الموضوع: تعيين المشرف على شؤون المعاقين واستحداث تنظيمات مناسبة في مؤسسةالشهيد
قرار
المخاطب: مير حسين موسوي (رئيس الوزراء)
عدد الزوار: 51
التاريخ: 3 آذر 1367 هـ. ش/ 13 ربيع الثاني 1409 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المخاطب: مير حسين موسوي (رئيس الوزراء)
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد المهندس مير حسين موسوي، رئيس الوزراء المحترم أيده الله تعالى
نظراً إلى طلب سماحة حجة الإسلام الحاج الشيخ مهدي كروبي، في رسالة بعث بها قبل فترة، باناطة إدارة شؤون معاقي الثورة الإسلامية والحرب المفروضة بمؤسسة أو تشكيلات خاصة مستقلة وذلك لتوفير متابعة أفضل لشؤون المعاقين وأسر الشهداء؛ وإذ اتقدم بالشكر والتقدير لسماحته وكافة المسؤولين والمتصدين لمؤسسة شهيد الثورة الإسلامية والمركز الطبي في المؤسسة لا سيما السيدة كروبي 1 التي بذلت غاية التضحية والإيثار تجاه هؤلاء الأعزة؛ أكلفكم بمسؤولية إدارة شؤون المعاقين الأعزاء والعمل على إيجاد تشكيلات جديدة، بالاستفادة من خبرات وتجارب مؤسسة شهيد الثورة الإسلامية، تأخذ على عاتقها مهمة خدمة المعاقين وتوفير احتياجاتهم. ونظراً لما أتوسمه فيكم من حكمة وتقوى والتزام، آمل أن تتم متابعة كافة شؤون صانعي الملاحم هولاء و شهداء الثورة الأحياء، على أكمل وجه. على أن تواصل مؤسسة شهيد الثورة الإسلامية كما في السابق وبتفرغ أكبر، جهودها بمتابعة شؤون الأُسر المعظمة للشهداء والمفقودين والأسرى.
ونظراً إلى إمكانية محاولة البعض هذه الأيام إثارة الشبهات إزاء جهود الحكومة المخلصة للشعب وتشويش أذهان العامة بدافع الإساءة إلى جهودكم الصادقة والجبارة لا سيما بالنسبة للحرب؛ أرى من الضروري التذكير بهذه الملاحظة وهي أني اعتبركم كما في السابق إنساناً مؤهلًا وكفوءاً ومخلصاً للثورة الإسلامية، ولن أنسى جهودكم في مرحلة الحرب وتجهيز القوات الإسلامية المسلحة. وأعلن عن دعمي ومساندتي لكم الآن أيضاً.
وبما أن قادة البلد والهيئة الاستشارية المسؤولة عن عملية البناء وإعادة الأعمار، ستقوم في الأيام القليلة القادمة بابلاغ الحكومة بسياسة وخطط البناء والأعمار، فان الحكومة مطالبة بوضع عملية البناء في طليعة أولوياتها وتكريس جهودها باستقلال كامل لأعمار كل الدمار الذي لحق بالبلد.
وعلى الشعب الإيراني العزيز والنبيل، الذي وضع كل ما لديه في طبق الإخلاص والعبودية لله تعالى، أن يعي تماماً بأن أمامه طريق طويل للوصول إلى الاستقلال الحقيقي. وغير خافٍ على الجميع أن حجم الدمار الكبير يتطلب وقتاً وجهداً للبناء وإعادة الأعمار، ويجب أن لا يتوقعوا أن يتم إصلاح كل ذلك بين ليلة و ضحاحها.. اننا الآن في بداية الطريق، ونحن بحاجة إلى سنوات كي نتمكن من إعادة بناء وطننا العزيز بهمة وجهود كافة المسؤولين والشعب العزيز. فربما يحاول بعض المغرضين والمعارضين للثورة، ممن عجزوا عن إلحاق لطمة بالإسلام والثورة بمختلف السبل والوسائل، يحاولون اليوم من خلال إطلاق الشعارات ورفع مستوى التوقعات لدى أبناء الشعب، تحقيق أهدافهم المشؤومة. ومن خلال وضع أصابعهم على المشاكل التي هي وليدة سنوات الحرب المفروضة، يسعون إلى تشويه صورة المسؤولين في أنظار الناس، عبر ترويج تساؤلات من قبيل: ها قد انتهت الحرب فلماذا لا تنتهي المشاكل؟. وينبغي أن نقول لأمثال هؤلاء: هل أن انهاء المشاكل بهذه السهولة؟ وهل تخلصت بلادنا من الحصار المفروض عليها؟ وهل يمكن إصلاح واعمار المراكز المتضررة نتيجة للحرب من محطات الكهرباء والطاقة والمصانع، في يوم وليلة حتى يتسنى لنا القول بالأمس كانت الحرب وكانت الأعذار مقبولة، ولكن اليوم انتهت الحرب فلماذا كل هذه النواقص؟. ولا يخفى أننا نقول هذا الكلام من باب تذكير المؤمنين، وإلا فان شعبنا الوفي والثوري على استعداد لمزيد من الصبر والتضحية لتحقيق الاستقلال الحقيقي والاكتفاء الذاتي. وأنا واثق أن الشعب الإيراني لن يستبدل لحظة واحدة من عزته واستقلاله بألف عام من الحياة المنعمة في ظل التبعية للأجانب والغرباء.
وفي الختام، اتقدم مرة أخرى بالشكر والتقدير للجهود المخلصة والصادقة لصديقي العزيز سماحة حجة الإسلام السيد كروبي. وآمل أن يتعاون كل الذين كانوا في خدمة معاقي الحرب المفروضة مع السيد رئيس الوزراء بصدق وإخلاص.
نسأل الله تعالى أن يمنّ على جميع المسؤولين وعلى الحكومة المضحية والشعب الإيراني النبيل، بتوفيق الصبر والإيثار في طريق الإسلام. والسلام عليكم ورحمة الله.
3/ 9/ 1367
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج21، ص:183
1- السيدة فاطمة كروبي، المشرف على المركز الطبي التابع لمؤسسة شهيد الثورة الإسلامية.