يتم التحميل...

الموضوع: الانجازات الاعجازية للثورة الاسلامية-النصر في جبهات القتال-جرائم المنافقين‏

بيان

المخاطب: اتحاد الجمعيات الطلابية الاسلامية في اوروبا

عدد الزوار: 89

التاريخ: 29 اسفند 1360 هـ. ش/ 24 جمادي الاولى 1402 هـ. ق1
المكان: طهران، جماران‏
المخاطب: اتحاد الجمعيات الطلابية الاسلامية في اوروبا

بسم الله الرحمن الرحيم‏

اتحاد الجمعيات الطلابية الاسلامية في اوروبا

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته‏

ايها الاخوات والاخوة الاعزاء والملتزمون! وصلتنا رسالتكم الموقرة داعيا الله تعالى ان يمن عليكم انتم الشباب المحترمين بالموفقية والسلامة والسعادة. لقد مضى ثلاث سنوات على قيام الجمهورية الاسلامية وقبر النظام الشاهنشاهي الظالم الحاكم منذ 2500 عام. وعلى الرغم مما واجهه هذا الوليد من مؤامرات وعمليات تخريب وجرائم وخيانات العناصر الداخلية ومن قبل القوى الشيطانية العظمى والدول العميلة في المنطقة وغيرها، لكنه استطاع وبيد القدرة الالهية المطلقة وثورة الشعب الايراني المظلوم والمعذب، ان يزيل جميع العراقيل عن طريقه ويحبط المؤامرات. وان الثورة الاسلامية تواصل طريقها بشكل اعجازي على رغم الدعايات المغرضة في الابواق الدعائية والصحافة التي يملكها اعداء الإسلام والجمهورية الاسلامية والذين لم يدخروا وسعا في توجيه الاتهامات والافتراءات الكاذبة اثناء الثورة وفي السنوات الاخيرة على وجه الخصوص وبجميع الاساليب لقمع هذا النظام الحديث. ولو كان أي نظام آخر تعرض إلى ما تعرض له هذا النظام لربما كان قد سقط وانهار، لكن الثورة الاسلامية واصلت طريقها وايقظت الكثير من المسلمين ومستضعفي العالم، ويحدونا الامل ان تقوم ثورة عظيمة وعامة في جميع ارجاء العالم ضد ناهبي العالم؛ أعداء البشرية والثورة الاسلامية تمضي قدما إلى الامام وتزداد قوة وانسجاما يوما بعد يوم، فيما يواجه اعداؤها الفشل والهزيمة.

ان المسألة المهمة بعد فضل الله تعالى حامي المظلومين وملاذهم خاصة اولئك الذين يضحون في سبيل ازالة الظلم وقطع ايدي المجرمين الدوليين ويقدمون شبابهم، هذه المسألة هي جماهيرية هذه الثورة ولعب الإيمان الراسخ بالله الدور الاكبر في انتصارها .. وعليكم أيها الاعزاء الذين تؤدون دورا مهما في احباط الدعايات الكاذبة والاتهامات الباطلة ان تواصلوا طريقكم بالاعتماد على الله تعالى وفضله، ولا تخشوا ما يعترضكم ما دام الهدف اقامة العدل والقسط.

اخواتي واخوتي! انني اشعر بمعاناتكم في تلك الاجواء كما تحسون انتم بمعاناتنا لكننا نعلم معا ان طريقنا هو الحق ونواجه جميعا الباطل، وان الحق سينتصر على الباطل بالصبر والثبات. وقد وعد الله بالنصر وآمل ان يكون ذلك قريبا. وان علينا العمل من اجل توسيع نطاق اعلامنا وننهض بهذا الأمر رغم كل المصائب، وان نوظف جميع امكاناتنا من أجل تحقيق هدفنا الواحد وفكرنا. وهنا اعيد إلى الاذهان بانني لا أعتقد ان يكون تاثير الابواق الدعائية العظيمة للاعداء مؤثرا وذلك لحجم التناقضات الكبير بين هذه الابواق وادعاءاتها والامر إلى الله. وكما شاهدنا لم يستطع الاعلام تغطية الانتصارات العظيمة التي حققها المقاتلون الشجعان والملتزمون قبل اسبوع في عملية الفتح المبين، فهناك الكثير من الاسلحة تمت غنيمتها أو تدميرها ويحتاج احصاؤها أو جمعها إلى وقت كثير. كذلك ليس هناك احصاء دقيق عن حجم القتلى المغرر بهم ولم يتم بعد اخلاء جميع الاسرى واللاجئين إلى الخطوط الخلفية. وقد وصل إلى طهران حتى الان اربعة عشر الف منهم، فكانت هزيمة العدو كبيرة لا نظير لها أو يقل نظيرها في تاريخ الحروب. ورغم كل ذلك وطرد العدو حتى الحدود العراقية التزمت الابواق الدعائية الكبيرة في العالم الصمت فترة من الوقت ولم يذكروا عنها شيئا أو حتى تحدثوا عن انتصار الصداميين حتى افتضح امرهم فارسلوا مراسليهم لينقلوا شيئا من هذه الانتصارات وتحدثوا عن أوامر صدام بالانسحاب واعادة تنظيم قواته من جديد .. وانني أعتقد ان هذا الاسلوب المخزي في تعامل وسائل الاعلام أعداء الانسانية مع الحرب وخاصة مع الانتصارات في جبهة آبادان وبستان والاهم منها عمليات الفتح المبين هو انتصار للشعب الايراني.

الموضوع الاخر الذي لابد من الحديث عنه، هو انكم أيها الاخوة والاخوات عندما تدرسون ممارسات وتصريحات الزمر المنحرفة وخاصة زمرة المنافقين منذ ان كانوا معتقلين مع عدد من العلماء الاعلام مثل سماحة حجة الإسلام والمسلمين منتظري وسائر الاحبة وحتى انتصار الشعب الشجاع الذي انقذهم، تلاحظون عداءهم للشعب الشريف وتناقض افكارهم مع الاصول الاسلامية وتصرفاتهم الازدواجية في القول والعمل ونفاقهم. واننا نرى عن قرب ان ادعياء الإسلام يعارضون الاصول الاسلامية. ونرى الجرائم التي ارتكبها ادعياء الجهاد للشعب من العمل المسلح وقتل الناس الابرياء واضرام النيران والتفجيرات والاغتيالات، حيث كان الاطفال والنساء والشيوخ والناس المظلومين يشكلون معظم ضحايا جرائمهم غير الانسانية التي ما زالت مستمرة. ولقد كان هؤلاء بصدد الاستيلاء على السلطة منذ انتصار الثورة الاسلامية ونهبوا من المعسكرات ومراكز الشرطة التي هي بيت مال المسلمين الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والذخيرة وسرقوا البنوك وارتكبوا عشرات الجرائم الاخرى وفي جميع ارجاء البلاد واقاموا لهم الاوكار بمبالغ كبيرة وعززوا اوكار الخيانة التي كشفتها القوات المسلحة بمساعدة الشعب. وهل هناك جريمة اكبر من التغرير بالفتيات والفتيان غير الواعين وجرهم إلى الفساد واجبارهم على القيام باعمال الاغتيال والتخريب، ولكن كثيرا من هؤلاء ادركوا خطأهم واعلنوا التوبة. أيها الاخوة والاخوات المحترمين! ان ما ذكرته هو من اجل ان تحذروا الشباب واصدقاءكم الذين لا يملكون معلومات كافية من هؤلاء الذئاب المتلبسين بزي البشر والذين يرتكبون الجرائم باسم الاسلام، فهؤلاء المنافقون الذين كانوا ينتقدون الامبريالية بشدة تبين الان وجههم الحقيقي والكريه، حيث لجأوا إلى احضان الامبريالية واخذوا يتآمرون بدعمها ضد الجمهورية الاسلامية ويريدون من خلال بث الشائعات والاكاذيب ان يوقعوا الشباب الابرياء في شراكهم وينفذوا أوامر اسيادهم من خلال استغلال دماء المظلومين والمغرر بهم.

انكم أيها الاحبة تتحملون مسؤولية شرعية وفطرية في فضح جرائم هؤلاء ما استطعتم ولا تسمحوا للشباب الذين هم رصيد الامة ان يقعوا في شراك هؤلاء واعلموا اننا لو دخلنا تحت راية الإسلام والتوحيد، نصون انفسنا من كيد الاعداء. واليوم فان جميع مصائب المسلمين هي من التفرقة وعدم الانضواء جميعا تحت راية الاسلام. كما كان الحال في الماضي. ادعو لكم بالنصر والله في عونكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

29 اسفند 1360

روح الله الموسوي الخميني‏

* صحيفة الإمام، ج‏16، ص: 100-102


1- صحيفة النور ج 16، ص 113 ادرج في نهايتها تاريخ 15/ 1/ 1361، ولكن التاريخ في النسخة المخطوطة هو 29/ 12/ 60 يعود إلى زمن قراءة بيان الامام الخميني في الاجتماع السنوي لاتحاد الجمعيات الطلابية الاسلامية في اوروبا، وليس إلى تاريخ كتابة البيان.

2011-06-08