يتم التحميل...

العلوية-2

خطب وأشعار

ولكنه جم المهالك مرهوب بغاه وأطراف الرماح يعاسيب الردى فنيل الأماني بالمنية مكسوب يبوخ ضرام الخطب والخطب مشبوب

عدد الزوار: 131

بغاه وأطراف الرماح يعاسيب
يبوخ ضرام الخطب والخطب مشبوب
فكل إلى كل مضاف ومنسوب
ويسفل عنها للغمام أهاضيب
يدي قيصر تلك القنان الشناخيب
فلم يغن فيها جر مجر وتكتيب
كما كان عنها للنواكب تنكيب
وكل عزيز غالب الله مغلوب
ويرشده نور من الله محجوب
وأسمر عسال وأبيض مخشوب
وقائده نسر المفازة والذيب
بأرجائها ترجيع لحن وتطريب
ومن صوب آذي الدماء شآبيب
وكم بات فيها صاحب وهو مصحوب
وإن شاب ضرا بالمنافع تجريب
ملابس ذل فوقها وجلا بيب
ويلهب نارا غمده والأنابيب
وإن بقاء النفس للنفس محبوب
بغير أفاعيل الدناءة مقضوب
وللحرب كأس بالمنية مقطوب
به أبيض ماضي العزيمة مشطوب
ظلال والنصاب أكاويب
وللدهر قلب خافق منك مرعوب
من القوم نظم في الصحائف مكتوب
وضرج منها بالدماء الظنابيب
من الدم طعيم وللدم شريب
حتف عضب وهو بالحتف معضوب
ولا آب دكرا بعد ذكرك أيوب
تعاقب إدلاج عليه وتأويب
عذرت بها من شك إنك مربوب
به بازل عبر المهامه خرعوب
وعيدانه عود وتربته طيب
المراق وتغشاه الشوى والعراقيب
دليل على كل فما الكل محسوب
عداك بما قدمت لوم وتثريب ألا إن نجد المجد أبيض ملحوب
ذق الموت إن شئت العلى وأطعم
ألم تخبر الأخبار في فتح خيبر
حصون حصان الفرج حيث تبرجت
وتنهل للجرباء فيها ولم تصيب
وكم من عميد بات وهو عميدها
ولا حام خوفا للعدى ذلك الحمى
تقاصر عنها الحادثات فللردى
رماها بجيش يملأ الأرض فوقه
مغاني الردى فيه فأصيد أشوس
نهار سيوف في دجى ليل عثير
علي أمير المؤمنين زعيمه
فغادرها بعد الأنيس وللصدى
بها من زماجير الرجال صواعق
وكم أصحب الصعب الحرون بأرضها
لقد كان فيها عبرة لمجرب
وللراية العظمى وقد ذهبا بها
يمج منونا سيفه وسنانه
عذرتكما إن الحمام لمبغض
دعا قصب العلياء يملكها امرؤ
فلله عينا من رآه مبارزا
وأبيض مشطوب الفرند مقلد
تجلى لك الجبار في ملكوته
فعاين ما لولا العيان وعلمه
وأصلت فيها مرحب القوم مقضبا
يعاقيب ركض في الربود سوابح
إذا رامه المقدار أو رام عكسه
حنانيك فاز العرب منك بسؤدد
أرى لك مجدا ليس يجلب حمده
لذا تك تقديس لرمسك طهرة
وقد قيل في عيسى نظيرك مثله
ويا خير من يغشى لدفع ملمة
تكوس به غر الملائك رفعة
ويا علة الدنيا ومن بدو خلقها
ظننت مديحي في سواك هجاءه

ولكنه جم المهالك مرهوب
الردى فنيل الأماني بالمنية مكسوب
ففيها لذي اللب الملب أعاجيب
وما كل ممتط الجزارة مركوب
رذاذا على شم الجبال أساكيب
ومن حرب أضحى بها وهو محروب
ولا لأب شوقا للردى ذلك اللوب
طرائق إلا نحوها وأساليب
رواق من النصر الإلهي مضروب
وأجرد ذيال ومقاء سرحوب
فأبيض وضاح وأسود غربيب
على كل مصبوب الإساءة مصبوب
ويذري عليها دمع يوسف يعقوب
وكم ذل فيها للقنا السلب مسلوب
ولم يمس إلا وهو بالعصب معصوب
وفرهما والفرقد علما حوب
طويل نجاد السيف أجيد يعبوب
وذان هما أم ناعم الخد مخضوب
فكيف يلذ الموت والموت مطلوب
وأن دوام السلم والخفض تعذيب
تزلزل منه في النزال الأخاشيب
الموت خطبا وهو عندك مخطوب
وللحتف تصعيد إليك وتصويب
لما ارتاب شكا أنه فيك مكذوب
جرازا به حبل الأماني مقضوب
يماثلها لولا الوكون اليعاقيب
فللقرب تبعيد وللبعد تقريب
تقاصر عنه الفرس والروم والنوب
بمدح وكل الحمد بالمدح مجلوب
لوجهك تعظيم لمجدك ترجيب
فخسر لمن عادى علاك وتتبيب
فيأمن مرعوب ويترف قرضوب
ويكبر قدرا أن تكوس به النيب
له وسيتلو البدو في الحشر تعقيب
وخلت مديحي أنه فيك تشبيب
هو العسل الماذي يشتاره امرؤ
خض الحتف تأمن خطة الخف إنما
وفوز علي بالعلى فوزها به
يناط عليها للنجوم قلائد
وكم كسرت جيشا لكسرى وقصرت
وأرعن موار ألم بمورها
فللخطب عنها والصروف صوارف
فلما أراد الله فض ختامها
يسدده هدي من الله واضح
وقضاء زعف كالحباب قتيرها
نهار سيوف في دجى ليل عثير
فصب عليها منه سوط بلية
ينوح عليها نوح هارون يوشع
فكم خر منها للبوارق مبرق
وكم عاصب بالعصب هامته ضحى
وما أنس لا أنس اللذين تقدما
يشلهما من آل موسى شمردل
أحضرهما أم حضر أخرج خاضب
ليكره طعم الموت والموت طالب
يرى أن طول الحرب والبؤس راحة
جواد علا ظهر الجواد وأخشب
دماء أعاديك المدام وغابة الرماح
وللشمس عين عن علاك كليلة
وشاهد مرأى جل عن أن يحده
وقد غصت الأرض الفضاء بخيله
فأشربه كأس المنية أحوس
فلم أر دهرا يقتل الدهر قبلها ولا
فما ماس موسى في رداء من العلى
وفضلا جليلا إن ونى فضل فاضل
تقيلت أفعال الربوبية التي
عليك سلام الله يا خير من مشى
ويا ثاويا حصباء مثواه جوهر
يحل ثراه أن يضرجه الدم
ويا ذا المعالي الغر والبعض محسب

 
2011-11-12