يتم التحميل...

فلسفة بعث الأنبياء والرسل

مواعظ حسنة

بعث الله تعالى الأنبياء والرسل للهداية والإرشاد و لقد اختار الله الحكيم رجالا صالحين لهداية البشر وإرشادهم، وحملهم رسالته إلى جميع أفراد النوع الإنساني، وهؤلاء الرجال هم الأنبياء والرسل الذين بواسطتهم جرى فيض الهداية من جانب الحق تعالى إلى عباده.

عدد الزوار: 119

بعث الله تعالى الأنبياء والرسل للهداية والإرشاد و لقد اختار الله الحكيم رجالا صالحين لهداية البشر وإرشادهم، وحملهم رسالته إلى جميع أفراد النوع الإنساني، وهؤلاء الرجال هم الأنبياء والرسل الذين بواسطتهم جرى فيض الهداية من جانب الحق تعالى إلى عباده. وهذا الفيض المبارك بدأ بالنزول من جانب الله منذ أن تهيأ البشر للاستفادة منه وإلى عصر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. ويجب أن نعلم بأن دين كل نبي من الأنبياء يعد بالنسبة إلى عصره وأمته أكمل دين، وأتم شريعة، ولو أن هذا الفيض الرباني لم يستمر لما بلغ البشر إلى حد الكمال. وحيث إن خلق الإنسان هو من فعل الله " الحكيم " فلا بد أن يكون له من هدف وغرض وهذا الغرض هو التعرّف على عظمة وحقية الله وعبادته، وعقل الإنسان، وإن كان مؤثرا ومفيدا في سلوكه لطريق الكمال، إلا أنه غير كاف لذلك. ولو اكتفي في هداية الإنسان بالعقل وحده لما عرف الإنسان طريق الكمال بشكل كامل قط، ونذكر للمثال مسألة الوقوف على قضايا المبدأ والمعاد التي هي من أهم مسائل الفكر البشري، وقضاياه على مدار التاريخ. فإن البشر يريد أن يعلم من أين جاء ؟ ولماذا جاء ؟ وإلى أين يذهب ؟ ولكن العقل لا يقدر وحده على إعطاء الإجابات الصحيحة الكافية على كل هذه الأسئلة، ويشهد بذلك أنه رغم كل ما أحرزته البشرية المعاصرة من التقدم والرقي في ميادين العلم لا يزال قسم عظيم من البشرية وثنيين. إن عجز العقل والعلم البشريين، وقصورهما لا ينحصر في مجال قضايا المبدأ والمعاد، بل الإنسان لم يتمكن من أن يختار الطريق الصحيح في كثير من مجالات الحياة أيضا. إن اختلاف الرؤى والنظريات البشرية في قضايا الاقتصاد، والأخلاق، والعائلة، وغير ذلك من مناحي الحياة ومجالاتها، خير دليل على قصوره عن الإدراك الصحيح لهذه المسائل، ولهذا ظهرت المدارس المتعارضة. مع أخذ كل هذا بنظر الاعتبار يحكم العقل الصحيح بأنه لا بد - بمقتضى الحكمة الإلهية - من بعث وإرسال قادة ربانيين، ومربين إلهيين، يعلموا البشرية النهج الصحيح للحياة ويبيّنوا لهم حقيقة الله وكيفية عبادته. 1


1- العقيدة الاسلامية، الشيخ السبحاني ص 113-115.

2012-03-08