يتم التحميل...

دوحة156-السنة الثالثة عشر- شوال1432هـ

العدد156

تحميل pdf

عدد الزوار: 50

  شهر الجهاد والمقاومة

تحتدم في هذا الشهر ذكريات مجيدة من سوح الجهاد والمقاومة، تمتد من الصدر الأول للاسلام الى زمن الانتصارات الموعودة على يد حامل إرث الجهاد المحمدي الأصيل.

وكأن الزمن لا يتحرك منذ خرجت الثلة المؤمنة الأولى حافية تقاتل بسعف النخيل جبروت قريش وعتاتها، وحتى الدم المراق عند سفح أحد في امتحان الولاية والطاعة، وصولاً الى الخندق الذي حمى برعم الدين الوليد وصان حياض الاسلام. وفي الطريق الى الله ترخص الجمامجم والأنفس تحت جسر المطار في ايلول، ويمتزج دم القائد بدم المجاهد في جبل الرفيع لتتأكد مقولة أن أمة يقتل قادتها وأبناء قادتها في جبهات الصراع لا يمكن أن تهزم أو أن تتراجع.

ويتبدى الأمل أكثر حين يستبين الفارق في الزمان مابين دخول الجيش الصهيوني الى بيروت عام 82 وبين احتفال الانتصار الالهي المجيد في أيلول، ليعرف القاصي والداني أن أمة تغذت من عروق الولاية وتربت في مدرسة صادق الائمة عليهم السلام لا يمكن أن تصنع الا انتصارات وفتوحات.

وكما كانت نهاية اليهود في شبه الجزيرة العربية في غزوة بني القنيقاع وغيرها نهاية حتمية نتيجة لممارساتهم التي تناقض القيم الانسانية ومثل الخير و العدل في الحياة، كذلك ستكون نهايتهم الحتمية في اغتصابهم لفلسطين وتشريدهم لشعبها الأعزل وارتكابهم لشتى أنواع المجازر بحقهم.

فعلى يد حامل ارث الجهاد الالهي ومن خلال الثقة المطلقة بقدرة هذه المقاومة على صنع الانتصارات وبقدرة هذا الشعب وعمق استعداده لتقديم التضحيات في هذا السبيل، نترقب فجر الانتصار الجديد.

فإلى أن ينبلج هذا الفجر الجديد من الجهاد والمقاومة والانتصارات، تبقى العين شاخصة نحو قبلة الصراع واليد على الزناد ولسان المؤمن المجاهد يردد صبح مساء ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرً.

  وصية الأئمة عليهم السلام

الإمام الصادق عليه السلام

قال سفيان الثوري: دخلت على الصادق عليه السلام فقلت له أوصني بوصية أحفظها من بعدك، قال: وتحفظ يا سفيان؟ قلت: أجل يا ابن بنت رسول الله.
قال: يا سفيان، لا مروءة لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا أخا لملول، ولا خلة لمختال، ولا سؤدد لسئ الخُلُق، ثم أمسك.
فقلت: يا ابن بنت رسول الله زدني!
فقال: يا سفيان، ثق بالله تكن عارفا، وارض بما قسمه لك تكن غنيا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما. صاحب بمثل ما يصاحبونك به تزدد إيمانا، ولا تصاحب الفاجر فيُعلمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون الله، ثم أمسك.
فقلت: يا ابن رسول الله زدني!
فقال: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة، وغنى بلا مال، وهيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معاصي الله إلى عز طاعته، ثم أمسك.
فقلت: يا ابن بنت رسول الله زدني!
فقال: يا سفيان أدبني أبي بثلاث ونهاني عن ثلاث فأما اللواتي أدبني بهن فإنه قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن لا يملك لسانه يندم، ومن يدخل مداخل السوء يُتهم. قلت: يا ابن رسول الله فما الثلاث اللواتي نهاك عنهن ؟
قال: نهاني أن أصاحب حاسد نعمة، وشامتا بمصيبة، أو حامل نميمة. ثم أنشدني:
عود لسانك قول الخير تحظ به             إن اللسان لما عودت معتادُ
موكل بتقاضي ما سننت له            في الخير والشر، فانظر كيف تعتادُ

  الاستعداد للموت

من الأمور التي أختص الله تعالى نفسه بعلمها مسألةُ انقضاء أجل الانسان ووقوع موته، وهو لمصالح كثيرة كامنة فيه منها:

استعداد الانسان في جميع اوقات عمره لإجابة دعوة ربه، ومراقبته لحالات نفسه وأقواله وأفعاله. ولازمه اعداده لما يلزم لهذا السفر العظيم الطويل من الزاد، ورفع ما يمكن ان يكون مانعاً من العبور من العقبات المتعددة، والمواقف المختلفة كقضاء الصلوات والصوم الواجبين وما عليه من ديونٍ للخالق وحقوق للناس، وتعيين ما عليه من حقوق وواجبات في دفاتر ووصايا، فيكون في جميع أوقات عمره على تهيؤ بحيث لو نزل به الموت لم يكن مأثوماً في أمره، معاقباً على فعل شيءٍ أو تركه. وهذا النوع من التهيؤ من أفضل أعمال الانسان وأحسن أفعاله فطوبي لمن كان كذلك.

وقد ورد في النصوص أنه سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن الاستعداد للموت؟ فقال: "أداء الفرائض واجتناب المحارم والاشتمال على المكارم، ثم لا يبالي أوقع على الموت أو وقع الموت عليه".
وقال عليه السلام: "لا غائب أقرب من الموت، و لكل حبة آكل وأنتم قوت الموت".

وكان عليه السلام ينادي بالكوفة بعد العشاء الآخرة: "تجهزوا رحمكم الله، فقد نودي فيكم بالرحيل، وانتقلوا بأفضل ما في حضرتكم من الزاد وهو التقوى، واعلموا أن طريقكم الى المعاد و على طريقكم عقبة كؤود، ومنازل مهولة مخوفة لا بد لكم من الممر عليها والوقوف بها".

  أرجو ان أطأ بعرجتي الجنة

في الخامس عشر من شوال عام 3 للهجرة النبوية الشريفة وقعت معركة أحد التي استشهد فيها الحمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي الطريق الى المواجهة استعرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جيشه في منطقة كانت تدعى بالشيخين، وكانت الوجوه المشتاقة الى الجهاد تلمع كما تلمع أنصال السيوف، وتعكس اصراراً كبيراً على قتال المشركين. ولقد كان الجيش الذي خرج به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمجابهة قريش يتكون من مقاتلين يتفاوتون في الأعمار تفاوتاً كبيراً. ففيهم الشيخ الكبير الطاعن في السن وفيهم الفدائي الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره. ولقد كان دافع التوحيد وتعشق الكمال وحب النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي يحرك جميع من شارك في هذه المعركة. ومن بين هؤلاء صحابي جليل وشيخ كبير السن هو عمرو بن الجموح.

كان عمرو بن الجموح رجلاً اعرجاً شديد العرج اصيبت رجله في حادث. وكان له بنون أربعة كالأسود يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المشاهد.

فلما كان يوم أحد أراد عمرو أن يخرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد أبت نفسه أن تفوته قافلة الشهادة، أو أن يجلس في بيته ولا يشارك أبناءه الأربعة في المعركة.

فأراد أهله وبنوه منعه قائلين له: "ان الله عز وجل قد عذرك" فلم يقتنع بمقالتهم وذهب الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاكياً قائلاً:"ان بنّي يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فوالله اني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة".

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أما أنت فقد عذرك الله ولا جهاد عليك". ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم لبنيه: "لا عليكم أن لا تمنعوه، لعل الله يرزقه الشهادة".

فخلوا عنه وخرج الى المعركة وهو يقول:"اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني الى اهلي".

وقد شوهد في المعركة وهو يعدو ويحمل على ما هو عليه من العرج وهو يقول: "أنا والله مشتاق الى الجنة" وابنه يعدو في أثره حتى قتلا معا وارتفعا شهيدين في سبيل الله.

  قائد المقاومة

نعود ونؤكد ونذكر ومن موقع التجربة أن خيار الأمة هو الجهاد والمقاومة، الأمة كلها مسؤولة عن استعادة القدس وعن تحرير فلسطين. نحن قرأنا في قوانين التاريخ وفي السنن الإلهية أن أي شعب يمتلك الإيمان والإرادة ويقاتل لاستعادة عزته وكرامته هو منتصر في نهاية المطاف، وقد حفل التاريخ بأمم وبممالك وبدول قوية وعظيمة أقوى من إسرائيل وزالت عن خارطة التاريخ وأصبحت نسياً منسياً. إسرائيل محكومة أيضاً بهذه السنة الإلهية إذا استخدمنا خيار الإيمان والجهاد والمقاومة.

  نداء روح الله

إن الجيش الإسلامي يتوجه للمعنويات قبل أن يتوجه للماديات، يسلّون سيوفهم على أساس المعنويات، ويقفون بوجه الفاسدين. لاحظوا أن حروب الإسلام مع من كانت، ضد أية فئة كانت، هل كانت من أجل المنفعة؟ ففي غزوة حنين، أو إحدى الغزوات الأخرى، وعندما انتصر المسلمون، أعاد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كل الغنائم للمشركين، قائلًا: هذا لكم، فالماديات ليست مطروحة أصلًا في الإسلام.

  شذا الولاية

"معنى هجر القرآن يعني أن يبقى للقرآن اسم ولكن لا تكون له أية سلطة في المجتمع. وعلى هذا فإن أية بقعة من العالم الإسلامي لا تكون فيها الحكومة للقرآن تعتبر مصداقاً لشكوى النبي صلى الله عليه وآله وسلم "يا ربِّ ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً".

  من تاريخ الجهاد

كمين انصارية

إن التصعيد الإسرائيلي الذي بلغ ذروته خلال حرب نيسان 96 والذي لم يحصد فيه العدو الإسرائيلي سوى المزيد من الاخفاقات الميدانية دفع قادة العدو إلى اتخاذ اجراءات وقائية تمثلت بإحداث اسلوب عسكري جديد يقوم على الإمساك بزمام المبادرة من خلال القيام بعمليات خاطفة تؤدي إلى انهاك المقاومة في عمليات متعددة ومتفرقة، الأمر الذي يفقدها القدرة على المبادرة ويدفعها إلى التخبط والانكفاء بعد أن تكون قد فقدت عدداً من قادتها الميدانيين، وشكلت عملية انصارية احدى هذه العمليات التي تدخل في سياق الأهداف الإسرائيلية الموضوعة مسبقاً.

وبنتيجة هذه الأمور عمد قادة الاحتلال إلى التخطيط للعملية التي قيل أنها كانت تستهدف خطف احد قادة المقاومة، ففي 5 أيلول عام 1997 نزلت قوة إسرائيلية مؤلفة من ستة عشر جندي مع حلول الظلام إلى تلك المنطقة وهي تحمل وسائل قتالية كثيرة: عبوات، قنابل يدوية، خرائط وأجهزة الكترونية خاصة تسمح بالحركة ليلاً.

تقدم الجنود على محور قريب من البساتين حيث كان قائد القوة ومعه بضع جنود يمرون عبر بوابة حديدية، ويتقدمون ببطء، حيث ابتعدوا عن القوة الأساسية مسافة ثلاثين متراً، وكان ذلك قرابة منتصف ليل الرابع والخامس من أيلول.

وفي الساعة الواحدة إلا ربعاً حينما كانت القوة تقطع الشارع الموصل بين اللوبية وانصارية تم تفجير عبوتين ناسفتين باتجاه القوة ونتيجة لذلك اصيب جنود من القوة المركزية والخلفية وقتل قائد القوة حيث كان عناصر هذه القوة متلاصقين جداً.

وقد أثبتت المقاومة من خلال هذه العملية:

- إن حرب الاستخبارات التي كانت اسرائيل غالباً ما تحسن استخدامها في حروبها السابقة منيت بضربة موجعة.
- إن المواجهة العسكرية بين أي وحدة من المقاومة مهما كان عددها ضئيلاً وقوات انزال إسرائيلي مهما كانت كبيرة لا يمكن إلا أن تكون نتائجها لمصلحة المقاومة التي تحسن فن الحرب الخاطفة القائمة على المباغتة والخداع في الدرجة الأولى.
- إن هذه الهزيمة العسكرية الجديدة تركت ذيولاً نفسية على أداء وحدات الكوماندوس الإسرائيلي.
- أدت هذه العملية إلى زيادة الضغط في إسرائيل وخارجها حول كون الوجود الاسرائيلي في لبنان بات عبثياً ولاشيء من أهداف احتلال جنوب لبنان منذ 20 عاماً قد تحقق بل المزيد من الخسائر في قوات الاحتلال.

  فقه الولي

حكم الساتلايت

س: هل يجوز شراء واقتناء واستخدام جهاز التقاط البرامج التلفزيونية من الأقمار الاصطناعية(الدشّ)؟ وما هو الحكم فيما لو حصل عليه مجاناً؟
ج:
جهاز الدّش بما أنه مجرد آلة لالتقاط البرامج التلفزيونية، بما فيها من البرامج المحللة و المحرمة، فحكمه حكم الآلات المشتركة في حرمة بيعها وشرائها واقتنائها للانتفاع بها في الجهات المحرمة، وفي جواز ذلك فيما اذا كان للانتفاع المحلل منها.

ولكن هذه الآلة حيث أنها تسهل – لمن كانت لديه – التورط في التقاط البرامج المحرمة، أو قد تترتب على اقتنائها مفاسد، فلا يجوز شرائها واقتناؤها إلا لمن يطمئن من نفسه أنه لا يستفيد منها في الحرام ولا يجعلها في متناول من يريد الانتفاع المحرم منها ولا تترتب على حصوله عليها ولا على اقتنائه لها في بيته مفسدة.

استفتاءات الامام الخامنئي دام ظله

  وصية شهيد

اخوتي.. اوصيكم بالابتعاد عن اضاعة وقتكم والانصراف الى ما يضمن سعادتكم، كرسوا أوقاتكم لخدمة الله فإنا للبقاء خلقنا.. انصرفوا الى الصلاة المعنوية لا الضرورية، انصرفوا الى صلاة الليل، انصرفوا الى التهجد والتخشع، الى الحياة الالهية، الى النجاة، انتبهوا لأحوالكم، تذكروا ملك الموت والموت والقبر واللحد، النار وغضب الجبار.

دعوا الدنيا فهي جيفة مطلية بمسك، ارجوا الآخرة و اعملوا لها. لا تنسوا الشهداء، اعملوا لتكونوا معهم، وللقاء أبي عبد الله الحسين عليه السلام.

استغفروا الله، ناجوه في ظلم الليالي، واطلبوه في المهلكات و الدواهي فإنه سميع مجيب، وان موعدنا الصبح، أليس الصبح بقريب.

الشهيد شوقي عبد الحسن محسن (فداء)

  مناسبات الشهر

ميلادي

31 آب: تغييب سماحة السيد موسى الصدر ورفيقيه عام 1978م.
1 أيلول: اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939م.
2 أيلول: انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945م.
5 أيلول: عملية أنصارية النوعية.
8 أيلول: اليوم العالمي لمحو الأمية.
12 أيلول: مواجهة جبل الرفيع.
13 أيلول: اتفاق أوسلو بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
13 أيلول: مجزرة جسر المطار
15 أيلول: احتلال بيروت عام 1982 من قبل الصهاينة.
17 أيلول: مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982م.
21 أيلول: عملية الاستشهادي ابراهيم ضاهر.
22 أيلول: احتفال انتصار حرب 2006م.
28 أيلول: انتفاضة الاقصى 2000م.
29 أيلول: انسحاب الصهاينة من بيروت عام 1982م.

هجري

1 شوال:عيد الفطر
3 شوال: معركة الخندق 5 هـ.
6 شوال: واقعة رد الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام ببابل 36 هـ.
7 شوال: معركة حنين 8 هـ.
8 شوال: نزول سيف ذو الفقار.
15 شوال: هدم قبور وأضرحة أئمة البقيع 1344هـ.
17 شوال: معركة أحد 3 هـ واستشهاد الحمزة (رض).
25 شوال: معركة الخندق 5 هـ.
           غزوة بني قنيقاع 2 هـ.
          شهادة الامام الصادق عليه السلام.

2011-09-06