يتم التحميل...

صدى الولاية - العدد 164 - ذو الحجة 1437 هـ

العدد 164

عدد الزوار: 176

 

 


الذي أكسب عيد الغدير هذا الحجم من الأهمية هو دلالته على مبدأ الولاية.

 
 

الغدير: ذروة مزيج الدين والسياسة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

لا تنظروا إلى واقعة الغدير في حدود تنصيب عادي؛ حيث نصّب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين للخلافة على مشهد عشرات الآلاف من المسلمين فحسب، فالقضية لا تقف عند هذا الحدّ؛ إذ إنّ ذروة ما بلغه مزيج الدين والسياسة بصورته الرائعة البديعة وتبلوره كسنّة خالدة تؤمّن الهداية للمجتمع منذ عهد آدم عليه السلام، قد تحقّق في واقعة الغدير، لذا فإنّنا نقرأ في دعاء الندبة: «فلمّا انقضت أيَّامه أقام وليَّه علي بن أبي طالب صلواتك عليهما وآلهما هادياً، إذ كان هو المنذر ولكلِّ قومٍ هاد».

بيد أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس مخلّداً وأزليّاً، والمجتمعات بحاجة إلى من يهديها، والإسلام قد تكفل بهذا الهادي، وهم المعصومون الذين يتوالون جيلاً بعد جيل فيمسكون بزمام الأمور، ويتصدون لهداية البشرية من خلال التعاليم القرآنية الأصيلة الخالصة أجيالاً وقروناً.

الغدير: تجسيد لإدارة المجتمع
إنّ معنى حادثة الغدير أنّ الإسلام يدرك أهميّة مسألة إدارة المجتمع، فلم يهملها أو يتعامل معها بشكل هامشيّ، والسبب في ذلك أنّ إدارة المجتمع من أكثر مسائل الإسلام تأثيراً. وإنّ تعيين أمير المؤمنين عليه السلام الذي هو تجسيد للتقوى والعلم والشجاعة والتضحية والعدل من بين أصحاب النبي يثبت أبعاد هذه الإدارة، وبذلك يتضح أن هذه الأمور هي التي يجب توفرها في إدارة المجتمع.

الغدير: الأنشطة السياسيّة هي الأهم
إنّ الأنشطة والفعاليات الإنسانيّة على صنفين، الأول يتّصل بشؤون الناس الشخصية، والثاني، وهو الذي يشكّل القسم الأكبر من مجمل الأنشطة البشرية، ويتعلّق بالأنشطة والفعاليّات التي تتم بصورة جماعية، ما يُعبَّر عنه بالأنشطة «السياسية»، فيقولون: السياسة الاقتصادية، والسياسة الاجتماعية، والسياسة العسكرية، والسياسة الثقافية، والسياسة المدنية، والسياسة الدولية.

وعلاقة الدين لا تقتصر على جانب واحد منهما، بل تشمل كلا الجانبين، جانب الأنشطة الفردية، وجانب الأنشطة السياسية.

ولكل من الناحيتين الدينية والسياسية آفتان تشكلان خطراً يهددهما باستمرار.

فأولى آفات التديّن _على صعيديه الفردي والاجتماعي_ هي الانحراف، أو إهمال التعاليم والمبادئ، أو التحجّر والجمود، أو تجاهل دور العقل وغير ذلك.

وثانية آفات التديّن، هي أنْ يتقلّص دور الدين ليبقى مقتصراً على الجانب الفردي للحياة، ويصبح المتديّن متجاهلاً الأفق الاجتماعي لها، أو مفضلاً الصمت والعزلة حيالها.

أما آفة السياسة، فتتمثّل في ابتعادها عن الأخلاق والفضيلة والجانب المعنوي، بمعنى أنْ يتغلّب عليها الجانب الشيطاني، فتحيط بها الأهواء، وتديرها مصالح الطغاة والطبقة المرفّهة.

فإذا استحوذت هذه الآفة على السياسة، فإنّها ستنعكس على المجتمع والأمّة أيضاً.

والآفة الأخرى التي تهدد السياسة، هي أنْ يستولي عليها السذّج والبسطاء وضيّقو الأفق والمتخاذلون، فيتحوّل زمام القيادة السياسية من النخب القويّة المدبّرة إلى أشخاص قاصرين وغير أكفاء.
إذاً، فما هو الحل؟

إنّ أفضل طريق لعلاج مثل هذا الواقع هو أنْ يتزعّم السلطة السياسية وقيادة الأمّة أشخاص ذوو دين ورؤية سياسيّة غير مصابة بهاتين الآفتين. أشخاص متدينون، مؤمنون، ذوو بصيرة في دينهم، منزهون عن الانحراف والخطأ والانتقائية والاعوجاج الفكري، وبعيدون عن الجمود والتحجر في فهم الدين، ولا يتاجرون بالدين ولا يوظفونه لمصالحهم، وهم في السياسة أكفاء، مدبرون، شجعان، لا يفصلون بين السياسة والإيمان والأخلاق والفضيلة.
لكن أين تتجسّد قمّة هذا الواقع؟

تتجسد في ما لو تصدى للزعامة الدينية والسياسية شخص معصوم من الخطأ والزلل. وهذه هي حقيقة الإمام؛ فالإمام المعصوم هو إنسان كامل يمتلك قلباً صافياً كمرآة تنعكس فيها أنوار الهداية الإلهية، وروحه كمعين يستمد الحياة من الحي سبحانه، فهدايته هداية خالصة، وسلوكه وخلقه مصاحب لأقصى درجات الفضيلة، فلا تغلب عليه الأهواء، ولا يتبع الشهوات، وهو على بصيرة من أمره، ويمتلك عيناً ثاقبة في الأمور السياسية، فلا تخفى عليه الحركات المريبة والمؤامرات التي تحاك مهما بلغ حجمها وخفاؤها.

ولو تيسّر لمثل هذا الشخص قيادة الأمّة فإنّه سيحقق غاية ما تصبو إليه الرسالات السماوية. وهذا هو مفهوم الغدير بعينه.

الغدير: تتويج لفضائل وكمالات أمير المؤمنين عليه السلام
إنّ يوم الغدير يوم كبير وعيد ذو شأن عظيم. ويمكن لنا أنْ نستشف عظمة هذا اليوم من ناحيتين، الأولى تتمثّل في شخصية أمير المؤمنين عليه السلام؛ فأبعاد هذه الشخصية الكبيرة والخصائص والملكات النفسية والسياسية والاجتماعية التي توفرت في هذا الرجل الإلهي لم نعهد لها مثيلاً، لا في عصر الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ولا في العصور التي أعقبته، والثانية تتمثل في الحادثة نفسها؛ فكل من له ثمّة اطلاع على سيرته المباركة يعلم علم اليقين أنّ شخصية أمير المؤمنين عليه السلام لم تتكون حقيقتها ولم تصغ معالمها نتيجةً لحادثة الغدير، بل إنّ هذه الحادثة جاءت نتيجة للفضائل والمزايا والكمالات التي زخرت بها شخصيته المباركة.

الغدير والاقتراب بالبشرية نحو مستقرّها الأخير
لا بدّ للسلطة الحاكمة في الإسلام أنْ تتبنّى مسألة استمرار التربية والتعليم _بشرط أن تكون هذه السلطة مشابهة لسلطة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ أي يكون المعصوم على رأسها_ وتقوم بتنميتها بين الناس وفي الوقت ذاته تقضي على الرذيلة والفساد، لتتمكّن البشرية من الوصول إلى نقطة البداية السعيدة التي انطلقت البشرية منها، وهي ما نطلق عليه نحن: عصر الظهور.

إنّ عصر ظهور صاحب العصر أرواحنا فداه يمثّل بداية الحياة البشرية وليس نهايتها؛ ذلك أنّ عصر الظهور سيشكّل انطلاقة جديدة للحياة والسعادة الحقيقية لبني البشر؛ إذ ستُخرج الأرض خيراتها وسيكشف الفضاء عن طاقاته الكامنة دون أن يمس الإنسان بسوء أو يلحق به ضرراً أو يتسبب بالدمار والهلاك.

وصحيح أنّ البشرية تستثمر اليوم بعض الطاقات، لكنّها في المقابل تلحق الضرر بأشياء أخرى؛ فالتكنولوجيا منحت الإنسان السرعة والراحة، لكنّها في المقابل سلبت منه أموراً أخرى كثيرة. هذا مضافاً إلى ما مُنيت به البشرية من تدهور في القيم والمعايير الأخلاقية.

لكن في عصر الظهور سيكون الأمر مختلفاً؛ حيث سيتمكّن البشر من استثمار خيرات الكون، والطاقات الكامنة في الطبيعة دون أن يُلحِق ذلك ضرراً أو فساداً بها، كما سيساهم هذا الاستثمار في تطوير الإنسان وتنميته وتكامله.
لقد كانت مهمّة الأنبياء عليهم السلام بأسرهم إيصال البشرية إلى نقطة تمثّل بالنسبة إليها بدايةً لحياة جديدة.

وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يرحل عن الدنيا. إذاً، كان لا بدّ له من تنصيب مَن يقوم مقامه ويستمرّ بالنهج النبوي ذاته، ولم يكن من أحد مؤهل لأن تناط به هذه المهمّة سوى علي بن أبي طالب عليه السلام. وهذا هو المراد من «التنصيب» الذي شهده يوم الغدير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

القائد يكشف الأعداء

 

حذارِ من فساد هؤلاء

إنّ أبرز الأزمات التي تعيشها دول العالم اليوم قد نشأت من فساد المديرين والسلطات الإدارية التي تدير شؤون تلك الدول ومن إخفاقهم. إنّ فساد هؤلاء معناه فساد الدولة، وفساد الدولة معناه القضاء على القيم والمبادئ. وفساد هؤلاء معناه فساد الشعوب وفساد الشعوب معناه تحوّلها إلى العبودية والخضوع والخنوع. وفساد هؤلاء معناه هيمنة القوى الشيطانية على مقدرّات الشعوب. وفساد هؤلاء معناه تفشي الرذيلة في المجتمعات وتلاشي عنصر الإيمان.

وهذا هو ذاته البلاء الذي حلّ بالمجتمعات الغربية اليوم، والذي تجلّى بغياب الإيمان، والضياع، والشعور بالفراغ الروحي بغياب مرتكز تطمئنّ وتسكن إليه الروح. وهذا أمر خطير للغاية، وهو بلاء كبير. وهذا الفراغ الروحي سيأخذ كل مجتمع ابتلي به إلى الهاوية.

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

أنانيّة البشر منشأ جميع المفاسد

إنّ أنانيّة أبناء البشر هي منشأ جميع المفاسد في العالم؛ فكلّ الظلم والتمييز، وكلّ الحروب وإراقة الدماء، وكل القتل الذي يحدث دون وجه حقّ، وكلّ ما يسبغ المرارة على حياة الإنسان ويبعده عن سعادته ينبع من هذه الأنانيّة وهذا الفرعون الباطنيّ الموجود في نفوسنا. ونحن إن لم نقم بترويض ولجم هذا الحصان الجامح في داخلنا، سوف نكون عرضةً لخطر شديد.

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله (دام ظله) أئمة المساجد في محافظة طهران (21/08/2016).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله أئمة المساجد في محافظة طهران، وأكّد على أنّ مخطط قوى الغطرسة العالمية في الهيمنة على المنطقة قد فشل. كما أشار إلى أنّ «الولايات المتحدة الأميركية باتت مشلولة في منطقة غرب آسيا عمليّاً».

واعتبر سماحته دام ظله أنّ الثورة الإسلامية في إيران أحدثت زلزالًا شديداً هزّ أرکان نظام الهيمنة في العالم، وقال: «ببرکة الإسلام الثوري والثورة الإسلامية تم إحباط الهدف الرئیس للمتغطرسين في العالم بإحكام السيطرة على المنطقة».
وشدّد سماحته علی ضرورة تعزیز الإیمان الدیني لدی المجتمع باعتباره القاعدة الأساس للثورة والنظام الإسلاميَّين لافتاً إلى أنّ «المساجد هي المرکز الاجتماعي والاستشاري ومركز المقاومة والتخطيط والحرکة الاجتماعية والثقافية لدى الشعب والمجتمع».

لقاؤه (دام ظله) جمعاً غفيراً من أبناء الشعب (01/08/2016).
اعتبر سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله أمام الآلاف من أبناء الشعب الايرانيّ، المشاکل المعیشیة للشعب هاجساً عميقاً ومستمراً بالنسبة إلى سماحته، وأكد علی ضرورة الاعتماد علی الطاقات والإمکانیّات الداخلیة باعتبارها السبیل الوحید لحل مشاکل الشعب قائلاً: "أثبتت التجربة النوويّة مرّة أخرى عدم جدوی المحادثات مع الأميركيين وعدم وفائهم بالعهود، وأثبتت مرة أخری أنّ تطور البلاد وتحسين الظروف المعیشیة للشعب یتوقفان علی الطاقات الداخلیة ولیس على الأعداء الذین لا ینفکون عن إیجاد العقبات ووضع العراقيل أمام إیران في المنطفة والعالم".

لقاؤه (دام ظله) وزير الأمن والمعلومات ومعاونيه ومديري الوزارة (09/08/2016).
استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله وزير الأمن والمعلومات ومعاونيه ومديري الوزارة، التي وصفها بأنها عين النظام الإسلامي البصيرة اليقظة، قائلاً: «وزارة الأمن القشرة الصلدة للنظام، ويجب أن لا تصاب بضرر بأيّ حال من الأحوال».

 
 

استفتاء

 

بيع الرصاص وشراؤه لأجل إطلاقه في الهواء

س: هل يحرم بيع الرصاص أو شراؤه لأجل إطلاقه في الهواء؟
ج: لا يجوز إطلاق النار الذي يؤدّي إلى إرعاب الناس أو جعل أموالهم أو أنفسهم في معرض الخطر أو الضرر ولا يجوز بيع الرصاص من أجل ما ذُكر.

2016-09-14