من حياة الإمام الخامنئي الجهادية ما قبل الثورة
سيرته الجهادية
انطلقت الشرارة الأولى لكفاحه السياسي المعادي لنظام الشاه من خلال دوره النضالي في حركة المجاهد الكبير وشهيد المبادئ الإسلامية المرحوم «نواب صفوي». وفي هذا الشأن يصف سماحته تلك الانطلاقة بقوله:
عدد الزوار: 705
انطلقت الشرارة الأولى لكفاحه السياسي المعادي لنظام الشاه من خلال دوره النضالي في
حركة المجاهد الكبير وشهيد المبادئ الإسلامية المرحوم «نواب صفوي». وفي هذا الشأن
يصف سماحته تلك الانطلاقة بقوله:
أمَّا حول دخولي ساحة الجهاد والمعترك السياسيّ، فبين عام (1952- 1953) سمعت أنّ
المرحوم نوّاب صفوي قد جاء إلى مشهد. وكان شيء خفي يجذبني له. وكنت أودُّ رؤيته
كثيرًا. إلى أن أُخبرنا أنَّ نوّاب ينوي المجيء إلى مدرسة سليمان خان والّتي كنت
أحد طلاّبها. ويعتبر يوم مجيء نوّاب إلى مدرسة سليمان خان من الأيّام الّتي لا
تُنسى في حياتي.
فعندما دخل نوّاب صفوي المدرسة مع بعض أعضاء منظمة (فدائيّو الإسلام) الّذين كانوا
واضعين قبعات خاصّة على رؤوسهم، بدأ بإلقاء خطاب قويّ وهو قائم. وكان مضمون خطابه
هو إحياء الإسلام وإقامة حكومة إسلاميّة. وشنّ هجومًا عنيفًا -في خطابه- على الشاه
والإنكليز، واتّهم مسؤولي البلاد بالكذب وقال: إنَّ هؤلاء المسؤولين ليسوا بمسلمين.
إنَّني كنت أسمع بأذنيّ هاتين هذه الأقوال من لسان المرحوم نوّاب. فوقع كلامه على
قلبي، وتمنّيت أنْ ألازمه دومًا. وأعلن هناك أنّ نوّاب يتحرّك غدًا من المهديَّة
باتّجاه مدرسة نوّاب. وفي اليوم الثاني تحرّك في حشد من المهديَّة باتّجاه المدرسة
المذكورة آنفًا. وهناك ألقى خطابًا مفصّلًا ومثيرًا. وبعد انتهاء الخطاب اقترح عليه
إقامة صلاة الجماعة، فوافق على ذلك. وصلّينا الجماعة بإمامته، ثم غادر مشهد، ولم
نعلم عنه شيئًا بعد ذلك اليوم إلى أن بلغنا نبأ استشهاده. فغضبنا لذلك كثيرًا
وبدأنا نردّد شعارات ونشتم الشاه.
فكان نوّاب أول من أوقد شرارة نهضة إسلاميّة في نفسي ذاك الزمان. ولا يختلجني شك
أنَّ نوّاب هو أوّل من أوقد هذه الشعلة في نفوسنا. ولهذا أصبح تقليد المرحوم نواب
سببًا لبدء أوّل تحرّك جهاديّ عام (1955 أو 1956م). وكان تحرّكنا الجهاديّ بهذه
الصورة: وهي حينما بُعث شخص باسم (فرح) محافظًا لمدينة مشهد. وكان هذا الشخص لا
يحترم أيًّا من المظاهر والضوابط الإسلاميّة. ومن جملتها أنّه كان من المقرّر
رسميًّا أن تعطّل السينما في مشهد شهري محرّم وصفر. ففي البداية أعلن عن تعطيل
السينما إلى اليوم الرابع عشر من محرم. لكن بعد أن ارتفعت أصوات الاحتجاج، مدّدها
إلى العشرين من محرم. لهذا السبب عقدنا جلسة ــ وكنا عدّة أفراد ــ وكتبنا إعلانًا
حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأرسلناه عن طريق البريد إلى أماكن متعددة.