يتم التحميل...

عمار وآية الإكراه

عمار بن ياسر(رض)

(مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النحل:106. نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر رحمه الله اكرهه المشركون بمكة بأنواع العذاب، وقيل: إنهم غطوه في بئر ماء على ان يلفظ بالكفر وكان قلبه مطمئنا بالايمان،

عدد الزوار: 192

﴿ مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ النحل:106.

نزلت هذه الآية في عمار بن ياسر رحمه الله اكرهه المشركون بمكة بأنواع العذاب، وقيل: إنهم غطوه في بئر ماء على ان يلفظ بالكفر وكان قلبه مطمئنا بالايمان، فجاز من ذلك، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم جزعا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان قلبك؟ قال كان مطمئنا بالايمان، فأنزل الله فيه الآية.

واخبر ان الذين يكفرون بالله بعد ان كانوا مصدقين به بأن يرتدوا عن الاسلام " فعليهم غضب من الله " ثم استثنى من ذلك من كفر بلسانه، وكان مطمئن القلب بالايمان في باطنه، فانه بخلافه.

عمّار بن ياسر هو :بن عامر المَذْحِجيُّ، أبواليقظان، واُمّه سميّة، وهي أوّل من استشهد في سبيل اللَّه. من السابقين إلى الإيمان والهجرة، ومن الثابتين الراسخين في العقيدة؛ فقد تحمّل تعذيب المشركين مع أبوَيه منذ الأيّام الاُولى لبزوغ شمس الإسلام، ولم يداخله ريب في طريق الحقّ لحظة واحدة شهد له رسول اللَّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بأنّه يزول مع الحقّ، وأنّه الطيّب المطيَّب وأنّه مُلئ إيماناً. وأكّد أنّ النار لا تمسّه أبداً. وهو ممّن حرس - بعد رسول اللَّه صلى اللّه عليه وآله وسلم- "خلافة الحقّ" و"حقّ الخلافة"، ولم يَنكُب عن الصراط المستقيم قطّ، وصلّى مع أمير المؤمنين عليه السلام على جنازة السيّدة المطهّرة فاطمة الزهراء عليها السلام، وظلّ ملازماً للإمام صلوات اللَّه عليه.

ولي الكوفة مدّةً في عهد عمر. وكان قائداً للجيوش في فتح بعض الأقاليم. ولمّا حكم عثمان كان من المعارضين له بجدٍّ. وانتقد سيرته مراراً، حتى همّ بنفيه إلى الربذة لولا تدخّل الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام ، إذ حال دون تحقيق هدفه.

ضُرب بأمر عثمان لصراحته، وفعل به ذلك أيضاً عثمان نفسه، وظلّ يعاني من آثار ذلك الضرب إلى آخر عمره.

وكان لاشتراكه الفعّال في حرب الجمل، وتصدّيه لقيادة الخيّالة في جيش الإمام عليه السلام مظهر عظيم. كما تولّى في صفّين قيادة رجّالة الكوفة والقرّاء. تحدّث مع عمرو بن العاص وأمثاله من مناوئي الإمام عليه السلام في غير موطن، وكشف الحقّ بمنطقه البليغ واستدلالاته الرصينة.

وفي صفّين استُشهد هذا الصحابيّ الجليل والنموذج المتألّق ، فتحقّقت بذلك النبوءة العظيمة لرسول اللَّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ؛ إذ كان قد خاطبه قائلاً: تقتلك الفئة الباغية. وكان له من العمر إبّان استشهاده ثلاث وتسعون سنة .


* راجع تفسير التبيان / الشيخ الطوسي في تفسير لآية الإكراه.

2012-01-02