يتم التحميل...

العدد 111 - السنة العاشرة - شهر محرم 1429 هـ

دوحة 111

تحميل pdf

عدد الزوار: 30

 هيهات منَّا الذلة

نعزي الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشرف وولي أمرنا الإمام الخامنئي دام ظله وسائر المؤمنين والإخوة المجاهدين مع حلول ذكرى عاشوراء أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

…ونسأل في البداية ما هو الوضع الذي جعل الإمام الحسين عليه السلام يشعر بأن الإسلام لا يحيا إلا بتضحية كهذه التضحية العظيمة؟‍…

علينا ان ننظر ما هو الداء العفن الذي أصاب ذلك المجتمع الإسلامي حتى انتهى الأمر إلى يزيد، ما الذي حدث بعد عشرين عاماً من استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام حتى ترفع رؤوس أبناء أمير المؤمنين على رؤوس الرماح، ويطاف بها في تلك المدينة؟‍‍

فالكوفة لم تكن مدينة غريبة عن الدين، إنما الكوفة هي نفس ذلك المكان الذي كان يمشي أمير المؤمنين في أسواقها يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وكانت تلاوة القرآن في آناء الليل وأطراف النهار متصاعدةً من ذلك المسجد وتلك المحافل، هذه المدينة نفسها هي التي طوّفوا فيها وفي أسواقها بنات أمير المؤمنين عليه السلام وحرمه وهم أسرى … ما الذي حدث حتى وصل الأمر إلى هذا الحد؟‍.

بحسب الآية الشريفة ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا(مريم:59), فانَّ هناك سببين أساسيين لهذا الضلال والانحراف العام:

الأول: هو الابتعاد عن ذكر الله ونسيان ما هو عند الله.
والثاني
: هو السعي وراء الشهوات واتباع الهوى.

وبعبارة أخرى حب الدنيا والتفكير بجمع الثروات والمال والتلذذ بشهوات الدنيا والوقوع فيها، أصبح كل واحد يفكِّر كيف ينجو بنفسه من المعركة، وعندما نتعوّد مجاراة الأخرين في اللهاث وراء الدنيا وعندما نعطي الترجيح لأنفسنا ولمصالحنا فوق مصالح المجتمع فإن الوضع سيجُّرنا إلى هذا المستوى, فإذا تغير معيار التقوى في المجتمع يصبح إنسان تقي كالحسين بن علي عليه السلام مهدور الدم، إن كانت الحنكة والتسلط والتحكم بأمور العالم والدسيسة والاحتيال والكذب وعدم الاعتناء بالقيم الإسلامية هي الملاك فإن شخصاً كـ يزيد سيتولى زمام الأمور، وشخصاً كعبيد الله بن زياد سيصبح الرجل الأول في المجتمع. 

 إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة

سجل التاريخ مكانة عظيمة لأصحاب الإمام الحسين عليه السلام لم يسجلها لغيرهم عندما كان منصفاً. هذه المكانة الرفيعة لم تكن من نصيبهم رضوان الله عليهم إلا لتضحياتهم الكبيرة المنبعثة من إخلاصهم لله تعالى وعشقهم لوليه الكامل أبي عبد الله الحسين عليه السلام. فهم مع ما استجمعوه من صفات جليلة, حري بنا أن نمتثلها لنقول صادقين "يا ليتنا كناّ معكم فنفوز فوزاً عظيماً", تميزوا عن أقرائهم بصفات اخرى أهمها:- الحفاظ على وقت الصلاة:

فقد ورد أن "الصائدي" نظر في السماء وأخذ يقلّب وجهه ثم توجه نحو الإمام الحسين عليه السلام وقال: "نفسي لنفسك الفداء أرى هؤلاء قد اقتربوا منك, والله لاتقتل حتى أقتل معك, وأحب أن ألقى ربي, وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها" فأجابه عليها السلام: "ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين" وأقاموا الصلاة.

أداء حقوق الناس

فقد قال الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء كما ورد عنه: "لا يقتل معنا رجل وعليه دين" فقد أراد الإمام عليه السلام أن يتميزوا في شهادتهم بالصفاء التام.

الصبر

ففي الزيارة المنسوبة للناحية المقدسة: "السلام عليكم بما صبرتم فنهم عقبى الدار".

الإستبشار بلقاء الله

فبعد أن أخبرهم الإمام الحسين عليه السلام بأنهم سيقتلون قالوا بأجمعهم: "الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك وشرفنا بالقتل معك, أو لا نرضى أن نكون معك في درجتك يا ابن رسول الله".

التفاني في الولاء لإمامهم

تجلى ذلك في ما قاله سعيد بن عبد الله الحنفي مخاطباً الإمام الحسين عليه السلام: "والله لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسوله فيك, أما والله لو علمت أني أُقتل, ثم أُحيا, ثم أُحرق حياً, ثم أُذرّى, يفعل ذلك بي سبعين مرة لما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك, وكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة, ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها".

فسلام عليهم من أصحاب قدموا النموذج البهي لصحبة الامام المعصوم كيف تكون, فهل من موطن نفسه لحسن صحبة إمام زمانه. 

 قصة وعبرة

لا تعطوا للعدو امتيازاً لأجل حريتنا

بمناسبة يوم الاسرى والمحررين نورد هذه القصة التي وردت على لسان الامام الخامنئي دام ظله حيث يقول:

"كنا في السنتين التاليتين لقبول قرار وقف إطلاق النار نقرأ بعض الرسائل التي كان يرسلها الأسرى في السجون العراقية إلى عوائلهم،حيث كانت العوائل عندما تجد أننا نحن المخاطبين فيها تأتي بها إلين، وكنت أكتب جواب الكثير من هذه الرسائل. كانوا يقولون لنا فيها ما مضمونه: لا تعطوا للعدو أي امتياز إزاء حريتنا. وكان هذا مبعث فخر لشعبن، حيث يكتب أسيرنا بأنني أريد أن أتحرر بعزة ولا أريد أن تحقّروا أنفسكم لأجل حريتي، وذلك بدل أن يتوسّل بكل وسيلة للتخلص من الأسر.

شهادات الشرف هذه ستبقى محفوظة لشعبنا إلى الأبد. وهكذا كان الوضع بالنسبة لعوائل هؤلاء الأسرى فقد كان الآباء والأمهات والأزواج والأبناء يعانون كثيراً ولكنهم لم يكونوا يضغطون على مسؤولي الدولة أبداً لأنهم كانوا يعلمون إنّ المسؤولين يحاولون أن يحصلوا على حرية أبنائهم بعزة وافتخار وهذا ما حصل بعون الله وقوته." 

 من شذى الولاية

"أينما وجد الفساد يكون الامام الحسين عليه السلام حياً وحاضراً ليعلمنا كيف نصلحه، لهذا يجب أن يبقى اسم الحسين عليه السلام حياً وتبقى ذكرى كربلاء حية، لأنَّ
ذكرى كربلاء تجعل هذا الدرس العملي نصب أعيننا".
 

 نداء روح الله

"فلتُقَم مجالس ذكرى سيد المظلومين والأحرار بجلال أكثر وحضور أبهى، فهي مجالس غلبة قوى العقل على الجهل، والعدل على الظلم، والأمانة على الخيانة، وحكومة الإسلام على حكومات الطاغوت، ولترتفع رايات عاشوراء المدماة أكثر فأكثر معلنة حلول يوم انتقام المظلوم من الظالم". 

 فقه القائد

شرائط الوضوء

شروط المتوضىء:
1- أن يقصد القربة حين وضوئه (النية).
2- أن لا يمنعه شيء من استعمال الماء (مرض ونحوه).
3- أن يكون لديه متسع من الوقت للوضوء والصلاة.

شروط ماء الوضوء:
1- أن يكون مطلقاً (غير مضاف كالعصير مثلاً).
2- أن يكون طاهراً (غير نجس).
3- أن يكون مباحاً (غير مغصوب).

شروط أعضاء الوضوء:
1- أن تكون طاهرة.
2- أن لا يكون عليها حائل يمنع وصول الماء إليها.

شروط كيفية الوضوء:
1- مراعاة التتابع في الغسل والمسح (الترتيب).
2- الإتيان بالأفعال دون فاصل يجف فيه العضو السابق (الموالاة).
3- الإتيان بلأفعال بنفسه (المباشرة).
 

 مناسبات شهر محرم

*1 محرم: بدء مراسم عاشوراء لسنة 1429هـ.
*2 محرم: وصول الإمام الحسين عليه السلام إلى كربلاء عام 16هـ.
*10 محرم: استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه في كربلاء عام 61هـ.
*13 محرم: دفن شهداء الطف: الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه عام 61هـ.
*16 محرم: تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة عام 2هـ.
*25 محرم: شهادة الإمام علي بن الحسين عليه السلام عام 94هـ.
*30 محرم: معركة صفين عام 38هـ، واستشهاد الصحابي الجليل عمّار بن ياسر.
*29 كانون الثاني: يوم الحرية للأسرى اللبنانيين والفلسطينيين.

2009-09-29