يتم التحميل...

من أبعاد الغدير

ذو الحجة

نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف، وإلى ولي أمر المسلمين الإمام القائد الخامنئي مدّ ظلّه العالي)، وإلى جميع المؤمنين لاسيما المجاهدين بمناسبة عيد الولاية الأكبر عيد الغدير.

عدد الزوار: 214

نور الأسبوع: من أبعاد الغدير
المناسبة: عيد الغدير


نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى الإمام صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف، وإلى ولي أمر المسلمين الإمام القائد الخامنئي مدّ ظلّه العالي)، وإلى جميع المؤمنين لاسيما المجاهدين بمناسبة عيد الولاية الأكبر عيد الغدير.

تحدّث الإمام القائد مدّ ظلّه العالي عن أبعاد الغدير فقال: "إنّ بإمكان الإنسان أن يلقي نظرة على واقعة الغدير بأبعادها المختلفة، ويستفيد منها فكرياً ومعنوياً":

البعد الأول: هو أصل مسألة الولاية، التي هي امتداد للنبوّة .. فالنبوّة هي إبلاغ النداء الإلهيّ لأبناء البشر وتحقّق المشيئة الإلهيّة بواسطة الشخص المبعوث والمصطفى من الله تعالى في فترة زمنيّة معيّنة.

وبديهي أن تنتهي إنّك ميّت وإنّهم ميّتون لكن هذه الحادثة الإلهيّة والمعنويّة لا تنقطع بوفاة النبي صلى الله عليه وآله بل يبقى للحادثة جانبان:

أحدها: هو الاقتدار الإلهيّ، وحاكميّة الدين والمشيئة الإلهيّة بين أبناء البشر .. فلم يأتِ الأنبياء لوعظ الناس فقط، ..فالأنبياء جميعهم بعثوا لبناء مجتمع أساسه القيم الإلهيّة، أي التأثير في واقع حياة الناس. هذا البعد في حياة النبي صلى الله عليه وآله هو بعد أساسيّ، فالنبي صلى الله عليه وآله أضحى بهذا البعد مظهراً من مظاهر الحاكميّة والولاية الإلهيّة بين الناس. وهذا بعد ممتدّ ليعلم أنّ الدين لا يمكن أن يترك أثره في برهة زمنيّة أو فترة تاريخيّة، إلاّ بوجود هذه الزعامة والحاكميّة والاقتدار فيه.

ثانيها: إنّ هذه الحاكميّة لا تنقطع بل تمتدّ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يمكن للحاكميّة أن تخلو من الأبعاد المعنويّة للنبي صلى الله عليه وآله، صحيح أنّ للنبي مقاماً عظيماً واستثنائياً، ولا يقاس به أحد، لكن يجب أن يكون الحفاظ على القيم الموجودة في الوجود المقدّس للنبي في مَن هو امتداد لوجوده وهذا الأمر لم يتحقّق ويتبلور سوى في الوجود المقدّس لأمير المؤمنين عليه السلام.

البعد الثاني: هو شخصيّة أمير المؤمنين عليه السلام

البعد الثالث: هو اهتمام النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بقضايا ما بعد وفاته.

التكليف تجاه الغدير:

يقول الإمام الخامنئي مدّ ظلّه العالي: ".. إنّ واقعة الغدير حقيقة وقعت ولها مفهوم قد يدركه البعض بصورة كاملة وقد لا يدركه الآخرون، ويجب أن يلتفت جميع الشيعة إلى أمرين متلازمين في هذه القضيّّة:

الأوّل: هو أنّ الاعتقاد بالغدير وبالولاية والإمامة لا يجب أن يكون سبباً للاختلاف والفرقة بين المسلمين، فإنّ أعداء الإسلام يسعون لاستغلال القضايا الصغيرة الخاصة بكلّ فرقة وجماعة إسلاميّة لبثّ الفرقة بين المسلمين فكيف بقضيّة عظيمة ومهمّة كواقعة الغدير..

الثاني: إنّنا نوصي جميع الفرق الإسلاميّة بأن لا ينسوا أصولهم، بل نؤكّد في الوقت نفسه للشيعة أن يعتمدوا ويتّكلوا على فكر الغدير فهو فكر راق ونيّر.

أخيراً: إنّ البعض يتصوّر أنّ بإمكانه أن يكون مسلماً دون العمل بالأحكام الإسلاميّة وهذا معنى فصل الدين عن السياسة .. فكيف يمكن تصوّر أناس مسلمين لا يفهمون من الإسلام سوى الصلاة والصوم والطهارة والنجاسة فقط، وتكون شؤون الإسلام الرئيسيّة كإدارة نظام الحياة وقضايا الاقتصاد والعلاقات الثقافيّة والاجتماعيّة والتربيّة والتعليم كلّها غير إسلاميّة. بل تصدر من قوانين غير إسلاميّة أو عن رغبات فرديّة وغير إسلاميّة، فيجب أن يحكم الإسلام في المجتمعات الإسلاميّة".

والحمد لله ربّ العالمين

2011-11-12