التاريخ 28 شهريور 1363 هـ. ش/ 23 ذو الحجة 1404 هـ. ق
المكان: طهران، جماران
المخاطب: عباس واعظ طبسي
بسم الله الرّحمن الرّحيم
في عصر إزدهار الثورة الإسلامية يلزم تجليل المجاهد العظيم الشأن والملتزم الشريف والعالم الكبير الذي عاش في عهد رضا خان الأسود، الذي ضاق فيه الخناق على المؤمنين، كما يلزم الاحتفاء به وتكريمه، وذلك أنه لم يتقاعس عن إحقاق الحق وإبطال الباطل في وقت تكسّرت فيه الأقلام وكُمّت الأفواه وخُنِقت الحناجر، فيومئذ حيث سلب في الحقيقة الشعب الإيراني المظلوم حق الحياة، وخلت الساحة لجولان الشقي والمتهتك، وتلطخت أيدي عملائه السَفلةِ إلى المرافق بدماء إخواننا الأعزّاء من أحرار الوطن والعلماء الأعلام وفئات الشعب المختلفة. فهذا العالم الضعيف البنية بجسمه النحيف وروحه الكبيرة المفعمةبالإيمان والصفاء والحقيقة ولسانه الذي يشبه سيف حيدر الكرار، قد وقف بوجههم وصرخ فيهم وقال الحق وأعلن جرائمهم على الملأ، وضيق المجال على رضا خان الكذائي وسوّد عليهم أيامهم، وقدّم أخيراً روحه الطاهرة في سبيل الإسلام العزيز والأمة الشريفة ونال الشهادة غريباً بأيدي جلادي الشاه الظالم، والتحق بأجداده الطاهرين. كان شهيدنا الكبير المرحوم مدرّس الذي تقصر عنه الألقاب وتصغر أمام عظمته-\ كوكباً لامعاً في جبين البلد الذي كان يبدو من ظلم رضا شاه وجوره مظلماً، ومن لم يدرك ذلك الزمان المحفوف بمخاطر الظلم ومخاوفه لا يستطيع أن يدرك قيمة هذه الشخصية صاحبة المقام الرفيع. إنَّ أمّتنا مدينة لخدمات هذا الرجل العظيم وتضحياته.
و الآن وقد رحل عنا مرفوع الرأس، علينا أن نتعرّف علي أبعاده الروحية ورؤيته السياسية والإعتقادية أكثر فأكثر ونعرّفها للآخرين، وبالخدمة الضئيلة بتجديد بناء مزاره الشريف النائي وإحيائه، رأيت من المناسب أن أولّى هذه الخدمة سماحة حجة الإسلام الحاج الشيخ عباس واعظ الطبسي أيّده الله تعالى هذا الرجل الخادم للإسلام والمرقد الرضوي المقدس إذ قام في مدة قصيرة من تولية سدانة مرقد الإمام الرضا سلام الله عليه وعلى آبائه بازاحة الستار عن نهب النظام البهلوي الظالم الذي استمر خمسين عاماً جزاه الله عن الإسلام خيراً آمل أن يكمل هذه الخدمة بشكل يتناسب وشخصية ذلك الرجل العظيم كخدماته القيّمة الأخرى فيجلب بذلك رضا الله تعالى وسرور الإمام الرضا سلام الله عليه وولده العزيز حضرة بقية الله أرواحنا لمقدمه الفداء.
أسأل الله تعالى الرحمة لهذا الرجل التاريخي العظيم في جوار قدسه، والعظمة للإسلام، والسعادة للشعب الغيور، والنصر لمجاهدي الإسلام على جيش الظلم والكفر، والمغفرة للشهداء في سبيل الله، خصوصاً شهداء الحرب المفروضة، والصحة والسلامة للمصابين والخلاص للأسرى والمفقودين، والصبر والأجر لأسرهم. والسلام على عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني
* صحيفة الإمام، ج19، ص: 67
2011-06-22