لقاء الحبيب
جمادى الأولى
لقاء القائد الخامنئي مع عائلة الشهيد مصطفى أحمدي روشن الإيراني ينقل أحد مرافقي سماحة القائد (حفظه المولى) بعض التفاصيل عن زيارة سماحته إلى منزل عائلة العالم النووي الشهيد مصطفى روشن فيقول في منزل الشهيد:
عدد الزوار: 205نور الأسبوع: لقاء الحبيب
(لقاء القائد الخامنئي مع عائلة الشهيد مصطفى أحمدي روشن الإيراني)
ينقل أحد مرافقي سماحة القائد (حفظه المولى) بعض التفاصيل عن زيارة سماحته إلى منزل عائلة العالم النووي الشهيد مصطفى روشن فيقول في منزل الشهيد:
عندما دخل (القائد) المنزل نهض والد مصطفى من مكانه ومشى إلى الأمام وقال: أهلا وسهلاً، ثم عانقه. كانا يعزيّان أحدهما الآخر كأنهما والدان فقدا ابنيهما. جاءت أم الشهيد وقالت بعزم ورسوخ: "السلام عليكم سيدنا"، ثم رفعت ابن الشهيد علي رضا إلى القائد قائلة: "إنّه ينتظرك منذ وقتٍ طويل". وضع علي رضا يده حول عنق الإمام. فقالت أم مصطفى: "علي، قبّل السيد".
قبّل علي رضا القائد. وخاطب القائد المرافق الذي كان بجانبه قائلاً: "خذ عصاي"، وعندما أعطاه عصاه، حضن علي رضا. واستأنس علي رضا في حضن القائد، فلم تستطع النسوة إخفاء أصوات بكائهن، ودموعهن، وإن كانت أم الشهيد وزوجته لا زالتا تقاومان.
عندما وصل القائد إلى كرسيّه كان قد سأل الصبي عن اسمه وحاله، وسلّم على الحضور، وعندما جلس على الكرسي، استرخى علي رضا على ركبة القائد، دونما أي نفور أو شعور بالاستغراب.
* "شهيدنا العزيز":
قبل أقل من دقيقة واحدة على دخول القائد إلى المنزل، قال: "حسناً! نسأل الله أن يرفع درجات شهيدنا العزيز هذا، وأن يحشره مع شهداء صدر الإسلام، وشهداء بدر وأحد وشهداء كربلاء إن شاء الله، لقد تبلورت بوضوح فضيلتان في ولدكم الشاب، تكفي كل واحدة منهما لأن تكون باعثة على الفخر والعزة".
الأولى: تقع في الجانب العلمي والبحث والإشراف على العمل المهم الذي كان موكلاً إليه... وهذا بُعد يبعث على افتخار العائلة والمقربين، وافتخارنا أيضاً.
البعد الثاني: وهو البعد الأكثر أهمية، هو البعد المعنوي والإلهي. وهذا الأمر هو هيأه للشهادة. طبعاً، الشهادة مرّة بالنسبة لنا نحن أهل الدنيا...، لأنها فقدان بحسب النشأة الظاهرية للحياة، إنها خسارة، وهذا ظاهر الشهادة... أما حقيقة الشهادة فهي أمر آخر. أمرٌ أعلى من هذا الكلام. حقيقة الشهادة هي أن الإنسان يرقى فجأة إلى الدرجات العليا، ويعلو مقامه فوق الملائكة. تلك الحياة الحقيقية التي سنصل إليها في النهاية جميعنا، شئنا أم أبينا، في تلك الحياة الأبدية، مقام الشهيد عالٍ ورتبته عالية. التفتوا، فإن فيضه يصل يوم القيامة أيضاً إلى الآخرين ﴿يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم﴾ (الحديد: 12).
وفي ظلمات يوم القيامة، عندما يسير عباد الله الصالحون ومنهم ابنكم فإنهم يضيئون المكان. فيقول المنافقون في ذلك اليوم أعطونا من نوركم، فيأتيهم الجواب ﴿قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا﴾ إذهبوا وانظروا وراءكم. أنظروا إلى حياتكم في الدنيا. إذا كان هناك من نورٍ سيصلكم فهو من هناك. هذا هو البعد الثاني في شخصية ابنكم الشاب، وكل الشهداء".
* صنعوا الكرامة للجمهوريه:
وتابع القائد حديثه: "لقد استشهد هؤلاء في سبيل الله وفي سبيل إعلاء الإسلام. لم تكن قضية هؤلاء هي فقط عدم التخلّف عن ركب الدنيا من ناحية العلم، وإضافةً إلى هذا شيءٌ آخر أهم، ألا وهو إعزاز الإسلام من خلال حركتنا العلمية. لقد كانت السنوات الأولى والعقد السادس (الثمانينات الميلادية)، سنوات تفنّن شبابنا فيها بالجهاد، وكان الإيمان موجوداً. حسناً، أذعن العالم، قال: نعم، إيمانهم جيّد، ولكن لا مجال للتطور العلمي والتحضر والحياة. لقد أثبت هؤلاء الشباب بطلان هذا الإدعاء. هؤلاء الشباب الذين احتلوا المجالات العلمية وأتوا بشيء جديد، وأثبتوا هويتهم التقدّمية وقابليتهم المتفوقة وأثبتوا امتلاكهم الإمكانات، وقد صنع هؤلاء الكرامة لنظام الجمهورية الإسلامية. هذا هو القسم الثاني من فضائل هؤلاء، وهذا هو سبب توفيق الله عز وجل لهم لنيل الشهادة وعلو الدرجات.
طلب القائد مصحفاً، وكتب بطمأنينة كما هي عادته في الصفحة الأولى: إلى عائلة الشهيد مصطفى أحمدي روشن. قدّم القرآن الأوّل إلى والد الشهيد. فأخذه وقال: "نحن لسنا منزعجين مما حصل أبداً، أنتم أيضاً سيدنا لا تدعوا للحزن مكاناً في قلبكم". رفع القائد رأسه عن المصحف الثاني الذي كان يكتب فيه تذكاراً لزوجة الشهيد، وقال:"نحن محزونون. هذا النوع من الحوادث يصيب قلب الإنسان كالسهم. إنما يجب أن لا يقضي الحزن على الإنسان. هذه الحوادث فضلاً عن أنّها تقوّي إرادة الإنسان وتقرّب من الله عزّ وجلّ، فإنّها تحمل معها نتيجة أخرى، كنّا نعرف في السابق أهميّة عملنا، ولكن هل كنّا نعرف مدى أهمية هذا العمل بالنسبة للعدو".
قالت أم الشهيد: "لقد كان ابني مصطفى من أنصارك الأوفياء جدّاً. كان حقّاً من أتباعك".
قال القائد: "نعم أعرف هذا".... وهذا أمرٌ يعرفه ويعيه الجميع من معارفه، وكذلك أجهزة المخابرات الأجنبية.
"لقد كان أيضاً من أصحاب التوجه المعنوي والسلوك".
بعدما أهدى القائد زوجة الشهيد قرآناً.
فقالت له بصوت خافت: "لقد رأى مصطفى في منامه أنّه كان على رأس تلّة، وأنك مسحتَ على رأسه".
سأل القائد: "متى؟"
فأجابت زوجة الشهيد: "قبل 20 يوماً تقريباً". ثم تمنّت على القائد قائلة: "سيدنا، ادع لعلي رضا في صلاة ليلك، لكي يصبر!".
ووعد القائد بذلك.
* لن أبكي أمام الأعداء
كذلك اقتربت والدة مصطفى من القائد وقالت بصوت خافت: "سيدنا، ادع أن يلهمني الله الصبر. أنا حتى الآن لم أبك في الملأ".
فقال القائد: "ابكي".
فقالت أم الشهيد: "لا، لن أبكي أمامهم (الأعداء)، لا أريد أن يفرحوا".
فقطّب القائد حاجبيه وقال: "هذا من حماقتهم أن يفرحوا. بكاء الأم لا مشكلة فيه أبداً. إبكي وادعي للشهيد، صاحب الدرجات العالية والحمد لله، واطلبي من الله أن يشملكم دعاؤه وإيانا ويشمل زوجته وابنه".
وما أن انتهى القائد من كلامه حتى جرت الدموع من عيني والدة الشهيد.
في هذه الأثناء طلبوا الكوفيّة لعلي رضا فحصلوا عليها. وعندما غادر القائد كانت وجوه أهل المنزل مستبشرة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
2012-04-02