك الشروط

1- الثبات على المبادئ: وعلى رأسها الدافع الإلهي الذي هو سر الأسرار في تحقيق النصر حيث يقول تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ(محمد:7) وهذا الثبات أيضاً هو سر الأسرار في الحفاظ على النصر حيث يكمل تعالى قائلاً ﴿وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ(محمد:7) فلا تتزلزل الأقدام عن قمم النصر.

2- الولاية: ﴿وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيرًا(النساء:45) فالولاية لله تعالى ورسوله والأئمة المعصومين عليهم السلام كانت السبب الأساس في انتصار تلك الثورة المباركة، كما أنَّ الولاية للفقيه نائب الامام المعصوم المتمثِّل بالامام الخميني (في ذلك الزمان كانت المعلم المميز لتلك الثورة الإلهية الفريدة السائرة على خطى ثورات الأنبياء عليهم السلام على مر التاريخ.

3- الوحدة: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ(الصف:4)، فالوحدة ركن أساسي في انتصار الشعوب والتفرقة والخلاف في المقابل تدمران أي بنيان فقد قال تعالى: ﴿وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ(الأنفال:46) ولأن وحدة القيادة وطاعتها يشكلان عقدة الوحدة هذه قد صدّر الله تعالى هذه الآية بقوله ﴿..أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ..(النساء:59).

إلا أن هذا النصر مرهون بشروط وأسباب ليبقى مستمراً وناصعاً وثابتاً، يقول الإمام الخميني: "ما أكثر الانتصارات التي تحققها الشعوب ثم تفقدها نتيجة ضعفها وعدم ثباتها على ما حققته".

وما يكاد بأهميته يفوق تحقيق النصر هو المحافظة عليه وتثميره وهو ما نبّه إليه الإمام الخميني بقوله: "استيقظوا فإن المحافظة على الانتصار والثورة أصعب بكثير من إحراز أصل الانتصار والثورة". 

 زيارة الابعين

زيارة الأربعين علامة المؤمن

لزيارة المراقد المطهرة لأهل البيت عليهم السلام مداليل عديدة أهمها: الإيمان الكامل بأنَّ المزور شفيع عند الله، وتأكيد للبيعة له, وإحقاق للحق الذي يمثله, ومعاهدة على البقاء على خطه ونهجه.

عن الامام الرضا عليه السلام: "إنَّ لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وأن من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة".

كيفية الزيارة

لا يقتصر استحباب زيارة مراقد أهل البيت عليهم السلام على السفر إليها بل ورد استحباب زيارتهم عن بُعد فعن الامام الصادق عليه السلام "إذا بعدت بأحدكم الشقة، ونأت به الدار، فليعلُ أعلى منزله، فيصلي ركعتين، وليُومِ بالسلام إلى قبورنا، فان ذلك يصير إلينا".

آكد الزيارات

ومما أكَّد عليه أهل البيت عليهم السلام زيارة الامام الحسين عليه السلام فقد ورد عن سدير: قال الصادق عليه السلام: "يا سدير تزور قبر الحسين عليه السلام في كل يوم؟ قلت: جعلت فداك لا، قال عليه السلام: "ما أجفاكم !

فتزوره في كل جمعة ؟ قلت: لا، قال عليه السلام: فتزوره في كل شهر؟ قلت: لا قال عليه السلام: فتزوره في كل سنة؟ قلت: قد يكون ذلك. قال عليه السلام: يا سدير، ما أجفاكم بالحسين عليه السلام، أما علمت أن لله الف الف ملك شعثاً غبراً يبكون ويزورون، لا يفترون، وما عليك يا سدير أن تزور قبر الحسين في كل جمعة خمس مرات، وفي كل يوم مرة؟ "قلت جعلت فداك، إن بيننا وبينه فراسخ كثيرة، فقال عليه السلام: تصعد فوق سطحك، ثم تلتفت يمنة ويسرة، ثم ترفع رأسك إلى السماء، ثم تتحول نحو قبر الحسين عليه السلام ثم تقول (السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته) تكتب لك زورة، والزّورة حجّة وعمرة".

زيارة الأربعين

ورد استحباب زيارة الامام الحسين عليه السلام في مناسبات خاصة عديدة كالأول من رجب ومنتصفه، ومنتصف شعبان، وليالي القدر، وعيدي الفطر والأضحى، ويوم عرفة، وعاشوراء, إنما للعشرين من صفر, وهو اليوم الأربعين بعد شهادته المباركة, مقام متميز بين الزيارات, ففي الحديث المشهور عن الامام الحسن العسكري عليه السلام: "علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم باليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم".

وقد ورد في الأربعين زيارة خاصة عن الامام الصادق عليه السلام وهي كغيرها من الزيارات المأثورة تحمل المضامين العالية التي أراد أهل البيت عليهم السلام إيصالها إلى الأمة لبثِّ المعرفة والوعي بين أفرادها، وليعلن الزائر فيها عن استعداده لنصرة قضية سيد الشهداء عليه السلام. 

 قصة وعبرة

العدالة المحمدية

في حشدِ من الناس دخل النبي صلى الله عليه وآله المسجد معصوب الرأس وقد نالت منه الحمّى، جلس على المنبر، حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "إنَّ عبداً من عباد الله خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله" ثم سكت, والناس قد طأطأوا رؤوسهم، وتابع خطابه وفي باله صلى الله عليه وآله ما قد خطط له من حرب الروم وماجهّز له من جيش كبير بقيادة أسامة بن زيد آمراً أصحابه وبقية المسلمين بالانضواء تحت رايته, فقال صلى الله عليه وآله من أعلى منبر المسجد: "أيها الناس، انفذوا جيش أسامة... ثم سكت ولهيب الحمّى يزداد اشتعالاً ثم قال صلى الله عليه وآله: "أيها الناس، إني أحمد إليكم الله، لقد دنا مني خفوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليقتدَّ منه، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه، ولا يقل رجل إنِّي أخاف الشحناء من رسول الله، ألا وإنَّ الشحناء ليست من طبيعتي ولا من شأني، ألا وإنَّ أحبَّكم إليّ من أخذ منِّي حقاً إن كان له، أو حللني فلقيت الله وأنا طيب النفس..."

نزل صلى الله عليه وآله من المنبر وأقام الصلاة ثم قام ينتظر الناس الذين أثقلهم سؤاله، فجأةً, وفيما الناس بين مذهول ومكروب وباكٍ, نهض رجل يرتجف واقترب من النبي صلى الله عليه وآله وأبلغه بانَّ سوطه وقعت ذات يومٍ على بطنه (بطريق الخطأ) وهو يريد الاقتصاص منه. دون سؤال أو عتاب قام خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله بالكشف عن بطنه الشريف طالباً من الرجل أخذ حقِّه. تقدَّم الرجل وسط ذهول الناس وانحنى مقبِّلاً الجسد الشريف ليكون آخر عهده من نبيه صلى الله عليه وآله أن يلامس جسدُه جسدَه.

ورد في زيارة النبي صلى الله عليه وآله أنه يستحب فيها أن نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون, أصبنا بك يا حبيب قلوبنا, فما أعظم المصيبة بك, حيث انقطع عنا الوحي, وحيث فقدناك, فإنا لله وإنا إليه راجعون". 

 نداء روح الله

"إنَّ ثورتنا الإسلامية الكبرى هي ثورة معنويّة روحيّة، قبل أن تكون ثورة سياسية وإجتماعية". 

 فقه القائد

غايات الوضوء (الأعمال التي يجب الوضوء لأجلها):

شرط الصحة (العمل من دونه باطل)
1- الصلاة بجميع أقسامها الواجبة والمندوبة (ما عدا صلاة الميت).
2- قضاء الأجزاء المنسية من الصلاة (كالتشهد والسجدة).
3- الطواف الواجب.

شرط الجواز (العمل من دونه حرام)
1- مس خط القرآن الكريم.
2- مس أسماء الله تعالى وصفاته الخاصة به.
3- مس أسماء الأنبياء والأئمة عليهم السلام على الأحوط.

شرط الكمال (العمل من دونه ناقص)
1- للأكل حال الجنابة.
2- لقراءة القرآن الكريم.
 

 مناسبات شهر صفر

*1 صفر: معركة صفين واستشهاد الصحابي عمار بن ياسر 37 هـ.
*3 صفر:
إستشهاد زيد بن علي بن الحسين عليه السلام.
*7 صفر:
إستشهاد الامام الحسن عليه السلام 50هـ.
           ولادة الامام موسى الكاظم 128 هـ.

*9 صفر:
معركة النهروان 38هـ.
*20 صفر: أربعون الإمام الحسين عليه السلام.

*28 صفر:
وفاة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله 11 هـ.
             إستشهاد الإمام الحسن عليه السلام 50هـ.

*29 صفر:
إستشهاد الإمام علي الرضا عليه السلام 203هـ.
*10 شباط:
عملية الإستشهادي حسن قصير 1985م.
*11 شباط:
إنتصار الثورة الإسلامية في إيران 1979م.
*12- 17شباط:
أسبوع الوحدة الإسلامية.
*16 شباط:
إستشهاد الشيخ راغب حرب 1984م.
             إستشهاد السيد عباس الموسوي1992م.

*25 شباط:
مجزرة الحرم الإبراهيمي 1992م.

2009-09-29