يتم التحميل...

العدد 33 - شهر محرم 1427 هـ

العدد 33

تحميل pdf

عدد الزوار: 33

 عاشوراء فيض إلهي  

إن مراسم عزاء الإمام الحسين عليه السلام وفضل إحياء ذكرى عاشوراء، من أهم ما يميز الشيعة عن سائر إخوتهم المسلمين، فمنذ أن أصبحت ذكرى مصيبة الإمام الحسين عليه السلام سُنة يُعمل بها، تفجرت فيوضات ومعنويات في قلوب وأذهان محبي أهل البيت عليهم السلام، وما زالت تتفجر إلى يومنا هذا وستبقى كذلك بفعل ذكرى عاشوراء. إن الهدف من عاشوراء ليس مجرد الحديث عن الذكرى وحسب، بل تبيانها بكل أبعادها وجزئياتها التي لا عدّ لها ولا حصر، إذن إحياء هذه الذكرى هو في الحقيقة عمل ذو فضل عظيم، ومن هنا كانت مسألة البكاء والإبكاء على مصاب الحسين عليه السلام سائدة حتى زمن أئمتنا عليهم السلام، وينبغي أن لا يفكر أحد بعدم جدوى البكاء، وما إلى ذلك من العادات القديمة، في زمن الفكر والمنطق والاستدلال، فهذا فكر خاطى‏ء، لأن لكل شي‏ء مكانه، ولكل سهمه في بناء شخصية الإنسان، العاطفة من جهة والمنطق والاستدلال من جهة أخرى، أمور كثيرة لا تحل إلا عن طريق العاطفة والمحبة، ولن يؤثر فيها المنطق والاستدلال.

إن واقعة عاشوراء هي بحد ذاتها وطبيعتها بحر متلاطم من العواطف الصادقة، حيث نهض إنسان عظيم طاهر لا تطرق قلبه الملكوتي شائبة أو تردد لتحقيق هدف أجمع كل منصفي العالم على سموّه وصحته، وهو إنقاذ الأمة من الجور والظلم والعدوان، أيها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من رأى منكم سلطاناً جائراً، (وهذا بيت القصيد، فقد كانت فلسفة حركة الإمام الحسين عليه السلام محاربة الظلم) يعمل في عباد الله بالجور والطغيان أو بالإثم والعدوان، فقوموه".. إنه من أقدس الأهداف التي لا يمكن لذي إنصاف إنكارها، مثل ذاك الإنسان العظيم يتحمل من أجل تحقيق مثل هذا الهدف النبيل أصعب أنواع الجهاد هو الجهاد في الغربة؛ إذ ليس من الصعب الموت وسط ضجيج وأهازيج الأصدقاء وإشادة عامة الناس، فعندما يصطف فريقان ويقف الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أو أمير المؤمنين عليه السلام في مقدمة جبهة الحق ليدعوا إلى مبارزة الأعداء ويخرج غلام ملبياً الدعوة فيودعانه بالدعاء ويمسحان على رأسه ويرفع المسلمون أيديهم له بالدعاء، ويتوجه الغلام بعد ذلك إلى ساحة القتال ليجاهد ويستشهد، فهذا نوع من الجهاد والاستشهاد، ولكن ثمة نوعاً اخر من الجهاد، ويتجلى بخروج الإنسان إلى ساحة المعركة، والمجتمع من حوله ما بين منكر عليه وغافل عنه ومعاد له، وحتى تلك الفئة القليلة التي ترتاح له قلبياً تراها لا تتجرأ على إبداء ارتياحها له ولمسيرته؛ ففي عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام لم يتجرأ أمثال عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر اللذان ينتميان إلى بني هاشم وإلى تلك الشجرة الطيبة، لم يتجرآ على الوقوف في مكة أو المدينة وإطلاق شعارات موالية للإمام الحسين عليه السلام ، لهذا وصف جهاده عليه السلام بالجهاد في الغربة وهو من أصعب أنواع الجهاد، وبهذا الجهاد يفقد الإمام أعز الناس أمام ناظريه، أبناءه وأبناء اخوته واخوته وأبناء أعمامه، زهور بني هاشم تتساقط الواحدة تلو الأخرى أمام ناظريه، حتى طفله الرضيع لم يسلم من القتل، أضف إلى كل ذلك أن الإمام كان يعلم أنه بمجرد استشهاده ستسبى عياله البريئة الطاهرة، حيث ستتكالب الذئاب على حرمه لبث الخوف والهلع في نفوسهن، وسلب أموالهن وأسرهن وإهانتهن، حتى بنت أمير المؤمنين زينب الكبرى التي كانت من أبرز الشخصيات الإسلامية، حتى هي تعرضت للإهانة والتعذيب.
 

 شذرات من خطاب القائد

بسم الله الرحمن الرحيم‏

قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا(البقرة: 200).

أيام الأمل والبشرى‏ إنّ‏َ أيام الحج هي أيام الأمل والبشرى، حيث يبعث جلال التضامن بين قاصدي بيت التوحيد الأمل في القلوب من جهة، ويُبشّر انتعاش النفوس ببركة ذكر الله بانفتاح أبواب الرحمة من جهة أخرى. وبعد أن يؤدي الحجاج مناسكهم المليئة بالرموز والأسرار، والمترعة في نفسها بالذكر والخشوع، يدعون مرة أخرى الى ذكر الله. وهذا التأكيد إنما يتم على أساس أنّ‏َ ذكر الله ينير القلوب الكئيبة ويبعث فيها نور الايمان والأمل، وعندما يكون القلب آملاً مؤمناً فإنه يُمَكِّنْ الانسان من الطي السليم للمنعطفات الحياتية الخطيرة الوعرة، والوصول الى قمم الكمال المادي والمعنوي. إنّ‏َ معنوية الحج تكمن في ذكر الله الذي يسري روحاً في كل عمل من مناسك الحج، ويجب أن يبقى هذا النبع المبارك بعد انقضاء الحج متدفقاً باستمرار، وهذه الحصيلة حيّة على الدوام. إنّ‏َ الانسان يقع في ميادين حياته المتنوعة فريسة غفلته. وحيثما تكون الغفلة يكون الانهيار الأخلاقي والإنحراف الفكري والهزيمة الروحية. وهذه التداعيات قد تؤدي بدورها بالإضافة لإضمحلال الشخصية الفردية للإنسان الى هزيمة الشعوب وانهيار الحضارات. إنّ‏َ الحج يشكل إحدى الخطط التي وضعها الاسلام لمحو الغفلة، وكان بُعده العالمي يعلن حقيقةً أنّ‏َ الأمة الاسلامية مكلفة في شخصيتها العامة بالإضافة الى الواجب الفردي لكل مسلم بالعمل على محو الغفلة من وجودها.

الحج فرصة للخلاص

إنّ‏َ عبادات الحج ومناسكه تمنحنا فرصة الخلاص ولو مؤقتاً من الأسر والتبعية الرعناء للذَّة والهوى والبطر، ويملأ الإحرام والطواف والصلاة والسعي والوقوف وجودنا بذكر الله والقرب الى ساحته، وغَمْر النفوس بلذّة الأُنس بالله.

ويعرِّفنا جلال هذا التجمع الفريد وعظمته على واقع الأمة الاسلامية العظيمة التي تتعالى على فوارق الشعوب والقوميات والألوان واللغات.

فهذا الحشد المتراص المتناغم، وهذه الألسن كلها تترنم بحديث واحد، وهذه الأبدان والقلوب التي تتجه الى قبلة واحدة، وهؤلاء الأفراد الذين يمثِّلون عشرات الأقطار والشعوب هؤلاء جميعاً يرتبطون بكيان واحدٍ ومجموعة عظيمة هي الأمة الإسلامية. والواقع أنّ‏َ الأمة الإسلامية مَرَّت بفترة طويلة وهي في غفلة عن ذاتها.

فكانت الحصيلة المُرّة لتلك الغفلة ما نلحظه اليوم من التخلف العلمي والعملي، والخَواء في ميادين السياسة والصناعة والاقتصاد.

والآن وازاء ما نشهده من تطور باهر حدث أو يحدث في العالم فإن على الأمة الإسلامية أن تبادر الى التعويض عن أنماط غفلتها الماضية، وهذا ما نشهد لحسن الحظ بعض بوادره في عصرنا الحاضر مما يبشر بانطلاق حركة التعويض هذه.

ويجب أن لا نشك مطلقاً في أنّ‏َ عالم الاستكبار يرى في الصحوة الإسلامية واتحاد المسلمين وتقدم شعوبهم في ميادين العلم والسياسة والابداع أكبر عقبة بوجه سلطته وهي ؟ منته على العالم، ولهذا فهو يعمل على مكافحته وإيقافه بكل ما لديه من قوة.

وها هي تجربة عصري الاستعمار والاستعمار الحداثي ماثلة أمام الشعوب الإسلامية وهي تواجه اليوم استعمار ما بعد الحداثة فيجب أن تستفيد من تلك التجربة فتمنع العدو من تكرار تسلطه الممتد من جديد على مقدراتها ومصيرها.

لقد استخدمت القوى الغربية المهيمنة في تلك العصور الكالحة المرّة كل الوسائل الثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية لإضعاف الأقطار والشعوب الإسلامية فارضة عليها التفرقة والفقر والجهل، وقد ساهم في تحقق ذلك الضعف النفسي وغفلة الكثير من رجالات السياسة وعدم تحمل الكثير من النخب الفكرية لمسؤولياتهم مما أدى الى نهب ثرواتنا والاستخفاف بنا، بل وإنكار هويتنا والقضاء على استقلالنا، وعدنا نحن الشعوب الإسلامية نضغف يوماً بعد يوم، وراح الغزاة الناهبون الطامعون المتسلطون يزدادون قوة باطراد.

تضحيات وتجليات‏ واليوم وببركة تضحيات المناضلين وشجاعة القادة في بعض المناطق من العالم الإسلامي وإخلاصهم، حيث اتسعت أمواج الصحوة الإسلامة فدفعت الشباب والنخب وأفراد الشعب في كثير من الأقطار الإسلامية الى الساحة، وافتضحت الصورة الغادرة للمتسلطين لدى كثير من السياسيين والقادة المسلمين وراح أساطين الإستكبار من جديد يستخدمون أساليب ماكرة جديدة لاستدامة سيطرتهم على العالم الإسلامي وتقويتها.

شعار

قناع‏ وشعار نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان هو أحد هذه الأساليب الخدّاعة، فها هو الشيطان الأكبر وهو الذي يجسد الشر والعنف ضد البشرية يرفع لواء الدفاع عن حقوق الإنسان، ويدعو شعوب الشرق الأوسط الى الديمقراطية.

الا أن الديمقراطية التي تسعى أمريكا لتحقيقها في هذه الأقطار تعني أن تفرز الانتخابات الشعبية في ظاهرها والأمريكية في الواقع، بمعونة التآمر والرشوة والدعاية الانتخابية المغرية الخادعة عملاء طيعين مطيعين لأمريكا يحققون لها أهدافها الاستكبارية وفي طليعتها إيقاف المد الإسلامي وإقصاء القيم الإسلامية عن الساحة تارة أخرى.

إنّ‏َ كل الوسائل الإعلامية والسياسية لأمريكا وغيرها من المتسلطين قد عُبِّئَتْ اليوم لكي تعرقل نهضة الصحوة الإسلامية أو تقمعها اليوم وتراقبها بحذر، كما أن على العلماء والمرجعيات الدينية والمثقفين والجامعيين والكتاب والشعراء والفنانين والشباب والنخب، عليهم أن يتخذوا بكل وعي المبادرة المناسبة ليحولوا دون أن تبدأ أمريكا الجشعة مرحلة جديدة من هيمنتها الاستعمارية على العالم الإسلامي.

إنّ‏َ رفع شعار الديمقراطية من قِبَل الطامعين الذين دعموا لسنين طوال الأنظمة الدكتاتورية في آسيا وافريقيا والقارة الأمريكية أمر مرفوض بلا ريب، كما أنّ‏َ ادعاء مكافحة العنف والإرهاب من قِبَل من يدعمون الإرهاب الصهيوني ويرتكبون أكثر أنواع العنف الدموي في العراق وأفغانستان، إنما هو ادعاء يثير السخرية، ولذلك فإنّ‏َ طرح شعار الدفاع عن الحقوق المدنية من قبل الشياطين، الذين شجعوا باستمرار جرائم إرهابي دموي كـ(شارون) بحق الشعب الفلسطيني المظلوم إنما هو اُسلوب ماكر يستوجب اللعن والنفور.

إنّ‏َ أولئك الذين ارتكبوا جرائم غوانتانامو، وأبو غريب، والمعتقلات السرية في أوروبا، والذين احتقروا الشعبين العراقي والفلسطيني، وشكّلوا المجموعات التي تستبيح دم المسلمين بإسم الإسلام في العراق وأفغانستان، أولئك لا يحق لهم أن يتحدثوا عن حقوق الإنسان.

إنّ‏َ الإدارتين الأميركية والبريطانية اللتين تبيحان تعذيب المتهمين، بل وسفك دمائهم في الشوارع والتنصت على المكالمات الهاتفية للمواطنين دون أذن من القضاء، ليس لهما الحق في ادعاء الدفاع عن الحقوق المدنية، وإنّ‏َ الحكومات التي سَوَّدت وجه التاريخ المعاصر من خلال انتاجها وإستخدامها للسلاح النووي والكيمياوي ليس لها الحق أن تفرض قيمومتها على مسأله منع انتشار التقنية النووية.

محاور ثلاثة يمرّ العالم وخاصة العالم الاسلامي اليوم بفترة حساسة، فمن جهة يشمل مد الصحوة الإسلامية كل العالم الإسلامي، ومن جهة أخرى تبدو بوضوح الصورة الماكرة لأمريكا وباقي المستكبرين من خلف ستار التزوير والرياء، ومن جهة ثالثة يبدأ التحرك باتجاه استعادة الهوية والقوة في أجزاء من العالم الإسلامي، حيث نجد في بلد له عظمته كإيران المسلمة تتفتح براعم العلم والتقنية الذاتية المستقلة، وتترك الثقة بالنفس أثرها على ترشيد الأجواء السياسية والاجتماعية، فتمتد أثارها إلى ميادين العلم والإعمار، ومن جهة أخرى يسري الضعف والانحطاط في الهياكل السياسية والعسكرية للأعداء.

إنّ‏َ العراق اليوم من جانب، وفلسطين ولبنان من جانب آخر يجسدان ضعف القوة الأميركية والصهيونية وعجزها رغم ادعاءاتها الكبرى، وإنّ‏َ السياسة الأميركية في الشرق الأوسط واجهت في خطواتها الأولى عقبات وإخفاقات تحولت إلى سلاح مضاد بيد المعارضين لها.

إنّ‏َ الوضع الحالي يشكل فرصة للشعوب والحكومات المسلمة كي تمسك بزمام المبادرة وتقوم بعمل عظيم.

إنّ‏َ مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم، ودعم الشعب العراقي الواعي، وصيانة استقلال لبنان وسوريا وسائر دول المنطقة واستقرارها، يشكل كل ذلك واجباً إسلامياً عاماً، في حين تفوق مسؤولية النُخب السياسية والدينية والثقافية والشخصيات الوطنية والشباب والجامعيين، مسؤولية الآخرين.

وإنّ‏َ وحدة أتباع المذاهب الإسلامية، وتآلف قلوبهم، ونبذ الخلافات الطائفية والقومية يجب أن يشكل أبرز شعارات هذه النُخب، كما أنّ‏َ التحرك العلمي والسياسي والجهد الثقافي، وتعبئة كل الطاقات في هذه الطلائع لابدَّ أن يكون من أولويات خطابها المعلن.

إنّ‏َ العالم الإسلامي لكي يحقق حاكمية الشعب وحقوق الإنسان، لا يحتاج وصفة خاطئة نقضها الغرب بنفسه باستمرار.

فحاكمية الشعب إنما تُستمد بكل وضوح من التعاليم الإسلامية، كما أنّ‏َ حقوق الإنسان هي من أوضح الأمور التي أكد عليها الإسلام.

نعم، يجب أن نستمد العِلمَ ممن يملكه أينما وأيَّاً كان، إلاَّ أنّ‏َ على العالم الإسلامي أن يسعى للتخلص من حالة التتلمذ الدائم لدى الأخرين، وأن يعتمد على طاقاته الذاتية متجهاً نحو الإبداع والتحديث والانتاج العلمي.

ثم إنّ‏َ القيم الغربية التي جَرَّت الغرب الى الإنحطاط الأخلاقي، وأشاعت التحلل والعنف واستباحت الشذوذ الجنسي والرذائل الأخلاقية من هذا القبيل لا تصلح للتقليد، في حين يشكل الإسلام بقيمه السامية أروع مصدرٍ للفلاح الإنساني، فعلى النخب في كل الشعوب مسؤولية مؤكدة لوعي هذه القيم ونشرها.

إنّ‏َ الإرهاب الوحشي الأعمى الذي يتخذ منه المحتلون ذريعة للهجوم على الإسلام والمسلمين واستمرار غزوهم العسكري أمر ترفضه التعاليم الإسلامية وتدينه، وإنّ‏َ أول المتهمين في هذه الحوادث الإجرامية هم العسكريون الأمريكيون وأجهزة المخابرات الأمريكية والاسرائيلية التي يشكل سعيها للتأثير على عملية تشكيل الحكومة في العراق أقرب أهدافها.

التوكل

ضمان لتحقيق الأهداف‏ إنّ‏َ التوكل على الله تعالى، والاتكال على الوعود القرآنية الحتمية، وتوثيق عُرَى الوحدة الإسلامية، وأداء فريضة الحج بكل ما فيها من عطاء وغنى مستمد من ذكر الله، واجتماع المسلمين القوي المتراص في المناسك، كل ذلك يمكنه أن يشكِّل ضماناً لتحقيق كل الأهداف السامية للأمة الإسلامية ونقطة بدء وانطلاق لهذه النهضة الشاملة لتكون البراءة قولاً وعملاً من قادة الكفر والاستكبار في هذه الفريضة نموذجاً عملياً وخطوة أولى على هذا الطريق.

وختاماً أسال الله تعالى للحجاج الكرام التوفيق وللمسلمين شمولهم في دعوات الإمام المهدي روحي له الفداء.

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته‏

 

 توجيهات القائد  

يجب أن تسهم مجالس عاشوراء في زيادة حب آل البيت في قلوب الناس، لأن الرابطة العاطفية رابطة ذات قيمة عظيمة، عليكم أن تعملوا ما من شأنه أن يزيد من حب الحسين بن علي عليه السلام وآل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومصادر المعرفة الإلهية.
 

 كلمات خالدة

ينبغي لنا أن ندرك أبعاد هذه الشهادة "شهادة الإمام الحسين عليه السلام" وعمقها وتأثيرها في العالم ونلتفت الى أن تأثيرها مازال مشهودا اليوم أيضاً.
 

 ذاك الإٌنسان العظيم 

الحسين بن علي عليه السلام، الإنسان العظيم الطاهر الذي تتسابق ملائكة السماء لمشاهدة نور وجهه والتبرك به، ويأمل الأنبياء والأولياء أن يكون لهم مثل مقامه، مثل هذا الإنسان بكل تلك المكانة والمنزلة يستشهد في مثل ذاك الجهاد والشدة والمحنة، إنها واقعة لا يمكن لأي إنسان أن يمرَّ عليها دون أن تتحرك عواطفه وأحاسيسه، هل يمكن لإنسان أن يعاين تلك الواقعة ويدرك وقائعها ولا تهتز مشاعره لها؟ هذا كله من فضائل عاشوراء منذ قيامها، منذ أن صعدت زينب الكبرى، كما يروى التل الزينبي وخاطبت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "يا رسول الله، صلّت عليك ملائكة السماء، هذا حسينك مرمّل بالدماء، مقطع الأعضاء، مسلوب العمامة والرداء".
 

 ذكرى عاشوراء   

من أكبر النعم على الأمة

يصادف أحياناً أن لا يملك إنسان أي نوع من النعم، مثل هذا الإنسان لا يسأل عنها أبداً، أما الإنسان الذي يحظى بنعمة ما فإنه سيسأل عنها، وإن من أفضل وأكبر النعم نعمة ذكرى الحسين بن علي عليه السلام وأقصد نعمة مجالس العزاء، نعمة محرم، نعمة عاشوراء. نعمة بهذه العظمة من شأنها أن تفعم القلوب بالإيمان الإسلامي، وبفضل هذه النعمة بات الظَّلمة الذين شهدهم التاريخ يخشون عاشوراء ويخشون ذكرى الإمام الحسين، وهذا الخوف الذي بدأ منذ عهد خلفاء بني أمية ما زال مستمراً إلى يومنا هذا.
 

 من إستفتاءات القائد  

نقل مطالب عاشوراء دون أن تكون مستندة إلى رواية مثبتة في التاريخ ليس له صفة شرعية، إلا أن يكون نقلها بعنوان بيان الحال بحسب استنتاج المتكلم، ولم تكن مما علم كذبه وخلافه.
 

الاستفتاءات ص 360
 

 شهر محرم

 شهر انتصار الدم على السيف

إن شهر محرم شهر ينتصر الدم فيه على السيف، وانطلاقاً من هذا المنطق جعل إمامنا الخميني رضوان الله عليه الدم ينتصر على السيف بفضل شهر محرم الحرام، وهو نموذج تحقق ومُشَاهد للجميع ويجب أن يستفاد منه، ما ينبغي على عامة الناس بمن فيهم علماء الدين الاستفادة من ذلك، واستفادة الناس تكمن في عشقهم وإحيائهم لهذه المجالس واستلهامهم منها قدر استطاعتهم، وبمشاركتهم بإخلاص في مثل هذه المجالس ابتغاء الاستفادة، وليس لتمضية الوقت أو لمجرد كسب الثواب الأخروي، وهم لا يدرون من أين يأتي هذا الثواب، طبعاً هناك ثواب أخروي، ولكن ثواب مثل هذه المجالس من أين يأتي وكيف؟ حتماً هناك هدف وإن فقد الهدف فقد الثواب، فليشارك الناس في مجالس العزاء وليعرفوا قيمة ذلك وليستفيدوا خير استفادة منها، ويجعلوها الوسيلة التي تربطهم قلباً وروحاً بالحسين بن علي عليه السلام وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وروح الإسلام والقرآن، هذا ما يتعلق بالناس.

أما ما يتعلق بعلماء الدين فهو أصعب من ذلك لأن من مقومات مجالس العزاء أن يجتمع عدد من الناس، ويشارك عالم دين في ذلك المجلس لإقامة العزاء بغية إفادة الناس.
 

 سطور النور   

مراقبات شهر محرم:

1- صلاة أول كل شهر.
2- زيارة الإمام الحسين عليه السلام.
3- الإمساك عن الطعام والشراب يوم العاشر دون نية الصوم.
4- القول عند ملاقاة المؤمن أخاه عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب إمامنا الحسين عليه السلام .
5- لبس السواد وإظهار الحزن.

مناسبات شهر محرم:

*10 محرم: ذكرى عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
*13 محرم: دفن أجساد شهداء كربلاء.
*24 محرم: فتح خيبر على يد الإمام علي عليه السلام.
*25 محرم: استشهاد الإمام علي بن الحسين عليه السلام.

2009-09-24