يتم التحميل...

صدى الولاية - العدد 175 - ذو القعدة 1438 هـ

العدد 175

عدد الزوار: 232

طالما بقيت الشهادة في قاموسنا وفي ثقافتنا وفي منطقتنا بهذا المستوى والاعتبار، فاعلموا أنّه ما من قوة تستطيع الانتصار علينا.

 
 

الشهادة: تجارة مع الله

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الشهادة مفهوم عجيب، ومقولة عجيبة وعميقة. الشهادة تعني التجارة مع الله تعالى. تجارة ذات طرفين لا قلق ولا خوف فيها مع الله المتعال. البضاعة فيها معلومة، وكذلك الثمن. البضاعة عبارة عن النفس التي هي رأس المال الأساسي لكلّ إنسان. وفي مقابل ذلك سيحصل الإنسان على السعادة الأبديّة والحياة الخالدة في أفضل النعم الإلهيّة.

أبداننا كالثلج
هذا البدن الذي نملكه أنا وأنتم هو كالثلج بعينه. إنّه يزول ويتلاشى ذرّة ذرّة، وينتهي شيئاً فشيئاً. كلّما مضى يوم نقترب من القبر أكثر فأكثر. وقد وُجد الآن لهذه البضاعة التي ستفنى مشترٍ يقول لك أنا أشتريها منك، وبأغلى وأعلى ثمن، وهو الجنّة، ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ (التوبة: 111). يشتري منكم هذه البضاعة ليعطيكم الجنّة ثمناً لها. ﴿يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ؛ (التوبة: 111). ولا يعني هذا أن تسلّموا أنفسكم للعدوّ عندما تجاهدون في سبيل الله وتقولوا له اقتلنا؛ لا يا سيّدي! عليك أيضاً أن توجّه له ضربة. هذا الشابّ الذي وقف في مقابل داعش واستُشهد دفاعاً عن المراقد، قد وجّه قبل أن يستشهد مئات الضربات إليهم، وحال دون تقدّمهم، وأفشل أهدافهم ومخطّطاتهم، وفرّقهم، وها هو الآن يستشهد. ﴿فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ. هذا وعد إلهي. فالله يعدكم ويقول: سأشتري منكم هذه البضاعة مقابل الجنّة؛ أي السعادة الأبدية، سعادة ليست كالثلج هنا تذوب لحظة بلحظة؛ لا بل هي البقاء الدائم والأبدي، واللذّة الدائمة، والنعمة الدائمة. يأخذ منك هذا البدن الزائل ويشتريه مقابل هذا الثمن. هذا وعد الله. هذا هو الوعد الحقّ وهو ليس مختصّاً بدينكم، بل جاء في الكتب السماويّة السابقة أيضاً: ﴿وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ (التوبة: 111). هذه هي الشهادة. ثمّ يقول: ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ (التوبة: 111).

عوائل الشهداء وشفاعة ذويهم
من الطبيعي أن تُفجع عوائل الشهداء حين يفقدون أبناءهم، إخوانهم، آباءهم، أزواجهم. لكن عندما ينظرون إلى أنه حين يعرج ويرتقي شهيدٌ إلى الدرجات العلا، سيصبح بإمكانه الشفاعة، وسيتمكّن من لعب دور في البرزخ والقيامة، فإنّهم رابحون أيضاً.

يوجد الآن أشخاص في هذه الدنيا، يأنسون بالشهداء أنساً كبيراً، يتوسّلون بهم لحلّ مشاكل الحياة، ويجيبهم الشهداء في مطالبهم تلك. ونرى في هذه السير التي نقرأها عن عوائل الشهداء الكثير من قبيل هذه الأمور، وأنّه عندما تقع زوجة الشهيد، أو أبوه، أو أمّه في مشكلة ما، يتوسّلون بالشهيد ويقولون له: «إنّك مبسوط اليد، أنت تقدر على مساعدتنا»، فيساعدهم. وهكذا الأمر في البرزخ. فأنتم لا بدّ راحلون؛ ولستم دائمين. أنا وأنتم جميعاً راحلون؛ أمامنا عالم البرزخ هذا، وهذا المعبر، وهذا الوادي، وسنصل إليه. وحين ترحلون عن هذا العالم، سيكون بانتظاركم شدائد كثيرة؛ فإن استطاع المرء أن يجد له شفيعاً هناك ينفعه، لهو أمر في غاية الأهمّيّة. وهؤلاء الشهداء هم شفعاؤكم.

إنّ صبر عوائل الشهداء بنفسه هو جبل كبير، وبمجرّد أن يصبر أبو الشهيد، أمّ الشهيد، زوجة الشهيد، وابن الشهيد على هذه المصيبة، فهذا بنفسه قيمة كبيرة جدّاً، ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ (البقرة: 157). أتصدّقون أنّ الله يصلّي عليكم؟ أنتم عوائل الشهداء حين تصبرون على هذه المصيبة وتشكرون الله تعالى وتتحمّلونها وتحتسبونها عند الله، فصبركم هذا سيوجب تنزّل الصلوات عليكم من الله تعالى الذي هو مالك الملك والملكوت، ومالك عالم الوجود.

نواجِه بإرادةٍ وعزم وبروح الشهادة
التجهيزات الماديّة ليس لها دور أساسيّ وحاسم، بل الفضل الأكبر هو للاستعدادات المعنويّة؛ وتلك الإرادة والعزم الراسخَين، وأسباب القوّة الداخليّة في قلب كلّ فرد، وتلك القدرة على تربية شباب يقفون على الصراط المستقيم في وجه هذا الإعصار العجيب من الفساد -الذي يُروّج له في العالم اليوم على أيدي الصهاينة وأمثالهم- بقوّة وثبات.

لولا شهداء الدفاع عن المراقد، لكان علينا الآن أن نحارب العناصر الفتنويّة الخبيثة المعادية لأهل البيت (عليهم السلام) وللشيعة، في مدننا. إنّ جزءاً مهمّاً من الأمن الذي نعيشه هو بفضل المدافعين عن المراقد هؤلاء.

من يسعى لإهانة عوائل الشهداء: خائنٌ
علينا أن نعرف قدر الشهداء، وقدر عوائلهم. إنّ كلّ من يسعى لإيداع ذكرى الشهداء في مدارج النسيان هو خائن، وكلّ من يسعى لإهانة عوائل الشهداء، ولإهمالهم، أو للتهجّم بالقول عليهم، يكون خائناً. ينبغي احترام الشهداء ومعرفة قدرهم. ينبغي احترام عوائل الشهداء، وأن نكون ممتنّين للشهداء. حسناً، ماذا يعني أن يكون المرء ممتنّاً للشهداء؟ يعني أن تكون ممتنّاً لتلك الزوجة التي رضيت بأن يذهب زوجها للقتال ويُستشهد، وممتنّين لذلك الأب وتلك الأمّ اللذين رضيا بذهاب ولدهما. وليعلم الجميع بأنّ هؤلاء هم من حفظوا القيم حيّةً.

الشهادة حفظت الثورة..
إنّ مفهوم الشهادة، ومفهوم الجهاد في سبيل الله، ومفهوم الصبر عليه، هي مفاهيم عظيمة؛ ولها أثرها في الحياة اليوميّة للمجتمع الإسلامي، وهي التي حفظت الثورة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

من توجيهات القائد (دام ظله)

 

الصلاة: أعظم نِعَم الله
اجتنبوا المعصية، واستأنسوا بالله، واغتنموا أوقات الصلاة، فإنّ ذلك من أعظم الأمور. إنّ أعظم نعم الله تعالى الصلاة، فهي تعطينا فرصة اللقاء مع الله والتحدّث إليه عدّة مرات يومياً. نتكلّم معه ونستمدّ العون منه ونعرض حاجاتنا عليه، ونقوّي علاقتنا بالساحة الربوبيّة بواسطة هذا التضرّع وهذا التوسل.

والصلاة ليست إسقاطاً للتكليف وحسب؛ كلا، بل هي فرصة عظيمة يجب الاستفادة منها، قال رسول الله (ص): «أرأيتم لو أنّ نهراً بباب أحدكم، يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا، قال: فذلك مثل الصلوات الخمس». فإنّ هذا الاغتسال يمكن أن يخلّف في قلوب الشباب آثاراً خالدة، فمن خلال الطهارة والتقوى يجري الله على ألسنتنا الحكمة والموعظة المؤثرة.

 
 

استفتاء

 

خمس المؤنة

س: هل ملاك عدم تعلّق الخمس بالمؤنة من الأموال المستحصلة من أرباح مكاسب السنة هو استخدامها في خلال السنة، أو يكفي الحاجة إليها في سنته ولو اتُّفق أنه لم يستخدمها؟
ج: في مثل اللباس والبساط ونحوهما مما ينتفع به مع بقاء عينه يكون الملاك هو الحاجة إليها، وأما في الحاجيات الاستهلاكية اليومية للمعيشة، كالأرزّ والزيت وغيرهما، فالميزان هو الاستهلاك فما زاد منه عن استهلاك السنة يجب فيه الخمس.

 
 

نور من نور

 

﴿وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَ
لا يمكن الانتصار من دون جهاد وتحرّك وتقبّل للأخطار. لم يعِد الله تعالى أحداً بالنصر من دون تحرّك. ولا يكفي لذلك مجرّد أن يكون المرء مؤمناً متديّناً، بل لا بدّ من الجهاد والصبر. ﴿وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَ (إبراهيم: 12). هذا كلام الأنبياء لمعارضيهم...

إنّنا نصمد ونقاوم. لقد صمد الأنبياء والرسل (عليهم السلام). ومنطق الأنبياء اليوم رغم كل ما تعرّضوا له من القمع هو المنطق الشائع في العالم. لقد انتشر كلام الأنبياء ولم ينتشر منطق الفراعنة. وهذه المسيرة وهذه التوجّهات سوف تزداد يوماً بعد يوم. لا بدّ من الصبر والصمود.

 
 

نشاطات القائد

 

1- استقباله (دام ظله) رئيس ومسؤولي السلطة القضائية (03/07/2017).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) رئيس ومسؤولي السلطة القضائية ورؤساء المحاكم في أنحاء البلاد. وفي كلمته، أشار (دام ظله) إلى الصلاحيات والمكانة القانونیة والرفيعة جداً الّتي تتمتّع بها هذه السلطة ومدى تأثيرها في الإدارة الشاملة للبلاد، واعتبر «الرؤية التنموية» ضروريةً في كافة مجالات السلطة القضائيّة. وأضاف: «يجب على السلطة القضائية أن تكون حاملة لراية حقوق المجتمع العامة وأن تتدخل في أي مجال متى ما استلزم الأمر ذلك لتدافع عن حقوق الناس بكل قوة وتواجه كلّ من يخالف وينتهك القانون».

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم أن شرط التقدم في إنجاز أعمال السلطة القضائية ورسم صورة "المخلّص الذي يمنح الأمل والسكون" لدى الرأي العام إزاء السلطة القضائية هو التعامل بصرامة مع المخالفات. وأثنى سماحته على إرسال مفتّشين مجهولين إلى مختلف المدن بغية كشف المخالفات واتّخاذ القرارات اللازمة بشأنها، وأضاف: «كثّفوا أنواع التفتيش قدر الإمكان، واعملوا على إصلاح السّلطة القضائية من الداخل».

كما أكّد سماحته علی ضرورة التصدي لمرتكبي المخالفات ومعاقبتهم وفي الوقت ذاته الحفاظ على سمعة أُسرهم وأقربائهم.

2- إقامته (دام ظله) صلاة عيد الفطر السعيد
بمناسبة عيد الفطر السعيد، غصّ مصلّى الإمام الخميني (قده) في العاصمة طهران بجموع المصلين؛ حيث أمَّ سماحة الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) جموع المصلين في صلاة العيد السعيد.

ووصف سماحته في خطبتَي صلاة العيد شهر رمضان لهذا العام بأنه كان «مباركاً» بما للكلمة من معنى. وأضاف: «الصوم في الأيام الحارة»، و«الحضور اللافت للشباب في الجلسات الواسعة للمعارف والقرآن»، و«مآدب الإفطار الرمضانية البسيطة في المساجد والمحلات»، و«المناجاة والتضرُّع الى الباري تعالى في ليالي القدر» من المؤشرات المعنوية والاهتزاز الروحي في المجتمع والتي من شأنها ان تعزز البنية المعنوية للشعب وتوفر الأرضية لقطع السبل الشاقة وينبغي معرفة أهمية وقدر هذه الذخائر المعنوية والمحافظة عليها.

وأكد قائد الثورة الاسلامية المعظم أن المسيرات الرائعة والعظيمة ليوم القدس في المناخ الحار، تعد من مظاهر شهر رمضان المبارك. وأضاف: إن هذه المسيرات تعد عملاً عظيماً جداً وتاريخياً وستبقى مفخرة في تاريخ الشعب.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي مفهوم "الإطلاق الحر للنار أو التقدير الميداني" في الأنشطة الثقافية المطلوبة تعني "العمل الثقافي الذاتي والنزيه" ولا تعني "خرق القانون وتوجيه الشتائم للآخرين". وأضاف: ينبغي للقوى الثورية والمتفانية والحريصة على حركة البلاد نحو الأهداف السامية أن تحفظ أكثر من غيرها النظام وقوانين واستقرار البلاد والحيلولة دون استغلال الأمور من قبل الأعداء.

3- لقاؤه (دام ظله) أساتذة الجامعات على أعتاب يوم القدس العالمي (21/06/2017).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي (دام ظله) المئات من الأساتذة وأعضاء الهيئات العلمية والباحثين والنخب الجامعية على مدى ساعتين.

ووصف سماحته يوم القدس العالمي بأنه مهمّ جدّاً، قائلاً: «إنّ یوم القدس العالميّ لیس فقط للإعلان عن الدفاع عن شعب مظلوم، بل هو رمز للكفاح ضد الاستكبار وقوى الهیمنة العالمیة».

وتحدّث سماحته عن «مسؤولية التعليم والتربية الجامعية» قائلاً: «إذا كان لدى الأستاذ «فكر إيجابيّ، التزام وشعور بالمسؤولية، نظرة مفعمة بالأمل، اعتقاد بالأصول الدينية والأصالة الوطنية والقضايا الثورية» وكان يتمتع «بالإحساس بالمسؤولية، وكانت لديه نيّة وعزم راسخ لاتّخاذ خطوة لصالح البلاد» فبمقدوره أن يحظى بدور فريد ومنقطع النظير في حثِّ الطلبة على التفكر والحركة.

2017-07-25