كيف تتألف القلوب؟
قيد الدراسة2
يحكى عن المرحوم السيد أبي الحسن الأصفهاني قدس سره انّه أرسل وكيلاً إلى أحد المناطق الشمالية في العراق، لإرشاد الناس وتعليمهم المسائل والأحكام، وكان هناك شيخ عشيرة في المنطقة، فقام بمعارضة الوكيل أشد المعارضة حتى عجز عنه الوكيل، فراجع الوكيل حاكم المنطقة ليمنع منه الشيخ.
عدد الزوار: 80
يحكى عن المرحوم السيد أبي الحسن الأصفهاني قدس سره انّه أرسل وكيلاً إلى أحد المناطق الشمالية في العراق، لإرشاد الناس وتعليمهم المسائل والأحكام، وكان هناك شيخ عشيرة في المنطقة، فقام بمعارضة الوكيل أشد المعارضة حتى عجز عنه الوكيل، فراجع الوكيل حاكم المنطقة ليمنع منه الشيخ. فقال الحاكم: اني لا أقدر على منع هذا الشيخ عنك لعشيرته الكبيرة، فان أردت ذلك فقل للسيد أبي الحسن يأمر من يراجع وزارة الداخلية ويطلب منهم توفير الحماية لك، وحينذاك تبعث لنا الوزارة إمكانات فنقوم رسمياً بمنع الشيخ عنك. فجاء الوكيل إلى السيد ونقل له القصة.
فقال السيد: لا بأس ثمّ كتب كتاباً إلى ذلك الشيخ يخصه وعشيرته بالسلام ويوصيه بالوكيل وجعل في الكتاب مبلغاً محترماً من الدنانير وقال للوكيل: اذهب إلى المنطقة وأدخل على الشيخ في ديوانه وأعطه هذا الكتاب. فجاء الوكيل وفعل ما أمره السيد، فلما فتح الشيخ الكتاب ورأى المبلغ المحترم من الدنانير والعطف والحنان من السيد إنقلب إلى صديق مؤالف، واحترم الوكيل غاية الاحترام، وأمر قومه وعشيرته باحترام الوكيل وحضور مجلسه والاستماع إليه، وإطاعة أوامره، والتعاون معه، وهكذا فعلوا. فتوسّع نفوذ الوكيل في تلك المنطقة واستطاع إرشاد كثير من الناس وهدايتهم الى مذهب أهل البيت عليهم السلام ونشر الثقافة الإسلامية هناك. وذات مرة جاء الوكيل الى النجف الأشرف مع جماعة من أهالي تلك المنطقة لزيارة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والإلتقاء بالعلماء وبالسيد وزيارته، وعندما إلتقى الوكيل بالسيد، قص له تأثير الكتاب وتعطف شيخ العشيرة معه، فإستبشر السيد من الخبر وقال: هكذا أمرنا الإسلام ان نتعامل مع الناس.
تهادوا تحابوا
هناك قصةأخرى منقولة عن السيد أبي الحسن الأصفهاني قدس سره أيضاً مشابهة للقصة السابقة وهي: انّه قدس سره أرسل وكيلا آخر إلى نقطة أخرى من مناطق العراق، فأنكره شيخ العشيرة في تلك المنطقة ومنع الناس منه وهدّدهم بقطع الماء عنهم وقال: كل من يكلم الوكيل أو يصلي معه أو يحضر مجلسه فهو محروم من الماء، وكان ماء تلك المنطقة بيد الشيخ. فلم يقدر الوكيل على البقاء هناك لمقاطعة الناس له، فرجع إلى النجف الأشرف لينقل للسيد القصة ويستشيره في الأمر. فقال له السيد: لا بأس زرني غداً، وفي الغد لما جاء الوكيل إلى السيد، أعطاه السيد فروة ثمينة وعشر ليرات، وقالإذهب بهما إلى الشيخ وبلغه سلامي وتحياتي وقدمهما إليه. فجاء الوكيل إلى الشيخ وهو في ديوانه وقدمهما إليه وبلغه تحيات السيد وسلامه. قال الوكيل: فلبس الشيخ الفروة وأخذ يختال فيها كالطاووس عندما ينشر جناحيه وقال: أهلاً بك وبمن أرسلك، ثمّ إلتفت إلى عشيرته ومن حوله في المجلس وقال مهدداً لهم: ان من لا يذهب الى صلاة الوكيل ومجلسه أو لا يتعاون معه ويطيعه، يمنع عنه الماء، مما سبب توجه جميع أهل تلك المنطقة نحو الوكيل والإلتفاف حوله، والإهتداء بتبليغه وإرشاده.