يتم التحميل...

إذا صمد الشعب، وقاوم بعزمٍ، واتّكل على الله العظيم، ولم يبخل في ساحة المواجهة، فإنّه سينتصر في أصعب المواجهات والمعارك. .

 
 

خطاب القائد

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الثورة الإسلامية المباركة تتمثّل في حركتنا نحو العدالة الاجتماعيّة، ونحو الحضور الشعبي في مختلف قضايا البلاد. نحن نسعى للإسلام؛ حيث نعتبر أنّ السعادة تكمن في العمل بالتعاليم الإسلاميّة. نحن نسعى للاقتصاد المستقلّ، والثقافة غير التابعة للأجانب، ونسعى للتألّق والتقدّم العلمي في مجال الاقتصاد والثقافة والاجتماع والأخلاق والمعنويّات. وهذا يعني أنْ لا نستسلم ولا نخضع للهيمنة ولا للتسلّط.

لن نخضع
إنّ نظام التسلّط عبارة عن عدّة قوى تمتلك قدرات ماديّة وأسلحة ومالاً؛ لتحكم العالم كلّه. ومظهر نظام التسلّط في العالم اليوم هو أمريكا. فلا يسعَينَّ أحد لتجميل صورتها وتزيين وجهها، ولا لإزالة مظاهر القبح والإرهاب والعنف عن وجهها في أذهان الرأي العام لشعبنا. ولا يسعَينَّ هؤلاء ليقدّموا أمريكا كدولة ودودة محبّة للبشر. فحتّى لو حاولوا وسعوا لهذا فإنّ كلّ جهودهم ستذهب سدىً.

انظروا في أنحاء العالم كلّه، لتشاهدوا ماذا فعلت أمريكا، فكم من الحروب أشعلتها أمريكا وكم من الأبرياء والعُزَّل قُتلوا ظلماً بيد أمريكا في أيّام الحرب والسلام، وكم من المستبدّين الديكتاتوريّين دعمتهم أمريكا في الشرق والغرب من الذين ظلموا شعوبهم وأراقوا دماءها ونهبوا ثرواتها وأذاقوا الناس ألوان العذاب.

هذا النظام الصهيوني المجرم والغاصب لفلسطين، لا تزال أمريكا تدعمه وترعاه منذ عشرات السنين. هؤلاء الصهاينة الذين يقتلون الناس ويدمّرون البيوت، يظلمون ويعتقلون الشباب والنساء والرجال والأطفال!! واحتلال العراق وقتل مئات الآلاف من الناس، وكذلك في أفغانستان، فقد سلّطوا منظّمات القتل والاغتيالات على أرواح الناس، مثل: شركة بلاك ووتر الأمريكيّة المعروفة والمتخصّصة في القتل والاغتيال!!

نحن عانينا كثيراً من أمريكا؛ فقد مارست ، ولا تزال،كلّ أنواع الضغط والأذى والمكر والخبث ضدّنا.

إنّ الكثير من النوايا المشؤومة التي كانوا يخفونها وراء الكواليس، ها هي تنكشف بشكلٍ تدريجي. لقد قلت في أول خطابٍ هذه السنة: لا مانع لديّ من التفاوض مع الأمريكيّين في حلّ قضيّة الملف النووي؛ إذ إن بعض المسؤولين والسياسيّين يرون أنّه من خلال المفاوضات يمكن حلّ القضيّة! فقلتُ لهم: حسناً، أنتم مصرّون على هذا، اذهبوا وفاوضوا الأمريكيّين. ولكنّي قلتُ في خطاب ذلك اليوم نفسه: إنّني لستُ متفائلًا؛ لا أخالف، ولكنّي لستُ متفائلاً. لاحظوا التصريحات الأمريكيّة السخيفة والمتكرّرة؛ سيناتور أميركي مفتَضَح يتلقّى الأموال من الصهاينة؛ كي يوجّه الشتائم - وليس الإهانات - إلى الشعب الإيراني في مجلس الشيوخ الأمريكي! وكذلك يفعل رؤساؤهم في المستويات المختلفة.

أيّها العدوّ، نحن هنا!
إنّ أحد أسباب كثافة مشاركة جماهيرنا هو أنّ النّاس قد شاهدوا كيف أنّ المسؤولين الأمريكيّين يزدادون وقاحةً وتطلّباً وقلّةَ أدب شيئاً فشيئاً. لقد قادت الغيرة الدينيّة الناس إلى الساحات والميادين ليقولوا للعدوّ: لا تخطئ، نحن هنا. وتريد أن تقول لنا: لا تقلقوا، نحن صامدون وحاضرون في الميدان، فلا يتسرّب إليكم الشعور بالضعف في مواجهة العدوّ...

وقاحتهم باتت أمراً عجيباً!
إنّني أتعجّب كيف أنّ الأمريكيّين لا يخجلون من ذكر كلمة حقوق الإنسان! قد يحقّ لكلّ الآخرين في العالم أن يدّعوا الدفاع عن حقوق الإنسان، إلّا أمريكا! فإنّ مسؤوليها لا ينبغي أن يتفوّهوا بهكذا ادّعاء، وسط هذا الكمّ الهائل من الفضائح في سجلّهم حول حقوق الإنسان. ولعلّه إن كان رقم انتهاكاتهم لحقوق الإنسان مئة على سبيل المثال، فإنّ شعوب الدنيا لا تعرف ثمانين أو تسعين من هذه الانتهاكات، والعشرة أو العشرين التي يعرفها الناس تمثّل كتاباً أسودَ ضخماً! يعرف الجميع أمر سجن غوانتانامو وكذلك سجن أبو غريب في العراق. ولقد رأى الجميع شركة "بلاك ووتر" والهجوم على مواكب الأعراس في أفغانستان. وكذلك رأوا مساعدتهم للإرهابيّين المعروفين الذين يفتخرون بكونهم إرهابيّين. لقد شاهد العالم كلّه نقض العهود والأكاذيب، وبعد هذا كلّه يتشدّقون بحقوق الإنسان دون خجل ولا حياء! إنّ هذا الكمّ الهائل من الوقاحة في سلوكهم لهو أمرٌ عجيب في الواقع!

الاقتصاد المقاوم: سبيل العلاج
إنّ سبيل علاج عداء أمريكا الكبير لنا يكمن في أمرٍ واحد فقط، وهو الاعتماد على الاقتدار الوطني والقوّة الداخليّة الوطنيّة وتمتين البنى الذاتيّة الداخليّة للبلاد أكثر فأكثر. مهما فعلنا وعملنا في هذا المجال فإنّه يبقى قليلاً وليس كافياً. فعلاج مشكلات البلد هو السير في طريق الاقتصاد المقاوم؛ أي الاعتماد على الداخل؛ فلا نعلّق آمالنا وننظر إلى أيادي الآخرين.

الكلّ يحتاج إلينا
إنّنا قادرون، نحن أثرياء، نملك ثروة إنسانيّة- مواردنا البشريّة قلّ نظيرها في العالم، إن لم نقل لا نظير لها- وكذلك ثرواتنا الجوفيّة؛ ذخائرنا ومواردنا استثنائيّة.

العالم بحاجة إلينا؛ يحتاج العالم إلينا أكثر بكثير ممّا نحتاج نحن للعالم. تسير دورة العالم في هذا العصر على عجلة النفط والغاز؛ نحن البلد الأوّل في العالم في جميع اللوائح الطويلة لبلدان العالم. لقد كنّا سابقاً في المرتبة الثانية في ذخائر الغاز وصرنا الآن في المرتبة الأولى.

لقد رأيتم كيف أنّ الشركات الأوروبيّة أسرعت نحونا بمجرّد مشاهدتهم لابتسامة صغيرة. إنّهم يريدون المجيء إلى إيران. إلى متى يستطيع الأمريكيّون أن يستمرّوا في عنادهم ولجاجتهم؟ إذا استمررنا في الاعتماد على قدراتنا الذاتيّة، فإنّ مواقفهم وقرارتهم سوف تنكسر وتتحطّم؛ فليعرفوا هذا الأمر. إذا كانت عيوننا شاخصة تنظر إلى أيادي الآخرين، وكلّ جهدنا في رفع الحظر الفلاني وتخفيف العقوبات الفلانيّة وماذا صرّح المسؤول الأميركي الفلاني وماذا لم يصرّح- إذا كنّا نسعى وراء هذه الأمور- فإنّنا لن نصل إلى أيّ نتيجة مطلوبة.

ثقوا بالقدرات والطاقات الداخليّة
نحن مصرّون على أن يعتمد المسؤولون على الطاقات الذاتيّة الداخليّة. نريد من المسؤولين أن يثقوا بالنّاس وبقدراتهم. وليسعوا إلى استنهاض ومضاعفة تدفّق هذا الينبوع الفيّاض الذي لا نهاية له في الداخل؛ فإن حصل هذا، فكلّ الأبواب الموصَدة سوف تُفتَح.
إنّ نيّتنا هي نيّة إلهيّة؛ نشكر الله أنّ هدفنا هو الرضا الإلهي ونعرف أنّ رضا الله يكمن في تقدّم بلدنا وفي عزّة شعبنا، ونحن نسعى ونتحرّك في هذا السبيل. والله سيعين ويوفّق، كما ذكرت الآية القرآنيّة الشريفة التي تقول: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمّد: 7). فلا يُسمح بأن تتراجعوا. واعلموا أنّه، بتوفيق الله، سوف تفشل أهداف أمريكا والاستكبار العالميّ، وستُهزم عاجلاً أم آجلاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

خواطر

 

ونعم القائد

يقول الدكتور محمد إبراهيم سنجقي: "ذهبتُ يوماً إلى بيت القائد (دام ظله) بسبب أمر طارئ اضطرّني للقائه على وجه السرعة. كانت الساعة الواحدة بعد الظهر تقريباً. نسّقت مع الحرس الشخصي للقائد، فذهبت وجلست على مائدته. لقد كان الطعام الموضوع على السفرة بالنسبة لي أمراً يدعو إلى العبرة. الماش(نوع من الحبوب يشبه العدس) مع الأرزّ وقليل من البطاطا! واقعاً، في أيّ مكان في العالم تجدون مسؤولاً رفيع المستوى، طعامه بسيط إلى هذا الحدّ ؟! مع الملاحظة أنّ القائد كان لديه ضيوف حينها".

 
 

نور من نور

 

السكينة الإلهيّة نعمةٌ كبرى

لا شكّ أنّ نزول السكينة الإلهيّة والهدوء والطمأنينة على أي مجتمع نعمةٌ كبرى ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا (الفتح: 26). فهذه السكينة كانت من أسباب انتصار المسلمين وفتحهم مكةَ المكرّمة. ولكن إذا وقع الاضطّراب وسط شعبٍ ما، وفُقدت الطمأنينة، سيصبح الجّميع سيّئي الظنّ، ويواجهون بعضهم بعضاً بالعداء والنّزاع، وتصبح الأجهزة الحاكمة في مواجهة الناس، والناس في مقابل الأجهزة الحاكمة، فمثل هذه الدّولة الفاقدة للأمن لا يمكنها أن تتقدّم على صعيد العلم والاقتصاد والصّناعة والعزّة الوطنيّة. لكن عندما يكون هناك استقرارٌ وأمنٌ وثباتٌ في أيّة دولة، فإنّ شعبها سيجد الفرصة لإظهار استعداداته وطاقاته الكامنة.

 
 

نشاطات القائد

 

حضوره (دام ظله) اجتماع رؤساء السلطات الثلاث في البلاد (25/02/2014)
حضر سماحة القائد (دام ظله) اجتماع رؤساء السلطات الثلاث في البلاد، وتداول معهم سبل تنفيذ سياسات الاقتصاد المقاوم بأسرع ما يمكن.

واعتبر سماحته (دام ظله) أن متابعة السياسات العامة للاقتصاد المقاوم وتطبيقها بشكل جدّي ستشكّل أملاً كبيراً بتحقيق الازدهار الاقتصادي وإصلاح الركائز الاقتصادية للبلاد على الأمد المتوسط ومعالجة جانب من مشكلات الشعب.

وأكد سماحته قائلاً: إذا كان من اللازم لتطبيق السياسات العامة للاقتصاد المقاوم إلغاء بعض القوانين المتعارضة معها فليتم إلغاؤها. كما شدّد (دام ظله) على أن التنسيق بين السلطات الثلاث لتنفيذ السياسات العامة للاقتصاد المقاوم أمر ضروري جداً.

وأوضح الإمام السيد علي الخامنئي أن من الضروري صناعة ثقافة وخطاب شائع ومستوعب لتنفيذ السياسات العامة للاقتصاد المقاوم ذاكراً أنّه: يجب عرض المحاور الأصلية لهذه السياسات على الشعب بأدلة وبراهين منطقية صحيحة، حتى ترسخ تدريجياً في مختلف قطاعات المجتمع وتتحول إلى مطلب عام.

غرسه (دام ظله) شتلةً على أعتاب يوم الشجرة (05/03/2014)
في أسبوع المصادر الطبيعية، وعلى أعتاب يوم الشجرة، غرس سماحة السيد الخامنئي (دام ظله) قائد شتلةً. ثمّ طلب (دام ظله) من المسؤولين وأبناء الشعب الاهتمام بقضية المساحات الخضراء وأنْ لا يسمحوا بحرمان البلاد وحياة الناس من هذه النعمة الإلهية الكبيرة، والحيلولة دون التطاول على المساحات الخضراء، وتبديل هذه المصادر القيمة إلى حديد وإسمنت، والتصدي قانونياً للانتهازيين والاستغلاليين في هذا المجال.

استقباله (دام ظله) أعضاء مجلس خبراء القيادة (08/03/2014)
استقبل سماحة القائد الخامنئي (دام ظله) رئيس مجلس خبراء القيادة وأعضاءها. وأشار (دام ظله) إلى التطورات المهمة والمعقدة في العالم والمنطقة، واعتبر "النظر للذات واستعادة الواجب" من جملة المسؤوليات في هذه الفترة، مردفاً: في مثل هذه الظروف يجب على جميع أركان النظام، بما في ذلك مجلس خبراء القيادة، أن تكون لهم نظرتهم المبتكرة والأساسية للحقائق في العالم.

كما تطرّق سماحته لمراجعة بعض الحقائق الماثلة في العالم اليوم؛ ذاكراً أنّ: انطلاق التحولات والتطورات الأساسية في العالم والمنطقة وظهور مؤشراتها في مناطق مختلفة من حقائق الفترة الراهنة، ويجب ملاحظة هذه المؤشرات ورصد التحولات والتطورات ودراستها بدقة.

وأشار (دام ظله) إلى واقع اضطراب الاستقرار الظاهري لجبهة الاستكبار والقوى التقليدية المسيطرة في العالم، وأضاف قائلاً: من علامات اضطراب هذا الاستقرار الظاهري هو الأزمة الاقتصادية في أوروبا وأميركا، حيث بدأت تلوح مؤشرات إفلاسهم الاقتصادي.

واعتبر (دام ظله) الانهيار على الصعيد الأخلاقي وانسحاق الإنسانية وظهور الهوية الحقيقية للحضارة الغربية من العلامات الأخرى لاضطراب الهدوء الظاهري لجبهة الاستكبار، مردفاً: جرائم القتل والنهب والعنف والفساد والشهوات، من قبيل إشاعة زواج المثليين والدعم الصريح للإرهاب العنيف والوحشي في المنطقة والإهانات الواضحة لمقدسات الدين وعظمائه، نماذج عينية ملموسة لانهيار الحضارة الغربية على الصعيد الأخلاقي.

 
 

فقه الولي

 

س: ما حكم الإضافة على فاتورة الأدوية، أدويةً أخرى وفواتير أطباء وهمية، علماً أنّه لم تُستعمل هذه الأدوية ولم تكن بطلب من الطبيب؟
ج:
لا يجوز، وهو فعل سرقة، والآخذ للمال ضامن شرعاً لقيمة ما أخذه بغير وجه حقّ.

2014-04-11