كيف تقلب الوشاية نصيحة؟
قيد الدراسة2
حكي عن أحد أسباط الشيخ الأنصاري قدس سره وهو المرحوم السيد موسى السبط، انّه قال: قيل للشيخ الأنصاري في وشاية تلميذه الميرزا محمد حسن الشيرازي انه عندما تحلّ إحدى المناسبات لزيارة الإمام الحسين عليه السلام يذهب الميرزا مع زملاء درسه للزيارة إلى كربلاء المقدسة بالسفينة، ويبسط وقت الغذاء سفرة ملوّنة فيها ما ينافي الزهد ولا يناسب مثل ذلك.
عدد الزوار: 102
حكي عن أحد أسباط الشيخ الأنصاري قدس سره وهو المرحوم السيد موسى السبط، انّه قال: قيل للشيخ الأنصاري في وشاية تلميذه الميرزا محمد حسن الشيرازي انه عندما تحلّ إحدى المناسبات لزيارة الإمام الحسين عليه السلام يذهب الميرزا مع زملاء درسه للزيارة إلى كربلاء المقدسة بالسفينة، ويبسط وقت الغذاء سفرة ملوّنة فيها ما ينافي الزهد ولا يناسب مثل ذلك.
وكان قصد الواشي من كلامه هذا، التنقيص من قدر الميرزا لدى الشيخ، فقال الشيخ للرجل بكل بداهة: رحمك اللّه لقد نبّهتني إلى شيء كنت غافلاً عنه طيلة هذه المدة، وهو ان الميرزا ابن تاجر وقد اعتاد الرفاه في حياته، والنفقة التي يحتاجها للمعيشة كثيرة، وليس مثلي فإني قد اعتدت حياة التقشف ولا احتاج إلى كثير من النفقة، ولكني كنت إلى الآن في غفلة من ذلك وكنت أعطيه بمقدار ما أعطي سائر الطلاب من تلاميذي فمن اللازم عليّ من اليوم فصاعداً ان أزيد في مرتبه الشهري، فرحمك اللّه حيث ذكرتني به، ثمّ زاد الشيخ بعد ذلك في مرتب السيد الشهري، وإعتذر إليه من غفلته، وهكذا قلب وشاية الواشي إلى نصيحة وعظة، والى درس لنا وعبرة.
محاربة الفقر
حكي عن المرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره صاحب الثورة ضد الإنجليز، انّه كان يشترط العدالة فيمن ينوب عن الميت لقضاء عباداته الفائتة منه، وذات مرّة جاءه من يطلب منه عبادة نيابية وكان الميرزا كبقية المراجع مستودعاً أميناً للناس يرجعون إليهم في تسليمهم مبالغ لقضاء ما فات أمواتهم من عبادات ولم يكن إتفاقاً عند الميرزا شيء من ذلك، فغضب الرجل وإشتد مع الميرزا في الكلام وسبه، كل ذلك والميرزا ساكت لا يجيبه بشيء.
وبعد أيام جيء إلى الميرزا بمبالغ للعبادة، فأمرالميرزا أحد الحاضرين بأن يأخذ بعضه ويدفعها إلى ذلك الرجل. فقال بعض من حضر للميرزا متعجباً: ان هذا الشخص ليس بعادل بدليل ما صدر منه قبل أيام، وأنتم تشترطون العدالة فيمن ينوب عن الميت لقضاء عباداته الفائتة منه، فكيف تأمرون له بذلك؟ وهل هو صحيح في نظركم أو نسيتم ما صدر منه إليكم؟ فقال الميرزا: ان ما صدر منه ليّ قبل أيام كان من شدة الفقر، ومثله لا يضرّ بالعدالة، لأنّه صدر عن حالة غير طبيعية، إضافة إلى انّه لم يسبّ غيري ولم يتعرض بالسوء لأحد سواي، وأنا قد عفوت عنه واستغفرت له ربي.