يتم التحميل...

صدى الولاية114- شوال1433 هـ

العدد114

عدد الزوار: 21

الإمامة في زمن الإمام الصادق عليه السلام كانت بعثاً جديداً للأهداف والمعارف الإسلامية

 
 

الإمام الصادق عليه السلام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الإمام الصادق عليه السلام والنشاط العلمي

تحمّل الإمام الصادق عليه السلام مسؤولية مواصلة مسيرة أهل البيت عليهم السلام في ظروف معقّدة وصعبة للغاية. لقد كان الجهاز الحاكم يبطش دون رحمة، ويخلق حالة من الذل والخنوع بين الناس. أما المنشغلون بالعلوم الإسلامية من فقه وحديث وتفسير فلم يكونوا أقل خطراً من الساسة والحكّام، وهم الذين يفترض بهم أن يكونوا ملاذ الناس وملجأهم، ذلك أن أغلبهم كانوا يلفّقون الفتاوى ليرضوا السلطان والولاة.

وكثير منهم كانوا يشغلون أنفسهم مع الناس بالأمور التافهة، ويثيرون النزاعات الكلامية الفارغة التي لا تمتّ إلى الإسلام ولا إلى معاناة الجماهير بصلة. في ظل هذه الظروف المظلمة كانت مهمّة الإمام الصادق عليه السلام تتلخص بمكافحة كل الانحرافات والتشويهات الجاهلة والمغرضة وطرح الفكر الإسلامي الصحيح وكذلك التخطيط لإقامة نظام العدالة الإسلامية وما يتضمنه من صيانة لهذا النظام في حالة إقامته.

لقد كانت كلا المهمّتين: الفكرية والسياسية، تشكّلان خطراً كبيراً على النظام الحاكم، فليست المهمة السياسية وحدها هي التي كانت تثير سخط السلطة، بل كانت العملية الفكرية أيضاً من أولويات اهتمامات الإمام في تلك المرحلة ذلك أنها كانت تدحض الأفكار والمفاهيم المنحرفة التي يقدمها السلطان ووعّاظه باسم الدين إلى المجتمع. كما أنها رفعت الغطاء الديني عن الحاكم والذي كان يتذرّع به لمواصلة ظلمه.

الإمام الصادق عليه السلام ومسألة الإمامة

كان الإمام الصادق عليه السلام يؤكد دائماً على إحياء مسألة الإمامة وتركيزها في أذهان الناس. ففي يوم التاسع من ذي الحجة إذ اجتمع الحجاج في عرفة وتوافدوا على هذا الصعيد من كل فجٍّ عميق، انضمّ الإمام عليه السلام إلى هذه الجموع الغفيرة المحتشدة، ليوصل إليها كلمته، يقول الراوي: "رأيت الإمام قد وقف بين الجموع ورفع صوته عالياً ليبلغ أسماع الحاضرين ولينتقل إلى آذان العالمين وهو ينادي: أيها الناس، إنّ رسول الله كان الإمام ثم كان علي بن أبي طالب، ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم… فينادي ثلاث مرات لمن بين يديه، وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه، اثني عشر صوتاً". يقول الراوي سألت ما معنى هه، قال معناها في لغة (لهجة) بني فلان (أنا) كناية عن الإشادة بنفسه عليه السلام يعني بعد: "محمد بن علي عليه السلام أنا الإمام...".

الإمام الصادق عليه السلام قائمُ زمانه

لقد كان نشاط الإمام الباقر عليه السلام يهيئ الظروف المساعدة للناس التي تعاني من الظلم والعذاب وإلى انتظار الفجر الصادق الذي سينبلج مع ولده الإمام الصادق عليه السلام والذي ينتظره أتباع أهل البيت عليهم السلام في أيامهم. عن جابر بن يزيد الجعفي: "سئل الإمام الباقر عليه السلام عن القائم فضرب يده على أبي عبد الله عليه السلام وقال: هذا والله ولدي قائم آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ".

والقائم هنا طبعاً غير قائم آل محمد في آخر الزمان، وهو المهدي|، بل القائم هنا هو الذي ينهض بوجه الظلم والاستبداد، وهو اصطلاح معروف في مدرسة أهل البيت عليهم السلام، ولا يعني ذلك أن يكون القائم بالسيف بالضرورة، بل إنه يقوم بهجوم ثقيل خطير، سواء في أسلوب النشاط الفكري أم التنظيمي أم بأية صورة أخرى تستهدف مقارعة الظالمين ومهاجمتهم. فالإمام الباقر عليه السلام يركّز في هذه الرواية على مفهوم نهوض الإمام الصادق عليه السلام بمسؤولية كبيرة تجاه السلطة القائمة، ولا يركّز على النتيجة.

ومن الروايــــات التي يركّـــز فيها الإمـــــــام الباقر عليه السلام على الدور الذي سينهض به الإمام الصادق عليه السلام ما رواه أبو الصباح الكناني قال: "نظر أبو جعفر إلى ابنه أبي عبد الله فقال: ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ".

الإمام الصادق عليه السلام وسرية العمل

من العبارات التي تلفت نظر الباحث المدقّق والتي كثُر تداولها في زمن الإمام الصادق عليه السلام عبارة "باب" و"وكيل" و"صاحب السر" وهي عبارات تطلق على بعض أصحاب الأئمة عليهم السلام. فمثلاً، يقول المحدِّث ابن شـهرآشــوب في ترجمة الإمام الصادق عليه السلام: "وكان بابه محمد بن سنان". وفي (رجال الكشي) ترد حول زرارة وبريد ومحمد بن مسلم وأبي بصير عبارة: "مستودع سرّي". ولذا يمكن القول إنّ الإمام كان يقود شبكة إعلاميةً واسعةً ضمَّت جماعة ذات هدف مشترك تقوم بنشاطات متنوعة تتجه نحو هدف موحَّد، وترتبط بمركز واحد، وتسود بين أفرادها روابط عاطفية مشتركة. وأمّا ما هي الأسرار التي يخاف الأئمة عليهم السلام إفشاءها فكثيرة منها ما يتعلق بالمعلومات المرتبطة بالجهاز التنظيمي للإمام، ومنها بالجهاز الذي يخوض معتركاً سياسياً باتجاه هدف ثوري أو بالتكتيك الذي ينتهجه الجهاز أو بالعمليات التي ينفذها أو بأسماء ومهام أعضاء الجهاز، وبمصادر التمويل، وبالأخبار والتقارير المتعلقة بالأحداث الهامة.. هذه وأمثالها من الأسرار التي لا يجوز أن يطّلع عليها سوى القائد والكوادر المسؤولة. وأمّا سبب الخوف من إفشاء هذه الأسرار فيرجع إلى أن كل تسريب لهذه المعلومات حتى إلى أوساط الشيعة لا بدّ أنه يفتح ثغرة في تسرّبها إلى الأعداء، وهو خطأ كبير لا يغتفر، لأنه خطأ قد يؤدي إلى انهدام كل الجهود والأعمال. ومن هنا نفهم ما يعنيه الإمام عليه السلام إذ قال: "ليس الناصب لنا حرباً بأعظم من المذيع علينا سرّنا. فمن أذاع سرّنا إلى غير أهله لم يفارق الدنيا حتى يعضهُ السلاح أو يموت بخَبَل".

 
 

نور من نور

 

وكفى بالله حسيباً

المؤمنون هم أولئك الذين يأتيهم أصحاب الشائعات ليخوّفوهم بالأعداء ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً(آل عمران: 173). لكن هذا التخويف لم يتحقق، بل ازداد الدافع والإيمان وأصبح أقوى ﴿فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ(آل عمران: 173)، وقالوا إن الله يكفينا ونحن نكل الأمر إليه. فهل ترون مثل هذه المعرفة العظيمة؟ فها أنتم تقومون بالعمل وأيديكم تعمل وكذلك فكركم وقلمكم، ولكن العمل هو عمل الله وموكولٌ إليه.

من كلمة الإمام الخامنئي دام ظله بمناسبة ولادة الإمام الحسين عليه السلام ويوم الحرس 23/ 7/ 2010م.
 
 

خواطر

 

من أي جامعة تخرّج رئيسكم؟

يقول السيد علي محمد بشارتي: "بعد إصدار الأمم المتحدة للقرار 598، مورست ضغوط كثيرة من الدول الكبرى على إيران للقبول به. وفي ذلك الوقت، توجه خافيير بيريز دكويار الأمين العام للأمم المتحدة إلى إيران لإجراء مباحثات في هذا الخصوص، وكان من ضمن لقاءاته، لقاء مع السيد القائد الذي كان يومذاك رئيساً للجمهورية.

بعد انتهاء مباحثاته مع السيد القائد، خرج دكويار سائلاً: من أي جامعات العلوم السياسية تخرج رئيسكم؟ قلت: ماذا تقصد؟ فقال: لقد حزتُ على عدة شهادات دكتوراه في العلوم السياسية من أفضل جامعات العالم، وأعمل في السياسية منذ 30 عاماً وأنا الآن أشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة منذ 10 سنوات، وليس من رئيس أو سياسي إلا وقابلته، ولكنني حتى الآن لم أرَ رئيساً محنّكاً في السياسة مثل رئيسكم، ولا شخصية أشد ذكاءً منه".

 
 

نشاطات القائد

 

ستقباله دام ظله لحشد من النخب النسوية المشاركة في مؤتمر "المرأة والصحوة الإسلامية" 12/07/2012

أكد قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله، لدى استقباله حشداً غفيراً من النخب النسوية المشاركة في مؤتمر "المرأة والصحوة الإسلامية"، أن إيران اليوم "أقوى 100 مرة" مما كانت عليه قبل 30 سنة رغم الحظر الغربي الذي تواجهه منذ انتصار الثورة الإسلامية في عام 1979. كما أشاد دام ظله بالجهود التي تبذلها النخب النسوية في العالم الإسلامي لإحياء الهوية الإسلامية، واصفاً إياها بأعظم خدمة تُقدّم للأمة الإسلامية لما لها من تأثير كبير وعظيم على مسيرة صحوة وعزة وكرامة الأمة الإسلامية في وجه الجهود الواسعة التي يبذلها الغرب لإقصاء المسلمات عن هويتهنّ.

 

تعيينه دام ظله أميناً عاماً لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية 15/07/2012
أشاد قائد الثورة الإسلامية دام ظله بالجهود التي بذلها الأمين العام السابق لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية حجة الإسلام الشيخ محمد علي تسخيري. وقام بتعيين حجة الإسلام أراكي أميناً عاماً للمجمع. موضحاً أنه في الظروف التي جعلت العالم الإسلامي يواجه أكثر مراحل التاريخ حساسية إثر الصحوة الإسلامية والتغييرات المذهلة التي أعقبته، تعتبر وحدة العالم الإسلامي والتقريب بين المذاهب الإسلامية المحورين الرئيسين لتحقيق انتصارات هذه الحركة المباركة والمحافظة عليها.

 

 

مشاركته دام ظله في محفل قرآني في طهران 21/07/2012
استنكر سماحة الإمام السيد علي الخامنئي دام ظله، خلال كلمة ألقاها في محفل قرآني أقيم في طهران بالتزامن مع أول أيام شهر رمضان المبارك، صمت الدول الغربية إزاء قتل المسلمين في ميانمار مؤكداً أنّ ما يجري من قتل واضطهاد وتنكيل بحق المسلمين وصمت الدول الغربية حيال هذه المجازر يدل على زيف ادعاءات هذه الدول حول الدفاع عن حقوق الإنسان. وقد شدد دام ظله على أنّ الازدهار والتطور المادي والروحي والأخلاق السامية والتغلب على الأعداء لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال تطبيق التعاليم القرآنية.

 

استقباله دام ظله كبار مسؤولي البلاد ومدراءها 25/07/2012
أكّد سماحة السيد علي الخامنئي دام ظله خلال استقباله كبار مسؤولي ومدراء البلاد، بأن ضغوط الاستكبار العالمي لن تثني الجمهورية الإسلامية عن المضي قدماً في طريقها إلى الأمام بثقة أكبر، مشيراً إلى أن مخطط العدو كان متركزاً منذ عدة أعوام على اقتصاد البلاد، لذا فإن شعارات الأعوام الأخيرة كـ"تعديل نمط الاستهلاك" و"الهمة المضاعفة والعمل المضاعف" و"الجهاد الاقتصادي" و"الإنتاج الوطني وحماية العمل ورأس المال الإيراني" طُرحت كحلقات لتأسيس منظومة اقتصادية لتنظيم الحركة العامة للبلاد في المجال الاقتصادي، لأن – وبحسب سماحته – مواجهة هذه الضغوط لا تكون إلا باستخدام الاقتصاد المقاوم.

 
 

فقه الولي

 

إعلام المشتري بالعيب

س: أنا شخص أبيع وأشتري أجهزة الهاتف المستخدمة وأحياناً أشتري أجهزة تكون فيها مشكلة، هل يجب عليّ إخبار المشتري بأنّ فيها مشكلة؟ أو يمكن أن أقول له جرّب الهاتف قبل الشراء تجربة كافية من دون أن أقول له أنْ ليس فيه مشكلة.
ج: إذا كانت المعاملة مبنية على كون المثمن سالماً من العيب فلا يجوز السكوت عنه. وكيفما كان، المعاملة تكون صحيحة، ولكن للمشتري خيار العيب.

2012-08-29