يتم التحميل...

من طبائع المدنيّة الغربيّة الخدّاعة: التزوير، النفاق، الكذب والتناقض في التصرّفات والأقوال.

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

* الرؤية الشاملة

يجب أن تكون رؤيتنا لأوضاع العالم ولأوضاع المنطقة رؤية شاملة، تهبنا المعرفة والبصيرة، لندرك موقعيّتنا، ومكانتنا ومكاننا في الوضع الحالي، ونفهم في أيّ وضعيّة نحن، وتعلّمنا ما الذي يجب القيام به في المستقبل.

في الرؤية الشاملة، يواجه الإنسان نقطة أساسيّة وهي أنّ النظام المستقر الذي كان حاكماً في الدنيا هو في حالة تغيير وتبديل. بعد الحرب العالميّة الأولى، ظهر نظام جديد في العالم؛ إذ قويت بعض القوى وصارت قوى العالم الكبرى. ومنذ الحرب العالميّة الثانية كان الغرب حاكماً على إدارة العالم. فآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينيّة ومناطق عدّة من العالم كانت تتحرّك تحت نفوذ الغرب وهيمنته. أمّا اليوم، فيرى الإنسان بوضوح أنّ هذا النظام في حال تغيّر وتبدّل.

*عوامل قوّة.. ثبت بطلانها

كان للنظام السابق قاعدتان: فكريّة قيميّة، وعسكريّة سياسيّة. وهاتان القاعدتان متزلزلتان اليوم، وثبت بطلانهما.

القاعدة الفكريّة والقيميّة
بما يتعلّق بالقاعدة الأخلاقيّة والفكريّة، كانت عبارة عن ادّعاء التفوّق الفكري والقيمي الغربيّ على بقيّة مناطق وشعوب العالم. فقد رفعوا شعارات جذّابة ومضلّلة كشعار الحريّة، وشعار الديمقراطية، وشعار حقوق البشر، وشعار الدفاع عن الشعوب، وأرادوا بهذه الشعارات إثبات تفوّق نظامهم القيميّ على بقيّة أديان العالم، وخاصّة الإسلام. وقد نجحوا في هذا الأمر.

القدرات العسكريّة والسياسيّة
إذا لم تتأثّر الدول والشعوب والتيّارات المختلفة بالنظام القيميّ، ولم تستسلم وقاومت، كانوا يواجهونها بالضغوط السياسيّة والعسكريّة لإجبارها على السير والتعاون معهم.

اليوم، هذان العاملان ثبت بطلانهما وأصبحا ضعيفين.

*دلائل هذا التزلزل

أ- العامل القيميّ والأخلاقي

1-الأزمة الأخلاقيّة والمعنويّة المتزايدة
بالنسبة للعامل القيميّ، فإنّ الأزمة الأخلاقيّة والمعنويّة المتزايدة في الغرب أدّت إلى بطلانه، حيث انتشر الإحساس بالعبثيّة، والإحساس بعدم الأمن الروحي بين أفراد الناس، وخاصّة بين الشباب في الغرب.

إنّ بنيان العائلة والأسرة في الغرب قد تزلزل وانهار، وهذا له تداعيات خطيرة عليهم. وفي قضيّة المرأة، لقد اتّبع الغرب توجّهاً أدّى إلى إيقاعهم في المساءلة من قبل المفكّرين والمتنوّرين. إنّهم يشعرون أنّ هذا الأمر كان فخّاً للمرأة. وفي مسألة تحويل المنكرات إلى قيم؛ على سبيل المثال يصبح الشذوذ الجنسي قيمة، ومخالفة هذا الشذوذ يصبح أمراً منكراً لديهم!

2- التوجّه للدين
أيضاً مسألة التوجّه للدين وحبّ الدين، وعلى الأخصّ حبّ الإسلام والتوجّه لفهم القرآن، تزايدت يوماً بعد يوم. هذا الأمر يعرفه المعنيّون جيّداً. وهذا ما جعل النظام القيميّ والأخلاقي للغرب يتأزّم بشكل كبير.

3- التناقض
إنّ هؤلاء يتكلّمون عن الحريّة وعن الديمقراطية وعن حقوق البشر وغيرها، ولكن في التطبيق يخالفون هذه الشعارات ويخرقونها، ما جعل طرح هذه الشعارات اليوم من قبل الغربيّين في العالم أمراً مستهجناً. فقد ساهمت الدول والقوى الغربيّة في تغيير عدد كبير من الحكومات والأنظمة. وفق بعض التقارير، إنّ أمريكا بعد الحرب العالميّة الثانية إلى اليوم عملت على قلب نظام خمسين حكومة. قامت بخطوات عديدة ومتنوّعة ضدّ خمسين دولة، وخالفت العشرات من حركات المقاومة الشعبيّة.

4- اللجوء إلى العنف
أمام أعين شعوب العالم، نشاهد كيف أنّهم حين لا يستطيعون فرض سيطرتهم الثقافيّة وحماية سلطتهم على بلدٍ معيّن، يلجؤون إلى القوّة والتهديد بالهجوم العسكري، وأحياناً بالاغتيال، وأحياناً بفرض الحظر... هذه أيضاً من الأمور التي أدّت إلى بطلان النظام القيميّ للغرب.

5- إيجاد الحركات الإرهابيّة
اليوم هم يدّعون أنْ لا علاقة لهم بالحركات الإرهابيّة. لكن الجميع يعرف علاقتهم بها، حتّى أنّهم يعترفون أنّ هذه الحركات هم الذين أوجدوها. وحتى لو لم يعترفوا، فلدينا شواهد على هذا الأمر.

إذاً، هذه من العوامل التي زلزلت النظام القيميّ في العالم اليوم الذي يدّعي التفوّق الغربي. فالآن لا أحد يتقبّل من القوى الغربيّة أن يقولوا نحن مؤيّدون لحقوق البشر، نحن داعمون للقيم الإنسانيّة.

ب-تهاوي القدرة العسكريّة الأمنيّة

إنّ تأسيس الجمهوريّة الإسلاميّة المرتكزة على مبادئ الإسلام في إحدى المناطق القابعة تحت سيطرة أمريكا لهو خير دليل على تهاوي قواهم العسكرية. وهذا النظام الإسلامي - على الرغم من الهجمات السياسيّة، والاقتصاديّة، والعسكريّة، والأمنيّة وغيرها - لم يضعف، بل على العكس فإنّه يقوى يوماً بعد يوم ويزداد اقتداراً بكلّ ما للكلمة من معنى.

* ما هو دورنا اليوم؟

وضع المنطقة ووضع العالم هو دليل على أنّ النظام السابق للعالم لم يعد قادراً على الاستمرار بحيث يدير الغربيّون العالم. هناك وضع جديد في طور التشكّل. نحن هنا ماذا يجب أن نفعل؟ أعتقد أنّ هناك أمرين مهمّين:

الأوّل: أن لا يتمّ فهم وتحليل هذه الوقائع التي نشاهدها اليوم بشكل معكوس وخاطئ. لا يزال يوجد حتى الآن مَنْ يعتقد أنّه لا يوجد لدينا أمام الغرب سوى طريق واحد وهو التسليم والاستسلام، وهو إمّا أن يتمّ برغبة وطواعيّة، وإمّا بالضغوط الاقتصادية أو الحظر أو الضغط السياسي أو الضغط العسكري! هذا التحليل موجود الآن، وهذا خطأ فادح.

كلا، الأمر ليس كذلك، بل إنّ قاعدتيّ القوّة الغربيّة اللتين كانت ترتكز عليهما قد زلزلتا وتضعضعتا. يجب علينا أن ندرك هذه الحقيقة.

الثاني: أن نعدّ أنفسنا لأداء دور فعّال في ظهور هذا النظام الجديد. وهذا لن يحصل إلّا بالاستفادة من كلّ الإمكانات والقدرات التي نمتلكها داخل البلد وخارجه.

هناك ثلاث مسائل لها دور كبير في هذا المجال: إحداها مسألة العلم والتقنيّة، والثانية مسألة الاقتصاد، والثالثة مسألة الثقافة. ينبغي أن نستثمر رصيدنا في هذه الأقسام الثلاثة فهي عناصر مفتاحيّة.

*الثقافة: المسألة الأهم

إنّ أهمّ ما ذكرنا هو مسألة الثقافة، وخاصّة على مستوى الاعتقادات وعقائد الناس. أنتم تلاحظون كم يستثمرون حاليّاً وينفقون المبالغ الطائلة كي يتركوا أثراً على عقائد الناس وإيمانهم وأفكارهم ويخرجوهم من مجال تأثير النظام الإسلامي والقيم الإسلاميّة. وبالتأكيد فإنّ الترياق الشافي والعلاج الناجع لهذا، هو أن نتمكّن من امتلاك أفكار ونماذج تبيينيّة وإقناعيّة فيما يتعلّق بعقائد الناس وإيمانهم. يجب أن يتمكّن علماؤنا ومؤسّساتنا الثقافيّة والإعلاميّة وخطباؤنا وأجهزة الإذاعة والتلفاز عندنا من تثبيت هذه الاعتقادات في أذهان الناس وتعميقها، وبالطبع فإنّ العلاقة المباشرة للعلماء مع الناس هي عامل وعنصر لا بديل له. لا شيء يحلّ محلّ هذه العلاقة، لا شيء حتى الإذاعة والتلفاز بما هما وسيلتان عامّتان وشاملتان لا يمكنهما أن يحلّا محل العلاقة المباشرة للعلماء والمفكّرين الدينيّين مع الناس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

من توجيهات القائد دام ظله

 

لا تُغفلوا الحسابات المعنويّة

إنّ للإقبال على الله والاتصال به دوراً أساسيّاً في طريق العظمة والعزّة. العالم المستكبر، يلجأ إلى الحسابات الماديّة المحضة، ولا مكان للجانب المعنويّ والمدد الإلهيّ في حساباتهم.
نعم، يعتمد العالم المُستكبر على الحسابات الماديّة بشكل أفضل منّا، فلماذا يتقهقرون يوماً بعد يوم؟ لِمَ يبتلون بكلّ هذه المشاكل؟ لِمَ يصبحون مجبرين على الظلم وعلى قتل الأبرياء؟ كلّ ذلك لكونهم ضُعفاء. والضُعفاء يظلمون لأنّ أيديهم تعوّدت على السلاح، ويستخدمونه دون مهابة، يستخدمونه بظلم، بتعدٍّ وصَلَفٍ... وهذا تراجع في المعايير المعنويّة وأيضاً في الحسابات الماديّة. المشاكل تطوّق الحضارة الغربيّة يوماً بعد يوم، ولسوف تُقعِدُهم، والسبب في ذلك هو قطع التواصل مع منشأ الوجود ومعدن النور والعظمة.

 
 

خواطر

 

أميركا أمُّ الإرهاب

يقول السيد الإمام الخامنئي دام ظله: "أنا لا أنسى المرحوم الشيخ "سعيد شعبان". خلال فترة الحرب المفروضة، قال لي إنّ لديه معلومات أنّهم يحاولون إشغالكم من الشرق، قلت له: حسناً شرقنا هو أفغانستان، قال: نعم ناحية أفغانستان. كان هذا قبل أن تظهر حركات طالبان والقاعدة في أفغانستان. لقد كان له اتّصالات وعلاقات مع المحافل السياسيّة والعلمائيّـــة لأهـل السنّة، كان له حضور في أماكن حسّاسـة. كان شـخصاً محترماً جدّاً. ولديه معلومات. قال إنّه من واجبي أن أقول لكم هذا الأمر. بعد فترة وجيزة حصلت هذه الأحداث ورأينا كيف سارت الأمور كما قال".

 
 

نشاطات القائد

 

تقييمه دام ظله كلام الأمريكيّين عن الحرب ضد داعش(15/09/2014).
اعتبر سماحة الإمام القائد دام ظله تصريحات الساسة الأمريكيّين بخصوص الحرب ضد داعش عبثيّة وفارغة وموجّهة. كما أشار إلى كلام وزير الخارجيّة الأمريكيّة والناطق باسمها، اللذين أعلنا صراحةً أنهما لن يدعوا إيران إلى الحرب ضد داعش، مضيفاً: أن تكون أمريكا يائسة من إيران في المشاركة بعملية جماعية خاطئة ومغلوطة فهذا مبعث فخر لنا، ونحن لا نرى فخراً أرقى من هذا لنا.

بعد ذلك بيّن سماحته كذب الأمريكيين في حربهم ضد داعش، قائلاً: في الأيام الصعبة من هجوم داعش على العراق طلب سفير أمريكا لدى العراق من سفيرنا في العراق أن تعقد إيران وأمريكا اجتماعاً للمحادثات والتنسيق في شأن داعش، فرفضت الأمر.

وأوضح سماحته أنّ الأمريكيّين والداعشيّين أنفسهم يعلمون جيداً أنّ التحرُّك الذي قصم ظهر داعش في العراق لم يكن من فعل الأمريكيّين، بل إنما كان من فعل القوات الشعبيّة والجيش في العراق الذين وجّهوا لها ضربات قويّة. وسوف تتواصل هذه الضربات بإذن الله.

استقباله دام ظله مجموعةً من القادة العسكريين بمناسبة أسبوع الدفاع المقدّس (24/09/2014).
بمناسبة أسبوع الدفاع المقدّس استقبل سماحة الإمام القائد الخامنئي دام ظله مجموعة من القادة العسكريين رفيعي المستوى في القوات المسلحة والشرطة، واعتبر فترة الدفاع المقدس مبعث فخر، مضيفاً: لقد أثبتت تجربة ثمانية أعوام من الدفاع المقدس أنّه يمكن رغم كلّ الصعوبات والتضييقات والمشكلات الكثيرة وعدم توفُّر الإمكانيّات الماليّة، الوقوف بوجه التعسُّف والتوقعات غير المبررة للقوى العالمية، وذلك بعزيمة راسخة وبالتوكل على الله.

نداؤه دام ظله إلى حجّاج بيت الله الحرام (03/10/2014)
في ندائه دام ظله إلى حجاج بيت الله الحرام، حثَّ القائد الخامنئي دام ظله الحجّاج على اغتنام هذه الفرصة لتطهير النفس والبناء المعنوي والروحي. كما أكّد سماحته على أنّ الاهتمام بمسألة اتّحاد المسلمين وحلّ العقد المفرّقة بين أجزاء الأمة الإسلامية من الموضوعات الهامّة ذات الأولويّة في يومنا الراهن، وهو في صدر واجبات الحجاج وآدابهم، قائلاً: "إنّ الحج مظهر الوحدة والتلاحم وساحة الإخاء والتعاضد. وعلى الجميع أن يتلقوا درس التركيز على المشتركات وإزالة الخلافات".

 
 

فقه الولي

 

الصلاة عند تكرُّر السفر الشغليّ

س: بالنسبة لمن يسافر كلّ عشرة أيام سفراً شغليّاً واحداً على الأقل، لأي مدة يجب أن يستمر على ذلك حتى يترتب عليه حكم السفر الشغليّ؟
ج: الميزان هو صدق تكرُّر السفر من أجل العمل، فإذا عُدّ العمل الذي يسافر من أجله شغلاً له ولو كان لشهرين أو ثلاثة ولم يتخلّله إقامة عشرة أيام في مكان واحد، فيتمّ صلاته في السفر الثالث.

2014-10-27