غدير علي
خطب وأشعار
ما عاف وحيك محرابي و لا عودي ذكرا بفرضي و شدوا في أغاريدي سجية في علي أن موقعه من الشعور حضور غير مفقود
عدد الزوار: 329|
ما عاف وحيك محرابي و لا عودي |
ذكرا بفرضي و شدوا في أغاريدي |
|
سجية في علي أن موقعه |
من الشعور حضور غير مفقود |
|
يممته أجتليه فانتهيت الى |
طلع من النجم في معناه منضود |
|
يا من إذا شذ ذهن عنه نبهه |
و مض فبدل من نفي لتأكيد |
|
و صوت الفكر و الإبداع يوقظه |
و رب ذهن عن الابداع مسدود |
|
فكيف عاطشة الأذهان |
تعرض عن مصرد يرفد الأذهان بالجود |
|
و مبدع مر بالدنيا فأنقها |
من سحره بكمال غير معهود |
|
عزيمة كالحسام العضب ماضية |
و معيعة كدلال الخرد الغيد |
|
و طلعة لم تزل للآن ناضرة |
و جبهة الدهر ملأى بالتجاعيد |
|
وحالة تاقت الدنيا و ما و عدت |
بمثلها رغم آلاف المواعيد |
|
مر الخلود عليها فاستجار بها |
من الفناء فمنته بتخليد |
|
مولاي هل تذكر الدنيا طلوعك |
و الأيام غارقة في الحلك السود |
|
و البيت و الكعبة الغراء مثقلة |
بواقع للهوى و الجهل مشدود |
|
حتى أفاض بها النعمى و أكرمها |
رب السماء و أعلاها بمولود |
|
فحط أصنامها عنها و قام بها |
عن التردي بأوحال التقاليد |
|
و عندها قامت الظلماء عن قمر |
و بدل الشرك في الدنيا بتوحيد |
|
و كان و البيد في صمت يمزقها |
أن جئت أروع لحن مر في البيد |
|
لحن أطل على الدنيا فأطربها |
و ما يزال يناغيها بترديد |
|
و ما يزال رعيل يستريح إلى |
آذانه الصم عن سمع الأناشيد |
|
أباك و احتضن الاصنام في هوس |
من الهوى و رغيب جد مزهود |
|
وضعت منذ قتلت الشرك في قفص |
و من أحبك موضوع على القود |
|
لكن من ولدوا بالنار ليس بهم |
خوف من الجمر إن أفضى بتهديد |
|
يؤذي الحقيقة أن يطغى أبا حسن |
زور على واقع بالعين مشهود |
|
و أن يماري فريق أن مولدك |
الميمون بالبيت في دحض و تفنيد |
|
في حين أثبت هذا في وقائعهم |
حشد المتون و آلاف الأسانيد |
|
و ليس من عشق الظلماء مبتعدا |
عن الشموس على وتر بمحمود |
|
و كون وضعك ضمن البيت منقبة |
و قد حبتك السما فيها بتأييد |
|
لكن ذلك أحرى أن يكون به |
للبيت فخر و عقد منه بالجيد |
|
فأنت نفس رسول الله و هو بلا مراء |
اثمن مخلوق و موجود |
|
و ما الصخور و إن كانت مقدسة |
بجنب كنز من الإبداع مرصود |
|
أخذت دون بني الدنيا كرائمها |
فليس مثلك عن بدع بمحسود |
|
فالطير ما حط الا فوق شاهقة |
غداة يغرق في نزع و تصعيد |
|
و العين لا يصطبيها في تقلبها |
إلا البريق و إلا فتنة الخود |
|
و سوف تبقى بفرط الحب او صلف |
في الحقد ما بين إطلاق و تقييد |
|
فلست في حقد هذا غير منتبذ |
و لست في حب هذا غير معبود |
|
و بين هذين أنماط تسددهم |
عناية الله عن خبط و تعقيد |
|
طفا غديرك عذب الورد يومىء |
للعطاش أن ينهلو من خير مورود |
|
لكن من ألف المر الذعاف |
نبا به فم عن لذيذ الطعم يبرود |
|
و بالمراض عزوف عن لذائذ ما يجنى |
و رب عزوف غير مقصود |
|
لكنه الدرب قاد السالكين الى |
غاياته بين محظوظ و مجدود |
|
و الحمد لله ان هدنا إليك على |
وعي و منحة توفيق و تسديد |
|
و ما تعثر شيء من ضوابطنا |
كالخابطين لدى جمع و تفريد |
|
خالوا التصاحب تبريرا يخولهم |
أن يستوي الحكم في عاد و في هود |
|
و الشمع و الشمس اضواء و ما استويا |
إلا بفهم بليد الحسن مردود |
|
قالوا ذروا ذكر من راحوا فما رجعوا |
يوما و ما نفع زرع غير محصود |
|
و للخلافة عهد راح و اختلفت |
رؤى فما لخليل أو لنمرود |
|
فغاظني أن يجيء الخبث في صور |
بريئة رسمت في سوء مقصود |
|
فإنني لست ممن حط في دمن |
أو من تحول عن جمع لتبديد |
|
لكنني قد قرأت الناس من قيم |
من دونها الكون فوضى في المقاليد |
|
في ان يميز من عاشورا بغفلتهم |
ما بين من رفد الدنيا و مرفود |
|
و أن يحدد للأخلاق موقعها |
في أفق مطرد منها و مطرود |
|
فالخير يبقى و يبقى الشر مطرد |
التعريف ما غيرا يوما بتحديد |
|
و ظلت النغمات البكر رائعة |
موصولة من بدايات لتأبيد |
|
و ظلت النغمة النكراء ناشزة |
و لو تغنى على مزمار داوود |
|
أبا الحسين أتى عيد الغدير |
و بالدنيا مآتم لا تحصى بتعديد |
|
فامسح بروحك ما بالروح من غمم |
فأنت في كل يوم عشته عيدي |
|
يهز ذكرك وعيي إذ يمر به |
مر السلاف بأحلام العناقيد |
|
إني و إن عاشت الدنيا على ألق |
حران من لهب الأحزان مكدود |
|
اعيش منك بجنات مفوفة |
و استظل بظل منك ممدود |
|
و مذ حملتك في وعيي و في قلمي |
رجعت منك بزاد غير محدود |
|
و غرد الخضل و الغينان في قلمي |
فالطرس يهتز من خصب و توريد |
|
و من تيمم روضا مشرقا ألقا |
فلا يكون لديه غير غريد |
|
أبا التراب و بعض الترب يحكمه |
سبخ و تربك حلو اخضر العود |
|
أنا عميد به اشدو هواه و هل |
مر الغرام بقلب غير معمود |
|
ذرني على صلة فالبعد قد يلد |
السلو عن وطر بالقلب معقود |
|
سفينتي لعبة الأمواج فاحد بها |
أن تستوي بنهايات على الجودي |
|
فأنت لي اينما شط المدى وطن |
اعيشه رغم إبعاد و تشريد |
|
هذا رقيمك خطته هموم فتى |
عن كهفك الشامخ القدسي مصدود |
|
إني بسطت ذراعي حاملا أملا |
أن انتهي لوصيد غير موصود |


