يتم التحميل...

القسم بالقمر، و الليل، والصبح والسماء، والطارق

القسم في القرآن

حلف سبحانه في سورة المدثر بأُمور ثلاثة، هي: القمر، و الليل عند إدباره، والصبح عند ظهوره، قال تعالى: وما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ وَما هِيَ إِلاّ ذِكْرى لِلْبَشَر.كَلاّ وَالقَمَرِ. وَاللّيلِ إِذا أَدْبَر. والصُّبحِ إِذا أَسْفَرَ...

عدد الزوار: 245

حلف سبحانه في سورة المدثر بأُمور ثلاثة، هي: القمر، و الليل عند إدباره، والصبح عند ظهوره، قال تعالى: ﴿وما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاّ هُوَ وَما هِيَ إِلاّ ذِكْرى لِلْبَشَر.كَلاّ وَالقَمَرِ. وَاللّيلِ إِذا أَدْبَر. والصُّبحِ إِذا أَسْفَرَ. سورة المدثر:31-34.

حلف سبحانه في هذه الآيات بأُمور ثلاثة ترتبط بعضها بالبعض، ويأتي الثاني عقب الاَوّل.

فأمّا القمر يتجلّى في اللّيل، ولولا الليل لما كان لضوئه ظهور، لاَنّه يختفي نوره في النهار لتأثير الشمس فإذا تجلّى القمر في الليل شيئاً فشيئاً فيأتي نهاية الليل، الذي عبّر عنه سبحانه: إِذا أدْبر وتكون النتيجة طلوع الفجر الذي عبر عنه سبحانه والصُّبحِ إِذا أَسْفَر، فكأنّه يقول سبحانه:احلف بتجلّي القمر في وسط السماء الذي يسير مع الليل شيئاً فشيئاً، إلى أن يدبر ويسفر الصبح، هذا مفاد الآيات التي تضمّنت المقسم به.

وحلف سبحانه بأمرين: بالسماء والطارق، ثمّ فسر الطارق بالنجم الثاقب، حلف بهما بغية دعوة الناس إلى الاِذعان بأنّ لكلّ نفس حافظ.

قال سبحانه: ﴿وَالسَّماءِ وَالطّارِقِ*وَما أَدْراكَ مَا الطّارِقُ*النَّجْمُ الثاقِبُ*إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظ. الطارق1-4.

أمّا السماء فالمراد بها السموات السبع، والطارق من الطرق ويسمّى السبيل طريقاً، لاَنّه يطرق بالاَرجل أي يضرب، لكن خصّ في العرف بالآتي ليلاً، فقيل انّه طرق أهله طروقاً، وعبر عن النجم بالطارق لاختصاص ظهوره بالليل.

النجم الثاقب والثاقب الشيء الذي يثقب بنوره وإصابته ما يقع عليه.

﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّا عَلَيْها حافِظ فلفظة (لما) بمعنى إلاّ نظير نظيره قولك: "سألتك باللّه لما فعلت.

والمراد من حافظ هم الموكلون على كتابة أعمال الاِنسان حسنها وسيئها، يحاسب عليها يوم القيامة ويجزى بها فالحافظ هو الملك والمحفوظ هو العمل، قال تعالى: ﴿وإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظينَ*كِراماً كاتِبين* يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُون.الإنفطار 10-12.

و المراد من النجم الثاقب هو كوكب زحل، فانّه من أبعد النجوم في مجموعتنا الشمسية التي يمكن رؤَيتها بالعين المجردة وقيل لزحل عشرة أقمار يمكن رؤَية ثمانية منها بالناظور العادي. ولا يمكن رؤية الآخرين إلاّ بالنواظير الكبيرة، والظاهر انّ المراد مطلق النجم الذي يثقب ضوءه وإن كان زحل من أظهر مصاديقه1.


1- أنظر الأقسام في القرأن / الشيخ السبحاني _سورة االمدثر والطارق .

2011-10-24