جهاد العلماء2
قيد الدراسة2
يحكى أنّه لما أراد البريطانيون إحتلال العراق، واجهوا مقاومة العراقيين لهم بكل شدة، ورأوا أنّ جذر المقاومة التي تمد الناس بالقوة والمعنوية هي مراكز العلم والعلماء وفي مقدمتهم: النجف الأشرف وكربلاء المقدسة. ولذلك لما فرضوا سيطرتهم على العراق بالكامل، فكّروا في الإنتقام، فبدأوا بالنجف الأشرف
عدد الزوار: 71
التحدي الجريء
يحكى أنّه لما أراد البريطانيون إحتلال العراق، واجهوا مقاومة العراقيين لهم بكل شدة، ورأوا أنّ جذر المقاومة التي تمد الناس بالقوة والمعنوية هي مراكز العلم والعلماء وفي مقدمتهم: النجف الأشرف وكربلاء المقدسة. ولذلك لما فرضوا سيطرتهم على العراق بالكامل، فكّروا في الإنتقام، فبدأوا بالنجف الأشرف، فبعثوا الحاكم البريطاني إلى السيد محمّد كاظم اليزدي صاحب العروة قدس سرّه ليقول له: ان الحكومة البريطانية تطلب من سماحتكم مغادرة النجف الأشرف. قال السيد: ولماذا؟ أجاب: لأنا نريد الإنتقام من الأهالي. قال: أخرج وحدي أم مع عائلتي وأسرتي؟ أجاب: بل مع عائلتكم وأسرتكم. قال: فإنّ أهالي النجف الأشرف كلهم أسرتي وعائلتي، وإنّي لن أخرج منها مهما كلف الأمر، وسوف أبقى وليصيبني فيها ما يصيبهم.وبذلك ردّ الحاكم البريطاني خائباً، وتراجعت الحكومة البريطانية عن نواياها بالنسبة لأهالي النجف الأشرف على أثر مقاومة السيد اليزدي وشجاعته، ووفائه وإخلاصه.
مصاحبة الخلفاء والملوك
كتب أحد الخلفاء إلى أحد العلماء، يطلب منه ان يرافقه لينصحه ويرشده. فكتب إليه العالم في جوابه: الذي ينصحك لا يصحبك والذي يصحبك لا ينصحك. وربما نسب هذا إلى أحد الأئمّة الطاهرين عليهم الصلوة والسلام مع أحد خلفاء بني العباس.
على مائدة الملك
قيل عن أحد الملوك: انه دعى العلماء والقضاة إلى الإفطار في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك. فامتنع أحدهم من الإجابة، وكان قصد الملك من الضيافة هو ذاك الممتنع وإنّما أضاف الباقين لأنّ يشبّهه الأمر عليه، علّه يجيب. فأصرّ الملك على قبوله، وأخيراً قبل العالم بشرط ان لا يأكل من طعام الملك، وإنّما يحضر مجلس الضيافة مصطحباً معه طعام فطوره يأكل منه لكن على مائدة الملك. فقبل الملك شرط العالم، فحضر العالم على المائدة وبسط منديله وأخذ يأكل لقيمات بجنب الملك، فمدّ الملك يده الى منديل العالم وأكل منه لقمة ليفتح على نفسه طريقاً إلى إجبار العالم على الأكل من طعامه بحجة المقابلة، ولكن فوجئ الملك بقول العالم: الحمد للّه رب العالمين، وجمع المنديل مؤذناً بتمام افطاره. قال الملك وهو آيس من نجاح خطّته: أنا أكلت من طعامك فأرجو أن تأكل من طعامي.قال العالم: اني شبعت وقد نهى الرسول صلى الله عليه واله وسلم عن الأكل على الشبع. وبعد ذلك سئل من العالم عن سبب ما فعل؟ قال: عرفت ان مقصود الملك من أكله من طعامي هو إجباري على أن آكل من طعامه ولذا إستعجلت في الأكل ولما ان أكَلَ من طعامي، جمعت المنديل ليعرف اني أنهيت الأكل فلا يبقى له محل في الإصرار على ان آكل من طعامه، علماً بان الأكل من طعام الخلفاء والملوك عادة يقسي القلب وينسي الآخرة ويجرّ الإنسان الى المداهنة والغض عن ظلمهم على العباد والبلاد.
الملوك على أبواب العلماء
يذكر عن كافي الكفاة الصاحب بن عباد، الذي هو أحد كبار شخصيات الشيعة في عصره وزمانه، وكان عبقرياً نحريراً وشاعراً أديباً، ولغوياً بارعاً، وقد ولي منصب الوزارة في حكومة البويهيين أعواماً طويلة، وأفاض أيام وزارته على البلاد والعباد تقدماً ورُقياً وجوداً وحساباً وأدباً وأخلاقاً. يذكر عنه: أنّه سافر إلى إحدى المدن النائية ليلتقي فيها بأحد العلماء القاطنين هناك وينال زيارته من قريب، فلما وصل إليها، بعث بأبيات شعرية إلى ذلك العالم يطلب منه فيها إذنَهُ بملاقاته وزيارته إيّاه في داره، وعندما وصلت الأبيات الشعرية إلى ذلك العالم وإطلع على مضمونها، كتب في جوابه وهو يرفض لقاء الوزير بلا مبالاة به ولا خوف منه أو تملق له البيت التالي:
أهمّ بأمر الحزم لو أستطيعه وقد حيل بين العير والنزوان
نعم، لما يكون الملوك على أبواب العلماء، فنعم الملوك ونعم العلماء، وإذا إنقلب الأمر إلى العكس وكان العلماء على أبواب الملوك، فبئس الملوك وبئس العلماء.
قال علي عليه السلام: (الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك).
مع صاحب الفصول
يقال: انّ (فتح علي شاه) الملك الإيراني رغب في أن يزوج ابنته من العالم الجليل صاحب الفصول قدس سره، فأبى صاحب الفصول ذلك. فقيل له: لم رغبت عن مصاهرة الملك، مع ان الملك مسلم، ملتزم بأحكام الدين، ومعلوم ما يناله صهر الملك من العزّ والشأن، وأنت بأشدّ حالة من الفقر. قال: لانّ مواصلة الملوك تدخل الإنسان في الدنيا، وتبعّده عن الآخرة، ولا حاجة لي في عزّ وغنى يبعّدني عن الآخرة.
من مواقف المرجعية
يقال: ان البهلوي الثاني جاء بعد سفرة له إلى الهند، إلى قم المقدسة وأراد أن يلتقي بمرجع عصره السيد البروجردي الحاج آقا حسين قدس سره، وكان يتم اللقاء بينهم في كل مرة في حرم السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام. لكن السيد قدس سره أبى في هذه المرة عن الاجتماع به في حرم السيدة المعصومة عليها السلام كالمرات السابقة فجاء وسائط الشاه وأصروا على إقناع السيّد بأن يكون اللقاء في الحرم كما كان عليه سابقاً، فلم يتمكّنوا من إقناعه، وأخيراً قالوا له: نقول للشاه ان السيد مريض، ولا يتمكّن من الخروج إلى الحرم، فيزورك الشاه في دارك، وقد كان الشاه مصرّاً على زيارته. فلم يقبل السيّد وقال مغضباً: كيف أجتمع بمن يدعي الشاهنشاهية على بلد إسلامي وشعب مسلم، ثمّ يذهب إلى الهند، ويُركِب زوجته وهي سافرة على الفيل يطوف بها في البلاد على أعين الناس بما يوجب خزي المسلمين وذلّهم؟ ورفض بكل صلابة اللقاء به تأديباً له، وهكذا استطاع السيّد بموقفه الصلب من أن يصدّ الشاه عن ارتكاب مثل هذه الموبقات والفضائح.
المرجعية قوّة عظمى
قالوا: ان البهلوي الثاني كان ينوي إجراء بعض القوانين غير الإسلامية في إيران، لكن السيد البروجردي قدس سره وقف صامداً ضد نواياه الشريرة، فأرسل الشاه رئيس وزرائه لكسب رضا السيّد. فقال فيما قال له، وهو يتكلّم عن لسان الشاه: فإنّ هذه القوانين قد أجريت في البلاد المجاورة ونحن مجبرون على إجرائها. فقال السيّد: قولوا للشاه: لكن تلك البلاد قد تبدّل نظام الحكم فيها من الملكيّة إلى الجمهوريّة، ثم أجريت القوانين، فألقم الوزير حجراً ولم يتمكّن أن يتكلّم بعدها بشيء، لأنّ هذا كان أكبر تهديد للملك، ولم يتمكّن الشاه من إجراء تلك القوانين غير الإسلامية في إيران مادام كان السيّد البروجردي قدس سره حيّاً.