يتم التحميل...

العدد 72 - شهر ربيع الثاني 1430 هـ

العدد 72

العدد 72 - شهر ربيع الثاني 1430 هـ

عدد الزوار: 211

 أداء التكليف

خدمة الناس

يعتبر الإمام الخامنئي دام ظله أن "المسألة التي يجب أن تطرح دائماً هي مسألة خدمة الناس، فإنّ ما نحصل عليه من توفيق هو بأن نتمكّن من خدمة الناس، وإنّ الشكر الأكبر في ذلك هو للروح المطهّرة لإمامنا الكبير الذي فتح لنا هذا الطريق. فبالهمّة الكبيرة لذلك الرجل أُعطيت هذه الفرصة للجميع ليستطيع كلّ شخص أن يخدم الناس والجمهورية الإسلامية بمقدار استطاعته وشوقه ورغبته.

والفرق بين الجمهورية الإسلامية في إيران وبقية الأنظمة المادّية في العالم وغـير القـائمة على فكر إلهيّ في مجال المسائل الإنسانية هي في هذه النقطة بشكل رئيسي، حيث إنّ النيّة الأساسية للوزراء والمسؤولين ورئيس الجمهورية والمدراء في كلّ المستويات هي خدمة الناس، والمساعدة على إشاعة الفكر الإلهي والحياة الطيبة واللائقة التي قرّرها اللّه تعالى للناس. وأساساً لا ينبغي أن يكون الهدف هو المكاسب الشخصية، فالمدير لا يعمل لأجل نفسه، مثلاً هناك مدراء طيلة يومهم لا يعملون لأنفسهم حتى مرّة أو مرّتين خلال فترة سنة، ولا تتوفّر لهم فرصة ليتفرّغوا لأنفسهم ويتابعوا مسائلهم الخاصّة، وتبقى غالباً كثيراً من مسائلهم الخاصة مهملة، فهم يصرفون وقتهم وجهدهم لخدمة الناس، فالهدف هو الخدمة، ولا ينبغي نسيان هذا لحظةً واحدة.

طبعاً للخدمة أساليب مختلفة؛ وكلّ شخص من الممكن أن يعتبر شيئاً ما خدمة، ونحن لدينا رؤية وفكرة وعقيدة بُنيَ عليها أساس هذا النظام وهي الإسلام، ذلك الفكر الإلهي والتوحيدي الذي استعدّت جماهير شعبنا الكبيرة لتقديم شبابها من أجله والتضحية بكلّ شيء في سبيل اللّه.

أهمية العدالة

أساساً لا معنى للحكم إلا إحقاق الحق وإقامة العدل؛ وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام تلك الكلمة المعروفة: قال عبد الله بن العباس: دخلتُ على أمير المؤمنين عليه السلام بذي قار وهو يخصف نعله فقال لي ما قيمة هذا النعل؟، فقلت: لا قيمة لها ، فقال عليه السلام: والله لهي أحبّ إلي من إمرتكم إلاّ أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً.

وفي هذا الطريق مهما تحمّل الإنسان من مشقّة ومهما عمل عملاً إضافياً، ومهما تحمّل من سهر أو حرمان من الأشياء التي لدى أفراد المجتمع بشكل اعتيادي، فالأمر يستحق ذلك. أي أنّ الإنسان لا يتضرّر في هذا الحالة، وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام في إحدى الخطب: والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهّداً، وأجرّ في الأغلال مصفّداً، أحبّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء من الحطام...

إحقاق الحق وإقامة العدل

وعلى أيّ حال فإنّ الأساس في إدارة تشكيلات الدولة -والذي يجب الالتفات إليه- هو العدالة الاجتماعية، حيث ترون أنّ الهدف والغاية لحركة المجتمع الإسلامي هو تشكيل المجتمع العادل، وحول إمام العصر| يُذكر في أغلب المؤلّفات الموجودة أنّ هذا الإمام| يأتي ليملأ الأرض عدلاً، أكثر مما ذُكر بأنّه يملؤها بدِين الحقّ، أيّ أنّ الأمر المطروح بالدرجة الأولى هو العدالة، ويجب أن تتحقّق.
 

 أجوبة الولي  

الأخلاق لا تتنافى مع حرية الفكر

س: هل تتنافى حرية الفكر مع الأخلاق؟
ج: بيت القصيد في حرية الفكر هو الوصول إلى الحقيقة، وعليه لا معنى لحرية الفكر مقابل الحقيقة، فهل يصح الاعتراض على الطبيب الحاذق والموثوق، تحت عنوان حرية الرأي والفكر، أنه لماذا وصفت لنا الدواء الفلاني؟، وعلى هذا الأساس أيضاً لا معنى لحرية الفكر مقابل الأوامر الإلهية كالصلاة والصوم وغيرها: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾(يونس:32).

فالبعض أشكل على الأخلاق بأنها تحدّ من حرية الإنسان، والجدير ذكره في رد هذا الإشكال أنه -مثلاً- عندما نتحدّث عن العفاف هل يقال بأنه سلب للحرية؟، أو عن التقوى هل تحد الحرية في شيء؟، هنا أليست حرية الفكر هي التي حرّفت عن معناها؟ هذا نظير عدم توقف الإنسان أمام الضوء الأحمر تحت حجة منافاته لحريته!.
 

 ملامح من شخصية القائد

شرف خدمة الشعب...

مما نبّه إليه سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله وأكد عليه كثيراً، مسألة خدمة الشعب، خصوصاً من قبل من يتصدى للمسؤولية، يقول سماحته دام ظله: "إن أعظم نقاط قوة شعبنا هو أن مسؤوليه هم من أوساطه ومن أبنائه البررة، بدءاً برئيس الجمهورية وأعضاء المجلس، وباقي المسؤولين في مختلف المسؤوليات؛ وهـم يفـخرون جـميعاً بأنهم خـدّام هذا الشعب، ولا يتعاملون معه بإذلالٍ واستعباد كما يفعل السلاطين بشعوبهم؛ إن الشاه ـ مثلاً ـ كان يرى أن من حقّه أن يستعبد الشعب ويتلاعب بمصيره كيف يشاء، لا لشيء سوى أن أباه كان قد سيطر على الحكم بالقوة والإكراه، ونصّب نفسه ملكاً على البلاد، وهذا غاية الذل والعار لأي أمةٍ من الأمم. إن مسؤولي البلاد اليوم لا يرون لأنفسهم أي حق على هذا الشعب المسلم، وقد كان إمامنا العظيم قدس سره يفتخر بأنه خادم للشعب وكان يقول دوماً بأننا جئنا من أجل خدمة الناس".
 

 أنشطة القائد  

جلسة المؤتمر الدولي الرابع للدفاع عن فلسطين رمز المقاومة، وغزة ضحية الإجرام (04/03/2009)

رحّب سماحة القائد الامام الخامنئي (دام ظله) بالضيوف والعلماء والمفكرين والسياسيين والمجاهدين المشاركين في المؤتمر الرابع للدفاع عن فلسطين الذي أقيم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفيما يلي مقتطفات مما جاء في خطابه الشريف:

إن الفترة الزمنية الواقعة بين هذا المؤتمر والمؤتمر السابق الذي انعقد في طهران من 15 حتى 17 شهر ربيع الأول لعام 1427 هـ، قد شهدت أحداثاً هامة ومصيرية تجعل آفاق مستقبل القضية الفلسطينية أكثر وضوحاً، كما تلقي مزيداً من الأضواء على مسؤولياتنا تجاه هذه القضية التي لا تزال تمثل القضية الرئيسية بالنسبة للعالم الإسلامي.

وتأتي ضمن هذه الأحداث المهمة، الهزيمة النكراء التي منيت بها إسرائيل عسكرياً وسياسياً أمام المقاومة الإسلامية خلال حربها ضد لبنان عام 1427 هـ، والتي استمرت 33 يوماً؛ ثم الفشل المخزي الذي باء به الكيان الصهيوني خلال حربه الإجرامية التي شنها لمدة 22 يوماً ضد الشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية الشرعية في غزة. فإن هذا الكيان الغاصب... رغم كل التحضيرات العسكرية والاستعانة بالأجهزة الاستخباراتية الضخمة والدعم المتواصل من قبل أمريكا وبعض الدول الغربية ومعاونة بعض المنافقين في العالم الإسلامي، قد كشف عن واقع انهياره وعن المنحدر الحادّ الذي بات يتدحرج منه إلى الهاوية، كما أثبت عجزه أمام تيار الصحوة الإسلامية الجارف.

من جهة أخرى، فإن الجرائم التي ارتكبها الصهاينة المجرمون خلال حادث غزة التاريخي ... قد أثبتت أن غريزة الهمجية والإجرام لدى قادة الدولة الصهيونية المزيفة لم تتغير عما كانت عليه خلال العقود الأولى لمأساة فلسطين؛ وإن نفس السياسة ونفس الطبيعة الهمجية والقسوة التي أوجدت مآسي ديرياسين وصبرا وشاتيلا، لا تزال تحكم بعينها الأذهان والنفوس المظلمة لهؤلاء الطواغيت...

الذين كانوا قد توهموا أن الكيان الصهيوني قوة لا تُقهر فرفعوا شعار "الواقعية" ومدّوا يد المساومة والاستسلام للغاصبين، أو أولئك الذين اعتبروا حسب أوهامهم الباطلة أن الجيل الثاني والثالث من الساسة الصهاينة براء من جرائم الجيل الأول فعلقوا الآمال على إمكانية التعايش معهم بسلام،... ينبغي لهؤلاء جميعاً أن يكونوا قد انتبهوا اليوم إلى خطئهم في التقدير.

هناك مغالطة كبرى، وهي أن يقال بأن الطريق الوحيد لإنقاذ الشعب الفلسطيني هو إجراء المباحثات! مع من يا ترى تكون المباحثات؟ أتكون المباحثات مع الكيان الغاصب المتعسف الضالّ الذي لا يؤمن بأي مبدأ سوى مبدأ القوة؟ ماذا جنى أولئك الذين علقوا الأمل على هذه الألعوبة والخديعة؟...

هل تكون المباحثات مع أمريكا وبريطانيا اللتين ارتكبتا الذنب الأكبر من خلال إيجادهما هذه الغدة السرطانية ودعمهما لها؟ واللتين تمثّلان طرفاً في الدعوى قبل أن تكونا الوسيط فيها؟ فلم تتوقف الإدارة الأمريكية يوما عن دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني أو حتى لجرائمه السافرة من قبيل ما ارتكبه في غزة مؤخرا. بل إن الرئيس الأمريكي الجديد الذي جاء إلى سدة الرئاسة رافعاً شعار التغيير في سياسات إدارة بوش، نراه يتكلم عن التزامه بلا قيد أو شرط بحماية أمن إسرائيل، أي دفاعه عن إرهاب الدولة وعن الظلم والتعسف، وعن مجازر راح ضحيتها مئات من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين خلال 22 يوماً. هذا يعني نفس الطريق الخاطئ المسلوك في عهد بوش بالضبط.

كما أن إجراء المباحثات مع الأوساط التابعة للأمم المتحدة هو أيضا توجه عقيم آخر.

إن الدول الجبارة في العالم والمتمتعة بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن تستخدم هذا المحفل العالمي كأداة لها...

إن إنقاذ فلسطين لن يتحقق من خلال الاستجداء من الأمم المتحدة أو القوى المسيطرة ولا من الكيان الغاصب البتة. إنما السبيل إلى الإنقاذ هو الصمود والمقاومة وذلك من خلال توحيد كلمة الفلسطينيين وبالاستعانة بكلمة التوحيد التي تشكل رصيداً لا ينضب للحركة الجهادية.

وفي الختام، أود أن أذكر بالتكريم والإجلال، شهداء حرب الـ 22 يوما، الذين حولوا غزة ببركة دمائهم إلى معزة للإسلام والعرب؛ سائلا لهم من المولى الرحمة والغفران. تحية لجميع شهداء فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وجميع شهداء الإسلام، وتحية لروح الإمام الراحل العظيم الطاهرة...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

 تعريف بكتاب  

الثورة مظهر لتحرك الدين بوجه الطواغيت

هذا الكتاب عبارة عن جمع محاضرات وخطب لسماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله، كان قد ألقاها على مدى 18 عاماً في مناسبات مختلفة، وقد جمعت وبوّبت على أساس موضوعي، في 357 صفحة. حاول فيه الناشر قدر الإمكان إخراجه عن كونه مجموعة من محاضرات أُلقيت بمناسبات عدة، إلى كونه كتاباً علمياً يحمل طابع التأليف والتحقيق...

الكتاب يبحث الثورة وقضاياها، ويبيّن النظرة الكونية والفكرية للإسلام الثوري، ويذكر خصائص الثورة الإسلامية ومميزاتها وآثارها وأبعادها، منبّهاً من خطر الغزو الثقافي على الثورات التحررية في العالم الإسلامي، ووجوب الحفاظ على الثورة الإسلامية المباركة...

تهذيب وتعليق: السيد علي عاشور.
الطبعة: الأولى سنة 1428هـ / 2007م.
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان.


 

 القائد في كلام العلماء  

هذا السيد الخامنئي!

يقول سماحة الشيخ الهاشمي الرفسنجاني: "كان لدينا عادة أنا والسيد الأردبيلي والمهندس الموسوي والسيد أحمد الخميني والسيد الخامنئي، جلسة مع بعضنا كل أسبوع. وعندما كانت تصل نوبة السيد أحمد كنا نتشرف بخدمة الإمام قدس سره.

إحدى الجلسات التي أقيمت بمحضر الإمام، بعد عزل خليفته، كانت جلسة صعبة جداً، فقد كنا قلقين من المستقبل، ونقلنا قلقنا إليه، وقلنا: المشكل الأساسي هو أنه بالنظر لشيخوختكم وكهولتكم، ولزوم استعدادنا للمراحل التالية، فليس لدينا خليفة لجنابكم!

الإمام الخميني قدس سره مكث لحظة ثم قال: "كيف ليس لدينا! هذا السيد الخامنئي!"، نحن أصلاً لم يكن في ذهننا شيء، والخبر كان جديداً علينا. بعد هذا الكلام انتهى البحث في الجلسة، ولكن في ذلك الوقت قال القائد الخامنئي لسماحة الإمام قدس سره: "أنا أرجو من جنابكم أن تطلبوا من هذا الجمع وتكلّفوهم أن تبقى مسائل هذه الجلسة سريّة". قال الإمام: "أيها السادة! إحفظوا هذه المسألة ولا تعلنوها في أي مكان".

كانت هذه أعمق جملة سمعتها من الإمام قدس سره في القائد المعظمّ.
 

 فقه الولي 

الشك في بقاء كرية الماء

س: ما حكم الشك في بقاء الكرية هل يعتبر العلم به، أم يكفي البناء على الكريّة؟
ج: لا يشترط في ترتيب آثار الكريّة على الماء، العلم بأنّه كرٌّ، فلو كانت حالة الماء السابقة هي الكرية جاز البناء عليها أيضاً (كالماء الموجود في مراحيض القطارات وغيره الذي كان سابقاً كرّاً أو أكثر فإنه إذا شكّ في بقاء كّريته يبني على بقائها).

2009-09-19