علاقة الدعاء بالعبادة
في رحاب الدعاء
العبادة هي أحد الأمور التي يصدق عليها مفهوم الدعاء اللغوي الواسع، ويدل على ذلك آيات قرآنية كثيرة وردت في هذا السياق، منها قوله تعالى: (لن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)(الكهف:14): أي لن نعبد إلها دونه، فهذه الآية وغيرها تترجم الصلة اللغوية الدائمة القائمة بين العبادة والدعاء .
عدد الزوار: 252
العبادة هي أحد الأمور التي يصدق عليها مفهوم الدعاء اللغوي الواسع، ويدل على ذلك آيات قرآنية كثيرة وردت في هذا السياق، منها قوله تعالى: ﴿لن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾(الكهف:14): أي لن نعبد إلها دونه، فهذه الآية وغيرها تترجم الصلة اللغوية الدائمة القائمة بين العبادة والدعاء . أما الصلة الاصطلاحية بين العبادة والدعاء، فإن الدعاء في نفسه عبادة، لأنهما يشتركان في حقيقة واحدة، هي إظهار الخشوع والافتقار إلى الله تعالى، وهو غاية الخلق وعلته، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾(الذاريات:56) . فالدعاء والعبادة يعكسان الفقر المتأصل في كيان الإنسان إلى خالقه تعالى مع إحساسه العميق بالحاجة إليه والرغبة فيما عنده. قال الإمام الصادق عليه السلام: الدعاء هو العبادة التي قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾(غافر:60) .فظهر أن الدعاء هو معظم العبادة وأفضلها وعن الإمام الباقر عليه السلام: أفضل العبادة الدعاء وعن سدير عنه عليه السلام، قال: قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام: أي العبادة أفضل ؟ فقال عليه السلام: ما من شئ أفضل عند الله عز وجل من أن يسأل ويطلب مما عنده. و قال الإمام الصادق ( عليه السلام ): عليكم بالدعاء، فإنكم لا تقربون بمثله .
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدعاء مخ العبادة ولا يهلك مع الدعاء أحد .
فجوهر العبادة إذن هو تحقيق الارتباط والعلاقة بين الخالق والمخلوق، والدعاء هو أوسع أبواب ذلك الارتباط وتلك العلاقة، فهو إذن مخ العبادة وحقيقتها وأجلى صورها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل العبادة الدعاء، وإذا أذن الله لعبد في الدعاء فتح له أبواب الرحمة، إنه لن يهلك مع الدعاء أحد .1
1- حقيقة الدعاء / مركز الرسالة ص 12-14