العلامات التي تنذر بنهاية هذا العالم
مواعظ حسنة
يـستفاد من طائفة من ايات القرآن الكريم حدوث اضطراب عظيم في نظام الكائنات والارض والـسـمـاء ينذر بنهاية هذا العالم وبتعبير آخر ان انتهاء العالم لايكون تدريجيا وانما يكون مباغتا ومقترنا بمشاهد وحوادث مرعبة .
عدد الزوار: 95
يـستفاد من طائفة من ايات القرآن الكريم حدوث اضطراب عظيم في نظام الكائنات والارض والـسـمـاء ينذر بنهاية هذا العالم وبتعبير آخر ان انتهاء العالم لايكون تدريجيا وانما يكون مباغتا ومقترنا بمشاهد وحوادث مرعبة .
ومن جملة هذه الحوادث التي تعد قسما من علامات الساعة:
تلاشي الجبال
لـذا ورد هـذا الـموضوع في آيات متعددة من القرآن الكريم وذكر له عدة مراحل مختلفة ويمكن تقسيمها وتلخيصها في سبعة مراحل هي:
1- المرحلة الاولى: اهتزاز الجبال: ﴿يوم ترجف الارض والجبال﴾ المزمل:14.
2- المرحلة الثانية: قلعها: ﴿ وحملت الارض والجبال ﴾ الحاقة:14.
3- المرحلة الثالثة: تسييرها: ﴿ وتسير الجبال سيرا ﴾ الطور:10.
4- المرحلة الرابعة: الدك والهدم ﴿ فدكتا دكة واحدة ﴾ حاقة:14.
وفي هذه المرحلة تصبح الجبال كالكثبان المتراكمة ﴿ وكانت الجبال كثيبا مهيلا ﴾ المزمل:14.
5- الـمـرحـلة الخامسة: تصبح فيها الجبال كالغبار المتفرق ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ﴾ الواقعة:5
6- المرحلة السادسة: تكون الحبال فيها كالعهن المنفوش اي كالصوف المندوف المتطاير في الريح الشديدة ولا يرى في السماء الا لونها ﴿ وتكون الجبال كالعهن المنفوش ﴾ القارعة:5.
7- المرحلة السابعة: تلاشي الجبال ولا يبقى منها الا شبح كشبح سراب في صحراء ﴿ وسيرت الجبال فكانت سرابا ﴾ النبا:20.
وهـكـذا سوف تزول الجبال تماما ولا يبقى منها اي اثر وتبدل الى ارض مستوية لا نرى فيها عوجا . ﴿ فيذرها قاعا صفصفا ﴾ طه:106 .
والـسؤال الذي يطرح هنا هو هل ان هذه الحوادث العجيبة والمرعبة تقع للجبال على اثر انفجارات داخـلـيـة فـيـها واندثار لنظامها الذري وتحرر الطاقة الكامنة في داخلها ؟ ام انها على اثر ضربة خارجية توجه اليها من اصطدام الاجرام السماوية بسرعة وجاذبيه عالية بعضها مع البعض الاخر ؟ ام هناك علل اخرى لم يكتشفها العلم اليوم ؟.
لا يـمـكـن لاي شـخص اعطاء جواب صحيح عن هذه الاسئلة فالعلوم اليوم عاجزة عن تفسير هذه الظواهر.
ان هناك انفجارات عظيمة حدثت وتحدث في الاجرام السماوية، ولكن العلم يعجز عن تفسير علل تلك الانفجارات فنحن لانعرف الا ما اخبرنا عنه القرآن من ان هذه الحوادث تقع في نهاية هذا العالم .
انفجار البحار
من العلامات الاخرى لنهاية هذا العالم وقرب قيام الساعة انفجار البحار،ونقرا في هذا الصدد قوله تعالى: ﴿ واذا البحار فجرت ﴾ الانفطار: 3.
الزلزال العظيم المدمر.
مـن الـعـلامات الاخرى لنهاية هذا العالم وقرب قيام الساعة وحدوث زلزلة عظيمة ليس لها نظير بحيث تهز جميع انحاء الكرة الارضية فتدمر كل شي ويدفن جميع الناس في لحظات بقول القرآن: ﴿ يـاايـهـا الـنـاس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شي عظيم ﴾ الحج:1 ثم يقول ﴿ يوم ترونها تذهل كل مـرضـعـه عـمـا ارضـعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب اللّه شديد ﴾ الحج:2.
ذهاب ضؤ الشمس والقمر والكواكب
من العلامات الاخرى لقرب الساعة انطفا قرص الشمس واختفاء ضؤ الكواكب كما ذكرت الاية ﴿ اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت ﴾ التكوير:1ـ2.
﴿كورت ﴾ مشتقة من مادة تكوير، وهي بمعنى الطي او اللف او جمع الشي مثل لف العمامة على الراس وكذلك جات هذه الكلمة بمعنى الانطفا او الاسفاط،والظاهر من هذين المعنيين فيما يتعلق بالشمس انـهما من باب اللازم والملزوم فيذهب ضؤ الشمس بالتدريج وتعم الظلمة اما ﴿انكدرت ﴾ فهي مشتقة مـن مادة ﴿انكدار﴾ وهي الظلمه او السقوط والتناثر، والظاهر ان كلا المعنيين بخصوص الكواكب من باب اللازم والملزوم، نعم وحسب شهادة القرآن ينطوى ويجمع في نهاية هذا العالم اعظم مصدر لـلـنـور في منظومتنا الشمسية وهو الاساس لاضاة جميع السيارات وبهذا سيكون مصير الكواكب الاخـرى نـفـس مـصير الشمس .
انشقاق الاجرام السماوية
مـن الـعـلامـات الاخرى لنهاية العالم اختلال نظام الكواكب وانشقاق الاجرام السماوية ولقد اشار القرآن الكريم في آيات عديدة وبتعابير مختلفة الى ذلك فاحياناعبر عنه بـ ﴿الانشقاق ﴾، ﴿ اذا السما انشقت﴾ الانشقاق:1، وجا نظير هذاالمعنى في الاية 16 سورة الحاقة ﴿ وانشقت السما فهي يومئذ واهـيـة ﴾ كـما ورد نفس هذا المعنى بشئ من الاختلاف في الاية 25 سورة الفرقان ﴿ ويوم تشقق السما بالغمام ﴾.
والمراد من السما في هذه الايات هي الاجرام السماوية حيث تشقق هذه الاجرام في نهاية العالم على اثـر الانـفـجـارات الـمتتابعة، اما المقصود من تشقق السمابالغمام فيحتمل ان يرافق انشقاق السما حـصـول غـمـام كـثيف بفعل الاتربة والغبارالمتولد عنها والبا في قوله ﴿ بالغمام ﴾ كما يحتمل ذلك صاحب الميزان للملابسة اي تنفتح السما متلبسة بالغمام ﴿اي متغيمة ﴾ .
ولكن المرحوم العلا مة الطباطبائي لم يستبعد ان يكون الكلام كناية عن انكشاف غمة الجهل وبروز عـالم السما وهو من الغيب وبروز سكانها وهم الملائكة ونزولهم الى العالم الارضي ﴿فالبا في هذه الاية تكون بمعنى ﴿عن ﴾ اي تذهب الغيوم جانبا ويظهر غيب العالم ﴾.
ولكن لما لم يكن هناك دليل على هذا التفسير الكنائي فيكون من الصعب قبوله . 1
1- نفحات قرانية / مكارم الشيرازي ج 7 ص 47-51.
2012-03-08