يتم التحميل...

بكاء النبي (ص) على ولده وتسليمه بقضائه تعالى

إبراهيم بن رسول الله(ص)

عن جابر بن عبد الله قال أخذ رسول الله صلى الله عليه واله: بيد عبد الرحمن بن عوف فأتى إبراهيم وهو يجود بنفسه، فوضعه في حجره، فقال: يا بني إني لا أملك لك من الله شيئا وذرفت عيناه، فقال له عبد الرحمن: يا رسول الله صلى الله عليه واله تبكي،

عدد الزوار: 174

عن جابر بن عبد الله قال أخذ رسول الله صلى الله عليه واله: بيد عبد الرحمن بن عوف فأتى إبراهيم وهو يجود بنفسه، فوضعه في حجره، فقال: يا بني إني لا أملك لك من الله شيئا وذرفت عيناه، فقال له عبد الرحمن: يا رسول الله صلى الله عليه واله تبكي، أو لم تنه عن البكاء ؟ قال إنما نهيت عن النوح عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند نعم: لعب ولهو ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان، إنما هذه رحمة، من لا يرحم لا يرحم، لو لا أنه أمر حق، ووعد صدق وسبيل بالله وأن آخرنا سيلحق أولنا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا، وإنا بك لمحزونون، تبكي العين، ويدمع القلب، ولا نقول ما يسخط الرب عزوجل. وفي رواية اخرى: يحزن القلب، وتدمع العين، ولا نقول ما يسخط الرب.

وعن محمود بن لبيد قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه واله فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه و اله فخرج رسول الله صلى الله عليه واله حين سمع ذلك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تنكسفان لموت أحد، ولا لحياته، وإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى المساجد. و دمعت عيناه، فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه واله تبكي وأنت رسول الله ؟ فقال: إنما أنا بشر، تدمع العين، ويفجع القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، و الله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون.

وقال النبي صلى الله عليه واله يوم مات إبراهيم: ما كان من حزن في القلب أو في العين فانما هو رحمة، وما كان من حزن باللسان وباليد فهو من الشيطان.

وروى الزبير بن بكار أن النبي صلى الله عليه واله لما خرج بابراهيم خرج يمشي ثم جلس على قبرة، ثم ولي، ولما رآه رسول الله صلى الله عليه واله قد وضع في القبر، دمعت عيناه، فلما
رأى الصحابة ذلك بكوا حتى ارتفعت أصواتهم، فأقبل عليه أبو بكر فقال: يا رسول الله تبكي وأنت تنهى عن البكاء ؟ فقال النبي صلى الله عليه واله تدمع العين، و يوجع القلب، ولا نقول ما يسخط الرب.1


1- لاحظ مجموع الروايات في مسكن الفؤاد / الشهيد الثاني ص35_37.

2010-09-28