يتم التحميل...

العقل والنقل يأمران بالدعاء

في رحاب الدعاء

اما العقل فلان دفع الضرر عن النفس مع القدرة عليه والتمكن منه واجب وحصول الضرر ضروري الوقوع لكل انسان في دار الدنيا إذ كل انسان لا ينفك عما يشوش نفسه ويشغل عقله ويضر به اما من داخل كحصول عارض يغشى مزاجه، أو من خارج كأذية ظالم، أو مكروه يناله من خليط أو جار ولو خلا من الكل

عدد الزوار: 214

اما العقل فلان دفع الضرر عن النفس مع القدرة عليه والتمكن منه واجب وحصول الضرر ضروري الوقوع لكل انسان في دار الدنيا إذ كل انسان لا ينفك عما يشوش نفسه ويشغل عقله ويضر به اما من داخل كحصول عارض يغشى مزاجه، أو من خارج كأذية ظالم، أو مكروه يناله من خليط أو جار ولو خلا من الكل بالفعل فالعقل يجوز وقوعه فيها واعتلاقه بها. كيف لا ؟ وهو في دار الحوادث التي لا تستقر على حال ففجايعها لا ينفك عنها آدمي اما بالفعل أو بالقوة فضررها اما حاصل واقع أو متوقع الحصول وكلاهما يجب ازالته مع القدرة عليه والدعا محصل لذلك وهو مقدور فيجب المصير إليه وقد نبه أمير المؤمنين وسيد الوصيين صلوات الله عليه وآله على هذا المعنى حيث قال: ما من أحد ابتلى وان عظمت بلواه بأحق بالدعا من المعافى الذي لا يأمن من البلاء فقد ظهر من هذا الحديث احتياج كل أحد إلى الدعا معافا ومبتلى، وفايدته رفع البلاء الحاصل ودفع السوء النازل أو جلب نفع مقصود أو تقرير خير موجود ودوامه ومنعه من الزوال لأنهم عليهم السلام وصفوه بكونه سلاحا، والسلاح مما يستجلب به النفع ويستدفع به الضرر وسموه أيضا ترسا والترس: جنة يتوقى بها من المكاره. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: تدعون ربكم بالليل والنهار فان سلاح المؤمن الدعا. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: الدعا ترس المؤمن ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك. وقال الصادق عليه السلام: الدعا انفذ من السنان الحديد.

اما النقل فمن الكتاب والسنة اما الكتاب فآيات: منها قوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (البقرة:186).

واعلم أن هذه الآية قد دلت على أمور: الأول تعريضه تعالى لعباده بسؤاله بقوله: وإذا سئلك عبادي عنى فانى قريب.

الثاني غاية عنايته بمسارعة اجابته ولم يجعل الجواب موقوفا على تبليغ الرسول بل قال:( فانى قريب ) ولم يقل: قل لهم: انى قريب. الثالث خروج هذا الجواب بالفاء المقتضى للتعقيب بلا فصل. الرابع تشريفه تعالى لهم برد الجواب بنفسه لينبه بذلك على كمال منزلة الدعا وشرفه عنده تعالى ومكانه منه.

وجاء في الروايات: عن الباقر عايه السلام: ولا تمل من الدعا فإنه من الله بمكان.

وقال لبريد بن معاوية بن وهب وقد سئله كثرة القراءة أفضل أم كثرة الدعا ؟ فقال: كثرة الدعا أفضل ثم قرء قوله تعالى: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (الفرقان:77) . الخامس دلت هذه الآية على أنه تعالى لامكان له إذ لو كان له مكان لم يكن قريبا من كل من يناجيه. السادس امره تعالى لهم بالدعا في قوله: ( فليستجيبوا لي ) أي فليدعوني. السابع قوله تعالى ( وليؤمنوا بي ) وقال الصادق عليه السلام: أي وليتحققوا انى قادر على اعطائهم ما سئلوه فأمرهم باعتقادهم قدرته على اجابتهم. 1


1- عدة الداعي ص13-15.

2011-08-18