يتم التحميل...

الموضوع: جواب رسالة أحد الشبّان‏

رسالة

المخاطب: علي رضا اقا خاني‏

عدد الزوار: 64

التاريخ إسفند 1364 هـ. ش/ جمادى الثانية 1406 هـ ق‏
المكان: طهران، جماران‏
المخاطب: علي رضا اقا خاني‏

حضرة الحاج رسولي المحترم.
بعد عرض السلام والإرادة والإخلاص، إنَّ الغاية من إزعاجكم رجاء أمرين فيما يتعلق بعلاقتك بالإمام، وهذان الأمران سوف لن يضايقانك كثيراً فالرجاء أن لا تتضايق منهما ونسأل الله أن يتفضل بالمغفرة والرحمة اللامتناهية في الآخرة إن شاء الله.

الرجاء الأوّل إبلاغ سلامي بعنوان فرد مسلم مقلد ومجاهد وأخ لشهيد، الى المرجع الكبير والإمام العزيز.
إعرض على مقامه المقدّس أنني أقسم بعزّة الله وجلاله أننا في ديار الغربة هذه أحيا بعشق رؤية صورته في التلفزيون وسماع حديثه المحيي وباعث الروح في أجسادنا الميتة. عندما ارتقى الامام أمير المؤمنين عليه السلام المنبر وقال: (سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن طرق السماء فإني أعلم بها من طرق الأرض)، نهض أحد العرب وسأله: كم شعرة في لحيتي؟ إننا سوف لن نغفر لذلك الشخص أبداً، إذ لو سأل هذا الشخص وأمثاله الامام عن البحر اللامتناهي من المعارف الإسلامية لكان في ذلك هداية المسلمين والمؤمنين وسعادتهم هم والأجيال القادمة ولكنهم قصّروا في ذلك وطبيعي أن ينسحب هذا الإشكال على كثير من مسلمي عصر النبيّ الأكرم صلى الله عليه واله وسلم والأئمة الأطهار عليهم السلام.

وبما أننا لا نود ان نؤاخذ بهذا الإشكال نفسه فإننا نرجو سماحة الإمام رجاء مخلصاً أن يتفضل بإرشاد الناس وخصوصاً الجيل الشاب الذي استيقظ بثورة سماحة وأصبحوا مشتاقين لطلب الهداية والتعرّف على المعارف الجميلة وفقه الإسلام العزيز والسير في طريق الأئمة الأطهار عليهم السلام ويفيض علينا بمشاهداته من عوالم الغيب ومكاشفاته، من أنوار معارف الإسلام العزيز، نحن الجيل الشابّ الذين أشعلت هذه الثورة النار في أرواحنا، وأن لا يحرمنا من ذلك، بحيث لايجعلنا في تلك الدار لو كنا مؤهلين للحشر معه أن نتعلق بأذياله ونعتب عليه. وكانت قلوبنا تأنس بتفسير الإمام للقرآن وقد قطع هذا للأسف الشديد. نأمل من سماحته أن يعمل بما يرى فيه الصلاح على تهدئة أمواجه جيل الشبّان الذين أعلم أنهم كثيرون والذين قد تلاطمت في هذه الثورة أمواج بحر فطرتهم الباحثة عن الحق وأنا الحقير واحدٌ منهم فيهدّئ بنفسه الذي أشبه بنفس المسيح إن شاءالله هذا البحر المتلاطم كي لا تقذف بأمواجها إلى أرض البطالة والضلال.

و أمّا الرجاء الثاني: فإنني في اليوم السابع والعشرين من آذر سنة (1362)، وبمناسبة يوم التضامن والوحدة بين طالب الحوزة وطالب الجامعة، بعثت برسالة إلى مكتب الإمام ضمَّنتها ثلاثة أسئلة فلسفية واقتراحاً محدَّداً ومهماً فيما يتعلق بالتضامن والاتحاد بين الطالب الحوزوي والطالب الجامعي.

بما أنني كنت قد كتبت الاقتراح بشكل مفصل فإنني أحجم عن ذكره هنا، وبالطبع لم يصلني جواب رسالتي فاتصلت تلفونياً بمكتب الإمام فقالوا: إنَّ الرسائل تحفظ ولا تعرض على الإمام «1» و توسلت إليهم بايصال رسالتي إلى الإمام فإنَّ رأى المصلحة في عرض اقتراحي على العامة فليأمر بذلك وليتفضل بإجابتي على أسئلتي بعدة أسطر لأضعها أمام ناظريّ فتطمئن روحي وتكون قوّة لقلبي وشفاءً. وطبيعي أن أطلب هذا بعنوان عائلة شهيد حيث آمل إن شاء الله بالحرمة والقدر الذي للشهداء وعوائلهم عند الإمام أن يمنَ‏علينا بهذا ولا يحرمنا منه وأنا أعاهده على أن أكون ممّن يليق بهم هذا الفضل إن شاءالله.

إنني أعلم بالطبع أنَّ رجائي هذا من أعتاب الإمام رجاءٌ في غير موضعه ولا أرى نفسي لائقة له ولكني أعلم أن سماحته أكبر من رجائي. اعذروني على طول الرسالة، وختاماً أتوسّل إليكم أن لا تتقاعسوا عن إجابة رجاء هذا الحقير وأن تتفضلوا بقبول زحمتي وأن يكون هذا واحداً من بركات سفركم إلى هذه المحافظة إن شاء الله، وأن يتفضل الله عليكم بعنايته في الدنيا والآخرة إن شاء الله. وأنا مدين لكم مسبقاً بهذا اللطف، حفظكم الله، على أمل طول عمر سماحة الإمام بالعزّة والسلامة، وفرج حضرة ولي العصر عجل الله فرجه الشريف.
مع شكر أخيكم الصغير علي رضا اقا خاني 1/ 12/ 1364.

العنوان: زاهدان جام جم بلوك 26 الطابق الثاني رقم 3

باسمه تعالى‏

ولدي العزيز. آمل أن أوفق لشكر أمثالك الأعزّاء، وأسأل الله تعالى لكم التوفيق والسعادة، وأن يمنَّ بالسعادة على شعبنا العظيم الذي لم يتقاعس عن تقديم أية تضحية في سبيل الإسلام، وأن يوفق مقاتلينا الأعزّاء جداً للنصر النهائي، سوف لا أنساكم من الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

روح الله الموسوي الخميني‏

* صحيفة الإمام، ج‏19، ص: 432


1- فضلًا عن مئات الرسائل الرسمية والإدارية والتقارير المتعددة من الوزارات والمؤسسات والشخصيات من داخل البلاد وخارجها، هناك مئات الرسائل من قبل الناس العاديين، والتي تحتوي على موضوعات مختلفة من قبيل اظهار الاخلاص والتأييد والدعم للإمام والنظام، وحتى عرض المسائل الشخصية وشكاوى الافراد والمؤسسات، تصل الى مكتب الإمام الخميني. وبالطبع لم يتوفر الوقت الكافي لمطالعة جميع الرسائل العادية سوى الرسائل المرسلة من المسؤولين السياسيين والثقافيين والرسائل والتقارير الإدارية المفصلة وذلك لحجم الاعمال واللقاءات والاجتماعات المختلفة، الّا أن كل واحدة من هذه الرسائل كان يطالع في قسم من المكتب في نفس اليوم. وفيما يتعلق بنطاق أعمال مكتب الإمام، مع الاخذ بنظر الاعتبار المنشورات المتعددة الخاصة بالمكتب، فإن متابعة واحصاء بقية الحالات تقسم كل يوم في أكثر من 30 موضوعاً تشمل موضوعات مختلفة حتى النقد والاهانة ثم يقدم تقرير إحصائي إلى الإمام الخميني.

2011-06-22