يتم التحميل...

سوف يشهد الإسلام عزةً وقوةً متزايدةً يوماً بعد آخر إن شاء الله. وهذا ما يتطلب الجهاد بالطبع.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ لله تعالى، في كتابه، بياناً شديدَ الصراحة بشأن أهل بيت النبي لا نجده قد تكرّر بشأن غيرهم، وهو قوله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِير (الأحزاب: 33). فإنّ أهل البيت قد عُرفوا بطهارتهم وتطهير الله لهم، ولهذا التطهير أبعاد كثيرة.

لنكونَ أتباعاً
لقد تمحور عمل الأئمة عليهم السلام في الجهاد وصولاً للأهداف الآتية:

الأول: إحياء المعارف والأسس والمبادئ الإسلامية الحقّة وصيانتها. فقد حاولت الحكومات الظالمة وطواغيت الأمة القضاء على المعارف الإسلامية أو تغييرها وتحريفها. وإنّ من أهمّ ما قام به الأئمة عليهم السلام هو الوقوف أمام هذا التيار ومواجهته.

الثاني: إقامة أحكام الله والسعي لتطبيقها، وقد بذل أئمة أهل البيت عليهم السلام جهودهم لتطبيق أحكام الله في المجتمع.

الثالث: الجهاد في سبيل الله، حيث نقرأ في زيارتهم: «أشهَدُ أنّكَ جاهَدتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِه». وحقُّ الجهاد يعني أنّهم لم يدّخروا أيّ جهد في هذا السبيل، ووظّفوا كلّ قواهم وقدراتهم وطاقاتهم في الجهاد في سبيل الله.

لقد زخرت حياة الأئمة عليهم السلام بمجابهة الظلمة ومواجهة الظلم، وكان ذلك سبباً لتعرُّضهم لتلك الضغوط ودسّ السمّ والقتل؛ إذ كانوا يقفون في وجه الظلم والظالم. وحيث إنّنا نعتبر أنفسنا أتباعاً لأهل البيت عليهم السلام، فعلينا أن نلتزم بهذه الأمور.

فلا بد لنا من ترويج المعارف الإسلامية، وجعل إقامة أحكام الله هدفاً من أهدافنا، والمبادرة إلى الجهاد في سبيل الله بكل كياننا، ومواجهة الظلم والظالم ومحاربته. علماً بأنّ الجهاد يشمل المواجهة العسكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية وغيرها.

مصداق الجهاد: مواجهة المستكبر
وباعتقادنا، فإنّ أكبر مصداق للجهاد في الظرف الراهن، هو عبارة عن الوقوف بوجه مخططات الاستكبار في المنطقة الإسلامية، فيجب علينا أولاً معرفة هذه المخططات، ومعرفة نوايا العدوّ وأهدافه، ثم نخطِّط لمواجهة أهدافه، والدفاع عن أنفسنا حتّى لو تطلّب ذلك الهجوم على العدو المستكبر. وهذا هو الجهاد في الوقت الراهن.

الولايات المتّحدة هي العدو
إنّنا حينما نتحدث عن العدوّ، لا نشير إلى موجود خيالي وهمي، بل نقصد من العدو نظام الاستكبار القائم على أساس فرض السيطرة والهيمنة على الآخرين، والتدخل في شؤونهم، والقبض على مصادرهم المالية والحيوية. والمصداق الخارجي الأبرز لهذا العدو هو نظام الولايات المتحدة الأميركية التي تعدّ تجسيداً تامّاً لنظام الهيمنة؛ إذ إنّها لا تتّسم بأيّ خُلُقٍ إنساني، ولا يردعها أيّ رادع عن اقتراف الجرائم بشتّى ألوانها، بل وتخفي جرائمها وضغوطها وقسوتها بكل سهولة تحت غطاء الابتسامة والأقوال المتداولة والكلمات المعسولة البرّاقة.

مخطّط العدو: إثارة النعرات والخلافات
ترتكز خطة العدوّ في الأغلب على ركيزتين: الأولى، هي عبارة عن بثّ الخلاف والشقاق، والثانية هي عبارة عن النفوذ والتوغّل.

إثارة الاختلاف بين الحكومات وبعد ذلك بين الشعوب، والاختلاف بين الشعوب أشدّ خطراً من الاختلاف بين الحكومات؛ ومعنى ذلك إثارة الأحقاد والضغائن والنعرات الطائفية بين الشعوب بمختلف العناوين والأسماء، فتارة يعزفون على وتر القومية الإيرانية والعربية والتركية، وأخرى يثيرون قضية الشيعة والسنة وأمثالها.

البصيرة سبيل نجاة
إنّ الأمر الذي يمكننا أن نستلهم منه الكثير من الدروس والعبر ويجب علينا أن نتنبّه له هو أن الإنسان الصادق في نيته قد يؤدي دوراً في خطة العدوّ بسبب فقدانه للبصيرة، ففي سوريا مثلاً، انجرف بعض المسلمين البسطاء الفاقدين للبصيرة، وانخرطوا في خطة العدو، وأوصلوا الأمر في سوريا إلى ما هو عليه الآن.

وأقول لكم إنّ هذه الاختلافات التي تشاهدونها اليوم في العراق وفي سوريا وفي اليمن وفي بلدان أخرى والتي يحاولون إطلاق عنوان الصراع الطائفي عليها، لا تُعتبر صراعاً طائفيّاً بأي وجه من الوجوه، وإنما هي صراع سياسي.

﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ؛ النهج المؤكّد
لقد أعلنّا للجميع بكل صراحة: إنّنا نمدّ يد الصداقة إلى كافة الدول الإسلامية في المنطقة، ولا يوجد لدينا أية مشكلة مع الحكومات المسلمة. إضافة إلى أن علاقاتنا مع معظم جيراننا أخويّة وودّية.

لقد علّمنا الإمام الخميني العظيم (قده) أن نكون ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ (الفتح: 29)، وأن نكون «لِلظّالِـمِ خَصماً وَلِلمَظلُومِ عَوناً»، وهذا هو النهج المؤكّد للجمهورية الإسلامية.
لن نسمح لهم

والمخطط الثاني للعدو هو التغلغل والنفوذ في الدول الإسلامية ودول المنطقة. فمثلاً: يهدف الأميركيّون من المفاوضات النوويّة - وهذا الاتفاق لم يُحسَم أمره بعد لا هنا ولا في أميركا، وليس من المعلوم هنا أو هناك أن يتم رفضه أو إمضاؤه - إلى إيجاد منفذٍ للتوغّل في بلدنا، ولقد أغلقنا هذا الطريق أمامهم، وسوف نصدّهم عن هذا السبيل بكل قوة. ولن نسمح لهم بفرض الهيمنة الاقتصاديّة أو السياسيّة أو الثقافيّة.

ونحن نؤكّد أنّ سياستنا في المنطقة هي معاكسة تماماً للسياسة الأميركية. إذ تهمّنا كثيراً وحدة أراضي بلدان المنطقة، بما في ذلك وحدة الأراضي العراقية ووحدة الأراضي السورية، التي يسعى العدو لتقسيمها. فإنني سبق وذكرت أنّ الأميركيين يهدفون إلى تقسيم العراق، وقد صرّح الأميركيّون أنفسهم بأنهم يسعون وراء تقسيم العراق وسوريا إن استطاعوا. وهذا أمرٌ لن يتحقق بحول الله وقوته.

الإسلام: المستقبلُ المشرق
نحن نتطلع إلى مستقبل مشرق إن شاء الله، وأقول لكم: على الرغم من تبجّح الاستكبار وما يقوم به هو وأتباعه وأذنابه من مساعٍ كبيرة في الجانب المالي والعسكري والسياسي والأمني في هذه المنطقة وفي العالم الإسلامي بأسره، فإن المستقبل للإسلام لا محالة، وسوف يشهد الإسلام عزة وقوة متزايدة يوماً بعد آخر إن شاء الله. وهذا ما يتطلب الجهاد بالطبع، وسوف يغمرنا عون الله تعالى بالتأكيد؛ ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمّد: 7).

والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

سلوكيّات مرفوضة

إنّ تصعيد الخلافات في العالم الإسلامي أمرٌ محظور. ونحن نعارض سلوكيات بعض الجماعات الشيعية التي تؤول إلى شقّ الصفوف. ولقد قلنا بصراحة إننا نعارض الإساءة لمقدسات أهل السنّة؛ إذ تنطلق فئة من هذا الجانب وفئة من ذاك لتأجيج نيران العداء وتصعيدها، ويحمل الكثير منهم نوايا حسنة، غير أنهم فاقدون للبصيرة. فلا بدَّ من التحلي بالبصيرة، ولا بد من الوقوف على مخطط العدوّ الرامي في الدرجة الأولى إلى إثارة الخلافات.

إنّ التشيع القائم على أساس شقّ الصفوف وعلى ركيزة تمهيد السبيل وتعبيد الطريق لحضور أعداء الإسلام، لا يعدّ تشيّعاً، بل هو انحراف. إنما التشيّع هو المظهر التام للإسلام الأصيل والقرآن.

 
 

خواطر

 

في الأيّام الأولى لانتصار الثورة الإسلاميّة حضرتُ شخصيّاً وسط جماعة عمّاليّة في غرب طهران، وشاهدتُ ماذا يفعل أعداء الإسلام والثورة، وكيف يخطّطون ويبرمجون، وما هي مخطّطاتهم ليستطيعوا - منذ البداية ومع بزوغ أنوار الثورة - تكريس نفوذهم السياسيّ التّابع لبعض القوى الكبرى. هذا ما شاهدته عن كثب. وشاهدتُ، في مقابل ذلك، الشريحة العاملة المؤمنة المتديّنة، بفضل ما لها من إيمان وبفضل ثقتها بالإمام الخميني الجليل ورجال الدين، شاهدتها تقف بصراحة وشجاعة مقابل أولئك، وهذا ما تكرّر على مدى سنوات طويلة.

 
 

نشاطات القائد

 

استقباله دام ظله رئيس مجلس خبراء القيادة وأعضاءه (03/09/2015).
استقبل الإمام القائد الخامنئي دام ظله رئيس مجلس خبراء القيادة وأعضاءه معتبراً مجلسَ الخبراء المظهر الكامل للسيادة الشعبية الإسلامية ومدعاة لهدوء المجتمع واستقراره. كما أوصى سماحته المسؤولين بالتحرُّك والسعي في إطار منظومة الفكر الإسلامي والحذر من الانصهار في أدبيات نظام الهيمنة، قائلاً: إنّ المهمة الأساس لعلماء الدين والمفكرين الجامعيين والمسؤولين اليوم، هي إبداء الحساسية إزاء مخططات الأعداء ومعرفتها ورسم مستقبل البلاد الوضاء والمفعم بالأمل والتقدم في إطار معالم منظومة الفكر الإسلامي والاستفادة من طاقات وقدرات الشباب وطاقات البلاد الواسعة.

لقاؤه دام ظله قادة مقرّ خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم للمضادات الجوية (01/09/2015).
التقى الإمام القائد الخامنئي دام ظله قادة ومسؤولي مقرّ خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم للمضادات الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية، وأشار إلى أهمية هذا المقرّ في الدفاع عن البلاد. وأوصاهم قائلاً: ارفعوا دوماً من مستوى جهوزيّتكم، واستفيدوا إلى أقصى الحدود من الإمكانيات والعلوم الموجودة عبر التواصل مع الأوساط العلمية والعسكرية، وزيدوا من خياراتكم وأنواعها مقابل صنوف التهديدات.

لقاؤه دام ظله رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس الوزراء بمناسبة أسبوع الحكومة (26/08/2015).
التقى الإمام القائد الخامنئي دام ظله رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس الوزراء. كما أشاد سماحته بمساعي الحكومة ولا سيما على صعد الحد من التضخم والاستقرار والثبات الاقتصادي والصحة والسلامة وإنهاء المفاوضات النووية. كما أكّد أنّ على المسؤولين «الاهتمام الكامل بمواصلة مجابهة الأعداء، واليقظة في مواجهة تغلغل الأجانب، وتجنب القضايا الهامشية، والحفاظ على الاندفاع العلمي، وإدارة الشأن الثقافي وفقاً لمبادئ وشعارات الإمام والثورة، والاهتمام بالعدالة في مسيرة التقدم، والإدارة الجادة للتجارة الخارجية، ورسم برنامج زمني منسجم ومنتظم لبناء الاقتصاد المقاوم».

استقباله دام ظله القائمين على شؤون الحج (22/08/2015).
استقبل الإمام القائد الخامنئي دام ظله القائمين على شؤون الحج وكوادر بعثة الحج الإيرانيّة إلى الديار المقدسة، واعتبر الحج ضمانةً لـ«ديمومة الإسلام» ومظهراً لوحدة وعظمة الأمة الإسلامية، وأكّد على الاهتمام المتزامن بالأبعاد الاجتماعية والفردية لهذه الفريضة الكبرى.

واعتبر قائد الثورة الإسلامية المعظم زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج فرصة لا نظير لها لتطهير النفس والتقرُّب إلى الباري تعالى وتوفير الزاد للعمر كله. وأضاف مخاطباً حجاج بيت الله الحرام: اعرفوا قدر وقيمة کل شعيرة من شعائر وأعمال الحج، وطهِّروا أنفسکم وأرواحکم بمعين هذه النعمة الكبرى.

 
 

استفتاء

 

س: ما هو حكم إدخال الأولاد في المدارس التي تُدرَّس فيها بعض العقائد الفاسدة، مع افتراض عدم تأثُّرهم بها؟
ج: إذا لم يكن فيه خوفٌ على عقائدهم الدينيّة، ولا ترويج الباطل، وأمكنهم التجنُّب عن دراسة المطالب الباطلة الفاسدة المُضلّة، فلا مانع منه.

2015-09-15