محاسبة النفس ومراقبتها
مواعظ حسنة
المخاطب المأمور، هو الإنسان أمر بالنظر إلى أعماله التي تحصّلها وتقدمها أمامه لآخرته، ولازمه النظر إلى من تصدر عنه الأعمال ومعرفته وهو نفسه أيضاً، فالناظر: النفس باعتبار قوتها العاقلة المدركة المميزة بين الحق والباطل،
عدد الزوار: 107
قال تعالى: ﴿ٍوَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَد﴾ الحشر 18. المخاطب المأمور، هو الإنسان أمر بالنظر إلى أعماله التي تحصّلها وتقدمها أمامه لآخرته، ولازمه النظر إلى من تصدر عنه الأعمال ومعرفته وهو نفسه أيضاً، فالناظر: النفس باعتبار قوتها العاقلة المدركة المميزة بين الحق والباطل، الداعية إلى الصلاح والسعادة، والمنظور إليه أيضاً ذاتها باعتبار صفاتها وغرائزها الداعية إلى الانحراف عن الحق واتباع الهوى والشهوات، والأمر للارشاد، فأرشد الله تعالى نفس كل إنسان إلى النظر في نفسه وما هي عليه من العقائد والملكات والأعمال، فإن جميع ذلك مما يقدمه الإنسان لآخرته، إيماناً أو كفراً، فضيلة أو رذيلة، طاعة أو عصياناً، والجامع لجميعها سعادة أو شقاوة، ولا يكون النظر إلا ممن عرف ذلك كله، أصولها وفروعها، وعلم بما هو النفس واجدة له أو فاقدة، وهذه هي المحاسبة للنفس، وتنتج ذلك القيام بإصلاحها وسوقها إلى مراحل تهذيبها.
والنصوص أيضاً في هذا الباب كثيرة. فقد ورد: أن العلم الذي طلبه فريضة على كل مسلم ومسلمة هو علم الأنفس. 1
وأنه على العاقل أن يكون له ساعة يحاسب فيها نفسه.
وأنه لا يزال ابن آدم بخير ما كان له واعظ من نفسه وما كانت المحاسبة من همه.
وأن من لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى.
وأن من رعى قلبه عن الغفلة ونفسه عن الشهوة وعقله عن الجهل فقد دخل في ديوان المتنبهين.
وأنه إذا رأيت مجتهداً أبلغ منك في الاجتهاد فوبخ نفسك ولمها وحثها على الازدياد.
وأن أكيس الكيّسين من حاسب نفسه.
وأنه يجب على كل إنسان أن يسأل نفسه في كل يوم عن عمل ذلك اليوم.
وأن من لم يجعل له من نفسه واعظاً فإن مواعظ الناس لن تغني عنه شيئاً.
وأنه لا يكمل إيمان العبد حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك2 شريكه والسيد عبده.
وأن من حاسب نفسه ربح، ومن غفل عنها خسر. وأن الصادق عليه السلام قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا في مواقف القيامة. وأن على العاقل ان يحصي على نفسه مساويها في الدين والرأي والأخلاق والأدب فيجمع ذلك في صدره أو في كتاب ويعمل في إزالتها "3. فالتفت أيها العاقل الى محاسبة النفس واعلم أن الغرض من المحاسبة تحسين العلاقة مع الله تعالى من خلال التصميم على الإبتعاد عما ارتكبته النفس من المحرمات والعزم على كسب المزيد من القيام بالواجبات وأعمال البرّ. 4
1- بحار الأنوار : ج70 ، ص68 .
2- لا حظ الأحاديث في بحار الأنوار : ج70 ، ص68.
3- بحار الأنوار : ج70 ، ص72 .
4- دروس في الأخلاق اية الله مشكيني - الدرس الثاني.