ما هو سبب منع الإجابة

الجواب هو: الاخلال بشرطها من طرف السائل اما بان يكون قد سئل الله عز وجل غير متقيد بآداب الدعا ولا جامع لشرايطه، وللدعا آداب وشروط لابد منها. روى عثمان بن عيسى عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: آيتين في كتاب الله أطلبهما ولا أجدهما قال: ما هما ؟ قلت: قول الله عز وجل: ( ادعوني استجب لكم ) فندعوه فلا نرى إجابة قال عليه السلام: افترى الله اخلف وعده ؟ قلت: لا قال: فلم ذلك ؟ قلت: لا ادرى. فقال: ولكني أخبرك من أطاع الله فيما امره ثم دعاه من جهة الدعا اجابه قلت: وما جهة الدعا ؟ قال: تبدء فتحمد الله وتذكر نعمه عندك ثم تشكره، ثم تصلى على النبي وآله، ثم تذكر ذنوبك فتقربها ثم تشتغفر الله منها فهذه جهة الدعا. ثم قال عليه السلام: وما الآية الأخرى ؟ قلت: قول الله عز وجل: ( وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين) ) وانى لأنفق ولا ادرى خلفا قال: افترى الله اخلف وعده ؟ قلت: لا قال: فلم ذلك ؟ قلت: لا ادرى قال عليه السلام: لو ان أحدكم اكتسب المال من حله وانفقه في حقه لم ينفق رجل درهما الا اخلف عليه.

ومن الاسباب: أن يكون قد سئل ما لاصلاح فيه ويكون مفسدة له أو لغيره إذ ليس أحد يدعو الله سبحانه وتعالى على ما توجبه الحكمة فيما فيه صلاحه الا اجابه، وعلى الداعي ان يشترط ذلك بلسانه أو يكون منويا في قلبه فالله يجيبه البتة ان اقتضت ا لمصلحة اجابتها، أو يؤخر له ان اقتضت المصلحة التأخير. قال الله تعالى: ( ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضى إليهم اجلهم ).

واما ان السائل لا يخلص في دعائه. واما ان الله قد احبّه فأحب إكثار السؤال منه تعالى.¹

^{1- عدة الداعي 16-18.}