يتم التحميل...

الموضوع: اعتقال قادة الحزب الشيوعي،وتثمين جهود جند الإسلام المجهولين في وزارة الأمن

نداء

المخاطب: الشعب الإيراني‏

عدد الزوار: 135

التاريخ: 14 ارديبهشت 1362 هـ. ش/ 20 رجب 1403 هـ. ق‏
المكان: طهران، جماران‏
المخاطب: الشعب الإيراني‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

إذا كان فاتحو العالم يفتخرون بالجندي المجهول فان الإسلام العظيم والشعب النبيل وفاتحينا الأعزاء يفتخرون بآلاف الجنود المجهولين العظام الذين لا يتطلعون إلى الشهرة ويحققون لبلدهم الإسلامي والإسلام العزيز والشعب المربي للإنسان، مفاخر إعجازية وانتصارات كبيرة باهرة. فهناك فارق بين الجندي المجهول الذي تفتخر به القوى المادية في العالم وبين الجنود المجهولين الذين رباهم الإسلام ودين التوحيد، إذ أن دافع أولئك كسب القوة والظلم في الغالب، فيما ان دافع هؤلاء، الله والمطالبة بالحق.

إن جند الإسلام هم أصلًا مجهولون في هذا العالم رغم أنهم في غنىً عن التعريف. ويعد الإمام أمير المؤمنين أشهر جندي مضحٍ في الإسلام غير أنه أكثر الجنود مجهولية. فبأي فكر عرفاني وفلسفي وسياسي، وبأي قلم ولسان وبيان، يعرف الإنسان بهذا الجندي المجهول ويتعرف عليه ويعرّفه للآخرين؟ والموضوع هو ذاته مع الفارق في المنزلة. فجنودنا المجهولون يضحون صباحاً ومساء في كافة الجبهات وخلف الجبهات بشبابهم ووجودهم من أجل الإسلام والدين الإلهي، دون ان ينشدوا اسماً أو شهرة ودون أن يفكروا بذلك. وربما وبسبب ظروف عملهم لا تعرف زوجاتهم وأمهاتهم والمقربون منهم أية بطولات يحققها هؤلاء وأية مكاسب ينجزونها للثورة. فأحياناً تتعرفون على بطولاتهم وتضحياتهم من خلال جبهات القتال، غير أنكم ما لم تتوجهوا إلى خنادقهم التي هي أماكن لعبادة الله وتطلعون على نجواهم، لن يتضح عمق تضحيات هؤلاء وأبعاد محافلهم العرفانية- الإلهية.

وبغض النظر عن ذلك، فان شبابنا الكرام الأعزاء عملوا على اجتثاث جذور أعداء الإسلام والثورة في الجبهات الداخلية بدءً من الحروب الواسعة وانتهاءً بالتحركات المعادية لتكتلات المنحرفين الغافلين عن الله، ابتداءً من (الديمقراط) و (الكومله) ومروراً بالمنافقين و (فدائيي خلق) وحزب (خلق مسلمان)- كما يسمونه- وانتهاءً بحزب (توده) وبقية الفئات الأخرى، وبوحي من تضحياتهم ونصرتهم للحق تعالى استطاعوا ان يقضوا على كل هؤلاء بنحو إعجازي أثار دهشة العالم رغم كل عدائه لنا.

إن الكفاءة والمهارات الأمنية والاستخباراتية التي يتمتع بها هؤلاء الشباب المجهولون من حرس الثورة والتعبئة واللجان الثورية والإدعاء العام وكافة عشاق سبيل الله، تمكنت من إيقاع زعماء حزب (توده) الخونة في الفخ- هذه الأفاعي الرقطاء التي كانت تمارس نشاطها النفاقي للإيقاع بالإسلام، وان كل واحد منهم يمتلك خلفية طويلة تمتد لعشرين أو ثلاثين عاماً في العمل الحزبي والاستخباراتي والتجسس، ولديهم التخصص الكافي في هذه الأمور- وقادت إلى فخر واعتزاز الأمة الإسلامية لامتلاكها مثل هؤلاء الشباب المضحين، وأثارت إعجاب ودهشة الأجهزة التجسسية والاستخباراتية العالمية. ولا يخفى أن مثل هذا الإعجاز ما كان له أن يتحقق لولا هداية الحق تعالى والعناية الخاصة لولي الله الأعظم- أرواحنا فداه- ..

إن من واجب الشعب الإيراني شكر هذا الانتصار وتقديره بمختلف أبعاده لا سيما السياسية، وان يسعى لدعم كافة الأبطال على الحدود وفي الداخل. وليس من الإنصاف أن يُشْكِل البعض، بوحي من عقدهم الباطلة، على حراس الإسلام وحافظي البلد الإسلامي هؤلاء.

إلهي! نتقدم بالشكر إليك على هذه النعم التي مننت بها علينا وحفظتنا من كيد وخيانة المغرضين على يد الشباب العاشقين لك.

إلهي! نسألك أن تحفظ هؤلاء الأعزة المجاهدين في سبيلك من أجل شعبنا، وان ترحم شهداءنا، وأن تمنّ بالصبر والخير والبركة على أسرهم لا سيما أمهاتهم وآباؤهم وأزواجهم.

روح الله الموسوي الخميني‏


* صحيفة الإمام، ج‏17، ص: 343-344

2011-06-11