يتم التحميل...

العدد 70 - شهر صفر 1430 هـ

العدد 70

تحميل pdf

عدد الزوار: 24

 لا عزة بدون الجهاد

يقول الإمام الخامنئي دام ظله: إن البعض يفزعه ذكر اسم الجهاد متصوّراً أنه لا يتماشى مع نشوء الدولة، ومع إرساء أسس الحضارة في الحياة، ويتعارض مع التقدّم المادي والمعنوي، ومع الرفاه المشروع لبني الإنسان. ولكن هذا خطأ فظيع، إذ بدون الجهاد لا ينال الإنسان شيئاً لا في دنياه ولا في آخرته. وبدونه لا يمكن مقاومة حتى ذئب في الصحراء مقطوع اليدين والرجلين، فما بالك بالذئاب الكاسرة في عالم السياسة والاقتصاد والبراثن الملطّخة بدماء الملايين من الناس ممن افترستهم تلك الذئاب. وهل يمكن لشعب ما أن يرفع رأسه بدون الجهاد؟ وهل يمكن لشعب ما أن يذوق طعم العزّة بدون الجهاد؟ وهل يمكن لشعب ما أن يتّخذ له مكانة وشأناً بين شعوب العالم بدون الجهاد؟ أجل "إن الجهاد باب من أبواب الجنّة" معناه نيل جنّة الخلد في الآخرة، والراحة في هذه الدنيا.

وهذا المعنى ينطبق على جميع الشعوب وعلى جميع الدول. فإذا كان للجهاد أن يتّخذ معناه الحقيقي، فلا بد أن تكون فيه قدوات ورموز يُحتذى بها، إذ بدونها لا يتحقق ذلك. فالكثير من الشباب يتدفّقون كجيش إلهي لا نهاية لأمده، من غياهب العدم إلى ميادين الوجود، ويدخلون معترك الحياة بأعداد كبيرة في بعض البلدن كما هو الوضع بالنسبة لبلدنا في الوقت الحاضر أو بأعداد قليلة كما هو الحال بالنسبة لبعض البلدان الأخرى. ولا يمكن الاكتفاء بالكتاب كوسيلة لإرشاد هؤلاء الشباب نحو طريق العزّة، والتضحية على طريق الأهداف الإنسانية الكبرى والمرامي السامية، أو بكلمة جامعة، نحو الجهاد في سبيل الله فهم إضافة إلى الإرشاد، بحاجة إلى الأسوة والقدوة. ومن مفاخر حرس الثورة انه يضم من هذه القدوات أعداداً لا حصر لها من القادة والشباب الصالحين الأتقياء النورانيين الذين كان إمام النور يتمنى أن يكون أحدهم، وهم الذين حيثما حل أريج معنوياتهم وكلامهم حلّت في تلك البقعة معالم النور والمعنوية، حتى أن سماحة الإمام اعتبر ظهور هذه المجموعة بمثابة "فتح الفتوح" للثورة الإسلامية.

 

 ملامح من شخصية القائد

أشاعوا المفاوضات حتى يزول قبحها

من الملامح المهمة التي يمكن رصدها في شخصية الإمام الخامنئيدام ظله، والملفتة لكل من اطلع على ادارته للواقع السياسي، دقة سماحته وغوصه في عمق المفاهيم السياسية، وقد برز ذلك في خطاباته المتكررة والمتنوعة للشعب، وكمثال على ذلك توضيحه للناس مفهوم المفاوضات، يقول سماحة الإمام الخامنئي دام ظله: إنّ إحدى طرق الترويج للذنب هي إشاعته على الألسن كثيراً حتّى يزول قبحه. ففي قضية فلسطين والمصير المشؤوم الذي قبله البعض لأنفسهم وللشعب الفلسطيني تجربة وعبرة عظيمة، إنّهم كرّروا كثيراً فكرة المفاوضات حتّى زال قبحها، ثم قالوا: ما المانع من المفاوضات مع إسرائيل! ولم يقولوا: مع العدو الغاصب.

إنّ إسرائيل عدوّ غاصب، ما معنى المفاوضات معها؟ إنّ المفاوضات مع العدوّ هي أن يقال له اُخرج من ديارنا، إنّ المفاوضات مع الظالم أن يقال له لماذا كلّ هذا الظلم؟ وليست المفاوضات تبادلاً للابتسامات والعبارات ثمّ قبول المساومة. وهل أنتم ضعفاء أم صغار لتقبلوا ذلك؟ وهل لا يستطيع الشعب الدفاع عن نفسه؟. إنّ الشعب العظيم ليس بحاجة إلى المفاوضات مع العدوّ المستكبر، ولا داعي لطرق أبواب المستكبرين والمستبدّين ودكتاتوريات العالم.

 

 أجوبة الولي

س: هل يستطيع السلاح المدمِّر هزيمة شعب؟
ج: للسلاح المدمِّر تأثير واضح، غير أنَّ الهزيمة لا تنزل بأي شعب عن طريق السلاح، الهزائم تطال القلوب أولاً وعن طريقها يُهزم البشر، ففي بداية الحرب كان البعض ـ ونتيجة للنواقص التي كنا نعانيها يقولون: يجب مقابلة كل مائة دبابة بمائة مثلها، وبدون ذلك يستحيل خوض الصراع. لكن هؤلاء الشباب وهم أنتم  أثبتوا عكس ذلك، فلمقابلة كل مائة دبابة يستلزم وجود مائة قلب، مائة إنسانٍ مضحٍّ يضع روحه على كفه، ولطالما تكرر أن تقهقرت مئات الدبابات أمام مئات الشباب البواسل ممّن كانوا يحملون سلاح آر.بي.جي7" وما شابهه، وبالتالي أفلحوا في دحر العدو الذي قَدِمَ مدججاً بما لديه من تجهيزات ودعمٍ دولي.

 

 أنشطة القائد

الإمام الخامنئي دام ظله: هدف أمريكا والصهاينة من مجزرة غزة قمع المقاومة (08/01/2009)

أكد سماحته لدى استقباله الآلاف من أهالي قم المقدسة أن الهدف الحقيقي والنهائي للكيان الصهيوني والولايات المتحدة من وراء هذه الجرائم الوحشية هو قمع المقاومة والهيمنة على منطقة الشرق الأوسط الحساسة جداً، مشدداً على أنه بفضل الباري تعالى وفي ظل الإرادة الجادة والدفاع المستميت للمقاتلين الفلسطينيين وصحوة الشعوب وتواجدهم في الساحة، فإن هذه الأحداث في النهاية ستؤول وبالتأكيد إلى انتصار الحق على الباطل.

و أشار الإمام الخامنئي دام ظله إلى الأوجه الخفية للمؤامرة الصهيونية من وراء مجزرة غزة، وقال دام ظله: إن الهدف الرئيس الذي يتوخاه الاستكبار من وراء الجرائم الصهيونية في غزة هو القضاء الكامل على عنصر المقاومة في المنطقة والسيطرة على مقدرات الشرق الأوسط الغنية بالثروات والمصادر المتنوعة حيث يتوجب على الشعوب والحكومات الإسلامية أن تدرك هذا الهدف الخفي وتتخذ موقفا مناسباً إزاءه.

و لفت سماحته دام ظله إلى هدف الشيطان الأكبر أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب في حرب الثلاثة والثلاثين يوماً في لبنان والمتمثل في إيجاد شرق أوسط خاضع ومطيع، مؤكداً القول: إن أضغاث الأحلام هذه لم تتحقق وإن شباب لبنان المؤمن والشجاع والواعي وجه صفعة قوية إلى أمريكا وكيان الإحتلال وكل حماتهم وأنصارهم.

وأشار سماحته دام ظله إلى إذعان الغرب بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم هي الأنموذج الذي يحتذى به على صعيد المقاومة في المنطقة، وأضاف: كما يذعن هؤلاء فإن إيران الإسلامية وببركة صحوة ويقظة الشعب تحولت في أعين شعوب المنطقة إلى كيان عظيم وملحمي ومدعاة أمل للمقاومة والنصر والسلطويون بغية قمع هذه المقاومة يستهدفون اليوم حكومة حماس المظلومة والشعبية والمنتخبة.

وحذّر سماحته دام ظله من تبعات عدم اكتراث بعض بلدان المنطقة لما يحدث في غزة مؤكّداً بالقول: إن نجح أعداء الإسلام في هذه المرحلة فإنهم سوف لن يتركوا منطقة الشرق الأوسط وشأنها، ولذلك على البلدان الإسلامية المحيطة بهذه المنطقة والتي تتجنب مساعدة الفلسطينيين أن تدرك التبعات الخطيرة لخطاها.

واعتبر سماحته دام ظله أن صحوة الشعوب وتواجدها في الساحة عنصر مهم على صعيد تعزيز قدرات المقاومة الفلسطينية مثمّناً عزم وصحوة الشعب الإيراني العظيم والواعي لدعمه أهالي غزة وأضاف: بشأن مسألة غزة أشكر الجميع لاسيّما الشباب المتدينين والمتحمسين الذين أعربوا من خلال حضورهم في المطارات والمناطق الأخرى عن استعدادهم للذهاب إلى غزة، ولكن يجب الأخذ بنظر الاعتبار أننا مقيّدو الأيدي بهذا الشأن.

وتابع سماحته دام ظله: على أي حال يجب أن يعلم الجميع أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي لم تبخل حتى الآن عن تقديم أية مساعدات للشعب الفلسطيني المظلوم ستقوم فيما بعد أيضاً بأي عمل ضروري في هذا المجال.

ووصف سماحته دام ظله المساعي التي تبذلها بعض البلدان الإسلامية لدعم أهالي غزة بالجيدة ولكن في نفس الوقت بأنها غير كافية منوهاً بالقول: علينا من خلال تصعيد الضغوط السياسية والشعبية إرغام العدو على التراجع.

ورأى الإمام الخامنئي دام ظله أن فاجعة غزة فضحت أدعياء حقوق الإنسان وقال: إن الأطفال الأبرياء يموتون والنساء المظلومات يسقطن صرعى كأوراق الشجر في الخريف ولكننا لا نسمع أي صوت من منظمة الأمم المتحدة وسائر المنظمات المتشدّقة بحقوق الإنسان والدول الغربية ومنها الأوروبية وهذه الحقيقة المرّة تكشف عن زيف ونفاق وخداع الدول المتشدّقة بالدفاع عن حقوق الإنسان.

وأعرب سماحته دام ظله عن أسفه البالغ حيال تهجم بعض الشخصيات والصحف ووسائل إعلام العالم الإسلامي على حكومة فلسطين الشرعية وتبريرها لجرائم الصهاينة، وقال دام ظله: إن هؤلاء مسؤولون أمام الله لمماشاتهم مع المجرمين ولكن في إيران الإسلامية لحسن الحظ هناك دعم جدير بالإشادة للمظلومين في فلسطين عبر التناغم والتنسيق بين الشعب والحكومة.

واعتبر سماحته دام ظله: أن انتصار الحق على الباطل هو النتيجة النهائية للأحداث الجارية في غزة مؤكداً بالقول: حتى لو تمكن العدو لا سمح الله من قتل مناضلي حماس والمجاهدين الفلسطينيين الذين يقاومون بعزم وإرادة صلبة، فرداً فرداً فإن مسألة فلسطين لن تندثر بسبب هذه الفاجعة العظيمة ولا شك أن فلسطين وتأسيساً على تجاربها ستنهض أقوى من السابق أمام العدو وستنتصر عليه بالتالي.

وأضاف دام ظله: إن صمود هذا الشعب العظيم على مواقفه المناهضة للظلم مدعاة رضا الله وارتياح الإمام قدس سره والشهداء وإن شاء الله في ضوء دعم الشعوب واستمرار الجهاد ستحتفل الأمم الإسلامية في المستقبل القريب بانتصارها.

 

 تعريف بكتاب

فلسطين... بين الإسلام والدكتاتورية

هذا الكتاب عبارة عن جمع محاضرات وخطب لسماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله، كان قد ألقاها على مدى 18 عاماً في مناسبات مختلفة، وقد جمعت وبوّبت على أساس موضوعي، في 366 صفحة. حاول فيه المؤلفان قدر الإمكان إخراجه عن كونه مجموعة من محاضرات أُلقيت بمناسبات عدة، إلى كونه كتاباً علمياً مهنياً يحمل طابع التأليف والتحقيق...

الكتاب يلقي الضوء على أهم أبعاد القضية الفلسطينية، ويفضح التآمر عليها، ويبيّن واجب الدول العربية والإسلامية تجاه فلسطين، ويذكر بالحلول الجذرية للقضية، مع كشف أسباب المشكلة، ولا ينسى ذكر مجازر الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني، وغيرها الكثير من العناوين المشوقة...

تهذيب وتعليق: السيد علي عاشور، الشيخ ياسين عيسى.
الطبعة: الأولى سنة 1427هـ / 2006م.
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي، بيروت لبنان.


 

 القائد في كلام العلماء

أنا مثلكم ...

يقول حجة الإسلام والمسلمين أحمد المروي: إن تواضع الإمام الخامنئي دام ظله واهتمامه بالناس في أسفاره إلى المناطق المحرومة واضح جداً، فالإمام القائد لا يرى بينه وبين الناس فرقاً، ويقابل الناس بحرارة ومحبة كثيرين.

يقول سماحة الإمام دام ظله: "الملوك صنعوا لأنفسهم صورةً خرافية لا يمكن رؤيتها والوصول إليها من قبل الناس، بظنٍّ منهم أنهم أعلى من الناس!، أريد كسر هذه الثقافة، والقول أني منكم ومثلكم، أنتم "يمكنكم الوصول إليّ والتكلم معي!".

اليوم، ومن خلال أسفاره هذه ومقابلته للشعب في زمان رئاسته للجمهورية وقيادته، أعطى سماحته صورةً جديدة للناس، فالإمام الخامنئي دام ظله يعيش مثلهم، ويعاملهم بحرارة، والناس أظهروا في هذه الأسفار أنهم يعشقون قائدهم.
 

 فقه الولي

س: ما هو حكم الإقتداء في الصلاة بأئمة الجمعة والجماعة من أهل السنّة؟
ج: لا إشكال في المشاركة في الصلاة معهم في جُمُعتهم وجماعاتهم لأجل حفظ الوحدة الإسلامية.

2009-09-19