لو عَرِفَتِ البشريّة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، وأدركت رسالته لكانت صفحة التاريخ البشري اليوم صفحة أخرى
|
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتقد بعض أهل المعرفة والسلوك المعنويّ أنّ شهر ربيع الأوّل هو ربيع الحياة
بالمعنى الحقيقي للكلمة، لأنّه قد أبصر فيه الوجود المقدّس للنبيّ الأكرم صلى الله
عليه وآله النور وكذلك حفيده الإمام جعفر الصّادق عليه السلام فعلينا اعتبار هذا
الميلاد العظيم مبدأ جميع البركات التي قد أنزلها الله تعالى على المجتمع الإنساني
والأمّة الإسلاميّة وأتباع الحقيقة.
الارتباط المعنوي والقلبي
إنّ مجرّد الاحتفال بولادة النبي صلى الله عليه وآله ليس كافياً، ففي الدرجة الأولى
يجب على العالم الإسلاميّ أن يزيد من قوّة ارتباطه المعنويّ والقلبيّ والعاطفيّ
بالنبيّ المكرّم ر يوماً بعد يوم، فهذه هي القضيّة المشتركة بين جميع مسلمي العالم.
أولئك الذين تخفق قلوبهم من أجل تشكيل الأمّة الإسلاميّة يجب عليهم أن يركّزوا على
هذه القضيّة، وأن يعزموا على اتّباعه صلى الله عليه وآله في جميع الأمور وبصورة
جدّيّة. وقد بيّنت الآيات القرآنية الكريمة أخلاق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلوكه
السياسيّ وطريقة حكمه ومشاعره تجاه النّاس.
بعد عقود متمادية من هيمنة أعداء الإسلام وأعداء المسلمين على المجتمعات الإسلاميّة،
تفتّحت نواة الصحوة الإسلامية واليقظة، وأصبح أبناء العالم الإسلاميّ اليوم يشعرون
أنّ طريق عزّتهم ووسيلة رفعتهم واستقلالهم هو الإسلام. فببركة الإسلام يمكن أن
تتحقّق جميع الأمنيات لأيّ شعب في العالم الإسلامي.
ها هي الشعوب الإسلامية اليوم قد استيقظت، تستشعر أنّها ببركة الإسلام قادرة على أن
تثبت كلمتها في مقابل الأعداء والصهيونية. فلهذه الانتصارات قيمة عظيمة
﴿وَعَدَكُمُ
اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِه﴾(الفتح:20). فهذا
قسمٌ من الوعد الإلهي الذي تحقّق
﴿وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ
آيَةً لِلْمُؤْمِنينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقيماً﴾ إنّ كل انتصار يحقّقه أي
شعب في مواجهة الأعداء والدّعايات والإعلام والأساليب الخبيثة يُعدّ بشارة وعلامة
إلهيّة وآية ربّانيّة ﴿وَلِتَكُونَ آيَةً﴾ فإذا تحرّكتم ستصلون إلى النتيجة بإذن
الله.
إيجاد الخلافات أهم سلاح الأعداء
إنّ أهمّ ما يتوسّل به العدوّ اليوم لمواجهة الصحوة الإسلاميّة هو إيجاد الخلافات،
فيجعل المسلم يقف مقابل المسلم، ويجعل المسلم يقتل أخاه المسلم. فأيّ شيء أفضل
لأعداء الاستقلال الإسلامي من أن يشغلوا المسلمين ببعضهم بعضاً؟
إنّنا نرفض أي فصام بين المسلمين وأيَّ شقاق بينهم. وهذه هي النقطة المقابلة تماماً
لأعمال الأعداء الذين يستغلّون أيّة ظاهرة صغيرة من أجل إيجاد الخلافات بين
المسلمين. لو نظرتم لرأيتم اليوم كيف أنّ سياسة أعداء الصحوة الإسلاميّة في بلدان
شمال أفريقيا هي عبارة عن إيجاد الخلافات. هذه هي سياسة الاستكبار، أن يجعل الجميع
يتنازعون ويقتتلون.
يشاهد اليوم أنّ الغربيين قد بدؤوا بحركة جديدة في أفريقيا من أجل الهيمنة على
شعوبها وللعودة مجدّداً إلى ساحة حياتهم. فعندما تشتعل نيران الخلافات يجد العدوّ
فرصة لتنفيذ كل ما يريد. أنتم ترون أيّة فجائع يصنعون في باكستان بحجّة الاختلافات.
وترون كيف يتقاتل النّاس فيما بينهم في سوريا. وتشاهدون كيف أنّهم يخمدون صوت الشعب
بصورة كاملة في البحرين، وهم يقاطعون شعباً من جميع الجّهات. وفي مصر وفي المناطق
الأخرى كيف يشعلون الفتنة بين أبناء الشعب الواحد. إنّها سياساتٌ يمكن أن نجد لها
دوافع شخصيّة واعتقاديّة عند الأشخاص، لكنّها على صعيد التخطيط الكامل هي خطّة
العدوّ.
الوحدة ثمّ الوحدة
علاج هذا المرض هو شعور الوحدة بين المسلمين، فعلى الشعوب المسلمة أن تتّحد فيما
بينها ولا تجعل الخلافات الفكرية والعقائدية والسياسيّة حاكمة على تحرّكاتها
ومواقفها مقابل العدوّ، فلا طريق سوى هذا. عندما ينشغل المسلمون بالخلافات فيما
بينهم تصبح قضيّة فلسطين على الهامش، وكذلك تتهمّش عندهم قضيّة الصمود مقابل سياسة
الاستكبار و"النهب" الأمريكي والغربي.
نؤمن بالأخوّة الإسلاميّة
منذ اليوم الأوّل الذي انتصرت فيه الثورة الإسلاميّة في إيران، اتّبع العدوّ سياسة
إثارة الخلافات بين شعبنا وداخل بلدنا، لكنّ الجمهوريّة الإسلامية وقفت بحزم قاطع
مقابل هذه القضيّة. وقد عملوا على الخلافات المذهبيّة على مستوى الدّول الإسلامية،
لكن الجمهوريّة الإسلاميّة رفعت راية الوحدة الإسلاميّة. هذا ما أعلنّاه، وتحدّث
إمامنا الجليل قدس سره عن هذا الأمر مرّات ومرّات، ولقد أكّد شعب إيران أننا نؤمن
بالأخوّة الإسلاميّة.
إنّ كل حركة خلافية بين الشعوب المسلمة، أو بين أبناء أيّة دولة، هي لعبٌ في الملعب
الذي حدّده العدوّ وهي إعانة لهذا العدوّ. يجب أن نأخذ قضيّة الوحدة بجدّيّة، فعلى
النُّخب السياسيّة والدينيّة والجامعيّة والحوزويّة في كل مكان أن يأخذوا قضية
الوحدة بجدّيّة بالدرجة الأولى. فإيجاد الخلافات المذهبيّة بين الجماعات المسلمة
المختلفة هو خطرٌ كبير. لو استطاع الأعداء أن يشعلوا نيران الخلافات المذهبيّة في
أيّ مكان فإنّ إخمادها سيكون من أصعب الأعمال. يجب الحؤول دون حصولها، وهذا لا
يتحقّق إلا بالمبادرة والمجاهدة والإخلاص من قبل النّخب في أيّ بلدٍ. وعلى العلماء
والجامعيين والسياسيّين وكلّ من له تأثير ونفوذ أن يبيّن للناس خطّة العدوّ وينشر
الوعي بين الناس. هذا هو الخطر العظيم الذي يتهدّدنا، ولا ينبغي الاعتماد على
المشاعر السطحية لإخماد هذه النيران، فمثل هذا يسوّد مصير الشعوب، ويغرقها بالتعاسة
والبؤس، ويجعل العدو يحقّق ما يريد وينفّذ خطّته، فيجب الصحوة واليقظة.
عزيزٌ عليه ما عَنِتُّم
إنّ شعار الوحدة الإسلامية هو شعار مقدّس. فلو كان النبيّ المقدّس صلى الله عليه
وآله موجوداً بيننا اليوم فإنّه بمقتضى الآية الشريفة
﴿عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ
حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنينَ رَؤُفٌ رَحيمٌ﴾(التوبة:128) كان ليدعونا إلى
الوحدة ويمنعنا من إيجاد مثل هذه الخلافات. لو كنّا محبّين لنبيّ الإسلام المكرّم
صلى الله عليه وآله فيجب أن نحقّق له هذه الإرادة القطعيّة.
فمنذ اليوم الأوّل الذي انتصرت فيه الثورة الإسلاميّة في إيران، اتّبع هذا العدوّ
سياسة إثارة الخلافات بين شعبنا وداخل بلدنا، لكنّ الجمهوريّة الإسلامية وقفت بحزم
قاطع مقابل هذه القضيّة. وقد عملوا على الخلافات المذهبيّة على مستوى الدّول
الإسلامية، لكن الجمهوريّة الإسلاميّة رفعت راية الوحدة الإسلاميّة. هذا ما أعلنّاه،
وتحدّث إمامنا الجليل عن هذا الأمر مرّات ومرّات، وأكّد شعب إيران وكرّر في زمن (الإمام
قدس سره) وما بعده: أننا نؤمن بالأخوّة الإسلاميّة.
|
ولادة النبيّ المكرّم صلى الله عليه وآله كانت بداية فجر زاهر في حياة البشرية. بهذه الولادة ظهرت البشائر الإلهية في ذلك العصر أمام أنظار الناس، حيث تساقطت قِمم قصور الملوك الظَلَمة، وانطفأت النيران في معابد النّار، وزالت المقدّسات الخرافية التافهة بالقدرة الإلهية في مناطق مختلفة من العالم. كانت هذه الولادة مقدّمةً للبعثة، وكانت البعثة رحمةً لكلّ العالمين. وقد قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾(الأنبياء:107).
|
لا تخافوا من أمريكا
يقول الإمام الخامنئي دام ظله: "غادرت والشيخ الرفسنجاني وشخصاً آخر – لا أريد ذكر
اسمه- طهران، وقصدنا "قم" لملاقاة الإمام الخميني قدس سره وسؤاله عن القرار النهائي
بخصوص الجواسيس، نحتفظ بهم أم نطلق سراحهم، خاصة أن مشادّة كلامية عجيبة كانت قد
حدثت داخل الحكومة المؤقتة بخصوص ما يجب أن نفعل بهم.
وعندما حضرنا لدى الإمام قدس سره، وقدّم الإخوة شرحاً مفصّلاً حول مجريات المسألة،
وما تقوله وسائل الإعلام العالمية، والتصريحات الأميركية، وما هو رأي المسؤولين
الحكوميين و... فكّر سماحته قليلاً ثم طرح علينا سؤالاً بمنتهى الواقعية: "أتخافون
أمريكا؟".
قلنا: لا، فقال قدس سره: إذاً احتفظوا بهم.
حقاً، إن الإنسان ليشعر في مقابل هذا الرجل، أنه واقعاً، ليس لديه أدنى خشية من تلك
العظمة الظاهرية والمادية، وتلك القوة لهذه الإمبراطورية المجهزّة بكل الإمكانيات.
إن عدم خوفه وعدم اكتراثه بالقوة المادية للعدوّ ناشئ عن قوته الشخصية والفطنة التي
كان يتمتّع بها.
إن عدم الخوف المترافق مع الفطنة يختلف عن ذاك الطائش الممزوج بالأوهام. فعلى سبيل
المثال، قد لا يخاف طفل من إنسان قوي أو حيوان مفترس، كما أن شخصاً قوياً لا يخاف
منه أيضاً.
بالمحصلة، إن الأفراد والجماعات قد تخطىء في تقدير قوتها وقد لا تلتفت إلى قوى
غيرها".
|
نداؤه دام ظله لاجتماع
الاتحادات الإسلامية للطلبة الجامعيين الـ 47 في أوروبا (13/01/2013)
أصدر سماحة السيد الخامنئي دام ظله نداءً موجّهاً للاجتماع السابع والأربعین
للاتحادات الإسلامية للطلبة الجامعيين في أوروبا، وفي ما يلي ترجمة نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الطلبة الجامعيون الأعزاء أنتم الشباب مدراء البلاد في المستقبل. إيران الغد
بثرواتها الهائلة من الأرصدة العلمية والعملية يجب أن تدار من قبل مدراء كبار
جديرين، وأن تقطع خطوات واسعة وسريعة نحو الآفاق المرسومة بهمم أمثالكم وإيمانهم
وبصيرتهم و شجاعتهم. أنتم وكل الشباب و جميع أبناء الشعب الإيرانی الأعزاء في أي
مكان من العالم أنتم عليكم أن تعدّوا أنفسكم لممارسة دوركم علی هذا المستوی. إنني
أدعو لكم دائماً. وان الله معكم وفي عونكم
استقباله دام ظله مسؤولي البلاد وضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية (29/01/2013)
في ذكری الولادة العطرة لرسول الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وحفيده الكريم الإمام جعفر الصادق عليه السلام، استقبل سماحته دام ظله مسؤولي البلاد والضيوف المشاركین
في مؤتمر الوحدة الإسلامية السادس والعشرين. وبارك دام ظله في هذا اللقاء يوم
السابع عشر من ربيع الأول ذكری مولد رسول الإسلام الأعظم صلى الله عليه وآله
والإمام جعفر الصادق عليه السلام، واعتبر في كلمته الاتحاد الإسلامي شعاراً مقدَّساً
وعنصراً بارزاً في دعوة النبي صلى الله عليه وآله.كما أشار دام ظله إلی حركة الصحوة
الإسلامية، معتبراً إیاها جزءاً من تحقُّق الوعود الإلهية، وأكد قائلاً: السياسة
الأهم للعالم الاستكباري هي إيجاد الخلافات بين المسلمين وتأجيج الصراعات والنزاعات
بينهم، وبالتالي فإنّ الواجب الخطير للنخب الدينية والسياسية والجامعية هو شرح
مخطّطات الأعداء للأمة الإسلامية، والسعي الجاد لتحقيق شعار الاتحاد الإسلامي.
زيارته دام ظله مرقد الإمام الخميني قدس سره في ذكری عودته التاريخية إلی الوطن
(30/01/2013)
في بداية أيام عشرة الفجر ذكری انتصار الثورة الإسلامية، وفي يوم الثاني عشر من
بهمن يوم عودة الإمام الخميني قدس سره التاريخية إلی الوطن من منفاه، زار سماحته
دام ظله المرقد الطاهر للإمام قدس سره وأهدی ثواب سورة الفاتحة لروح مؤسس الجمهورية
الإسلامية.
كما حضر قائد الثورة الإسلامية عند أضرحة شهداء السابع من تير وسائر أضرحة الشهداء
في مقبرة "بهشت زهرا" مهدياً لأرواحهم الطاهرة ثواب الفاتحة وسائلاً لهم من الله
العلي القدیر علو الدرجات.
|
العاجز عن الوضوء
والتيمُّم
س: إذا لم يتمكّن الشخص من الوضوء والتيمّم فما هي وظيفته؟
ج: إذا لم يتمكّن من الوضوء والتيمّم الأحوط وجوباّ الصلاة في الوقت والقضاء خارجه
مع الوضوء أو التيمّم.