يتم التحميل...

مداراة الناس

قيد الدراسة2

قيل: انه كان أحد رجال المنبر مخالفاً للمرحوم السيّد محمد كاظم اليزدي، وكان يعرّض به أحياناً على المنبر. قال أحد العلماء: فإتّفق لي أن كنت في مجلس وكان فيه السيّد اليزدي قدس سره حاضراً، فجاء ذلك الرجل المخالف وصعد المنبر وهو لا يعلم بحضور السيّد لأنّه لأجل تقصيره في حقّ السيّد ما كان يتجرّأ على صعود المنبر عند حضوره ومشاركته في المجلس وفي الأثناء وقعت عيناه على السيّد

عدد الزوار: 70

 

قيل: انه كان أحد رجال المنبر مخالفاً للمرحوم السيّد محمد كاظم اليزدي، وكان يعرّض به أحياناً على المنبر.

قال أحد العلماء: فإتّفق لي أن كنت في مجلس وكان فيه السيّد اليزدي قدس سره حاضراً، فجاء ذلك الرجل المخالف وصعد المنبر وهو لا يعلم بحضور السيّد لأنّه لأجل تقصيره في حقّ السيّد ما كان يتجرّأ على صعود المنبر عند حضوره ومشاركته في المجلس وفي الأثناء وقعت عيناه على السيّد، فإرتبك وإضطرب، وتلجلج في كلامه، حتى انه أخطأ في بيان مسألتين شرعيّتين كان قد شرع في الكلام عنهما ممّا ألفت نظر الجميع إلى خطئه وأخذوا يرقبون ردّ السيّد له. لكن السيّد قدس سره لم يتكلّم بشيء ولم يعترض عليه حتى نزل الرجل عن المنبر، فطلبه السيّد ونبّهه على خطئه، وذلك بعد إقبال شديد منه عليه، وإحتفاء كبير به، حتّى كأن لم يكن بينهما حزازة أبداً، ثم قام الرجل وإنصرف.

قال وهو يواصل قصته: فحضرت المجلس في اليوم الثاني أيضاً، لأرى نتيجة ما حدث بالأمس، فإذا بالرجل جاء وصعد المنبر وتلا في طليعة منبره آية التوبة، ثم أعلن توبته عمّا كان يبدر منه أحياناً من سوء الأدب والإساءة إلى السيّد وقال: إنكم جميعاً قد رأيتم قصّتنا يوم أمس، فقد كان للسيّد الحقّ شرعاً وعرفاً في الإعتراض عليّ من تحت المنبر، لأنّي قد بيّنت الحكم مخالفاً للشرع إشتباهاً، وكان في ذلك إفتضاحي وإنكساري، ولكن السيّد لم يفعل ذلك مع ما كان يصله عنّي من سوء أدب وإساءة بالنسبة إليه، وإنما دعاني إليه، وبعد إكباره واحترامه لي أخذ ينبّهني بكلّ رحابة على اشتباهي في الحكم الذي ذكرت، ثم عقّب كلامه ذلك بقوله: نعم وهكذا يكون أخلاق مرجع كبير ونائب للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف حقّاً كالسيّد. ثم قال: الآن أنا نادم ممّا فعلت سابقاً ومعتذر إليه وإليكم، والعذر عند كرام الناس مقبول.

من حزم المرجعيّة


يحكى انه وقع قحط في بغداد أيام مرجعيّة السيد المرتضى علم الهدى قدس سره، وحيث ان السيّد كان يجري على طلبة العلم ورجال الدين الذين يحضرون درسه في بغداد المرتّب الشهري، إحتال يهودي للتوصّل إلى المرتّب الشهري والحصول عليه بإظهار الإسلام، والإنضمام إلى صفوف الطلبة. فأظهر اليهودي الإسلام وجاء إلى درس السيّد، وذلك في تلك الأيّام العجاف، والقحط الشديد، فقبله السيّد وأجرى له مرتّباً شهريّاً كما يجريه لبقيّة طلبته، وأحسن معاشرته. فلمّا رأى اليهودي حسن معاشرة السيّد، وطيب معاملة المسلمين، أسلم قلباً وآمن حقيقة، وبقي يواصل دراسته عند السيّد، ولم يفارقه حتّى الموت وذلك بعد أن هدى إلى الإسلام جماعة من أقربائه وذويه اليهود وهذا كان من بركة حزم السيّد قدس سره وحسن تقديره.

الترحيب بالضيف

قيل: انه كان من عادة الميرزا الكبير المجدّد الشيرازي قدس سره أن يأكل في اليوم مرّة، لا ثلاث مرّات، كما إعتاد عليه معظم الناس، وإتّفق أن ورد عليه الشيخ حبيب اللّه الرشتي قدس سره ضيفاً، فكان الميرزا قد أمر بتهيئة الطعام له في وجبات ثلاث وكان هو يحضر على المائدة في الأوقات الثلاثة احتراماً له، وإن كان لا يأكل إلا مرّة واحدة على عادته السابقة، وكان ذلك مع كثرة اشتغالاته وقلّة وقته قدس سره.

مع قائد ثورة العشرين

يقال: انه جاء رجل إلى المرحوم الشيخ ميرزا محمّد تقي الشيرازي قدس سره قائد ثورة العشرين، الثورة العراقية المعروفة ضدّ المستعمرين الإنجليز، فسبّه وأكثر من الرقيعة فيه، والمرحوم ساكت لا يتكلّم. وبعد ذلك أمر الميرزا بإرسال مقدار من الدابوعة (الرقّي) والنقود إلى داره. فقيل له في ذلك؟ فقال: انّ درجة حرارته قد إرتفعت، وهذا كان من أثرها، والدابوعة تخفّف من شدّة الحرارة فبعثت بها إليه ليعالج بها نفسه، ويتخلّص من العناء الذي أبتلي به، هذا وقد جرت العادة في سامراء بإرسال الطعام والفاكهة إلى بيوت أهل العلم والفقراء من أهل البلد.

2009-07-28