يتم التحميل...

العدد 76 - شهر شعبان 1430 هـ

العدد 76

تحميل pdf

عدد الزوار: 33

 أثر المساجد على الثورات 

يجدر الإشارة إلى موضوع ضروري ومقتضب بشأن قضية المساجد، وهو أن المساجد على مدى التاريخ كانت مصدراً لعطاء ثر ، ولانتفاضات وحركات إسلامية كبرى.

على سبيل المثال ثورة بلدان شمال أفريقيا وهي بلدان إسلامية طبعاً ـ كالجزائر مثلاً وغيرها من الدول التي رزحت تحت هيمنة الاحتلال العسكري الفرنسي ـ كانت قد انطلقت من المساجد وكتب لها النصر وقد استقلت تلك البلدان. إلاّ أنّ الثورة فيها آلت إلى الهزيمة وفقدت تلك الشعوب استقلالها يوم قطعت صلتها بالمساجد وبالدين وفقدت إيمانها بالمساجد.

وفي صدر الإسلام أيضاً، في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك في حكومة أمير المؤمنين عليه السلام المباركة، كان المسجد مركزاً لاتخاذ القرارات المهمة والأعمال الكبرى. وعلى العموم فالمسجد باعتباره قاعدة للدين والعبودية والمعرفة، بإمكانه أن يكون مصدراً للعطاء ومركزاً لانطلاق حركات كبرى وخالدة للشعوب الإسلامية.

إن أحد أسباب انتصار هذه الثورة المباركة في إيران هو إقبال أبناء الشعب على المساجد؛ فامتلأت المساجد بالشباب واستثمرها العلماء الأعلام كمركز للتعليم والتربية وإنارة الأفكار والعقول، وباتت المساجد معقلاً للتحرك والتوعية والنهوض وكشف أسرار الرؤوس الفاسدة والعميلة لنظام الطاغوت. وهكذا كان الحال في عهد ثورة الدستور [المشروطة] وعلى هذا المنوال في عهد تأميم النفط أيضاً إلى حدٍّ ما. وفي زمن الثورة بلغت هذه الحالة ذروتها.

على الشعب أن يغتنم المساجد وينظر إليها باعتبارها معقلاً للمعرفة والتثقيف والتوعية والمقاومة الوطنية. وإن كان هناك من يظن أن المسجد تُصلّى فيه عدّة ركعات فقط، فما عسى أن يؤثر هذا؟ فهو واهم، وليس الأمر هكذا؛ وذلك أولاً أنه لو نظر إلى هذه الركعات المعدودة بعين البصيرة وجدها مصدراً لعطاء وفير، فالصلاة التي وصفها مشرع الصلاة والآذان بأنها خير العمل، وأنها الفلاح، تدفع اُمّة كاملة للقيام للّه، وتنهى الناس عن الفحشاء وتقربهم إلى الخلوص وإلى التضحية والفداء.

أضف إلى هذا أن المسجد لا ينحصر في الصلاة، بل فيه أنواع العبادات، ومنها التفكّر فـ "تفكر ساعة خير من عبادة سنة" أو كما جاء في بعض الروايات "خير من عبادة أربعين سنة"، أو "سبعين سنة" والمقصود طبعاً هو التفكير السليم. ورواد المساجد يحصلون على هذا النوع من التفكير عبر سماع حديث عالم الدين والفقيه.

وعلى هذا فالمسجد مدرسة وجامعة، ومحل للتفكر والتأمل وتهذيب النفس ومعقلاً لتحصيل الإخلاص واتصال العبد بربّه. المسجد نقطة الاتصال بين الأرض والسماء، وهو الموضع الذي يوصل فيه الإنسان ذاته بمصدر الفيض والقدرة الأزلية.

ومن هذا يجب معرفة قدر المساجد، وينبغي الحضور فيها. وبحمد الله فقد تجلى هذا المعنى في السنوات الأخيرة بفضل الثورة بشكل أفضل.
 

 نشاطات  

الإمام السيد علي الخامنئي يشارك في انتخابات رئاسة الجمهورية (13-6-2009)

في الدقائق الأولي من بدء الاقتراع لانتخابات الدورة العاشرة من رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدورة النصفية لمجلس خبراء القيادة حضر سماحة الإمام السيد الخامنئي دام ظله عند صندوق الاقتراع الجوال رقم 110 في حسينية الإمام الخميني وأدلى بصوته في هذين الانتخابين.

ووصف سماحته الانتخابات بأنها مظهر للمشاركة الفعالة والحماسية والمتوثبة للشعب في الميدان السياسي في البلاد واختبار وطني كبير، وأشار إلي الحماس والشوق والتحرك الانتخابي المميز في البلاد منوهاً: نتوقع بتوفيق من الله وبمشاركة الجماهير المكثفة عند صناديق الاقتراع أن يخرج الشعب الإيراني مرفوع الرأس من اختبار كبير آخر.

واعتبر الإمام الخامنئي دام ظله تعيين الإدارة التنفيذية العليا للبلاد حقاً وتكليفاً شرعياً وعقلياً للشعب قائلاً: أطلب من الجماهير أن يتوجهوا جميعاً إلي صناديق الاقتراع منذ بداية الوقت ليتولوا نصيبهم في إدارة البلاد وينتخبوا حسب تشخيصهم أفضل وأجدر فرد لرئاسة السلطة التنفيذية لمدة أربع سنوات.

وأكد سماحته على أن أمن الانتخابات علي جانب كبير من الأهمية ونعمة كبيرة، وذكّر بالأمن الذي ساد انتخابات الدورات السابقة منوّهاً: تحقق هذا الأمن بفضل من الله وبفعل وعي الجماهير ويقظتهم وأتمنى أن يحبط الشعب بهدوئه، ورزانته، وصبره، وحلمه، ووقاره، وسكينته الروحية، كما فعل دوماً، مساعي المسيئين الرامية لإشعال الاضطرابات، لأن الاضطرابات تعود بالضرر علي البلاد وأصوات الجماهير.

الشعب الإيراني يفخر بوقوفه أمام المتغطرسين والطامعين (15-6-2009)

اعتبر سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله، الانتخابات الرئاسية العاشرة بأنها معجزة إلهية منوهاً إلى المشاركة غير المسبوقة والمفعمة بالعزة التي سجلها الشعب الإيراني وقال: إن الشعب الإيراني الواعي والبصير والذكي أثبت خلال هذه الملحمة الكبيرة أنه ما يزال متمسكاً بمبادئ والقيم والأسس التي بناها الإمام الخميني الراحل ويبحث عن سعادته وتقدمه في هذه القيم.

وأشار القائد الخامنئي دام ظله خلال كلمة ألقاها بذكرى مولد سيدة نساء العالمين الصديقة الطاهرة بضعة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وولدها الصالح الإمام الخميني قدس سره، إلى الملحمة الكبرى التي سطرها الشعب الإيراني في الانتخابات الرئاسية واعتبرها حدثاً مباركاً وجيداً للغاية مصرحاً: إن الشعب الإيراني وبحضوره الملحمي والواسع في الانتخابات اثبت بأنه يولي اهتماماً كبيراً بالعزة الوطنية ويعتبر الوقوف أمام المتغطرسين والطامعين والصمود على سبيل استيفاء الحق، جزءاً من القيم الأساسية وفخراً له وقد برهن على هذه المسألة خلال الانتخابات الأخيرة.

وأشار سماحته إلى الحرب الإعلامية والدعائية الواسعة التي شنها أعداء النظام من أجل تثبيط عزيمة الشعب الإيراني في المشاركة في الانتخابات قائلاً أنه حقاً كان هناك عون الهي وراء هذه الانتخابات لأن نسبة المشاركة زادت بمعدل عشرة ملايين صوت في هذه الدورة قياساً بأعلى نسبة مشاركة في الانتخابات على مدى ثلاثين عاماً.

وتطرق قائد الثورة في جانب أخر من اللقاء الذي حضره أيضاً عدد من مداحي أهل البيت عليهم السلام من أنحاء البلاد، إلى شخصية سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها واعتبر أنها مصدر خيرات وبركات جمة للعالمين ووصف يوم ولادتها بأنه ذو أهمية كبيرة قائلاً: إن يوم ولادة الصديقة الطاهرة عليها السلام هو عيد ولادة الولاية لأن أبناء هذه السيدة العظيمة أئمة الهدى وقادة الأمة هم في الحقيقة ثمرة هذه الشجرة الطيبة.

وشدد الإمام الخامنئي دام ظله على تعزيز وتوثيق خط الوحدة بين الشيعة والسنة وأشار إلى تأكيد الإمام الراحل على الوحدة والإخاء في العالم الإسلامي مضيفاً أن الإمام الخميني قدس سره كان حكيماً بارعاً وأنه كان يعلم بأن الأعداء وخاصة البريطانيين ومن خلال استغلال مواطن الخلاف بين الشيعة والسنة ينوون تجزئة العالم الإسلامي وبث الخلاف والنفاق بين المسلمين.
 

مواقف خالدة  

الأحرار أفضل جنود الثورة

الأحرار هم أفضل جنود الثورة وأكثر أبناء هذا الشعب تجربة، وهم أجدر الناس في الدفاع عن الثورة ونظام الجمهورية الإسلامية، الأحرار يعدّون موضع ثقة ورجاء هذا النظام، ويجب أن يحسب حسابهم في كل إنجاز مستقبلي. فلو أن العدوّ حاول الإساءة إلى الثورة أو نظام الجمهورية الإسلامية فإن أول من يجب أن يوجّه له لطمة في وجهه هم الأحرار. وذلك أن الأحرار هم أكثر من تحمّلوا المشاق لأجل حفظ هذا النظام.

لقد امتحن الأحرار أنفسهم وعرفوها أكثر من الآخرين، لقد اختبروا قابليتهم على تحمّل المحن في الأيام القاسية. يجب أن يتمّ الاعتماد على الأحرار سواءاً في ميادين بناء البلاد أو في ميدان الدفاع عن الثورة.
 

 وصايا ولائية  

النصح والمشورة

من مواعظ الإمام أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام: "من وعظ أخاه سرّاً فقد زانه، ومن وعظه علانيةً فقد شأنه". الشخص الذي يقدّم النصيحة للآخر في الخفاء والسرّ فقد زانه بذلك وأحسن إليه.

وأما إذا قدّم له النصيحة والموعظة علانيةً أمام الناس وعلى مرأى ومسمع منهم فقد شانه وأهانه لما في هذه الموعظة من الآثار السلبية عليه.

هذا طبعاً في غير موارد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في موارد كونهما علنيين، وكذا لا يشمل ما إذا كان الشخص بعيداً لا يصل إليه كلامه إلا إذا ناداه بصوت عال يسمعه الناس، ففي هذين الموردين لا إشكال في الموعظة والنصيحة العلنية. وهذا الأمر يجب على أولياء أمر الصغار والمربّين لهم أن يهتموا به ويواظبوا عليه، فلا يقوموا بنصحهم وإرشادهم وتوجيه الكلام لهم أمام الآخرين لئلا تجرح مشاعرهم وأحاسيسهم.
 

كتاب  

خواطر وذكريات آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله

هذا الكتاب يقدّم للقارئ خواطر وذكريات دوِّنت بأشكال مختلفة ونقلت عن لسان الشخص الثاني في تاريخ الجمهورية الإسلامية بعد الإمام الخميني قدس سره، وهي غيض من فيض الآثار الكبيرة والضخمة التي تركتها الثورة الإسلامية على كل مستويات السياسة والدين والأدب والفن والأخلاق والحرب والإقتصاد...

يتعرض الكتاب إلى محطات وفواصل، في حياة الإمام الخامنئي دام ظله تعبِّر عن المدى العالي الذي وصل إليه من العلم والأخلاق والدراية والإخلاص والتميّز في النظرة...

تعريب وإعداد: الشيخ كاظم ياسين.
يقع الكتاب في 110 صفحات.
طبع دار الهادي، بيروت- لبنان.

 

 إرشادات الولي 

معاقبة السماء لأعداء الثورة

من المكافآت الإلهية للشعب الإيراني في هذه السنوات المعدودة، أن الكثير ممن كان قد تآزر ضد الشعب الإيراني في فترة الحرب المفروضة قد لقوا جزاءهم. الإتحاد السوفياتي الذي كان السند الأول للعراق قد تلاشى ومن بين البلدان الأوروبية فالذين ساعدوا العراق أكثر، تلقوا الصفعات أكثر من غيرهم. العديد من دول هذه المنطقة الذين كانوا يقفون خلف العراق وفي مواجهتكم أيها الشعب المظلوم قد ذاقوا ألم العصا من أعمالهم في هذه السنوات الثلاث.

إنّ ما حصل لهم هو من علائم اللطف الإلهي لشعبنا. كما أن الدول الأُخرى التي بقيت مصونة إلى الآن من ذلك، اعلموا أنتم ولتعلم الدنيا، سوف لن يظلوا بدون نصيب من هذا الجزاء. إن الأيادي المجرمة في العالم قد قمعت شعباً طالباً للحق وأُمةً مظلومة قامت لله، ونطقت بكلام حق، وعقدت العزم على نجاة المحرومين والمستضعفين. بالطبع شعبنا لم يطأطئ رأساً وأخيراً فقد انتصرتم واضطروا هم ختاماً للإعتراف بخطئهم والرجوع إلى موقفهم الأول والقعود في مكانهم. لا تبقى أعمالكم بدون جواب حسب قانون طبيعة العالم والسنة الإلهية من جملة هذه المكافآت الإلهية هي الخطوات الجبارة التي تحققت من أجل بناء البلاد من جديد.
 

 فقه  

الهجرة إلى بلد غير إسلامي

إذا هاجر المسلم إلى بلد غير إسلامي، ماذا يجب عليه؟
•الحفاظ على دينه.
•القيام بالدفاع عن الإسلام والمسلمين قدر استطاعته.

2009-09-19