يتم التحميل...

الموضوع: الهدف الرئيس؛ سيادة الإسلام‏

تصريحات

الحاضرون: أعضاء مجلس صيانة الدستور من الفقهاء والقانونيين‏

عدد الزوار: 104

التاريخ: 20 آذر 1362 هـ ش/ 6 ربيع الأول 1404 هـ ق‏
المكان: طهران، حسينية جماران‏
الحاضرون: أعضاء مجلس صيانة الدستور من الفقهاء والقانونيين‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

مفهوم العدول عن الفتوى عند الفقهاء

إن ما يهمنا هو أننا نريد تطبيق الأمور على أساس الشريعة الإسلامية فإذا ما ارتكبنا خطأ في السابق يجب أن نعترف بصراحة بأننا أخطأنا، والعدول عن الفتوى إلى فتوى أخرى عند الفقهاء يعني ذلك تماماً. فعندما يعدل فقيه عن فتواه فإن ذلك يعني أنني أخطأت وأقرّ بخطأي. يجب على فقهاء مجلس صيانة الدستور وأعضاء مجلس القضاء الأعلى أن يكونوا كذلك إذ أنهم لو ارتكبوا خطأ عليهم أن يقولوا بصراحة إننا أخطأنا وأن يرجعوا عن كلامهم. إننا لسنا معصومين. إنني كنت أظن قبل الثورة بأنه إذا انتصرت الثورة فسيكون هناك أناس صالحون ينفذون الأمور حسب الموازين الاسلامية فلذلك قلت مراراً إن رجال الدين سيتركون كل شي‏ءٍ ليعودوا إلى أعمالهم، ثم رأيت بعد ذلك أن أغلبية هؤلاء غير صالحين وعرفت أن ما قلته كان خطأً فلذلك عدت لأعلن بصراحة أنني أخطأت. ذلك لأننا نريد أن نطبق الإسلام. انني قلت بالأمس كلاماً وقلتُ اليوم كلاماً آخر وسأقول غداً كلاماً آخر لا يمكن أن أظل أكرر كلاماً واحداً فطالما لم يتم تطبيق أحكام الاسلام ولم يكن لدينا أفراد صالحين للعمل حسب أحكام الاسلام فإن على العلماء أن يستمروا في أعمالهم. إن وجود العلماء في مناصب مثل رئاسة الجمهورية أو غيرها لا يكسبهم منزلة فإنهم يقومون بذلك كواجب. وخلاصة القول أننا يجب ألّا ننسى شيئاً واحداً وهو أننا نريد تطبيق أحكام الإسلام.

الخوف من تكرار مصير الحركة الدستورية

لا يساورني اليوم أي قلق لأنني أعرف الأشخاص في الغالب فهم في غالبيتهم أناس ملتزمون ومتدينون. بل إن ما يقلقني هو أن نتقاعس عن تطبيق الإسلام وألا ندقق في ذلك فتحصل مشاكل لاحقاً. لا نريد تكرار الحركة الدستورية التي أسسها السادة ثم جاء بعض الساسة المستبدين الذين أصبحوا من دعاة الحركة الدستورية وسيطروا على الحكم فأسسوا البرلمان‏ وكان في كل دورة أسوأ من قبلها. إنني لا أخاف اليوم شيئاً وإنما خوفي من أننا لا نتمكن من تسليم الأمور بشكل جيد إلى من يأتي بعدنا وإنني أخشى ان يؤثر فينا كلام الأجانب فنتقاعس عن تطبيق أحكام الاسلام. يجب علينا أن نسلّم الأمور إلى من يأتي بعدنا بنفس القوة التي هي عليها اليوم. علينا ترسيخ النظام الإسلامي وتسليم الامانة لمن يأتي بعدنا ونكون قد أدينا واجبنا على أكمل وجه.

يجب ألّا نضعف ولا ننظر إلى ما تقول إلاذاعة الفلانية أو الحكومة الفلانية. فلتوجه الاذاعات الشتائم إلينا. فاليوم الذي تقف أمريكا مادحة لنا يشكل يوم حداد لنا. ففي اليوم الذي يمدحنا كارتر وريغان1 فإن ذلك يعني أن في أعمالنا خللًا، لأنه ينبغي أن يوجهوا إلينا الشتائم وعلينا أن نتقن أمورنا. على مجلس صيانة الدستور أن لا يهتم بأحد سوى الله، لابد من تطبيق الأحكام الأولية وعندما تقتضي الضرورة فإن الأحكام الثانوية يجب أن تطبق لابد من إرساء الأسس.

منع تدخل أصحاب النفوذ في الانتخابات‏

على مجلس صيانة الدستور ومجلس القضاء الأعلى ومجلس الشورى والحكومة أن يعملوا بشكل يضعون أساساً محكماً. إذا أردنا تطبيق الاسلام يجب أن نأخذ بعين الاعتبار المستقبل يجب ألا يحدث الضعف كما حصل في الحركة الدستورية. ليس الوضع اليوم مثلما كان عليه في عهد الحركة الدستورية حيث كان الطيبون أقلية، بل إنكم اليوم تشكلون الأغلبية وإن المنحرفين قلة. لقد قلت سابقاً حول الانتخابات بأن جميع شؤوننا يجب أن تكون على أساس الموازين الاسلامية وإن من يتم انتخابهم يجب أن يكونوا نافعين للاسلام وللجمهورية الاسلامية وأن يكونوا مؤمنين بالإسلام. ولا يكفي التصريح بل يجب أن يؤمنوا بذلك. فقد رأينا في بداية الثورة الكثيرين ممن كانوا يتظاهرون بالاسلام. طبعاً لا شك في أن أشخاصاً من الأقليات الدينية المعترف بها رسمياً سيتم انتخابهم. على الناس أن يسعوا عند اختيار الأشخاص إلى معرفة سوابقهم قبل الثورة وبعدها ومن ثم يدلوا بأصواتهم. إذاً المهم هو ان يكون الانسان صالحاً وليس انتماؤه إلى جماعة معينة. ولا أن يكون من رجال الدين ولا من حزب خاص أو من رجال السوق، إن هذه الأمور ليست مهمة فالأساس هو الموازين التي حددها القانون والإسلام. إن الدورة الأولى للبرلمان في عهد الحركة الدستورية لم تكن سيئة بل كانت جيدة ولكن الأمر تدنى بالتدريج حتى وصل إلى مرحلة أصبحوا فيها يختارون الأفراد بأنفسهم. علينا أن نسعى إلى أن تكون الدورة الثانية أفضل من الدورة الأولى وأن تكون المشاركة الشعبية أفضل من ذي قبل وأن يتواجد الشعب في الساحة. على الناس أن يستشيروا رجال الدين ومن يثقون بهم ومن ثم فليصوتوا لصالح‏ من أرادوا.

يجب ألّا تبتعد الجماهير عن الساحة فإذا ما تركوا الساحة انهزمنا. على الناس أن يمنعوا أصحاب النفوذ وغير الصالحين من الوصول إلى السلطة. فإذا ما اجتمع عدة أشخاص واختاروا أشخاصاً غير صالحين فعلى الناس ألا يصوتوا لهم. فإذا لم ينتبه الناس إلى ذلك فعلى المجلس أن لا يقبلهم. على الجميع أن يشتركوا في الانتخابات وألّا يتأثروا بأحد. فإذا أخذوا المشورة وتأكدوا من أنه مفيد للاسلام فليصوتوا له. وإذا ما كان هناك من يشكون في اخلاصه أو كان هناك منحرفون دخلوا الانتخابات فيجب ألّا يصوتوا لهم. علينا أن نصون مجلسنا وأن نعمل بشكل يكون أساساً لحكومة جيدة. إذا كان الناس يشتكون منّي فيجب ألا ييأسوا من الإسلام، لأني أنا الذي أخطأت فما علاقة ذلك بالإسلام. فاذا كان الناس يريدون الإسلام والاستقلال والتحرر من قيود الشرق والغرب، عليهم أن يشاركوا جميعاً في الانتخابات وأن يتواجدوا في الساحة، فإذا ما أخطأ ظالم فلا يوضع في حساب الإسلام، فلنعمل على إزالة الظلم والظالمين، فإذا ما رأينا ظلماً مورس بحق البعض في هذه الدورة فعلينا أن نضاعف جهدنا لإزالة الخطأ والظلم لا أن نتنحى جانباً ونبتعد عن الساحة لأننا إذا ابتعدنا عن الساحة سيزداد الظلم، إذاً لابد من مضاعفة اجتماعاتنا وحضورنا في الساحة. رزقكم الله القوة والسعادة.

والسلام عليكم ورحمة الله‏

* صحيفة الإمام، ج‏18، ص: 201-203


1- رؤوساء الجمهورية في أمريكا: جيمي كارتر من الحزب الديمقراطي ورونالد ريغان من الحزب الجمهوري.

2011-06-19