يتم التحميل...

إنّ عوائل الشهداء هم الذين لهم المنّة الكبرى على مجتمعنا بحيث تبدو الشهادة بمثل هذه الحلاوة في الأعين.

 
 

عوائل الشهداء

 

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الجمع العزيز لعوائل الشهداء يبعث الروحيّة والثورة والنشاط والجهاد والصمود في الأجواء، وهو ما يحصل في جميع اللّقاءات التي نلتقي فيها بعوائل الشهداء الأعزّاء.

محبّتي لعوائل الشهداء والجرحى
يجب تقديم فائق الاحترام لعوائل الشهداء، ولأعزّائنا الجرحى الذين لم يفقدوا عزمهم وصمودهم وإيمانهم الرّاسخ، وتحمّلوا مشاكل الإعاقة طيلة هذه السنوات المتمادية وصمدوا وما زالوا صامدين. أنا العبد، أرى من الضروريّ، بالإضافة إلى الإعراب عن محبّتي ووفائي لآباء وأمّهات وزوجات وأبناء الشهداء الأعزّاء، أن أعرب عن محبّتي للعوائل العزيزة للجرحى وزوجاتهم اللاتي يتحمّلن كل أعبائهم. وهذه التضحيات هي في ديوان القيم الإلهية ومن أفضلها وأعلاها. إنّها تحفظ حياة أيّ مجتمعٍ أو أيّ شعبٍ في أعلى مستوى وتجعلها مهيَّأة لبناء الذات.

نحن على مائدة الشهداء
إنّنا اليوم جميعاً نجلس على مائدة الشهداء. فبقاء هذه الثورة إنّما كان بدماء الشهداء. فالشهادة هي التي توقِّع على ثبات وبقاء واستمرار القيم. إنّ أعظم أجرٍ يُعطى للشهيد في هذا العالم هو بقاء ورسوخ تلك الحقيقة التي ضحّى هذا الشهيد بنفسه من أجلها، والله تعالى يحفظ هذه الحقيقة ببركة دمه. والآلية المنطقية والعقلائيّة لهذا الأمر واضحة أيضاً. فعندما يبذل أيّ مجتمع من روحه ووجوده وراحته من أجل قيمةٍ ما وحقيقةٍ ما، فإنّه يثبت حقّانيّتها في العالم. وحقّانيّتها أنّها تبقى. فالحقّ هو الذي يبقى. هذه هي السنّة الإلهيّة.

الخالصون من علائق الدنيا
إنّ شهداءنا الأعزّاء وجرحانا هم أشخاصٌ قطعوا علاقتهم القلبيّة بكلّ رغباتهم الشخصيّة. إنّ هذا أمرٌ سهلٌ على اللسان. ولم يكن هذا القطع للعلاقة بالمال فقط، بل بالعواطف أيضاً. فالشهيد ينقطع بقلبه عن عاطفة الأمّ وظلّ الأب، وضحكة الطفل، وعشق الزوجة، ويتحرّك نحو أداء التكليف. وهؤلاء المعوّقون هم شهداء أيضاً. والمضحّون (الذين لم يوفّقوا للشهادة) في أيّ جمعٍ من جموع المضحّين، كانوا قد وضعوا أقدامهم في وادي الشهادة. وقد اختار الله تعالى مجموعة فرحلت، ومجموعة بقيت للامتحانات اللاحقة. لكنّ رتبة الشهيد ومرتبة الشهادة موجودةٌ عند المضحّين.

إنّهم بَقَوا على العهد وهم يشهدون إثمار هذه الغرسة واستحكام هذه الشجرة، وتقدُّم هذه القافلة التي لن تتوقّف أبداً،﴿مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (المائدة: 54).

حفظ القلوب من التزلزل
يجب حفظ القلوب، فبعض القلوب يتزلزل ويزلّ، ولا يستطيع أن يحفظ نفسه على تلك الحافة العالية ومواصلة المسير، لهذا فهو يسقط. لذلك يعبّر القرآن عنهم بقوله: ﴿مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ. والارتداد لا يعني دائماً التّراجع عن الدّين والإعراض عنه، بل يعني التّراجع عن ذاك النهج الذي كانوا يسيرون عليه في الماضي. أجل، كان هناك جماعة في ثورتنا، وكان هناك جماعة في صدر الإسلام، ولم يستمرّوا على النهج الذي سلكوه مع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن هل توقّف هذا النهج؟! وهل يتوقّف؟ وهل تقف القافلة في مكانها؟ إنّ القافلة تتحرّك ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ. وهناك أناسٌ يبعثون الإيناع والاخضرار (في شجرة الثورة). وأحد هذه البراعم والنماءات هو أنتم أيّها الشباب، أنتم الذين لم تشهدوا الحرب ولم تشاركوا فيها، ولم تشاهدوا الإمام قدس سره. لكن اليوم، كلّ دولتنا الإسلاميّة والثوريّة طافحة بروحيّة الصمود والثبات والافتخار والشعور بالعزّة.

في يومٍ من الأيّام كانت الفرق العسكرية تخترق الخطوط في الجبهات، وأنتم اليوم تقتحمون الخطوط. إنّ صمودكم اليوم بوجه جشعِ واعتداءِ القوى المتسلّطة في العالم هو اقتحامٌ للخطوط. إنّ شعب إيران اليوم اقتحم الخطوط. إذا ما قارنتم الثورات التي انتصرت في هذه المنطقة في إطار الصحوة الإسلاميّة ونحن بالطبع نقدّر ونحترم كلّ هذه الثورات بالجمهوريّة الإسلاميّة والنظام الإسلاميّ، والثورة الإسلامية، فهل تجدون مثل صمود واقتدار الشعب الإيرانيّ وثقته بنفسه في أيّ مكان آخر؟

الشباب بشارة اليوم
إنّ شبابنا لم يكونوا موجودين في ذلك اليوم، ولكنّهم موجودون اليوم، وهذه بشارة. فليعتمد أهل الفكر وأهل النظر والرأي على هذه الظاهرة المذهلة. ففي نظام الجمهورية الإسلاميّة، وبالرّغم من كل هذه الانحرافات التي تظهر هنا وهناك، فإنّ هذا الوعي وهذا الصمود وهذا العزم الرّاسخ بين شبابنا، إذا لم يكن أكثر منه أيّام الدّفاع المقدّس، فإنّه حتماً ليس بأقلّ.

شجرة تورق أكثر ممّا تُسقِط
كيف يمكن لشجرةِ أيِّ شعب أن تورق أكثر ممّا تُسقِط؟ توجد سقطات، هناك من يتراجع عن الطريق، هناك من يشعر بالتّعب، هناك من يشكّ بماضيه، هناك من يخرج عن الطريق ببسمة الأعداء وخداع المكّارين، لكن في المقابل، في مجتمعنا هناك رجالٌ ونساء شجعان، وأهلُ بصيرة ومعرفة بحقائق الزّمان، ويشرفون على الكثير من القضايا السياسيّة المختلفة التي لم تكن مطروحةً أو موجودةً في ذلك الزمان. وكلّ هؤلاء ثمار وبراعم جديدة. هكذا هو وضعنا اليوم، هناك مجموعة تنظر إلى الظواهر وتحكم بصورة خاطئة. يتصوّرون أنّ الشباب قد ارتدّوا عن الدين. كلّا، إنّ الشباب يحبّون هذا الطريق، ويحبّون الشيء الراسخ في القلوب، وهذا حال أكثر شبابنا، وهو بفضل بركة دماء الشهداء، وببركة تضحيات أعزّائكم وشبابكم.

إلى عوائل الشهداء
لقد ربّيتم شبابكم وتعبتم وقدّمتموهم باقةً من الورود لهذا المجتمع. وها قد رحلوا وصاروا شهداء في سبيل الله. يجب على كلّ شعب إيران أن يكون شاكراً لكم. على الجميع أن يعظّموا ذكر الشهداء. يجب على أبناء الشهداء أن يفتخروا بآبائهم. يجب على أبناء الشهداء أن يسلِّموا طريق آبائهم وتراثهم إلى الأجيال اللاحقة. إنّنا نفتخر بشهدائنا، كما إنّنا بكلّ محبّة ووفاء نفتخر بعوائل الشهداء، ونعتقد أنّ الشهداء ساروا على الخطّ الأماميّ، وخلفهم مباشرةً سار آباؤهم وأمّهاتهم وزوجاتهم، الذين صمدوا وضحّوا. واليوم صارت حركة شعبنا الثوريّة العظيمة ببركة هذا الفداء ثابتة، وإن شاء الله ستزداد ثباتاً واستحكاماً يوماً بعد يوم.

نسأل الله تعالى أن ينزل رحمته وبركاته وفضله على شهدائنا الأعزّاء وعوائلهم، وعلى جرحانا الأعزّاء وعوائلهم، وعلى الأسرى المحرّرين وكلّ المضحّين، وأن يرضي عنكم القلب المقدّس لوليّ العصر عجل الله فرجه الشريف.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

نور من نور

 

أحياءٌ عند ربّهم

إنّ شهداءنا أحياء ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ(آل عمران:169)، ومشرفون على هذا العالم، ويشاهدون الأحداث، ويرون المصائر، ويطّلعون على أعمالي وأعمالكم. فعندما نعجز عن توجيه أنفسنا توجيهاً صحيحاً على طريق الهداية والإدارة، فإنّهم يقلقون، وحينما نفهم ونرى ونخطو بإحكام، ونتحرّك على الطريق المستقيم، ونقترب من الهدف، فإنّهم يشعرون بالسرور، وأرواحهم الطيّبة تستبشر.

وإنّني أقول لكم: إنّ العدوّ في هذا المقطع الزماني الذي نعيش فيه، قد أنشأ جبهةً واسعةً في مقابلنا، وهو ينهزم يوماً بعد يوم، وهذا يُشعر شهداءنا الأعزّاء بالسرور والحبور والرضا..

 
 

قالوا في القائد دام ظله

 

ممّا لا شكّ فيه أنْ لا أحد أعرف بالقائد دام ظله من الإمام الخميني قدس سره، فقد كان يعتبره ولده وتلميذه البار، بل الربيب الذي زفّه بشارةً للثورة بمبادئها العظيمة.

ولذلك يطالعنا الإمام بين الحين و الآخر، ليثني على شخصية القائد، رغم المعروف عنه من عدم مدحه لأفراد إبّان حياتهم. وفيما يلي بعض من هذه العبارات:

1- كنتُ لسنواتٍ قبل انتصار الثورة وما زلتُ أحتفظ مع سماحتك بعلاقة حميمة، وإني لأعتبرك أحد السواعد المتينة لهذه الجمهورية الإسلامية ومن المتحمّسين لتبنّي المباني الفقهية المتعلقة بولاية الفقيه. وإنّك من الأفراد النادرين من بين إخوتك الذائبين في الإسلام ومبادئه، حتى أصبحت كالشمس المنيرة التي يستضيء بنورها القاصي والداني.

2- لن تستطيعوا أن تجدوا شخصاً يحمل صفات السيد الخامنئي، من حيث التزامه بالإسلام وخدمته له وللشعب بكل وجوده. لن تجدوا ذلك الشخص أبداً، فأنا أعرفه منذ سنوات طويلة.

3- إنه جندي باسل في الجبهات ومعلم قدير في المحراب، وخطيب بليغ في الجمع والجماعات، وعلم من الأعلام في ميادين الثورة.

 
 

نشاطات القائد

 

نداؤه دام ظله إلى حجاج بيت الله الحرام (2013/10/12)

لمناسبة حلول موسم الحج 1434هـ، تقدّم سماحة القائد الخامنئي دام ظله بنداء للحجّاج الكرام، ممّا جاء فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحج نبعٌ متدفّق بالفيض الإلهي. وأنتم أيها الحجاج السعداء قد نلتم فرداً فرداً هذا العطاء الرفيع، إذ بهذه الأعمال والمناسك المفعمة بالصفاء والمعنوية تطهّرون قلوبكم وأرواحكم حقّ التطهير، وتتزودون من نبع الرحمة والعزّة والقدرة هذا بذخيرة لسنوات عمركم كلّها.

تستطيعون أن تتحلّوا بالخشوع والتسليم أمام الربّ الرحيم، وبالالتزام بالواجبات الملقاة على عاتق كل مسلم، وبالحيوية والحركة والإقدام في أمور الدنيا والدين، وبالرحمة والصفح في التعامل مع الإخوان، وبالجرأة والاعتماد على الذات في مواجهة الصعاب، وبعقد الآمال على عون الله ونصرته في كلِّ أمر وفي كل مكان...

نظرة على أوضاع الكثير من بلدان العالم الإسلامي، تكفي لبيان الكثير من الحقائق. حروب داخلية، وتعصبات دينية وطائفية عمياء، وانتشار الإرهاب الوحشي، وظهور المجموعات والتيارات المتطرفة التي تشق صدور البشر، ومسلحون يقتلون الأطفال والنساء، ويذبحون الرجال ويعتدون على الأعراض، بل حتى إنهم يرتكبون بعض هذه الجرائم المخزية المقززة باسم الدين رافعين رايات دينيّة!! هذه جميعها حصيلة مخطط شيطاني واستكباري تنفذه أجهزة الاستخبارات الأجنبية ورجال الحكم المتعاونون معهم في المنطقة...

العلاج الأساس يمكن تلخيصه في جملتين أساسيتين كلتاهما من أبرز دروس الحج:

الأولى: اتحاد المسلمين وتآخيهم تحت لواء التوحيد.

فتقوية روح الأخوّة والتآلف هي من دروس الحج الكبرى. هنا يُمنع حتى الجدال وخشونة الكلام مع الآخرين. الملبس الموحّد، والأعمال الموحدة، والحركات الموحدة، والسلوك العطوف يعني هنا المساواة والإخاء بين كل المؤمنين بمهد التوحيد هذا والمنشدّة به قلوبهم. هذا ردّ إسلامي صريح على كل فكر وعقيدة ودعوة تُخرج جماعة من المسلمين والمؤمنين بالكعبة والتوحيد من دائرة الإسلام...

وإنني أعلن مرة أخرى كالكثير من علماء المسلمين والذين يحملون هموم الأمة المسلمة أنّ كلّ قول أو عمل يؤدّي إلى إثارة نار الاختلاف بين المسلمين، وكلّ إساءة إلى مقدسات أيّ واحد من الفصائل الإسلامية أو تكفير أحد المذاهب الإسلامية هو خدمة لمعسكر الكفر والشرك وخيانة للإسلام وحرام شرعاً.

والثانية: تشخيص العدو ومواجهة خططه وأساليبه.

أ-ينبغي عدم إغفال ونسيان وجود العدوّ الحاقد. ورمي الجمار المتكرر في الحج تعبير رمزي لهذا الحضور الذهني الدائم.
ب- ينبغي أن لا نخطئ في معرفة العدوّ الأصلي الذي هو اليوم يتجسد في جبهة الاستكبار العالمي والشبكة الصهيونية المجرمة ذاتها.
ج- يجب أن نشخّص جيداً أساليب العدوّ العنود وهي إلقاء التفرقة بين المسلمين وإشاعة الفساد السياسي والأخلاقي وتهديد النخب وتطميعهم، والضغط الاقتصادي على الشعوب، وإثارة التشكيك في المعتقدات الإسلامية، ومن ثَمّ أن نعرف عن هذا الطريق ذيولهم والمرتبطين بهم عن علم أو غير علم.

نحن مؤمنون من أعماق قلوبنا بقوة الجماهير وبالقدرة التي أودعها الله الحكيم في عزم الشعوب وفي إيمانها وبصيرتها، ونحن لمسنا ذلك بأعيننا خلال أكثر من ثلاثة عقود في الجمهورية الإسلامية وجرّبناه بكل وجودنا.

أسأل الله سبحانه أن يصلح أمور المسلمين ويدفع كيد الأعداء عنهم وأسأله تعالى لكم يا حجاج بيت الله الحرام حجاً مقبولاً وصحةً في الأجساد والأرواح وعطاءً معنوياً وافراً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 
 

فقه الولي

 

س: ما هو حكم اللعب بآلات القمار كالورق ونحوه على آلة الكومبيوتر؟
ج: حكمها حكم اللعب بآلات القمار.

2013-11-02