الموضوع: ضرورة مشاركة الشعب في البناء و الاعمار
خطاب
المخاطب: السيد علي الخامنئي (رئيس الجمهورية)، ميرحسين موسوي (رئيس الوزراء)، واعضاء مجلس الوزراء.
عدد الزوار: 141
التاريخ: 8 شهريور 1367 هـ. ش/ 17 محرم 1409 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المناسبة: أسبوع الحكومة
المخاطب: السيد علي الخامنئي (رئيس الجمهورية)، ميرحسين موسوي (رئيس الوزراء)، واعضاء مجلس الوزراء.
بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة الإبقاء على التأهب في مواجهة العدو
أتقدم أولًا بالشكر لمجلس الوزراء والشعب الإيراني الذين يؤدون المهام الموكلة إليهم بكل عزم ويبذلون كل ما في وسعهم للحفاظ على عظمة الإسلام واجتثاث كل الأشواك التي تعترض طريقه، رغم كل الضغوط التي تعرضت لها البلاد لا سيما خلال فترة الحرب. واليوم لا بد لنا من التحدث في بعض الأمور. منها اننا يجب أن لا نعتبر الحرب قد انتهت، بل يجب أن نعتبر أنفسنا في حالة حرب لأن أعداءنا سواء الكبار كأميركا وروسيا أو أذنابهم من قبيل صدام وأمثاله ونظراً إلى أنهم يعارضون الإسلام وقد رأوه اليوم بات قوة كبرى تتصدى لهم، فانهم لن يكفوا عن التآمر ضده. لذا يجب أن لا نغفل عن ذلك. وعلى كافة أبناء الشعب والقوات المسلحة أن يكونوا على أهبة الاستعداد، والاهتمام بأمر التوجه إلى الجبهات وعدم التهاون بهذا الخصوص.. فمن الممكن أن يشاع بين الناس بأن الحرب قد انتهت، والعمل على اضعاف عزائم المقاتلين، في حين أن القضية لم تنته بعد. إن أمثال هؤلاء يتطلعون إلى تحقيق مآربهم ولو بأيدي الشعوب وحكوماتها. وكونهم لا يستطيعون فعل ذلك في إيران، لأن كل من الشعب والحكومة يقفان ضدهم، لذلك فهم يبحثون عن أساليب أخرى. ومن هنا ينبغي أن نكون يقظين. يجب الإبقاء على الجبهات عامرة. يجب أن نعتبر أنفسنا في حالة حرب. وكما ترونهم فإنهم لا يعبأون بما يقولون. فاليوم يدعون إلى الحرب. وغداً يطالبون بالسلام. ومن ثم يبدأون الحرب. وهكذا. فلا بد لقواتنا المسلحة ولأبناء شعبنا المحافظة على تأهبهم واستعدادهم للرد على أي عدوان.
ضرورة مشاركة الشعب في اعاده الاعمارو أشراف الحكومة
الأمر الآخر هو مسألة البناء والأعمار التي تعتبر مسألة في غاية الأهمية. فإذا أراد الشعب أن يساهم في عملية اعادة الأعمار دون تخطيط وتنسيق، ستحدث فوضى. وان الحكومة وحدها غير قادرة على الاضطلاع بعملية البناء. لذا لا بد من مساهمة أبناء الشعب وبذل كل ما في وسعهم لإنجاز هذا الأمر الهام، ولكن بأشراف الحكومة. ولا شك سوف يثار جدل حول ما هو مهم وأهم. وان السبيل الأمثل هو تشكيل هيئة تتولى تشخيص المصلحة تضم في عضويتها رؤساء السلطات الثلاث تأخذ على عاتقها مهمة تحديد الأولويات ومن أين نبدأ وكيف ينبغي أن يكون التنفيذ. وفي جميع الأحوال ينبغي أن يكون هناك تنسيق عام بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص كي لا تحدث فوضى. وعلى الحكومة أن تفسح المجال لأبناء الشعب للمساهمة في عملية الأعمار. وعلى الشعب أن يعطي الفرصة للحكومة للبرمجة والتخطيط والسير في عمليات البناء بخطوات مدروسة. وربما تحاول بعض الأيادي المدسوسة استغلال الأوضاع وإثارة الفوضى، فلا بد من الالتفات إلى ذلك وأن هذا الأمر يقع على عاتق هيئة تشخيص المصلحة المكونة من قادة البلد. فلا بد لكبار المسؤولين من الأشراف على سير الأمور بمشاركة الشعب. مثلما ينبغي الآن بعد توقف العمليات العسكرية ان يساهم الشعب في الأعمال التجارية الحرة ولكن باشراف الحكومة.
وعلى الحكومة أن لا تسمح باستيراد ما يفسد المجتمع. الدولة تسمح للتجار بالاستيراد والتجارة ولكن تحت اشرافها حتى لا تحدث مفسدة. هذا أيضاً من الموضوعات المهمة التي ينبغي الالتفات إليها بدقة.
ثمة أمور أخرى من هذا القبيل يجب أن نتحلى بالوعي واليقظة في التعامل معها. ويجب أن لا نتوهم بأن كل شيء يجب أن يتحقق على وجه السرعة. فربما هناك من يقول: ها قد انتهت الحرب فليتم انجاز كل شيء على وجه السرعة. ولكن الأمر ليس بهذه السهولة حتى يمكن تحقيق كل شيء على وجه السرعة.. لقد دمروا مدن البلاد على مدى ثماني سنوات، ولا بد من وقت كاف لإعادة بنائها وأعمارها، لأن عملية البناء تستغرق وقتاً. وعلى الشعب أن لا يصغي لكلام هؤلاء المغرضين الذين يطالبون بانجاز كل شيء في يوم وليلة، كلا ليس بالإمكان ذلك. وعلينا أن نكون في غاية الدقة في ذات الوقت الذي نحافظ فيه على اهبتنا واستعدادنا للرد على العدو إذا ما باغتنا.
آمل أن يوفقكم الله تعالى ويسدد خطاكم مثلما انتم عليه الآن. فقد استطعنا لحد الآن أن نمضي قدماً بمسيرة الثورة بفضل التسديد الإلهي. والمهم هو التوكل على الله تبارك وتعالى، لأن كل ما تحقق لحد الآن كان بيده سبحانه. ومن الآن فصاعداً بيده أيضاً جل وعلا. ونحن تابعين له عز وجل ونأتمر بأمره. وعليكم الاهتمام بهذا الأمر ومضاعفة إتكالكم على الله وزيادة توجهكم إليه سبحانه، فنحن لسنا بشيء. نحن لا شيء. فهو كل ما في الوجود، وهو الذي يصرف الأعمال. وأنا أيضاً واجبي الدعاء لكم. أنا أدعو لكم جميعاً، واسأل الله تبارك وتعالى التوفيق لكم جميعاً وان يمنّ عليكم بالعافية.. إن يمنّ على الشعب الإيراني بالتوفيق والعافية، والقضاء على أعداء الإسلام. والسلام عليكم ورحمة الله.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج21، ص:109,107